عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 09-30-2010, 03:27 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

البين: أي الفراق ، وهذا أعظم ما يعذب به العاشق أو المحب ، أعظم ما يعذب به المحب الفراق ، أنه يفارق من يحب ، فهو يدعوا على نفسه إن كان كاذب .

رميت ببين منك إن كنت كاذبًا


وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح



وإن كان شيء في البلاد بأسرها


إذا غبت عن عيني بعيني أملح


أي لا توجد حاجة مليحة تصادف عيني إذا أنت غبت

فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل


فلست أرى قلبي لغيرك يصلح



فسنون كان عنده هيجان المحبة وكان الرواة يسيرون وراءه يسجلون ما يقوله سنون المحب هذا الذي يضرب به المثل في المحبة ، يذكر أبو نعيم في الحلية والخبر هذا أنا مستغربه ، لأن فيه بعض رواة الخبر لم أعرفهم ، يقول أنه بلغ سنون أن رجلاً غنيًا تصدق بأربعين ألف درهم ، فذهب لأحد أصحابه وقال أيغلبنا هؤلاء ، نحن ليس معنا مال وهؤلاء الذين يتصدقون بأربعين ألف هل سيغلبونا ، قال له ماذا نفعل ؟ قال قم بنا نصلي أربعين ألف ركعة ، على أساس أن الركعة أفضل من الدراهم .سنون الحب هذا لما قال:

فليس لي في سواك حظٌ



فكيف ما شئت فابتليني



ومن أدعى الصبر وكل إلى نفسه ، لذلك في حديث صهيب الرومي ذكر النبي وهذا الحديث أصله في صحيح مسلم لكنه عند أحمد وغيره مقدمة لحديث الساحر والراهب كان النبييذكر نبيًا من الأنبياء ، فنظر هذا النبي إلى قومه وكانوا قومًا شجعان ، كلهم مغاوير وفرسان وغير ذلك فأعجب بهم بينه وبين نفسه وقال من يقوم لهؤلاء ، من في الدنيا يستطيع أن يحاربهم ، هؤلاء مغاوير وأي أحد يقف أمامهم سيغلبوه فأوحى الله إليه أن اختر قتله من الذين سأقول لك عليهم ، إما يبعث عليهم طاعونًا أو مرضًا ، وإما يقتلون بعض أو شيء آخر ، فاستشار قومه ففضلوا الموت ، أن تأتي عليهم ريح أو شيء آخر ، فبعد هذه ، كان النبي يقول( اللهم بك أصول وبك أحول) ,لماذا عوقب قوم هذا النبي ؟ لأنه وكل النصر إليهم قال من يقوم لهؤلاء ، لا أحد يستطيع أن يغلبهم ، فالنبي ليتحاشى مثل هدا , قال:" اللهم بك أصول وبك أحول ولا حول ولا قوة إلا بك " .وربنا- عز وجل- يقول:﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾(التوبة:25) ، فتأمل يوم حنين وتأمل يوم بدر يوم بدر خرجوا لا لقتال ، إنما للقاء العير ، ثلاثمائة وأربعة عشر عدة قوم طالوت كانوا يعتقبون البعير الواحد كانوا يقتسمون التمرات ، حتى لما نظر إليهم النبي وقد ضربت الحرب أوزارها ولم يعد هناك خيار إلا القتال ، ولم يكن معهم فرس إلا فرس المقداد بن الأسود ولا سلاح ولا غير ذلك ، وخرجوا حاسرين الدروع ، أي لا يوجد معهم دروع والدروع الحديد كان يلبسها المقاتلون ، لا يوجد مقاتل يدخل الحرب بالسيوف مكشوف الذراع ، وإلا لو واحد ضربه بالسيف على ذراعه انتهت قضية فبماذا سيحارب ,فكانوا يلبسون الدرع واللئمة ، واللئمة مثل الخوذة بحيث أنه يتلاشي ضرب السيف على الرأس أو على الذراع فكانوا حاسرين وقريش خرجت للحرب واستعدت بألف رجل وجاءت بقبضها وقضيبها كما قال أبو جهل ، نرد بدرًا ونشرب الخمر وتغنينا القيان ويسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدًا .والرسول- نظر إلي الصحابة مع قلتهم وذلتهم كما قال الله- عز وجل- قال:" اللهم إنهم عالة فاحملهم ، عراة فاكسهم ، جياع فأطعمهم ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " ، فنزل جبريل عليه السلام والخبر أنتم جميعًا تعرفونه ، فكم بين بدر وحنين ؟، ما الذي حدث في حنين ؟ نظر بعض الصحابة إلى بعض وقالوا لن نهزم اليوم من قلة ، فلما بدأت الحرب تشتد ولوا مدبرين ، حتى نادي الرسول كما في حديث أنس نادي نداءين فصل بينهما فصلاً قال: " هلموا إلي يا أصحاب سورة البقرة ، ثم قال: أنا عبد الله ورسوله " حتى جمع الصحابة .
فالإنسان لا يكل نفسه إلى نفسه طرفة عين :وكان النبي-يستعيذ أن يوكل إلى نفسه طرفة عين فإنما أنت بالله ، الإنسان لا يدعي نجاحًا ولا يدعي صبرًا ولا يدعي علمًا ، إنما ينسب ذلك إلى الله وليست قصة موسى والخضر منكم ببعيد كما في الصحيحين
وَسَبَبُ الْقِصَّةِ وَرِحْلَةٌ مُوْسَىْ:كلمة قالها موسى لما وعظ بني إسرائيل فرقت القلوب وذرفت العيون ، فمضى موسى- عليه السلام- فتبعه رجل فقال يا كليم الله تعلم أحدًا في الأرض هو أعلم منك ؟ قال له: لا ، فعتب الله عز وجلَّ عليه أنه لم يرد العلم إليه .وقال له بلى إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ، فرحل موسى- عليه السلام- هذه الرحلة الطويلة إلى الخضر ليتعلم منه ثلاثة مسائل بسبب أنه قال: لا أعلم أحدًا في الأرض هو أعلم مني .
فَالإِنْسَانُ يَنْبَغِيْ حَتَّىَ فِيْ بَابِ الْفَتَاوَىْ أَنَّ يُظْهِرُ الْتَبَرِّي مِنْ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ :أنا أستغرب على الجماعة الذين أذا سأله أحد في فتوى ، يقول له ، حلال ، حلال ، حلال ، في رقبتي وأنا سمعته كثيرًا يقول في رقبتي وأنا المسئول عن هذا أمام الله يوم القيامة ، من الذي يمكن أن يتجرأ ويقول مثل هذا الكلام ، الأئمة الكبار كانوا يخافون ، لما قيل لأحمد لما لا تقول حلال وحرام ؟ تلا قوله تعالي:﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ(النحل:116) .أليس يخطئ العالم ، دلالة الدليل قد تكون خفيه والفهم كما قلنا نعمه من الله وممكن الإنسان الفاضل العالم يند عنه شيءٌ يدركه الصغير الذي هو أقل منه في العلم ، فالواحد يظهر التبري من الحول والقوة ويقول هذا ما ظهر لي ، لذلك كلمة يعجبني ولا يعجبني كانت متكررة على لسان الأئمة الأربعة ، يقول يعجبني أن يفعل ذلك ، وقد يقول يعجبني فيما هو واجب ، فأي إنسان لا يفهم المصطلحات يقول يعجبني ، فيقال أنه يفتي بذوق ، مسألة ذوق ، يعجبني ولا يعجبني ، المسألة ليست هكذا .هو لا يريد أن يتكلم الكلام الواضح الصريح وهذا كله خوفًا من أن يسأل يوم القيامة ، قد لا يحرر الإنسان المسألة والوقت يضيق عن تحريرها فيفتى بقول غيره ثم يتبين أنه مخطئ ، وهذه مسألة الإنسان يتعرض لها ، وليست كل مسألة جزئية الإنسان يحرر القول فيها ، وأركن المستفتي حتى أرى نهاية القصة وآخرها ، إنما أفتي بقول أهل العلم ممن سبقونا ، نعم يكون عندي راجح في المسألة بدلالة قول أهل العلم لكن ممكن أطلع غلطان في الآخر ,قضية من القضايا أنا متبنيها مثلاً ، مثل قضية وجوب زكاة الحلي ، الحلي التي تتزين به المرأة وتتحلى به من أول ما قرأت الأبحاث كلها أرى وجوب إخراج المرأة لزكاة الحلي ، ووقفت بعض ما طبعت بعض الكتب المسندة على بعض الآثار عن الصحابة أو أمهات المؤمنين ممن كانوا لا يرون إخراج زكاة حلي الزينة ، إنما يوجب إخراج الزكاة عن الكنز فقط ، وأنا أعرف منذ زمن أن هذا هو مذهب الأئمة الثلاثة ، مذهب أبو حنيفة والشافعي ومالك ومذهب أحمد- رحمة الله عليه- ، وأحمد له في المسألة أكثر من قول لكن القول الأشهر عند الحنابلة الوجوب ، وأنا كنت متبني هذا القول ، لأن الدار قطنى كان قد ضعف الحديث القائل بالوجوب لأنه جهل أحد رواة الإسناد وقال محمد بن عمر مجهول ، وهو ليس مجهول وهو محمد بن عمر بن عطاء ألليثي وهذا رجل حسن الحديث .الحديث الذي كان يقولون بعدم الوجوب لأن الحديث ضعيف وضعفه الدار قطني ، لا لما ثبت عندي قلت بمقتضاه ، ممكن الإنسان يغير رأيه في المسألة ، ويمكن كما قلت لكم في مرة من المرات أن أبا عبيد القاسم غير مذهبه في الوضوء لما أحدث رجل بجانبه في صلاة الجمعة ، وتجد أئمة كالشافعي له قولان ، القول القديم والقول الجديد ، وأحمد أكثر الأئمة الأربعة في هذه المسألة ، ممكن ساعات تجد له في المسألة خمسة أقوال وليس قولين فقط ، بل خمسة أقوال .
لذلك القاضي أبو يعلى عمل كتاب الروايتين والوجهين وحاول أن يرى منصوص أحمد ويزيف ويصحح وهذا الكلام ، فممكن الإمام يكون يفتي بقول ثم يرجع عن هذا القول ، وفيه بعض الروايات قد تنسب للإمام ولا تصح من جهة الإسناد ، مثل ما ينسب للإمام أحمد- رحمه الله- أنه يجيز قراءة القرءان على المقابر وذكروا في ذلك رواية هذه الرواية باطلة من جهة الإسناد أو فيها راوي مجهول وفيها راوي ضعيف وأظن فيها علة أيضًا ، أي أن الإسناد به ثلاث علل . أن الإمام أحمد ذهب في زيارة أو في جنازة للمقابر فوجد رجل يقرأ القرءان في المقابر ، فقال له: لا تقرأ فإن القراءة عندنا بدعة ، وهم راجعين قال له بعض أصحابه كيف تقول بدعة ؟ وقد حدثنا فلان عن فلان قال له: ارجع إليه فقل له يقرأ ، وهذه الرواية لم تثبت أصلاً ، ولكنها موجودة كمنصوص لأحمد في بعض كتب الحنابلة ، لأن كثير من الفقهاء لا يعرف صحة الأسانيد ولا هذا الكلام ، فأي رواية يجدها سواء عن النبي- عليه الصلاة والسلام أو عن الصحابة أو حتى عن الإمام ممكن يأخذها ويتبناها ويعمل قول في هذه المسألة .فالإنسان المتصدر للفتاوى لأن العلم واسع كالمحيط ، وهو لا يستطيع أن يحيط بكل جزئيات العلم فينبغي أن يكون مشفقًا على نفسه ، لا يأتي فيقول ضعها في رقبتي أو أنا مسئول أمام الله ، فأنت مسئول سواء قلت أو لم تقل ، لماذا تتعجل غدًا ستسأل ،﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾(الصافات:24) وهناك بعض الناس كنت أظن فيه التحري بكل أسف له وظيفة مرموقة وهذا الكلام من ثلاث أيام في هذا المسجد أعطاني واحد كتاب عن الختان للإناث ، اسمه ختان الإناث ليس من شعائر الإسلام ، وهذا عنوان الكتاب وأصدرته وزارة الأوقاف ، ومكتوب فيه عدة مقالات ، فيه مقال لواحد معين فيه بيني وبينه علاقة قديمة وقرأت مقاله فوقف شعري مما قرأت ، أن هذا ليس من الإسلام ولا تمد إلى الإسلام بصلة ولا ، ولا ، ولا ، وتكلم كلام أنا لا أصدق أن هذا الإنسان ممكن أن يقول هذا الكلام ، فاتصلت به وقلت له حدث كذا وكذا وكذا ، فأنت كيف تقول هذا الكلام ، هذا الكلام منسوب لك أم أنت قلته ؟ ، قال كيف هذا الكلام ، اقرأ لي ، قلت له كذا كذا كذا ، قال غريبة ، قلت له لا ليست غريبة هذا في وسط مقالك صفحة ستة عشر أيضًا . فكيف يمكن أن تقول هذا الكلام ، ليس من الإسلام في شيء ، قال: الأحاديث ضعيفة ، قلت له: أنت لست متخصص ولا الذي أعلى منك متخصص ، كلكم في الحديث عوام ، لماذا تقولون الموضوعات والأكاذيب والمناكير في كل أحاديثكم ، وأتيت على هذه وقلت أنه ضعيف ، لماذا هذه الذي صار ضعيفاً ، وكل أحاديثكم وفتاواكم تقولون غير ذلك .ويطلع واحد منصبه كبير يقول: الألباني أول من ابتدع عدم العمل بالحديث الضعيف ، والأئمة كلهم يقولوا بالحديث الضعيف واقرأ في سنن أبي داود وسنن النسائي تجده مشحون بالضعيف ، بل ممكن لا تجد في الباب حديث واحد صحيح ، لا في أبي داود ولا في الترمذي ولا بن ماجة ، مما يدل على أن الأئمة كانوا يحتجون بالحديث الضعيف ، وهذا الكلام كلام غير صحيح يرد عليه بكلمة واحدة ، لأنه شافعي المذهب ، أن الإمام الشافعي علق القول في خمسين مسألة على صحة الحديث وقال: لو صح الحديث لقلت به ، والحافظ بن حجر العسقلاني جمع هذه المسائل وأنا لم أرى كتابه ، لكن أنا أعرف أنهم خمسين مسألة من كتب البيهقي ، لا أعرف إن كان الحافظ جمع فأوعى أم لا ؟ لكن اسم كتاب الحافظ بن حجر ، اسمه( المنحة فيما علق الشافعي به على الصحة) .فما معني أن يقول الشافعي لو صح لقلت به يا أولي الألباب ، المسألة واضحة كالشمس ، لا يوجد الألباني تجد الدنيا مظلمة وهذه كلها مزالق أقدام ، .
لِذَلِكَ نَقُوُلُ أَيُّ إِنْسَانٍ مُتَصَدِّرَ لِتَعْلِيْمِ لَابُدَّ أَنْ يَحْتَرِزَ بَعْدَ الْفَتْوَىْ يَقُوْلُ الْلَّهُ أَعْلَمُ وَيَكُوْنَ مُشْفِقا عَلَىَ نَفْسِهِ:لأن الله- عز وجل- قال: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ كل إنسان سيسأل عن فعله لاسيما أهل العلم الذين يعتبروا منارات ويعتبروا كرأس العين ، الدنيا كلها تشرب ، فإذا تسممت رأس العين الدنيا الجماهير كلها ستموت ، فالحرص على أن يكون رأس العين نقية هذه ضرورة دينية .

انْتَهَى الْدَّرْس الْرَّابِع



الْدَّرْس الْخَامِس

يقول بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( مَن قَارًبَ الفِتنَةَ بَعُدَت عنه السَّلامَة ومَن ادعَى الصَّبرَ، وكِلَ إلى نفسه ، ورُبَّ نَظرَةٍ لم تُنَاظر ، وأحَقُ الأشياءَ بِالضَّبط والقَهرِ، اللسَّانُ والعَين ، فإِيَاكَ إياك أن تَغتَرَ بعَزمِكَ عَلى تَركِ الهَوى ، مَعَ مُقَارَبةِ الفِتنَة ، فَإِن الهَوى مَكايِد ، وكَم مِن شُجَاعٍ في صَف الحَربِ اغتِيل فَأتَاهُ ما لم يَحتَسب ممَِن يَأنَفُ النَّظرُ إلِيهِ ، واذكُر حَمزًةَ مَعَ وَحشِي .)

فَتَبَصّرَ ولا تَشِـم كُلّ بَـــرقٍ



رُبَّ بَرقٍ فيه صَوَاعِقُ حَينِ



واغضض الطرف تسترح من غرامٍ



تكتسي فيه ثوب ذلٍ وشينِ



فبـَـلَاءُ الفَتى مُوَافَقةِ النَّفــسِ



وَبِدءُ الهَوىَ طِمُوحُ العَيـنِ


وكنا بدأنا الكلام عن هذه الخاطرة يوم أمس ووصلنا إلى قول بن الجوزي:(ومَن ادعَى الصَّبرَ، وكِلَ إليه ، ورُبَّ نَظرَةٍ لم تُنَاظر) أي ربما لا يُمهَل المرء وينظر وقد قال الله - تبارك وتعالي - في مثل هذا المعني :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾(الأنفال: 24)طبعًا الشطر الأول له تعلق كبير ببقية الكلام ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾وإلا فإن لم تستجب فاعلم ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ ، تريد أن تتوب فلا تسدد فالعبد العاقل عندما يسمع أي نداء كما قال بن مسعود - رضي الله عنه - إذا سمعت الله- عز وجل- يقول:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأرعها سمعك فأنه خيرٌ تؤمر به أو شرٌ تنهي عنه .
الْحَيَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ هِيَ الاسْتِجَابَةَ: أي نداء لاسيما إذا كان الذي ينادي هو رب العالمين قف ولا تمضي حتى تسمع ما يقال لك فإن الحياة في الاستجابة ، الحياة الحقيقية الاستجابة والحياة الحقيقية هي حياة القلب وليست حياة البدن ، فإذا لم يقف المرء وإذا لم ينصع للنداء بقيت العقوبة وهي أن يحال بينه وبين التوبة ، لأي سبب من الأسباب يسمع الوعظ فيستهزئ ، حيل بينه وبين قلبه ، ونحن نعلم أن القلب هو الذي يحرك الإنسان ( ورُبَّ نَظرَةٍ لم تُنَاظر ) إذا قلت أنظرني لا تُعطي هذا طالما أنك وكلت إلي نفسك وطالما أنك قاربت الفتنة ولم تأخذ بسد الذريعة إلي الفتنة تكون العقوبة (وأحَقُ الأشياءَ الأشياءَ بِالضَّبط والقَهرِ، اللسَّانُ والعَين )
خُطُوْرَةُ الْلِّسَانِ وَالْحَضِّ عَلَىَ ضَبْطِهِ:أما اللسان: فالأحاديث في الأمر بضبطه ضرورة ويكفينا منها قوله صلي الله عليه وآله وسلم - " من تكفل لي بما بين لحِييه وفَخِذَيه تكفلت له بالجنة وإنما المرءبأصغريه" .وفي الحديث الحسن" أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أطلع إلي أبي بكر - رضي الله عنه - وقد أخذ لسانه بيده _أمسك لسانه بيده_"وقال ما تفعل يا خليفة رسول الله ؟ قال أن هذا أوردني الموارد " أبو بكر هو الذي يقول هذا الكلام ، أوردني الموارد مع ما لأبي بكر من المكانة والحشمة ، نعم هذا يناسب ورع ودين أبي بكر - رضي الله عنه - وكلما ثَقُل دين المرء أستعظم الشيء اليسير ، إنما الذي يفوت الجذع لا يراه هو ذلك رقيق الدين .
الْفِرَقَ بَيْنَ نَظْرَةٍ الْصَّحَابَةِ لِلْمَعْصِيَةِ وَنَظْرَةً الْخَالِفِيْنَ الَّذِيْنَ جَاءُوَا بَعْدَهُمْ:وقد بين أنس رضي الله عنه كما في حديث صحيح البخاري الفرق بين نظرة الصحابة للمعصية ونظرة الخالفين الذين جاءوا بعدهم فقال أنس - رضي الله عنه:" أنكم لتعملون أشياء هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها علي زمان النبي من الكبائر ".
ما الشيء الذي كان أدق من الشعر عند التابعين كان الصحابة يجعلونه من الكبائر ؟لنتكلم بضابط علمي ما هي الكبيرة ؟ ما هو الشيء الذي كان أدق من الشعر عند التابعين كان الصحابة يجعلونه من الكبائر علي عهد النبيهذا لا يندرج تحت ضابط الكبيرة من ناحية الاصطلاح ، الكبيرة فيها لعن وطرد ، وتوعد بالنار وأنس بن مالك هذا الصحابة كانوا متوافرين وكانوا موجودين ، علي الأقل لو كان أقل عدد قليل من الصحابة موجود الخير موجود ،في زمان الخلفاء وصولة الإسلام والدنيا كلها تتدين بالإسلام ولا يقدر أحد أن يخالف ولا يبتدع ولا غير ذلك ، فضلًا أنه يتكلم بكلام تطير الرؤوس به ، مازالت الدنيا كلها كانت خير والتابعون الذين كان أنس يخاطبهم ، ما الذي كان عندهم مثل الشعرة كبيرة في عهد النبي .
لِمَاذَا كَانَ الْصَّحَابَةُ يَتَوَرَّعُوْنَ عَنْ الْشَّيْءِ الْيَسِيْرِ؟إنما تكلم أنس بلسان الورع علي قانون الورع ، كان الصحابة يتورعون عن الشيء اليسير ، لماذا ؟ لأنهم تعلموا علي يد النبي- ,مثلًا في الحديث الصحيح: " عندما أرسل جرير بن عبد الله البجلي غلامه ليشتري له فرسًا ، والتجارة شطارة ، وإذا قدرت أن تغلب أي إنسان وتأخذ بأرخص سعر هذه شطارة أم الكلام هذا خطأ ؟ نعم العرف الساري هكذا من زمان وليس من هذا الحين ، كل ما تستطيع أن أنت تخفض في السعر وتأتي بالشيء جيد بسعر قليل تكون أنت شاطر,هذا الغلام شاطر أشتري الفرس بأربعمائة درهم ، وعندما رجع إلي جرير قال أنا اشتريته لك بأربعمائة درهم جرير قال لا هذا ثمنه أكثر من ذلك قال أنا اشتريته بأربعمائة درهم ، هو يريد حافز ، أو علاوة ، أو أي شيء ، قال: أين صاحب الفرس ؟ ، تعالي وأخذه إلي صاحب الفرس قال له أنت بكم تبيع هذا الفرس ؟ بأربعمائة درهم قال لا الفرس ثمنه أكثر من ذلك بستمائة ، الرجل قال: رضيت ، قال: بثمانمائة ، فرسك يساوي ثمانمائة ، وأعطي له بأربعمائة درهمًا أخري .
بِمَاذَا عِلَلُ جَرِيْرٍ هَذِهِ الْقِصَّةَ ؟ قال: إني بايعت رسول الله علي النصح لكل مسلم ومثل جرير لا يستقيل من البيعة بأربعمائة درهم هذا بايع النبي - - هذا شيء ليس بسيط وليس سهل أن يبيع هذه البيعة ويستقيل من هذه البيعة بأربعمائة درهم ، لا ليس هذا الجيل الذي يفعل هذا ، لأجل هذا بورك لهم ، ليس لازمًا أن تكسب في هذه الصفقة ، ممكن أن تكسب في صفقات أخري كثيرة ، الله- عز وجل- يفتح لك القلوب الناس كلها تشتري منك ، القصة ليست أن تأخذ الصفقة وينتهي الأمر ، لا . المسألة ليست هكذا هذا الجيل كان يتدين بالإسلام ، فيري المخالفة اليسيرة شيئًا عظيمًا . عبد لله بن عمر مثلًا لما كان مريضًا وقال لأولاده وأحد أبناءه جالس" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " كلام النبي- لما قال: " لنمنعهنَّ يتخذنه دغلا " وهذا نفس كلام عائشة في صحيح البخاري بن عبد الله بن عمر عندما قال: ( والله لنمنعهن يتخذونه دغلا )، أي المرأة عندما تريد أن تفعل حجة للخروج مثل هذه الأيام ، ذاهبة إلي الخياطة ، لا الجماعة الملتزمات تقول نحن لن نذهب للخياطة ، يقولوا نحن ذاهبين إلي المسجد ، كل ما تحب أن تفعل شيء تقول أنا سأذهب إلي الجامع ، لا أقصد ممكن في بعض النساء يفعلوا هذا ، فهو يقول لا ليس كل ما تقول له أنا ذاهبة إلي الجامع يسلك لها المسائل ، لا يتخذونه دغلا .الأدغال:هي المكان الملتف بالأشجار ، يريد أن يقول هي ليس كل ما تقول لي ، لا ، أنا سأمنعها ، لو أنا رأيت أن المرأة ممكن إذا ذهبت إلي المسجد تفسد نعم تجتمع علي بعض النساء ، ويكلموا بعض وزوجي فعل في كذا وكذا وأذاقني الويل والذل ، تجد التي تقول لها لماذا أنت ساكتة علي هذا ؟ أنا زوجي فعل في هكذا قصصت له ريشه ، ولم يعد يطير حاليًا ، فتسألها ماذا فعلتي به ؟ تقول لها تعالي أحكي لكي ماذا فعلت به فالمرأة ترجع إلي البيت وجهها مقلوب ، زوجها يجد الدنيا مقلوبة وتهجره ، فعندما يجد الرجل المرأة كل ما تذهب للمسجد يحدث لها هذا ، قال: لا أنا سأمنعها ، لأنها تفسد عندما تلتقي ببعض النساء الموجودات في المسجد ، ابن عبد الله بن عمر قصد هذا المعني .نفس المعني الذي قصدته عائشة - رضي الله عنها - كما في صحيح البخاري قالت: " والله لو رأي رسول الله - ما أحدثته النساء لمنعهن المساجد ،" وهذا الكلام الذي تقوله عائشة ، أنا أريدك أن تتخيل في زمان عائشة ما الذي قد يفعله النساء لكي يمنعوا من المساجد ؟ فكيف بعائشة إذا رأت ما الذي تفعله النساء والذي بحدث اليوم ؟ ، تجد المرأة تضع أحمر ، وأزرق ، وأسود وتذهب إلي الجامع تكشف نقابها ، تجد امرأة كأنها ذاهبة إلي عرس ، هذا الكلام لم يحدث عندنا هنا لكن حدث في العواصم الكبيرة ، وتجد بنت بكر تفعل ذلك وتتزين ، عيب البنت البكر كيف تتزين ، الزينة لا تكون إلا
رد مع اقتباس