عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12-28-2009, 10:42 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وهذا معناه أن طالب العلم يجب ألا يجلس جلسة اللامُبالي أو الغير مُهتم : بل يجب أن يجلس الجلسة التى يظهر بها إهتمامه لطلب العلم ، فبعد أن هيّأ هيئته ومظهره فكذلك يتهيأ فى جلسته . وهذه الجلسة تدل على الأدب مع المُعلم ، حيث جلس جبريل أمام النبى صلى الله عليه وسلم جلسة المتأدب ليأخذ منه .
·وفيه : حُسن الإصغاء : فالمتعلم ينبغي أن يفهم منه مُعلمه أنه مُصغي لما يقول ولما يتحدث به ، وهذا الإصغاء سيفيده فى ترقى العلم وفهم المراد فهماً سليماً .
·وفيه : إظهار الحرص على تلقى العلم : فلمّا الإنسان يُنظف ظاهره ويجلس جلسة المتهيئ لتلقى العلم ويُحسن الإصغاء فكل هذا يُبيّن حرصه على تلقى العلم .
·وفيه أن السؤال ينبغى أن يكون عن المُهمات ، فقد سأل جبريل عن ما ينفع الإنسان فى دُنياه وفى آخرته ، ولذلك سأل عن الإسلام ، والإيمان والإحسان ، فلما سأل عن الساعة لم يُجبه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه لا يهم أن نعرف متى تقوم ، وعُمر الإنسان محدود فإذا تُوفى فقد قامت قيامته ودخل فى عالم الآخرة فالأحسن أن يسأل عما ينفعه فى حياته الدنيوية والأُخروية ، ولذلك أجابه النبى صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل .. أما عندما سأل عن أشراطها فقد أجابه صلى الله عليه وسلم لأن فى ذلك إحياء للإيمان فى قلب الإنسان ودفع له للعمل للآخرة .
·وفيه أن الإجابة على قدر السؤال وبما يُفيد السائل : فكانت الإجابات بدون إطالة بل أعطاه المهم - الأركان - بدون تفاصيل
·وفيه : جواز التورية : لأن جبريل قال : " يا محمد " وهذه العبارة عبارة الأعراب ، فكأنه ورّى ليوهم أنه أعرابى ، وإلا فإن أهل المدينة كانوا ينادون النبى عليه الصلاة والسلام بـقولهم ( يارسول الله )
·وفيه فضيلة الإسلام وأنه ينبغى أن يكون أول مايُسأل عنه ، ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا أرسل الرسل للدعوة إلى الله كان يأمرهم أن يبدأوا قبل كل شئ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
·وفيه : فضل الصلاة وأنها مُقدمةٌ على غيرها .
·وفيه الإنتقال من الأدنى إلى الأعلى : فالإسلام أدنى من الإيمان ، وكل إنسان يمكن أن يُسلم – ظاهراً – { قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان فى قلوبكم } فالإيمان ليس بالأمر الهين ، ومحله القلب .

رد مع اقتباس