الموضوع: كن داعية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-07-2010, 03:01 AM
ابو الزبير السلفي ابو الزبير السلفي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Islam كن داعية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين فاللهم إجزه خير ما جزيت نبيا عن أُمته ورسولا عن دعوته ورسالته
وألحـقـنا به وبصحابته وال بيته الكرام الأبرار الأطهار في جنتك ودار مقامتك إنك ولي ذلك والقادر عليه

اما بعد


فالدعوة إلى الله عز وجل واجب هذه الأمة الخاتمة التى اختارها الله جل وعلا للقيادة بقوة وجدارة
بما معها من الحق الذى قامت من أجله السموات والأرض
وخلقت الجنة والنار وأنزل الكتب وأرسل الرسل
فالمسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ويساير الركب البشرى حيث اتجه وسار
بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة والحي والبيت والفرد ويفرض على البشرية اتجاهه ويملى عليها إرادته
لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين
وإذا تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر
بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل فى صراع معه وعراك حتى يقضى الله فى أمره
فلابد إذن من الدعوة والبلاغ
ولقد دلت الأدلة على القرآن والسنة على وجوب الدعوة إلى الله عز وجل
وأنها من أكرم الفرائض التى افترضها الله عز وجل على هذه الأمة المباركة
ومن هذه الأدلة القرآنية:
قول الله عز وجل
{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله فى الدعوة إلى الخير
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأولئك هم المفلحون
وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه
ومنها قول الله عز وجل
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن
ومنها قول الله عز وجل
{فادع واستقم كما أمرت}
ومنها قول الله عز وجل :
(وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين)
ومنها قول الله عز وجل
(قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين)
يقول ابن القيم رحمه الله :
فلا يكون الرجل من أتباعه حقاً حتى يدعو إلى ما دعا إليه ويكون على بصيرة
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
وإنما حازت الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه
فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبى قبله ولا رسول
من الرسل فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه

أما الأدلة النبوية فهى أيضا كثيرة ومنها
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
وقال فى الحديث ولو آية (أى واحدة ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآى ولو قل ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به )
قلت
سبحان الله
فكم من المسلمين يحفظ مئات الآيات وعشرات الأحاديث ولكنه مضيع لأمر رسوله
الذى يدل على الوجوب حيث لم تأت قرينة تصرفه من الوجوب إلى غيره
نسأل الله السلامة والعافية
ومنها حديث عبد الله بن مسعود قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
نضًّر الله امرأ سمع منا حديثاً فبلغه كما سمعه فَرُبَّ مبلغ أحفظ من سامع
" وفى رواية "
فرب مبلغ أوعى من سامع
وفى خطبته يوم النحر قال صلى الله عليه و سلم
ليبلغ الشاهد الغائب فإنَ الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعَى له منه
وهكذا تظل هذه القاعدة الجليلة باقية خالدة ترن فى إذن الزمان والأيام
ألا وهى ليبلغ الشاهد الغائب
ومنها قول النبى صلى الله عليه و سلم
{من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا}حديث حسن
ومنها قوله لعلى بن أبى طالب
فو الله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْم النَّعَم
سبحان الله!
يا له من فضل عظيم لا يتخلى عنه إلا عاجز محروم ..
كل طاعة لله عز وجل يقوم بها هذا الذى هداه الله على يديك
يثقل بها ميزانك من حيث لا تدرى فى حياتك بل وبعد موتك
هذا هو شرف الدعوة إلى الله عز وجل



وهكذا يتضح لنا من خلال الأدلة السابقة الموجزة حكم الدعوة إلى الله عز وجل
هذا بإيجاز هو حكم هذه التبعة الثقيلة وهذا الشرف الكبير فى آن فلنكن أهلا لهذه الأمانة الكبيرة
فلنتحرك جميعا كل بحسب طاقاته وقدراته
فشتان شتان بين زهرة حية تنشر أريجها وتطيب المكان بريحها وعبيرها
وبين زهرة صناعية لا تحمل من عالم الزهور إلا اسمها

ومن هاذا المنبر المبارك اسأل الله تعالى ان يفتح قلبي وقلوب الزوار والاعضاء والمراقبين والمشرفين على ان يتفاعلوا معنا في موضوع الافكار الدعوية الذي سيدرج ان شاء الله تعالى قريبا

كل من لديه الاستطاعة على ان يفيدنا بأي فكرة دعوية كيفما كانت بساطتها لنحاول تطبيقها على ارض الواقع ان شاء الله انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في انتظار ترتيب افكاركم الدعوية ومدارستها قبل تنزيلها في الموضوع
رد مع اقتباس