05-22-2008, 04:19 AM
|
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
|
|
|
|
علة كثرة زواج النبي صلي الله عليه وسلم
علة كثرة زواج النبي صلى الله عليه وسلم
* الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.......
وبعد:
أخرج البخاري في كتاب النكاح:
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ:
{ هَلْ تَزَوَّجْتَ قُلْتُ لَا قَالَ فَتَزَوَّجْ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً }
قال في الشرح:
قوله ( فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء )
قيد بهذه الأمة ليخرج مثل سليمان عليه السلام , فإنه كان أكثر نساء ,
وكذلك أبوه داود , ووقع عند الطبراني من طريق أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
" تزوجوا فإن خيرنا كان أكثرنا نساء "
قيل المعنى خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيره ممن يتساوى معه
فيما عدا ذلك من الفضائل . والذي يظهر أن مراد ابن عباس بالخير النبي صلى الله عليه وسلم ,
وبالأمة أخصاء أصحابه ; وكأنه أشار إلى أن ترك التزويج مرجوح ,
إذ لو كان راجحا ما آثر النبي صلى الله عليه وسلم غيره ,
وكان النبي صلى الله عليه وسلم - مع كونه أخشى الناس لله وأعلمهم به - يكثر التزويج
لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال , ولإظهار المعجزة البالغة في خرق العادة
لكونه كان لا يجد ما يشبع به من القوت غالبا , وإن وجد كان يؤثر بأكثره ,
ويصوم كثيرا ويواصل , ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة ,
ولا يطاق ذلك إلا مع قوة البدن , وقوة البدن تابعة لما يقوم به من استعمال المقويات
من مأكول ومشروب , وهي عنده نادرة أو معدومة .
ووقع في " الشفاء " أن العرب كانت تمدح بكثرة النكاح لدلالته على الرجولية ,
إلى أن قال : ولم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه , بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن
وقيامه بحقوقهن واكتسابه لهن وهدايته إياهن وكأنه أراد بالتحصين قصر طرفهن عليه
فلا يتطلعن إلى غيره , بخلاف العزبة فإن العفيفة تتطلع بالطبع البشري إلى التزويج ,
وذلك هو الوصف اللائق بهن .
والذي تحصل من كلام أهل العلم في الحكمة في استكثاره من النساء
عشرة أوجه تقدمت الإشارة إلى بعضها .
أحدها:
أن يكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به
المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .
ثانيها:
لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم .
ثالثها:
للزيادة في تألفهم لذلك .
رابعها:
للزيادة في التكليف حيث كلف أن لا يشغله ما حبب إليه منهن عن المبالغة في التبليغ
خامسها:
لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزاد أعوانه على من يحاربه .
سادسها:
نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ,
لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله .
سابعها:
الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة , فقد تزوج أم حبيبة وأبوها إذ ذاك يعاديه ,
وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها , فلو لم يكن أكمل الخلق في خلقه لنفرن منه ,
بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن .
ثامنها:
ما تقدم مبسوطا من خرق العادة له في كثرة الجماع مع التقلل من المأكول والمشروب
وكثرة الصيام والوصال , وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم ,
وأشار إلى أن كثرته تكسر شهوته فانخرقت هذه العادة في حقه صلى الله عليه وسلم .
تاسعها وعاشرها:ما تقدم نقله عن صاحب " الشفاء " من تحصينهن والقيام بحقوقهن , والله أعلم .
جمعه ورتبه وكتبه الفقيرد/ السيد العربى بن كمال
رحمكِ الله ياقرة عيني
التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-05-2012 الساعة 09:46 PM
|