عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-19-2009, 06:38 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وصفوان بن المعطل الصحابي الجليل يُرمى في عقيدته ، في دينه ، في دينه يوم يتهم بخيانته لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي من ؟


في عائشة ، في أم المؤمنين الحصَان الرزَان ترجع إلى المدينة ، وتمكث شهراً كاملاً وهي مريضة لا تعلم عن قول أهل الإفك أي شيء لا تعلم شيئاً فهي حَصان رزَان ، لا تلتفت إلى مثل هذه الوقاحات أبداً وخرجت يوماً مع أم مسطح فأخبرتها أم مسطح بما يقوله الناس في المدينة قالت عائشة : وأنا والله لا يريبني شيئا في وجعي إلا أنني لم أكن أرى اللطف الذي أعهده من رسول الله فكان يدخل ويسلم ويقول :
(( كيف تيكم ؟ ))
وأنا لا أعلم شيئاً ، فلما عرفت استأذنت رسول الله أن يأذن لها في أن تذهب إلى بيت الصديق – رضي الله عنه – فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم .
ويشاء ربك – جل وعلا – أن يمضي شهراً كامل لا ينزل فيه على المصطفى في هذا الآمر آية واحدة ، ويشاء ربك لحِكَم يعلمها – جل وتعالى – ألا يرى رسول الله ولا رؤيا واحدة ليبريء بها أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – يمضي شهراً كامل يحطم الألم فؤاد رسول الله ويحطم الحزن ويفتت كبده .


وبعد شهر كامل يذهب النبي إلى بيت أبي بكر – رضي الله عنه – وعائشة التي ذهبت والله ما ذهبت لتسوثق من هذا الكلام في هذا الموضوع الجلل ، فتقول لأمها : ما الذي يتحدث به الناس ؟
فتقول أمها : هوني عليك يا ابنتي تقول : سبحان الله أو تحدث الناس فعلاً بهذا أو تحدث الناس بهذا ؟قالت : فلم يرقأ لي دمع فلم ينقطع لي دمع ولم تكتحل عيناي بنوم ، وظن أهلي وأبواي أن البكاء فالق كبدي . وهي على الفراش تبكي دخلت عليها امرأة من الأنصار تبكي لبكائي وأمها تبكي ، والصديق يتألم ويحطمه الألم .

وفجأة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم وجلس إلى جوار عائشة ، فشهد وحمد الله وأثنى عليه، ثم التفت إلى عائشة وقال:
((يا عائشة إنه قد بلغني عنك كذا كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله – عز وجل – وإن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إن أذنب واعترف بذنبه وتاب إلى الله ، تاب الله عليه ))
قالت : فقلص دمعي.
وأنا أرجو أن تتصوروا أنتم حالة رسول الله وهو يقول لعائشة هذه الكلمات :
((فإن كنت بريئة فسيبرئك الله – عز وجل – وإن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إن أذنب واعترف بذنبه وتاب إلى الله ، تاب الله عليه )) .

تقول فقلص دمعي ، جف الدمع وقلت لأمي : يا أمي أجيبي عني رسول الله تكلمي أنت ، فقالت أمها : والله يا ابنتي ما أدري ماذا أقول لرسول الله فالتفت إلى الصديق وقلت : يا أبي أجب عني رسول الله
فقال الصديق : والله يا ابنتي ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت : فقلت : والله لا أرى لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف :
{ َصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف/18] .

قالت : والله ما رام رسول الله مجلسه ولا رام أحد في الدار مجلسه أي ما فارق أحد مجلسه الذي كان يجلس فيه ، حتى أخذ رسول الله من البُرَحَاء من الشدة مما ينزل عليه من الوحي حتى أنه ليتحدر مثل الجمان – أي : يتصبب عرقا كحبات اللؤلؤ ، من ثقل الوحي الذي يتنزل عليه – فلما سري عن رسول الله سري عنه وهو يبتسم ، وكانت أول كلمة نطق بها المصطفى بعد ما التفت إلى عائشة فقال :
(( أبشري يا عائشة فلقد برأك الله – عز وجل ))
فقالت أمها : قومي يا عائشة قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحمديه
قالت عائشة :
لا لا والله لا أقوم إليه ، بل لا أحمد إلا الله – عز وجل – الذي أنزل براءتي من فوق سبع سماوات .

وقرأ النبي على أمنا – رضي الله عنها – قرآنا شرفها الله به ، وقرأ الرسول قرآنا كرمها الله بها ولا زال وسوف يزال يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{19} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور/11-20]

فازدادت بهذه البراءة مكانتها في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم بل في قلوب المؤمنين ، بل في قلوب المؤمنين الصادقين ، أي شرف !! هي نفسها تقول : والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله في رؤيا فيبرئني الله بها فقط .

انظروا إلى تواضع أم المؤمنين – رضي الله عنها – انظروا إلى صفاء نفسها ، وإلى صدق سريرتها ، وإلى إخلاص قلبها ، ما قالت : إنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنها أم المؤمنين كيف يقول الناس هذا لا ، لا ، لا ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، والله لشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله في رؤيا فيبرئني الله بها . زادت مكانتها في قلبه .

بل الأعجب يا أخي إذا علمت أن النبي في مرضه الأخير استأذن نساءه ألا يدور عليهن كعادته ، وأن يمكث أيام مرضه كلها في بيت عائشة إي والله والحديث في الصحيحين
هل تتصور هذا ، أنا أرجو أن تتخيل مدى الحب من الحبيب الطاهر للحبيبة الطاهرة أم المؤمنين عائشة ، استأذن النبي نساءه في أن يمرّض في بيت عائشة فأذن له لما يعلمنه من حبه لها فأذنَّ له .

تقول : منّ الله علىّ أن رسول الله مات في بيتي وفي يومي إي والله في بيتي ، وفي يومي يعني ليس في يوم زوجة أخرى ، مات في بيتي وفي يومي ، اسمع وعلى سحري ونحري ، ورأسه على سحري ونحري ، يعني رأس النبي في صدرها .

الله ! مات رسول الله ورأسه في صدر عائشة تقول : وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة .

ماذا تريدون بعد ذلك أيها المسلمون ، يجمع الله بين ريقها وبين ريق المصطفى بالسواك الذي أخذته وقضمته ، ومضغته وطيَّبته ودفعته إلى رسول الله فاستاك به كأجود ما استاك به من قبل ، فجمع الله بين ريق المصطفى وريق عائشة في آخر يوم من أيام الدنيا لرسول الله وفي أول يوم من أيام الآخرة

لا يتسع الوقت للحديث عن زهدها ، ولا يتسع الوقت للحديث عن عبادتها ولا يتسع الوقت لا عن علمها ولا عن فقهها ولا عن أدبها .

فهي فقيهة الفقهاء ، معلمة العلماء ، أديبة الأدباء ، بليغة البلغاء فصيحة الفصحاء ما سألها الصحابة عن حديث قط إلا وقد وجدوا عندها علما منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ملأت الدنيا علما ، وروت عن رسول الله أكثر من ألفي حديث وروى عنها كثير من أصحاب رسول الله
فهي معلمة العلماء ، وفقيهة الفقهاء ومؤدبة الأدباء ، وبليغة البلغاء وفصيحة الفصحاء – رضي الله عنها وأرضاها .
وهي التي قالت حينما شكي إليها من بعض السفلة الذين يتناولون أصحاب رسول الله فقالت قولتها الجميلة قالت: أصحاب رسول الله مضوا وماتوا فانقطع عنهم العمل ، فأبى الله أن يقطع عنهم الأجر.

نعم ! ماتوا ، انقطع عملهم ، لكن الأجر لا ينقطع بعواء ونباح هؤلاء السفلة الكلاب ، الذين يتناولون أصحاب رسول الله الذين زكاهم الله وعدلهم الله وطهرهم الله ، واصطفاهم الله ، واختارهم يوم اختار رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم

قال عبد الله بن مسعود :
إن الله تعالى نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فجعله واصطفاه لرسالته ونبوته ، ثم نظر الله في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه .

أكمل ما تبقى بعد جلسة الاستراحة في عجالة سريعة وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ....
تابع


التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس