عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-16-2008, 11:05 PM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...



فقال الله تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة
ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم *
وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم *
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم "

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " :
ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي ،
أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه ؛
فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ؛
ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه ،
ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى ،
وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل ؛
لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه ،
وهذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن لا أعلم لهن رابعة، قوله في الأعراف :
{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } ، فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر،
ثم قال: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } ،
وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون " :
{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون *
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون } ،
وقال تعالى في سورة " حم السجدة " :
{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم *
وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم *
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } ) اهـ

قال الفقير إلى عفو ربه :
إذا تقرر هذا فاستعيني على زوجك رحمك الله بالرفق والحلم والمداراة ،
وادفعي الإساءة بالإحسان ، كما أمر الله في القرءان ،
فإن كان زوجك من النبلاء الصالحين ، لاستحى من إهانتك أمام أهله والبنين ،
وأما إن كان فقيرا في مشاعره وحبه ، غنيا في جفائه وقسوة قلبه ،
فلم يلتفت إلى إحسانك إليه في مقابل إساءته وغضبه ،
فإن الناس من حولكم يعرفون الفرق بين الإحسان والعدوان ،
والغالب عليهم أنهم يحبون المحسنين ويقربونهم ، ويدفعون المعتدين ويبعدونهم ،
فإذا وجدوا منك الإحسان في مقابل العدوان ، دفعوه عن ذلك ، وحذروه من هذه المهالك ،
فإن البيوت لا يستقيم حالها إلا بالرفق ،
ففي مسند أحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق .)

وفي رواية عند الضياء في المختارة وابن أبي الدنيا في " ذم الغضب " من حديث جابر مرفوعا :
( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق .)

وعند الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما أُعطِيَ أهل بيت الرفق إلا نفعهم .)

وفي صحيح مسلم من حديث جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من يُحرم الرفق يحرم الخير كله .)

وفي الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .)

وفي رواية عند مسلم :
( يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق ،
ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه .)

وفي أخرى عند مسلم :
( عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلا شانه .)

فالله أسأل أن يرفع عنكم البلاء ،
وأن يجعل زوجك من جملة الصالحين الفضلاء ،
الذين يستوصون بنسائهم خيرا ويعاشرونهم بالمعروف الرافع للقسوة والجفاء ،

والله الموفق لما يحب ويرضى .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-16-2008 الساعة 11:08 PM