الموضوع: ما بعد الأُصول
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2017, 04:07 AM
كامل محمد محمد محمد عامر كامل محمد محمد محمد عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي ما بعد الأُصول

 

سلسلة
مناهج الوصول إلى استخراج الأحكام
من القرآن ومن صحيح سنة الرسول عليه السلام
ما بعد الأُصول
تأليف
دكتور كامل محمد محمد
المقدمة
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قال فى كتابه {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] والْحَمْدُ لِلَّهِ الذى نزل الينا الكتاب تبيانا لكل شيئ، يقول تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } [النحل: 89]
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله ليبين ما نزل الينا وليبين لنا الذى نختلف فيه فقال تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل: 44] وقال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل: 64]، وصلى وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
أما بعد
يقول تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59] ويقول تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63]
فماذا بعد استقرار أصول الفقه، وقد أبلى فى جمعه وتأصيله جمع غفير من العلماء جزاهم ربى كل خير غلى ما قدموا وأحسنوا.
أقول ماذا بعد ذلك؟
إذا نظرنا لأمر ربنا سبحانه وتعالى: "فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" وتحذير ربى سبحانه وتعالى: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ" علمنا أنه مازال على العلماء كفرض العين، وعلى المسلمين قاطبة كفرض الكفاية، الكثير والكثير.
فبأصول الفقه كانت شرائع الاسلام وبأصول الفقه وجدت بعض الإختلافات؛ فيجب علينا أن نَرُدَ جميع الإختلافات إلى الله والرسول إن كنا مؤمنين "إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" وإلا كنا عصاة لهذا الامر!
إن الرد إلى الله والرسول عليه السلام يعنى تكاتف العلماء لوضع برامج جديدة مستمدة من القرآن والسنة تضمن لنا عدم الإختلاف كما أمرنا ووعدنا ربنا سبحانه وتعالى؛ إننا إن اتبعنا قواعد أصول الفقه سوف نختلف مرة أخرى!
يقول الله سبحانه وتعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4] يقول الشاطبى رحمه الله:"... إن لسان العرب يعدم فيه النص أو يندر فالنص إنما يكون نصاً إذا سلم عن احتمالات عشرة وهذا نادر أو معدوم......فإذا ورد دليل من القرآن أو السنة فالاحتمالات دائرة به؛ وما فيه احتمالات لا يكون نصاً على اصطلاح المتأخرين....." [الموافقات (5/ 341)]
إن الأوامر والنواهي والإخبارات ليست في الأكثر نصوصاً لا تحتمل غير ما قصد بها
فالرسول عليه السلام أُرْسِلَ إلينا بنص القرآن ليبين لنا أحكام ربنا سبحانه وتعالى وما القصود من تلك النصوص، وأيضاً للغة العربية أساليب شتى ومعانٍ كثيرة، فأى الأساليب نتبع وكيف نفهم تلك النصوص بطريقة تزيل الاختلاف؟
هذا ما أردتُ التنبيه إليه والدعوة إليه؛ نغوص فى أعماق السنن نجتهد ونبحث عن السبل التى بَيَّنَها لنا رسولنا حتى نتفق على طريق واحد لاستخراج الأحكام من القرآن وصحيح السنة، فنرضى ربنا جل وعلا ونطيع أوامره سبحانه.
التوقيع


يقول إلهنا رُدُّوا إِلَىّ إذا اختلفتم
وقائلُهم يقولُ:أنا أختارُ إن كثر المقــول
فأىُّ الفريقين أشــــــــــــــــــــــــدُّ قرباً
من البيضـــــــــــــــــاءِ يترُكهـــا الرســـــــولُ
دكتور كامل محمد
رد مع اقتباس