عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 07-01-2008, 04:01 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

كلمات للشيخ أبي بصير
في صفة الكفر بالطاغوت
صفة الكفر بالطاغوت :

بعد أن عرفت أنه يجب عليك الكفر بالطاغوت،وأن إيمان المرء لا يصح إلا بعد الكفر به، يتعين عليك أن تعرف صفة الكفر بالطاغوت لتمارسه في واقع حياتك العملية،وحتى لا يكون كفرك به مجرد دعوى أو زعما باللسان من دون عمل، لا تظهر آثاره على الجوارحوفي واقع الحياة، فيطالك قوله تعالى : )كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون(
ـ و صفة الكفر بالطواغيت تكون بتكفيرهم ..
قال تعالى : )قل يا ايها الكافرون..(، فلا بد من مخاطبتهم بصفة الكفر.
و قال تعالى : )و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين(.وهذا وعيد بحق الكافرين.
ـ و تكون بمعاداتهموبغضهموالتبرؤ منهموممن يعبدونهم من دون الله
قال تعالى : )قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيموالذين معه، إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكمومما تعبدون من دون الله كفرنا بكموبدا بينناوبينكم العداوةوالبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده(
تأمل قوله (بدا) الذي يفيد غاية الظهوروالوضوح،وتقديم العداوة التي مكانها الجوارح الظاهرة على البغضاء الذي مكانه القلب،وهذا يدل على أهمية إظهار العداوةوالبراءة منهم إظهارا لا لبس فيهولا مواربةولا غموض، إذ لا يكفي إضمار البغضاء لهم في القلب ثم نحن في الظاهر مسالمون لهم متوددون..!
ثم تأمل تقديم البراءة من العابدينوشركهم قبل المعبودوين،وما ذلك إلا للأهمية، فإن البراءة من العابدوشركه يقتضي البراءة من المعبودين دون العكس، فإن البراءة من المعبودين لا يستلزم البراءة من عابديهموما يشركون.
و قال تعالى عن إبراهيم : )و إذ قال إبراهيم لأبيهوقومه إنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني فإنه سيهدين(وقال : )أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتموآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي إلا رب العالمين(. وقال : )أفّ لكمولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون(
هذه هي : الأسوة الحسنة التي أمرنا بالاقتداء بها،وهذه هي ملة إبراهيم التي لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه : )و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه(
ـ و يكون الكفر بالطواغيت أيضا، باجتنابهمواعتزالهموعدم مخالطتهم..
قال تعالى : )و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوهاوأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد(
و قال تعالى : )و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن عبدوا اللهواجتنبوا الطاغوت
و قال عن إبراهيم : )و أعتزلكموما تدعون من دون الله([
و قال تعالى : )فلما اعتزلهموما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاقويعقوبوكلا جعلنا نبيا(. فما وهبه الله إياه من النبيين الصالحين كان ببركة اعتزاله للطواغيتومن يعبدونهم من دون الله،ولا أرى للعقيم دواء إن أراد البنين الصالحين، كالتقرب إلى الله باعتزال الطواغيتوالكفر بهم.
ـ و يكون بالإغلاظ عليهم ..
قال تعالى : )و ليجدوا فيكم غلظة(
و قال تعالى : )محمد رسول اللهوالذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم(.
ـ و يكون بجهادهموقتالهم عند توفر الاستطاعة ..
قال تعالى : )فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم(.وأئمة الكفر هم الطواغيت.
و قال تعالى : )قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكمويخزهموينصركم عليهم(.
ـ و من لوازم الكفر بالطواغيت انتفاء موالاتهم أو موادتهم، أو الركون إليهم، أو التحالف معهم..
قال تعالى : )أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء( فهذا مستحيل إلا إذا آثر عباد الله الكفروأن يكونوا غير مؤمنين..
و قال تعالى : )يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء(
و قال تعالى : )و من يتولهم منكم فإنه منهم(.
و قال تعالى : )لا تجد قوما يؤمنون باللهواليوم الآخر يوادون من حاد اللهورسوله(.
و قال تعالى : )لا تتخذوا عدويوعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة(
و قال تعالى : )و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم الناروما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون. قالوا في الركون : هو الميل اليسير.
قال ابن عباس : "و لا تركنوا" قال :ولا تميلوا.
و قال الثوري :ومن لات لهم دواة أو برا لهم قلما، أو ناولهم قرطاسا دخل في هذا.
و قال ابن مسعود : )جاهد الكفاروالمنافقين(، قال : بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،وليلقه بوجه مكفهر أي عابس متغير من الغيظوالبغض
هذه هي صفة الكفر بالطواغيت،وهكذا يجب أن تكون، أما أن يبسط لهم في الموالاةوالتودد،ويركن إليهم،ويذود عنهم،ويتوسع في التأويل لهم،وينصرهم على من عاداهم من أهل التوحيد، ثم هو بعد ذلك يحسب أنه يكفر بالطواغيت، فهذا لا يكون مؤمنا بالله كافرا بالطاغوت، وهو من غرائب الأمور التي يشتد لها العجب !
و أعجب من ذلك أناس يصورون - رهبة أو رغبة - الكفر بالطواغيتومعاداتهموبغضهموالخروج عليهم على أنه فتنة يجب اجتنابها، ثم يتكلفون في لي النصوص الشرعية التي قيلت في المسلمينوأئمة المسلمين ليحملوها على طواغيت اجتمعت فيهم جميع خصال الكفروالنفاق !!
و لهؤلاءومن لف لفهم نقول : ما من نبي إلاوقد ابتلاه الله تعالى بطاغوت بل طواغيت يقارعهويجاهدهمويبطل شركهموكفرهم، ولتتمايز بجهادهم النفوس فيُعرف المجاهد الصابر من المنافق القاعد المتخاذل، كما قال تعالى : )و لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرينونبلوا أخباركم(.وقال تعالى : )أحسب أناس أن يتركوا أن يقولوا آمناوهم لا يفتنون(
فعلام أنتم - دعاة الاقتداء بالأنبياء ‍‍‌! - لا تريدون أن يكون لكم طواغيت تبتلون بهم،وتظهرون الحقوالتوحيد من خلال مقارعتهم ومجاهدتهم..!!
فعلام تريدون أن تكونوا نشاذا عن الأنبياءوتابعيهم من علماء الأمة العاملين، ليس لكم طواغيت تجاهدونهموتبتلون بهم علما أن الأرض تعج بآلاف الطواغيت التي تُعبد - جهارا نهارا - من دون الله تعالى ؟!
فررتم من الفتنة بزعمكم،ولكنكم قد وقعتم فيهاودخلتموها من أوسع أبوابهاوأنتم تدرون أو لا تدرون. )و منهم من يقول ائذن ليولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا(

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفداء الأندلسي ; 07-01-2008 الساعة 04:04 PM سبب آخر: حذف الحواشي
رد مع اقتباس