قال ابن الجوزي : من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة. ومن ادعى الصبر، وكل إلى نفسه. ا.هـ ما أكثر المغرورين ، الواهمين ، الزاعمين الصبر .. رأيتُ أحدهم فتح قنوات السوء (الأفلام والأغاني ...) على جهازه ، زعما أنه يريد من أولاده المراهقين أن يتركوا مشاهدتها وهي أمامهم يمكنهم الوصول إليها ، ويراه خيرا من سد باب الفتنة عنهم .. ما أحمقه من رجل !! وآخر ترك ابنه يذهب حيث شاء ، فلما ذكرته بأنه راعٍ مسئول ، ذكر لي أن الشيخ " محمد بن حسان " استأذنه ابنه يوما في الذهاب إلى نادٍ فأذن له ، فرجع ابنه مقررا ألا يعيد الذهاب ، وأنه يريد ابنه أن يرى الخطأ فيقرر بنفسه أن يتركه ! ونسى هذا الغافل الفرق بين ابنه وابن " حسان " : فابن الشيخ رُبي تربية دينية ، غرس فيها الشيخ في ابنه إنكار المنكر ، وألا تطيب نفسه لحرام ، وقد سد الشيخ عنه منذ نعومة أظفاره أبواب الفتن ، فخرج الابن سليما معافى ، كبدن غُذي بالطيب الصحي ، وأُبعد عن الأوبئة ، فكبر قويا فتيا صحيحا . فلما رأى الابن المنكر أنكره ، وكره لنفسه أن يقع فيه . فهو تصرف حكيم من والده . أما ابن ذاك الرجل ، فقد رُبي تربية هزيلة ، يعيش فيها بين القنوات الهابطة والبرامج الساقطة ، ونراه كلما ذهب إلى نادٍ فرح لا كره ! فهو كبدن وُلد في أرض موبوءة ، وكبر بلا غذاء يقويه ، أو علاج يداويه ، فأي مناعة عنده ؟! أتظن أيا المغرور أنك تنظر إلى الأجنبيات ، وتخالط ، وتتحادث ، ثم لا يجرك هذا إلى الرذائل ؟! أتظن أنك الواهم أنك تصاحب رفقة طالحة ، تسمع لقولهم ، وترى لهوهم ، ثم تصبر عن كل ذلك ، وتقبل على الطاعة بعدهم ؟! أتظن أيها التائه أنك قوي ، وربك الذي هو أعلم بك يقول : " وخُلق الإنسان ضعيفا " ؟! اسمع مني نصيحة فيها فلاحك : • أعرض عن سماع دعاة الباطل ؛ فإنك لا تعرف الحق أصلا .. • سد كل أبواب الفتنة والشهوة ، فإنك إذا نظرت إلى الفتنة بعين واحدة هجمت عليك .. قال ابن الجوزي : فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى، مع مقاربة الفتنة. فإن الهوى مكايد. ا.هـ