عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-13-2008, 06:07 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام الإمام أحمد بن حنبل

إمام أهل السنة والجماعة ومعلم الخير والهداية، الإمام حقاً، وشيخ الإسلام صدقاً، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل
صدق فيه قول القائل:

قــوم أقامــوا للإلــه نفـوسهم فكسا وجوههم الوسيمة نــوراً
نالــوا بذلـك فرحـة وسـروراً وسَعَوا فأصبح سعيـهم مشكورا
تركـوا النعيـم وطلقـوا لذاتـهم زهداً فعوضهم بذاك ســروراً
قامــوا يناجـون الإلـه بأدمـع تجرى فتحكى لؤلؤاً منثــوراً
ستروا وجوههموا بأستـار الدجـى ليلاً فأضحت في النهار بدوراً
عملوا بما علـموا فجـادوا بالـذي وجدوا فأصبح حـظهم موفوراً
وإذا بدا ليل سمـعت أنينهم وشَهِدتَ وَجْداً مِنهمـوا وزفيراً
تعبوا قليلاً في رضا محبـوبهم فأراَحهم يـوم المعـاد كثـيراً
صبروا على ما بلوا همو فجزاهموا يوم القيامة جنة وحـــريراً

عاش الإمام أحمد مثالاً للعلم والعمل، ونموذجاً للنظرية والتطبيق، فاستحق بذلك أن يكون إمام أهل السنة والحماعة.
وقف الإمام أحمد وقفه صادقة لله تعالى ... نصر بها السنة ورفع بها الملة، فاستحق قول القائل:

أضحى ابن حنبل محنة مأمونة وبحب أحمد يعرف المتنسك
وإذا رأيت لأحمد متنقـــصاً فأعلم بأن ستوره ستـهتك
أما قيامه بالليل واجتهاده في طاعة ربه فلا تسل عنها، فعبير سيرته طبَّق الآفاق حتى دان له القاصى والداني بالفضل والكرامة.
قال عنه عبد الرزاق الصنعاني الإمام المحدث: ما رأيت أحداً أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.
وهذا ولده عبد الله يقول: كان أبي يصلى في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته فكان يصلى كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد أيضاً: كان أبي يقرأ كل يوم سبعاً، وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء، ثم يقوم إلى الصبح يصلى ويدعو.
فياعجبا من هذا الصبر والجلد، والعزيمة والهمة في سبيل الله تعالى
فهذا هو أدب الليل وأخلاقه وقد أثرت في الإمام كل التأثير، قال يحيى بن معين: ما رأيت مثل أحمد، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.
يقول عاصم بن عصام البيهقى: بتَّ ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل.
قال أبو بكر المروزى: كنت مع أبي عبد الله نحواً من أربعة أشهر بالعسكر، ولا يدع قيام الليل وقرآن النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يسر ذلك.
رحم الله الإمام أحمد، فلقد كان علامة في جبين الدهر، وشامة في تاريخ الأمةن وبمثل أحمد رفع الله هذه الأمة فوق الأمم، فمتى نُفيق من غفلتنا ونراجع ما كان عليه الأولون الصالحون بدلاً من أن نصفهم بالقرون الوسطى وهم خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس