عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-27-2009, 07:21 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


بسم الله الرجمن الرحيم
الجزئية الخاصة بالحبيبة الراجية عفو العفو
إلى الدقيقة 62
----------------
إجابة الشيخ على سؤال طالب : نعم هذا الذي خلقه الله تبارك وتعالى هو قادر على أن يخلقه لأنه فعل ولأنه شاء ،مثلا هذا الرجل الذي فعل المعصية لو قلنا أن الله تبارك وتعالى لم يشأ هذه المعصية فلماذا حصلت ؟هم هذا الذي يفكرون فيه ، وهكذا .

هم يريدون أن يكون مذهبهم مطرداً فيدخل هذا في كل شئ حتى يقولون نحن لا نتناقض ، وأحيانا بعضهم تجد عنده عقلية قوية لكن أحيانا الذكاء يكون سببا للهلاك -نسأل الله العافية .

هنا يقول المؤلف رحمه الله تعالى : وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ، وهذه ظاهرة لا إشكال فيها.

نتكلم عن بعض الفِرق لأن هذا يفيدنا كثيرا في فهم مسائل معنابإذن الله تعالى.

أول مخالفة حدثت في باب الأسماء والصفات -طبعا هذا الباب يعتبر من أخص الأبواب- وهو لما نثبت لله الربوبية بالتالى لابد أن نثبت له الأسماء والصفات .

جاء الجعد بن درهم و أظهر مقالة التعطيل ، وهنا في العبارة التي جاء بها أحد الإخوة في ذكرها في شرح الطحاوية في كلام المؤلف -طبعا المؤلف لا يقول بهذا لكن يحكي عن الجهمية(نُفاة الصفات)- قالوا إن نحن أثبتنا الأسماء والصفات إذن تعدد الواجب ، وهم عندهم يفرقون بين الاسم والمسمى ، إذن في واقع البشر يقولون فلان هذا اسمه محمد وهذا اسمه أحمد وهذا اسمه محمود ، هل في شخص اسمه محمد و أحمد و محمود وووووو...........؟ فأجروا ذلك على الله تبارك وتعالى فقادهم هذا التشبيه إلى التعطيل ،فقالوا تعدد الأسماء معناها تعدد الذوات -يبئى ليس إله واحد بل عدة ألهه- تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فأدى ذلك إلى أن تكون أسماء لا معنى لها والله تبارك وتعالى معطل عن مفاد هذه الأسماء .

فنفوا عن الله تبارك تعالى الأسماء ونفوا عنه الصفات على هذا المأخذ -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً-وهذا تتنبه إليه أن الذي يقود إلى نفي الصفه هو التشبيه
طالب يسأل؟
الشيخ :بالضبط إذن كل اسم بذات ،إذن تتعدد الذوات وهو واجب الوجود عندهم ،فنحن لا نقول بذلك(قُلِ ادعوا الله أو ادعو الرحمن أيَّمَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى)
طالب يسأل عن معنى قوله(واجب الوجود)؟
الشيخ:يعني (على فهمهم) أنت الأن تقول الرحمن إذن في ذات اسمها الرحمن،والرحيم ذات أخرى اسمها الرحيم ،وهذه واجبة الوجود لأننا نصفُ بها الله -تبارك وتعالى-،وهذه أيضاً لله تبارك وتعالى إذن واجبة الوجود ،عددوا الذوات ،فهم لم يقولوا بتعدد الذوات ولكن هذا قادهم إلى أن يقولوا بأن الاسماء هذه معطله ،هم قالوا يستحيل أن يكون الله عزوجل أعداد كثيرة إنما هو واحد ،إذن هي باطلة أن نسيمه بأسماء كثيرة،فالتشبيه قادهم إلى التعطيل
وهكذا المُشبه الذي يقوده إلى التشبيه هو التعطيل ،فهو يخاف أن يُعطل فيُشبه وهكذا ،لكن أهل السنه وسط بين هؤلاء وهؤلاء .
ثم بعد ذلك نقول صارت هذه المقالة وتابعه عليها بعد الجَعْد بن درهم الجهم بن صفوان وصارت هذه المقالة تُسمى عند السلف مقالة الجهمية ،طبعاً كما ذكرنا سواء قال بها المعتزلة أو غيرهم ،ثم تقلدها بعض المعتزلة مثل أبي لُزيل العلال قال بهذه المقالة ،إذن فهم جهميون في هذا الباب .
طيب من هم الجهمية ؟الجهمية كل من قال بنفي الأسماء والصفات عن الله تعالى سواء كان من أتباع جهم أو لم يكن من أتباعِ جهم،لذلك الإمام أحمد لما ألف في الرد على الجهمية هل أراد أو يَرُد على أتباع جهم فقط؟إنما كل من انتحل قول جهم بن صفوان من تعطيل الصفات .
إذن يأتي عندنا إشكال :ما الفرق بين المعتزلة والجهمية ؟وهل هم متفقون في كل المسائل؟
تعريجة بسيطة في عدة نقاط
النقطة الأولى:أن المعتزلة تزعم أن مرتكب الكبيرة في النار خلافاً للجهمية ،فالجهمية (أتباع جهم) من غُلاة المرجئ فهم على النقيض ،فالجهمية يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب.
وهم أيضاً يختلفون في مسألة القدر ،فأتباع جهم من غلاة الجبرية يعني أن العبد مجبور على ما يفعله ،فسواء فعل المعصية فهو مجبور ،فعل الطاعة مجبور ،إذن يدخل النار إذن على لازم قولهم أن الله تعالى ظلمهم -تعالى الله عن ذلك علواًكبيراً-
أما المعتزلة فهم قدرية ،وهذا سبق بيانه قبل ذلك حيثُ كانوا يقرؤن قول الله تعالى(من شر ما خلق)يقرؤنه (من شرٍ ما خلق)،وإذا قرؤا قول الله تعالى (ورهابنية ابتدعوها)يفتتحون بهذه البداية (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم)
وهم يقولون أن العبد مستقلٌ بفعله ،فإذن لما نقول في باب الإيمان مثلاً هذا القول هو قول الجهمية هل ندخل معهم المعتزلة؟لا
لكن نتكلم في باب الأسماء والصفات نقول هذا قول الجمية إذن نُدخل معهم المعتزلة ،وكذلك في مسائل الأسماء والصفات هناك بعض الاشتراك وبعض الاختلاف
فنقول بأن المعتزلة في الجملة دون الجهم بن صفوان في الشدة والقوة في مسألة الأسماء والصفات ،فجهم بن صفوان يُعطل أي صفة تأتي معه لأن هذا سيؤدي معه إلى تعدد ذوات ،فلا نريد تعدد الذوات إذن هو ذات واحد ة إذن نثبت له الذات فقط أما الصفات كلها نعطلها ،هذا قول جهم ،أما المعتزبة فإنهم يثبتون الأسماء الخمسة لكن بلا صفة فيقولون حيٌ بلا حياة ،سيمعٌ بلا سمع ،قديرٌ بلا قدرة -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراُ-هذه هي نقطة الافتراق في هذا الباب
وبعضهم قال خمسة وبعضهم زاد على ذلك ،لكن هذا الذي يقولوه وإن أثبتو اسم حي لكن بلا صفة ،قديرٌ بلا قدرة،عليمٌ بلا علم ..نعوذ بالله من ذلك .
فمثلاً الله تبارك وتعلى يؤذى ويُقال فيه ويُسب وهو حيٌ إذن في هذا الوقت على قولهم ليس بحي ،فقالوا نريد أن نرتاح ،إن أثبتنا صفةً سيأتي ما هو يُخالف هذا الكمال في هذه الصفة ،ونحن نريد الكمال لله عزوجل إذن هو حيٌ بلا حياة ..وهكذا اجعل في كل الاسماء التي تأتي معك (سميعٌ)هل يسمع الشر؟ هذا مخالف للكمال،إذن سميعٌ بلا سمع فهم يقولون هذا نحن نريد الكمال لله عزوجل وإن أثبتنا هذا الظاهر وقعنا في سؤ فالأفضل أن نريح أنفسنا من ذلك فنثبت ما ظهر وهو الاسم ولا نُثبت صفته
طالب يسأل؟
الشيخ:نقول مثلاً مرض تفكيري أخرجت قولين مبناهما واحد لكن تفرعا على مذهبين ،فالتفكير السيئ أدى بهم إلى قولهم ..(ولو كان من عند غير اللهِ وجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
ثم بعد ذلك ظهرت المُشبهه،والمشبهه هذه تكاد تكون منعدمة لأنه يستحيل أن إنسان يقول أن الله تبارك وتعالى كخلقه،فظهر بعض الناس ويكاد يكونوا اندثروا وإن كان بعض الناس هكذا إلى الأن ،لكن هل لها القوة مثل الجهمية وغيرها من الطوائف ؟فنقول أو من حُفِظَ عنه مذهب التشيبه هو طائفة من غُلاة الرافضة الإمامية كهشام بن الحكم الرافضي ,وهشام بن سالم الجواليقي وأمثالهما ،إذن تفرَّع عندنا مقالات ،مقالة السلف،ومقالة التعطيل ،ومقالة التشبيه،لكن هؤلاؤ الرافضة الإمامية حصل بينهم وبين المعتزلة اتحاد في وقت من الأوقات ،فقال الرافضة الإمامية بقول المعتزلة وهكذا الرافضة ففي أُسس عندهم لا إشكال فيها ،نكن على أحد الموطنين لكن في أُسس عظيمة عندهم لابد أن تُنفذ ،فإن وافق المعتزلة الرافضة في قواعدهم الأساسية إذن لا إشكال بعد ذلك ،فهذا الذي سنذكره فيما بعد-إن شاء الله-
لكن نقول بعد ذلك ظهرت القُلَّابية والأشاعرة ،والماترودية وكان السبق للقُلَّابية يتزعمهم عبد الله بن سعيد بن قُلَّاب ،وأيضاً يُعد هذا الرجل من الأذكياء وكان قوياً في المناظرات لاسيما مع الفلاسفة والمفكرين والمتكلمين وكان يُفحمهم لكن حتى يصِل إلى مراده يُسقط أشياء كثيرة من قول السلف،وهكذا أي أنسان يعتمد على رأيه وعقله فقط فإنه يضِل -نعوذ بالله من الخذلان-
طيب هذا الرجل كان يُعتبر من أقوى الناس في الرد،وكان يرد على المعتزلة فانتحل مذهباً ملفقاً من مذهب الأئمة و مذهب المعتزلة ويقول هو أنه توسط في الجمع بين مذهب الأئمة -يقصد به مذهب السلف -ومذهب المعتزلة ،فمثلاً يُثبت أصول الصفات ويقول أن هذه الصفات قديمة ،طبعا قديمة على مصطلح المتكلمن وهي لا سابق ولا لاحق ،لكنه لا يُثبت الصفات الفعلية ،فمثلاً يقول بأن الله تبارك وتعالى موصوف بصفة الكلام لكن الله تبارك وتعالى واحد أَزَلِي لا يتعلق هذا الكلام بقدرة ولا مشيئة فنحن نُثبت ما ورد وهو أصل الصفة وهي الكلام لله تبارك وتعالى ونقول أنها قديمة لكننا لا نُثبت أنه سبحانه وتعالى يتكلم ،وجاء على هذه المدرسة بعضالناس كالحارث بن أسد المحاسِبي ،وألَّف بعض الكتب ككتاب الرعاية ،وكتاب فهم القرءان ،وكثير من يتصدر للدعوة يقرأ لكتب الحارث المحاسِبي،والإمام أحمد رحمه الله تعالى كان قد هَجَرَهُ بمقالاتٍ له لعلنا نعرضُ لها إن شاء الله تعالى لكنه من أتباعِ بن قُلَّاب ،وتجد عبارات كثيرة لايُفرق فيها بين مذهب السلف وغيرهم،وإذا تكلم في مسألة كالكلام مثلاً يقول فيها قولانِ منهم من يُثبت الكلام لله تبارك وتعالى ويُثبت له الصفة الفعلية أنه يتكلم ،ومنهم (أي من أهل العلم ومن السلف)من يقول بأن الله تبارك وتعالى له الكلام وليست له الصفة الفعلية؟ والصحيح هو أنه ليست له صفة فعلية ،فيلتبس على كثير من القارئين وتجد في كلامه كثير من الكلامات قد تجرك إلى فهم خاطئ عن أسماء الله وصفاته .
سبق الحديث بالكلام عن القُلاَّبية نسبة إلى عبد الله بن سعيد بن قُلاَّب ،وكان من أتباعه على قوله ورأيه الحارث بن أسد المحاسبي وهو صاحب كتاب الرعاية وفهم القرءان،وله عبارت رقراقة جميلة تأخذ بمجامع القلوب فتؤثر في بعض الناس لقرءاة كتبه فهو كان ناسكاً عابداً لله تبارك وتعالى لكن العبادة وحدها لا تكفي فلابد كذلك من العلم الصحيح الذي على مراد السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ،وفي كتاب فهم القرءان للحارث المحاسبي قرر كلمات كثيرة من كلام ابن قُلاَّب فهو يقول في كتابه فهم القرءان:إن لأهل السنة فيها قولين على مسألة مثل مسألة الكلام،فيجعل هذا القول الذي هو قول ابن قُلاَّب ضمن الخلاف المُعتبر ثم بعد ذلك يُرجح هذا الذي قاله ابن قُلاَّب على أنه من أقول السلف رحمهم الله تعالى