عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-04-2008, 10:33 PM
أم البراء أم البراء غير متواجد حالياً
.:: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ::.
 




افتراضي

رغم أني كنت سعيدة جدًا عندما علمتُ أنها مكالمة من والدة ياسمين ، فأخيرًا سأستطيع الوصول إليها
و الإطمـئنان عن حالها ؛ فلم يهن عليَّ أن أتركها في ضلالها ، لما أعلمه من الخير المكنون في قلبها .
و للعلم فإن هذه الأخت من أسرة ملتزمة بشرع الله عز وجل .

ظلَّت والدة ياسمين تتحدث حديثا طويلا و استرسلت قائلة :

- أنتِ الوحيدة التي تعرفيـن ما كانت عليه ياسمين من هداية و تقوى ، و كيف انقلب حالها و هذا الذي لم
يتوقعه أحد منها ، حاولت جاهدة أن أنقذها مما هي فيه و لا فائدة ، حاول والدها أن ينصحها و لا فائدة
تدخل جميع أفراد الأسرة و في النهـاية تقول لنا [ لقد كبرتُ و أنا أعلم مصلحتي جيدًا ] ، حاولنا معها بكل شدة
حرمنها من الجلوس على الكمبيوتر و لاحظت وجود تلك الميكروبات المدعوة شرائط اغاني في بيتنا
فرميتها و هددناها بكل الطرق ، و أيضا لا فائدة بالشدة أو باللين ،إلى أن وقعت ابنتي صغيرة السن في داهية
نعم ... داهية و أي داهية ، لقد قام ذئبٌ من الذئاب التي تعرفت عليه من على الإنترفساد [الإنترنت] بفعل منكر
معها ، وقعت معه في الفاحشة ، و بعدَ أيام من هذه الحادثة لاحظنا عليها تغيرات عديدة ، فلقد أصبحت حزينة و
انطوائية ، لا تتحدث إلى أحد ، و امتنعت امتناعا كاملا عن الطعام ،أصبحت لا تقرب نحو جهاز الكمبيوتر ، و لا تسـمع
الأغاني كما كانت معتادة كل يوم ، ظلت على هذه الحالة يومين كاملين ، انتهزت هذه الفرصة لنصحها فوجدتها تبكي
و تبدي عدم الرغبة في الإستماع إلى كلامي ، إلى أن وصلها جوابك على المنزل يا بنتي ، فأخذته أنا عندما علمت أنه
لياسمين لم أعطه لها دون أن أقرأه ، و عندما تأكدت أنه من صديقة لها أعطيته إياها ، ففرحت به و أخذت تقرأه و تبكي
ثم وجدتها تعتذر لي و تعاهدني أنها لن تعود لمثل هذا أبدًا ، ثم كانت الفاجعة أن أخبرتني بما وقعت به مع هذا الشاب
و استحلفتني بالله ألا أخبر أحد ، و من وقتها أصابني عجز في أحد أطرافي و سقط مغشيا علي من هو الفاجعة
و بعدها بأياهم قررت ياسمين أن تخرج إلى المدرسة ، و قد ارتدت زيها الشرعي و لباسها الفضفاض الساتر
و قد عاهدتني على لبس النقاب فيما بعد ، و عند خروجها من البيت .....


إلى هنا توقفت والدة ياسمين ، و أخذت تبكي بشدة ، حتى اني جعلت أبكي لبكائها ، رغم جهلي بسبب بكائها
ثم انقطع خط الهاتف و لم تكمل حديثها بعد .


استدعيتُ والدتي و حكيتُ لها على عجالة ممن هذه المكالمة و عما نتحدث ، و قمت أنا بالإتصال على الرقم
الذي حدثتني منه والدة ياسمين ، و جعلت أمي بجانبي حتى تحدثها بعد أن تنتهي والدة ياسمين من الحديث معي .

سألتها أنا :

و ماذا بعد خروجها من البيت للذهاب إلى المدرسة ؟!!

قالت :

عند خروجها من البيت ، أخذ ذلك الذئب يترقبها إلى أن دخلت أحد محاور الشارع ، فهجم عليها و كتم أنفاسها
و طعنها بطعنة في وجهها ، و كل ذلك في ظني لانها رفضت أن تذهب معه و أخبرته أنها أعلمتنا بالأمر في البيت .
و بعد ساعات ، إذا بجرس الهاتف يدق ، و يقول قائل أن ياسمين ابنتي في المستشفى في القسم كذا و يجب الحضور
فورًا ، ذهبت أنا ووالدها فطلبوا منـا التحقيق نحن و أناس آخرين لا نعرفهم ، المهم أنهم قاموا بسجن هذا الشاب في النهاية
و إذا بإبنتي على ذلك السرير الأبيض ...


- ماذا حدث لها ؟

لا مـجيب

- يا خالة رجاء طمئنيني عليها


فجاءني صوتها المبحوح يكمل :

ابنتي على السرير بالمستشفى تحتضر ، و إذا بها تموت و بجانبها مئات الأجهزة و المحاليل ...

أكلمت معي والدة ياسمين ، ثم حدثتها والدتي و أخذت تثبتها و تشد من أزرها إلى آخر الحوار .

هاهي الأخت ياســمـين قد ماتـت
ماتــت ياسمين لتتركَ لنا و لفتياتنا المعذبات المنخدعات العبرة و العظة
ماتـت و ما تركت إلا الحسرة و المرض لوالديها ... لقد مات والدها بعد موتها بسبعة أيام
و أمها تكــابد المر و الألم
أهدرت حيـــاتها و أفـنت شابابها في الملهيات و المغريات
ماذا أستـفادت ؟ ما الخير الذي حلَّ عليها حين اتبعت نفسها شيئا فشيئا ؟
كـانت تعتقد أنَّ السعادة في اللهو و المرح و محادثة الشباب و اللعب بالمغريات ... فهل أصابتها سعادة ؟
كـثير ممن كن على حالها فانتحرن تخلصـًا من هذا العذاب الذي صنعوه لأنفسهن بأيديهن

فمــا أنتِ يا فــتـــاة ؟

هل ستظلــين مصرة على ماتفعلــين و تكون خاتمـتكِ كخاتمة واحدة ممن اتبعتِ دروبهن و جلعتهن
قدوتك من فنانات و ممثلات و غيرهن ؟


و الله ثم والله ، إن السعادة كل السعادة في طــاعة الله عز وجل ، و السعادة كل السعادة حين الإنتصار على شهوات
النفس ، ليـس الجري وراء كل جديد في هذا الزمن هو السعادة ، و اعلمي إن كنتِ بعيدة عن حياة الطاعات ، أنكِ
تعيشين على الأرض حياة الأنعام ، تتمتعين و تأكلين كما تأكل الأنعام ، فلا يمكن ابدا للعبد أن يعيش حياة يسعد بها
و يأنس فيها ، إلا وهو متمتع بالإيمان و بالعمل بشرع الرحمن عز وجل .

و قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِيِنَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ و للرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ}

فاعلمي أخية أن الله شرَّع لنا الشرع المتين من أجل أن نسعد في الدنيا و الآخرة فالله تعالى لا يستفيد شيئا
من طاعات العباد و لا يتضرر بشيء من معاصيهم
قال عز وجل {وَمَن يَنقَلبْ عَلَى عَقِبيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا}
فأنتِ بطاعتك تنفعين نفسك و أنتِ التي تتضررين من معصيكِ و أنحرافك

و حذار أن تكوني ممن قال الله عنهم {أَمْواتٌ غَيْرُ أحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُون أَيَّانَ يُبْعَثونَ}

و استشعري ما أنتِ فيه من نعمة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم
{ نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة و الفراغ } رواه البخاري

و اعلمي { إنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} رواه الترمذي


و أخيرًا أقول :
ما وددت قص حياة الأخت ياسمين من أجل نشر الفاحشة ، معاذ الله ، فإنما ذكرتها للعظة و العبرة .

و الله المستعان

رد مع اقتباس