عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-09-2010, 03:14 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين .
نكمل بإذن الله بقية الأسباب التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم بالاهتمام بالسنة المطهرة
2- خوف الصحابة من كتمان العلم كان من أسباب اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم اهتماما عظيمًا فلقد ذم الله تعالى كاتم العلم وتوعده بالعذاب الأليم والطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى ، قال الله تعالى :( إنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أنزَلنَا مِنَ الْبينَاتِ وَ الهُدى مِنْ بَعْدِ مَا بيناهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئِِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بَلغُوا عَنِي وَلَو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج ، ومن كذب علىِّ متعمدًا فليتبؤا مقعده من النار " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم فكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " .
3- حرص الصحابة على أنفسهم ، فلقد أراد الصحابة بتبليغ الكتاب والسنة كما سمعوه إلى من بعدهم ألا تنقطع أعمالهم بموتهم ، بل تضاعف لهم الحسنات ما بقى في الدنيا قرآن يتلى وسنة تتبع ، قال صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هُدى ، كان له من الآجر مثلُ أجُور من تبعه .... " .
4- قيام الصحابة بواجبهم نحو إخوانهم : فلقد عملوا جاهدين على إستنقاذ إخوانهم في الإنسانية بتبليغهم ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة ، لإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام .
5- الإلتزام بالسنة المطهرة مخرج من الفتن ، عاصم من الشرور ، فلقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته ، وبين أن الالتزام بها مخرج من الفتن وعاصم من الشرور والآثام ، وحذر من الابتداع في دين الله تعالى .
6- حب الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، لقد أحب الصحابة رضى الله عنهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم حبًا صادقًا فاق حبهم لأنفسهم وآبائهم وأبنائهم وأموالهم ، إن هذا الحب المنقطع النظير ، هو الذي حمل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حملًا على حفظ أقواله ، وأفعاله ، وصفاته الخلقية والخلقية ، وتقريراته ، وحركاته وسكناته في النوم واليقظة ، وما تركوا شيئًا قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله ، إلا حفظوه ونقلوه لمن بعدهم ، بعد أن جعلوا له واقعًا عمليًا في حياتهم العامة والخاصة .

ومن مظاهر اهتمام الصحابة بالسنة :

أ – التناوب في أخذ الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا في غاية الحرص على حديث رسول الله صلى ، ولأنهم ما استطاعوا ملازمته في كل أحواله وأوقاته وذلك لأنهم شغلوا بأعمال آخرى لاتقل في الفضل عن ملازمته فلقد خرجوا مجاهدين في سبيل تعالى ، وأرسل منهم من يعلم الناس الإسلام ، ويقرىء الناس القرآن بل وشغلوا بمعاشهم وتحصيل حاجاتهم الضرورية ، ولفرط حرصهم على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غاب الواحد منهم في سفر أو جهاد في سبيل الله تعالى أو غير ذلك من مصالحهم الخاصة أو العامة سأل الغائب منهم الحاضر عما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره .
ب – الرحلة من أجل طلب الإسناد العالي وسماع الحديث ممن سمعه مباشرة حتى لا تكثر الوسائط ، وحتى نقارن بين المرويات ببعضها فيعرف المحفوظ من غيره .
قال البخاري : ( باب الخروج في طلب العلم ) : ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد .
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة " .
ج – مراجعة الصحابة لبعضهم فيما أشكل عليهم ، ونزولهم على الصواب بعد المدارسة والتمحيص ، فكان هدفهم الوصول للصواب دون تعصب .
وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم قد حرصوا حرصًا منقطع النظير وأهتموا أهتمامًا عظيمًا بحديث رسول الله تحملاً وأداء ، ومع أنهم كانوا في غاية الأمانة في تبليغ ماصدر عنه صلى الله عليه وسلم وما كانوا يكذبون ، غير أن الإنسان بحكم بشريته معرض للخطأ و النسيان فهذه أمور من لوازم البشرية .
هذا وبالله الخير والتوفيق نكمل إن شاء الله فيما بعد ...
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس