عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-06-2009, 10:11 AM
هدى الإسلام هدى الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي فَكُّ الكَفِّ ...... وكَفُّ الفَكِّ

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتى الأفاضل
هذه أول مشاركة لى فى هذا المنتدى المبارك
قرأتُها فأعجبتنى فأحببتُ أن أنقلها لكم حتى تعم الفائدة



هذه المرة ..
ليس لدي دليل .. ولا سند .. ولا مراجع ..
لدي فقط عبارة سمعتها بالصدفة في إذاعة القرآن الكريم ..
لم أسمع البرنامج من أوله .. ولذلك لا أعرف اسم الشيخ الذي كان يتكلم .. ولم أسمع اسم الرجل الصالح (أو الحكيم) الذي تنسب له العبارة ..
عفواً .. لعل القارئ الكريم يتساءل الآن .. أي عبارة؟
هي عبارة قصيرة حكيمة جامعة مانعة .. قالها الشيخ (الذي لم أعرف إسمه) كنصيحة للصائم في رمضان .. نصح الشيخ بـ ..


فك الكف .. وكف الفك


جذبتني العبارة فسرحت معها .. وأخذت أتأمل فيها .. وكلما تأملت .. كلما تبين لي صدقها.

قررت أن أكتب عنها موضوعاً في المنتدى .. فبحثت عنها في "جوجل" .. لم يفدني البحث كثيراً في التوصل لقائلها الأصلي، ولكني وجدت صيغة اخرى اكثر شمولاً للعبارة ..

خير الناس من كف فكه و فك كفه
وشر الناس من فك فكه وكف كفه


تأمل معي أيها القارئ الكريم في تلك العبارة .. ولنتجاوز معاً ما فيها من جناس مركب (قد يعتبره البعض متكلفاً وقد يعتبره البعض ذكياً) ونركز على المعنى ...

ما معنى "كف فكه" .. الفك .. أو الفم .. هو المكان الذي يخرج منه الكلام .. وللأسف .. فإن الناس يتكلمون بالشر أكثر مما يتكلمون بالخير .. ويتكلمون بما لا يفيد أضعاف ذلك. فمن يكف فكه ... أي يمتنع عن الكلام فيما لا يفيد، (ومن باب أولى أن يمتنع عن الكلام فيما يضر) يكون قد عمل بالحديث الشريف الذي يقول:

9916 - قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك ، ليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك
الراوي: عقبة بن عامر الجهني - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2406


فإمساك اللسان خصلة من خصال الخير التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع

منها قوله صلى الله عليه وسلم: من حفظ ما بين فكيه ورجليه دخل الجنة - 220361 الراوي: أبو موسى - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 375

ولكن هل "كف الفك" يعني فقط إمساك اللسان؟ .. أم أن الفك يعني أيضا تلك الآلة التي تمضغ الطعام؟ .. والتي تعض! والتي تبتلع الحقوق .. والتي تتمثل فيها أكثر مما تتمثل في غيرها شهوة الشفط واللهط والابتلاع وأكل حقوق الناس .. ناهيك عن الشره والطفاسة وعدم الشبع.

ألا يعد كف تلك الآلة الرهيبة خصلة من خصال الخير؟ بل خصلة من خير الخصال؟

اقرأوا معي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1460 - الكافر يأكل في سبعة أمعاء . والمؤمن يأكل في معي واحد
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2060


أما الآيات والأحاديث التي تنهى عن أكل حقوق الناس بالباطل، وتأمر بالإيثار وتنهى عن الأثرة فهي كثيرة لا تخفى على أحد.


كان كل ما سبق عن: "كف الفك" .. فماذا عن "فك الكف"؟ ...

فك الكف هو ببساطة كناية عن الإنفاق وعدم البخل.
ونحن قد تعودنا ان نفك كفوفنا في رمضان .. فمعظمنا يخرج زكاة ماله في هذا الشهر الكريم، بالإضافة إلى زكاة الفطر، وغيرها من الصدقات التي تكون النفوس بها اجود في رمضان، ففك الكف يشمل الإنفاق في سبيل الله .. وانظروا معي إلى قول الله تبارك وتعالى:

{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم }
ال عمران (آية:92)

ولكن هل فك الكف هو إنفاق المال .. فقط!؟

أم أنه يتعداه إلى مد يد العون لمن يحتاجه؟ .. العون المادي أو البدني أو العلمي .. أو العون على الحق .. أو الدعوة للحق! ويشمل العمل التطوعي الذي يقصد به صاحبه وجه ربه .. ولا يقصد به رياءاً ولا سمعه.
{ وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين }
الشعراء (آية:109)


أما من أطلق في الناس فكه .. يتكلم بما يؤذيهم، ويلوك ما يصل إليه فكه من أعراضهم وأموالهم وحقوقهم ... فلا شك أنه من أشر الناس. فإن أضاف إلى ذلك أن كف عنهم كفه .. فلا يعين محتاجاًً ولا يقيل معثراً، ولا يحمل عن كليل .. فقد جمع من خصال السوء ما يكفي لأن يحط من قدره في الدنيا والآخرة.


فلنكن جميعاً ممن يكفون فكوكهم، ويفكون كفوفهم .. ويحتسبون ذلك عند الله


منقول
المصدر

http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=7089


رد مع اقتباس