[عبد الملك بن عطية]

 

قال الشيخ أبو مالك العوضي " مجلس الألوكة " :

فاعلم يا أخي الفاضل أن المؤنث هنا لو كان حقيقيا لجاز فيه الأمران لوجود الفصل، فما بالك والمؤنث مجازي أصلا هنا، مثاله أن تقول: قامت الفتاة، ولا يصح أن تقول: قام الفتاة، ولكن إذا قلت: قام في البيت الفتاة صح، لوجود الفصل. هذا مع المؤنث الحقيقي، وأما المؤنث المجازي فيجوز الأمران حتى بغير فصل، تقول: طلع الشمس وطلعت الشمس، وإنما تلزم التاء في حالتين: الأولى : إذا تأخر الفعل كأن تقول: الشمس طلعت، ولا يصح الشمس طلع، والثانية: أن يكون المؤنث حقيقيا مع الاتصال كما سبقه تمثيله بـ قامت الفتاة، قال ابن مالك:

وإنما تلزم [أي التاء] فعلَ مضمر ............. متصلٍ أو مُفهم ذاتَ حِرِ

وقال الشيخ عصام البشير " ملتقى أهل الحديث " :

فالقاعدة أن الأمرين في جمع التكسير جائزان.
تقول: قام الرجال وقامت الرجال.
وفي القرآن الكريم (قالت الاعراب..)، وفيه: (وقال نسوة في المدينة).
فالتذكير على تأويل (الجمع) كما في قوله تعالى: (كأنهم أعجاز نخل منقعر).
والتأنيث على تأويل (الجماعة) كما في قوله (كأنهم أعجاز نخل خاوية).

ومن اللطائف التي استحضرتها هنا في قاعدة (الجمع مؤنث)، قول الزمخشري:
إن قومي تجمعوا ** وبقتلي تحدثوا
لا أبالي بجمعهم ** كل جمع مؤنث

وكان أحد مشايخنا لما هدده بعض الروافض لجهوده في نشر السنة، اكتفى بأن أجابهم بهذين البيتين - فيما ذكر لنا.
والله أعلم.