عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-25-2008, 02:37 AM
حجابى هو عفافى حجابى هو عفافى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الاسئلة الاربعة التى يسأل عنها المرء يوم القيامة

 

عناصر الموضوع 1
الأسئلة الأربعة التي سيسأل عنها المرء يوم القيامة2
عن عمره فيما أفناه؟3
وعن علمه ماذا عمل به4
وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه؟5
وعن جسمه فيما أبلاه
الحساب [3]
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عبد سيسأل يوم القيامة عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟ وهذه الأربع هي عنوان السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، إن أجاب العبد إجابة صحيحة موفقة، وكان عمله في الدنيا مسدداً، أما إن قصر وفرط في هذه الأربعة الأسئلة فيا له من هلاك وخسار.. نسأل الله العافية!
الأسئلة الأربعة التي سيسأل عنها المرء يوم القيامة
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فهذه سلسلة علمية تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي؛ الهدف منها تذكير الناس بحقيقة الآخرة، في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانصرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات؛ ليتداركوا ما قد فات، ويتوبوا إلى الله جل وعلا قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون. ونحن اليوم -بتوفيق الله جل وعلا- على موعد مع اللقاء الخامس عشر من لقاءات هذه السلسلة المنهجية المباركة. وكنا قد توقفنا في اللقاءين الماضيين على التوالي مع قواعد العدل التي يحاسب الله جل وعلا بها عباده يوم القيامة، ثم تعرفنا على أول أمة يحاسبها الله جل وعلا، وعلى أول من يقضي الله بينهم يوم القيامة، وعلى أول ما سيحاسب وما سيسأل عنه العبد بين يدي الرب جل وعلا، ونحن اليوم بإذن الله تعالى لا زلنا مع الناس فى ساحة الحساب بين يدي الله سبحانه وتعالى، فإن الله عز وجل يسأل العبد -بعد أن يسأله عن الصلاة- عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟ هذه الأربع هي موضوع لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك. فأعيروني القلوب والأسماع أيها الأحبة الكرام، فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان، والله أسأل أن يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. ......

عن عمره فيما أفناه؟
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
أحبتي في الله: أولاً: السؤال عن العمر. أيها الأحبة الكرام! لا شك أن الله عز وجل سيسأل العبد في ساحة الحساب عن كل ما قدم في هذه الحياة، قال الله سبحانه: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الزلزلة:7-8]. وقال جل وعلا: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الحجر:92-93]، فكل صغيرة وكبيرة سطرت عليك في كتاب عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى، فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها؟! وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها؟! [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الحجر:92-93]. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر أن الله سبحانه سيسأل العبد -بعد سؤاله عن الصلاة- عن أربع، كما في الحديث الصحيح الذى رواه الترمذي و الطبراني في معجمه الكبير والصغير، والخطيب في التاريخ، وصحح الحديث شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة وصحيح الجامع من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: -أسألك بالله! أن تتدبرها؛ لتسألها نفسك الآن قبل أن تسأل بين يدي الملك جل وعلا- عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟) . أولاً: السؤال عن العمر. إخوتاه! العمر هو البضاعة ورأس المال، فمن ضاعت بضاعته، وانتهى رأس ماله دون أن يحقق الربح، فهو من الخاسرين. هل حسبت أن هذا العمر، وأن هذه الأيام، وأن هذه السنوات -التى تمضي ونحن لا نشعر بها- لن يسألنا عنها؟ لا والله، تدبر قول رب الأرض والسماوات وهو يقول سبحانه: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:115-116]. وقال سبحانه: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][القيامة:36-40]. أليس ذلك بقادر على أن يبعثهم للوقوف بين يديه؛ للسؤال عما قدموه وعما فعلوه؟! للسؤال عن القليل والكثير، وعن الصغير والكبير؟! أيها المسلم! الأيام تمر، والأشهر تجري وراءها، وتسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتطوى حياة جيل بعد جيل، وبعدها سيقف الجميع بين يدي الملك الجليل. ستسأل عن كل ساعة، ستسأل عن كل يوم، ستسأل عن كل أسبوع، ستسأل عن كل سنة، ستسأل عن عمرك كله فيما أفنيت هذا العمر؟ قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: يا ابن آدم! إنما أنت أيام مجموعة، فإن مضى يوم مضى بعضك، وإن مضى بعضك مضى كلك. وكان يقول أيضاً: " ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وينادي بلسان الحال ويقول: يا ابن آدم! أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: (والله ما ندمت على شيء كندمي على يوم طلعت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي). العمر هو البضاعة الحقيقية، وهو رأس المال، ووالله ما منحنا هذه البضاعة الكريمة للهو وللعب، وللملذات، وللشهوات، والله ما للعب خلقنا، بل خلقنا الله لغاية كريمة وعظيمة. قال جل وعلا: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الذاريات:56]. هذه هي الغاية التي خلق الله لها الخلق، ما خلقنا الله لنضيع الأعمار أمام المسلسلات والمباريات، وأمام الأفلام، وأمام هذا العبث واللهو الذي تحول في حياة هذه الأمة المسكينة إلى جد. ما خلقنا الله لذلك. ومن أجمل ما قيل في قول الله تعالى فى حق نبي الله يحيى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][مريم:12]، قال جمهور المفسرين: أي: آتاه الله الحكمة وهو طفل صغير، فذهب إليه بعض أترابه يوماً من الأيام قبل أن يوحي الله إليه بالنبوة، فقالوا: يا يحيى! هيا بنا لنلعب! فقال يحيى -وهو الطفل الصغير-: والله ما للعب خلقنا! وصدق والله، فإن الله ما خلقنا للهو والعبث، وما خلقنا لنضيع الأعمار أمام اللهو، وأمام المسلسلات والمباريات والأفلام، فإن جل الأمة الآن يقضي جل الليل بل وجل العمر أمام التلفاز، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! يا من يمضي عمرك وأنت لا تدري.. اعلم بأنك ستسأل عن هذه الساعات.. وستسأل عن هذا العمر.. وتذكر يا من يمضي عمرك وأنت في غفلة! أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، وأن الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر، وأن العمر مهما طال لا بد من دخول القبر، تذكر وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لـعبد الله بن عمر، كما في صحيح البخاري أنه أخذ بمنكبي عبد الله بن عمر وقال له: (يا عبد الله ! كن فى الدنيا كأنك غريب) -ما أحوجنا ورب الكعبة لهذه الكلمات! إننا نعيش عصراً طغى فيه حب الشهوات، وحب الملذات، وحب الدنيا، فإن كثيراً من الناس الآن يذكر بقول الله فلا يتذكر، ويذكر بحديث رسول الله فلا يتحرك قلبه، وكأن القلوب قد تحولت إلى حجارة: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][البقرة:74]. [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الحشر:21]. اللهم ارزقنا التفكر في آلائك ونعمك، برحمتك يا أرحم الراحمين! تذكر وصية النبي الكريم لـابن عمر: ( يا ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). الغريب وإن طالت غربته حتماً سيرجع إلى وطنه، وعابر السبيل وإن طال سفره حتماً سيعود إلى بلده وأهله، وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء). أعلم أننا جميعاً نحفظ هذا، لكن قل من يتدبر هذا، وقل من ينام كل ليلة على فراشه، وهو يقول لأهله: أستودعكم الله بلسان الحال والمقال واليقين، وهو يعلم يقيناً أنه ربما لا يرى أهله وأولاده في الصباح. (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك). ......
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/fasil.gif[/IMG]
مواعظ الصالحين
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
قيل لـإبراهيم بن أدهم طيب الله ثراه: يا إبراهيم ! بم حققت الزهد في الدنيا؟ فقال إبراهيم : بثلاثة أشياء، قيل: وما هي؟ قال إبراهيم: (رأيت القبر موحشاً وليس معي مؤنساً) أين مالك؟ وأين منصبك؟ وأين أولادك وأحبابك في القبر؟ سيمضي الكل ويتركك بين يدي الرب سبحانه. قال: رأيت القبر موحشاً وليس معي مؤنساً، ورأيت الطريق طويلاً وليس معي زاد، ورأيت جبار السماوات والأرض قاضياً وليس معي من يدافع عني. أيها الأحبة الكرام! الدنيا كلها إلى زوال، والعمر كله إلى فناء، ويوم أن نام السلطان الفاتح محمد بن محمود بن ملكشاه على فراش الموت -وكان من السلاطين الأثرياء الأغنياء- قال: اعرضوا علي كل ما أملك من الجواري والغلمان والجواهر والأموال والنساء، بل وليخرج الجند جميعاً أراد وهو على فراش الموت أن ينظر إلى سلطانه وإلى ملكه، وإلى جواهره وزخارفه، وجواريه ونسائه وغلمانه، فخرج الجيش عن بكرة أبيه يحمل الجواهر واللآلئ والأموال، وخرجت الجواري، وخرج الغلمان والنساء، فنظر السلطان إلى هذا الملك العظيم، وبكى وقال: والله والله لو قبل مني ملك الموت كل هذا لافتديت به، والله لو قبل مني ملك الموت كل هذا لافتديت به، ثم نظر إلى جنوده وقال: أما هؤلاء والله لا يستطيعون أن يزيدوا في عمري ساعة، فأجهش بالبكاء وقال: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الحاقة:28-29]. وهذا هارون الذي كان يخاطب السحابة في كبد السماء، ويقول لها هارون : أيتها السحابة! في أي مكان شئت فأمطري، فسوف يحمل إليّ خراجك إن شاء الله تعالى، لما نام على فراش الموت بكى هارون، وقال لإخوانه: أريد أن أرى قبري الذي سأدفن فيه، فحملوا هارون إلى قبره، فنظر هارون إلى القبر وبكى، ورفع رأسه إلى السماء وقال: يا من لا يزول ملكه! ارحم من قد زال ملكه دع عنك ما قد كان في زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثبتاه وأنت لاه تلعب والروح منك وديعة أودعتها ستردها بالرغم منك وتسلب وغرور دنياك التي تسعى لها دار حقيقتها متاع يذهب الليل فاعلم والنهار كلاهما أنفاسنا فيهما تعد وتحسب [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:115-116]. لن تتحرك قدمك يوم القيامة إلا إذا سألك الله عن عمرك، انتبه! يا من تقضي الليل كله أمام المسلسلات والأفلام الداعرة. انتبه! يا من تقضي جل عمرك في اللهو والعبث في غير خير للدنيا أو خير للآخرة. وإياك أن تتغافل بعد اليوم عن هذه البضاعة، وعن رأس المال الحقيقي الذي تملكه، ألا وهو عمرك، فإن كل يوم يمر عليك يبعدك عن الدنيا، ويقربك إلى الله. قال لقمان الحكيم لولده: أي بُنَيَّ! إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا استدبرت الدنيا، واستقبلت الآخرة، فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها. ولقي الفضيل بن عياض رجلاً فقال الفضيل للرجل : كم عمرك؟! قال: ستون سنة، قال الفضيل : إذاً أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله يوشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل : هل عرفت معناها؟ قال: نعم عرفت أني لله عبد، وأني إلى الله راجع. قال الفضيل : يا أخي! من عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً. فبكى الرجل وقال: يا فضيل وما الحيلة؟! قال الفضيل : يسيرة، قال: ما هي يرحمك الله؟، قال: أن تتقي الله فيما بقي من عمرك، يغفر الله لك ما قد مضى، وما قد بقي من عمرك.

وعن علمه ماذا عمل به
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
ثانياً: (عن علمه ماذا عمل به): اللهم لا تجعل حظنا من ديننا قولنا، وأحسن نياتنا وأعمالنا، وارزقنا الصدق والإخلاص في أقوالنا وأعمالنا وأحوالنا برحمتك يا أرحم الراحمين! ستسأل عن كل كلمة استمعت إليها في خطبة جمعة، أو في محاضرة، أو قرأتها في كتاب، ستسأل عن علمك الذي تعلمت، ماذا عملت به؟ منذ متى ونحن نسمع عن الله؟ منذ متى ونحن نسمع عن رسول الله؟! ومع ذلك سترى البون شاسعاً بين القول والعمل، وسترى فجوة خطيرة بين القول والعمل، وهذه الفجوة سبب من أسباب النفاق، قال تعالى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الصف:2-3]. وقال جل وعلا: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][البقرة:44] أسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل. ......
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/fasil.gif[/IMG]
فضل العلم والعلماء
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
أيها الأحبة الكرام! العلم أغلى ما يطلب في هذه الحياة بلا شك، فلا سبيل إلى معرفة الله، ولا سبيل إلى الوصول إلى رضوان الله في الدنيا والآخرة إلا بالعلم الشرعي، إلا أن تتعلم قال الله.. قال رسوله صلى الله عليه وسلم، العلم يبذل له المال، العلم يبذل له العمر، العلم يبذل له الوقت كله، فإن أغلى ما يضحى له هو العلم، ولم يأمر الله نبيه بطلب الزيادة من شيء إلا من العلم، كما قال تعالى آمراً نبيه المصطفى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][طه:114]. ورفع الله قدر أهل العلم فقال سبحانه: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][فاطر:28]. ثم قال: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المجادلة:11] . وقال سبحانه: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][آل عمران:18]. وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً -وفي لفظ (رؤساء جهالاً)- فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا). وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـعلي : (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). وفي الحديث الذي رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة وغيرهم وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله بشواهده من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له كل من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر). من آتاه الله العلم فقد أوتي الحظ الوافر، وأوتي الخير كله، فإن الله يعطي الدنيا من أحب ومن لم يحب، ولكن الله لا يعطي الدين إلا لمن أحب، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، العلم هو الذي ينفعك بعد موتك، يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد، وقال صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم وصحيح البخاري-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). والأحاديث في هذا الباب كثيرة رددناها مراراً وتكراراً، لكن هذا العلم إن لم يحرك قلبك وجوارحك للعمل، ولخشية الله، ولتقوى الله، فلا خير فيه ولا بركة له، ما ثمرة العلم إن لم يورثك العمل؟! ما ثمرة العلم إن لم يقربك من الله سبحانه؟! فما ثمرة هذه المحاضرات؟! ما ثمرة هذه الخطب التي تخلع القلوب، إن لم تعبد هذه الخطب وهذه المحاضرات وهذه الكلمات وهذا العلم لرب الأرض والسماوات؟! إن لم يورثنا هذا العلم خشية الله، إن لم يورثنا هذا العلم تقوى الله، إن لم يورثنا هذا العلم حب السنة وبغض البدعة، ما ثمرة العلم؟! يقول الشاطبي في كتابه القيم الموافقات: إن كل علم لا يفيد عملاً ليس في الشرع ما يدل على استحسانه، قال تعالى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][البقرة:44]. وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالرجل فيلقى في النار -اللهم حرم أجسادنا على النار- فتندلق أقتاب بطنه -أي: أمعاؤه- فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار، ويقولون : يا فلان! مالك؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فيقول: بلى! كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه). لذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع، كما في صحيح مسلم وسنن الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها). وقال أبو الدرداء رضي الله عنه -والأثر يصح موقوفاً على أبي الدرداء ولا يصح مرفوعاً-: (إنني أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فأقول: علمت، فلا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا جاءتني تسألني فريضتها، فتقول الآمرة: هل ائتمرت؟ وتقول الزاجرة: هل ازدجرت؟ فأعوذ بالله من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها). وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (يا حملة العلم! اعملوا به، فإن العالم من علم ثم عمل). ليس العلم بكثرة الرواية، وليس العلم بكثرة الدراية، ولكن العلم الحقيقي هو الذى يورثك خشية الله، ويورثك العمل، قال: (يا حملة العلم! اعملوا به فإن العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيأتي أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يقعدون حلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه إن تركه، وجلس إلى غيره، أولئك لا ترفع أعمالهم تلك إلى الله عز وجل). إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً، لذا قال مالك بن دينار : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل القطر عن الصفا". اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعلم، وقال ابن السماك: كم من مُذَكِّر بالله وهو ناس لله!! وكم من مُخَوِّف من الله وهو جريء على الله!! وكم من مُقَرِّب إلى الله وهو بعيد عن الله!! وكم من تالٍ لكتاب الله وهو منسلخ عن آيات الله!! اللهم سلم سلم! كم من تال لكتاب الله وهو منسلخ عن آيات الله، لا تجاوز القراءة حنجرته أو ترقوته والعياذ بالله، فسوف تسأل عن علمك ماذا عملت به؟ ماذا عملت فيه؟ هل تعلمت لله؟ هل عملت بالعمل؟ هل علمت للسمعة؟ هل علمت للشهرة؟ هل علمت للرياء؟ ما من محاضرة، وما من خطبة، وما من درس علم، وما من موعظة، وما من شريط، وما من كتاب، ما من كلمة تعرفت عليها -عبد الله- إلا وسيسألك الله عنها، سيقول لك ربك: لقد أقمت عليك الحجة على لسان عبدي فلان، فماذا عملت بهذا العلم؟ والله إن الواقع لأليم، والله إن الواقع لمرير، فإننا نرى كماً هائلاً من المحاضرات والدروس، ونرى كماً هائلاً من المراجع والمجلدات والكتب، ومع ذلك نرى بوناً شاسعاً، وفرقاً كبيراً بين المنهج النظري وبين الواقع العملي، أسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، فإن هذه الفجوة تبذر بذور النفاق في القلوب، كما قال علام الغيوب: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الصف:2-3]، لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن علمه ماذا عمل به.

وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه؟
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
ثالثاً: (عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟) ستسأل عن مالك، والمال نعمة من أعظم النعم، المال زينة الحياة الدنيا مع الأولاد، قال جل وعلا: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الكهف:46] ، ولاحظ أن الله قدم في هذه الآية المال على الأولاد فقال: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الكهف:46]، المال زينة، والمال نعمة عظيمة، ولكن لا يعرف قدر هذه النعمة إلا من عرف الغاية من المال، فما أكرمه من نعمة إن حركته أيد الصالحين والشرفاء، المال نعمة لا يعرف قدرها إلا صالح تقي عرف الغاية من المال، وعرف وظيفة المال، وعرف أن المال ظل زائل، وعرف أن المال عارية مسترجعة، المال نعمة منَّ الله بها عليك، وزينة زينك الله بها، ولكن انتبه! سوف تسأل عن هذا المال كله من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقت هذا المال؟ سؤالان يملآن القلب بالخوف والوجل، ويجعلان العبد يسأل نفسه ألف مرة قبل أن يحصل جنيهاً واحداً، من أين ستحصل هذا المال؟ من الربا؟ من الرشوة؟ من الحرام؟ من أكل أموال الناس بالباطل؟ من أين ستحصل هذا المال؟ يا من تتاجر في المخدرات؛ لتحرق قلوب أبنائنا وبناتنا، ولا هم لك إلا أن تجمع المال! يا من تتاجر في الربا! يا من تأكل أموال اليتامى! يا من تأكل من الرشاوي! يا من تأكل أموال الناس بالباطل! تدبر الآن وحاسب نفسك، وقف مع نفسك وقفة صدق الآن، وطَهِّر مالك كله قبل أن تُسأل بين يدي الله -الذى يعلم السر وأخفى- عن كل جنيه من أين جئت به؟ من أين لك هذا المال؟ من أين لك هذا الرزق؟. فالمال نعمة إذا حركته أيدي الصالحين والشرفاء، المال منحة لمؤمن تقي عرف الغاية منه، وعرف الوظيفة لهذا المال، لذا يقول سيد الرجال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (لا حسد إلا في اثنتين -والحسد هنا بمعنى: الغبطة- رجل آتاه الله القرآن فهو به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) ينفق المال ويعلم أن المال رزق الله، وأن المال ظل زائل وعارية مسترجعة، لذا تدبر معي -أخي الكريم- قول الحبيب صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه أحمد و الترمذي وصححه شيخنا الألباني من حديث أبي كبشة الأنماري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث أقسم عليهن، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً -اللهم ارزقنا المال والعلم- فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه -أي: في المال والعلم-حقاً، فهذا بأفضل المنازل عند الله جل وعلا، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان -أي: من الخيرات والمشروعات التي تنفع الأمة- يقول النبي: فهو بنيته فأجرهما سواء). أيها الفقير! يا منّ من الله عليك بالعلم والفهم والعقل! صحح النية، وسل الله بصدق أن لو رزقك مالاً لعملت كذا.. وكذا.. وكذا.. من أعمال البر والخير، يقول المصطفى: فأنت بصدق نيتك كمن عمل (فهو بنيته فأجرهما سواء) (وعبد -هذا هو العبد الثالث- رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً، فهو يخبط في ماله)ينفق ماله في اللهو والعبث والباطل، (فهو يخبط في ماله، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل). (وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً) ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان -أي: من اللهو والمعاصي، لسافرت إلى بانكوك ومدريد، وانشغلت باللهو والملذات والشهوات والمعاصي، يقول المصطفى: (فهو بنيته فوزرهما سواء). المال لا يصبح نعمة إلا إذا كان في يد صالحة تعرف الغاية منه، لذا يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام -ليبين لنا أن المال هو ما قدمت لدين الله، هو ما بذلت لله جل وعلا، وأن المال الذي ستتركه ليس مالاً لك وإنما هو مال ورثتك -كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه. قال: فإن ماله ما قدم ومال ورثته ما أخر) ويقول المصطفى كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن الشخير : (يقول ابن آدم: مالي مالي -الأموال والعمارات والسيارات والدولارات، وترى الإنسان منتفخاً بماله إن أودع في البنك مبلغاً من المال -وليس لك من مالك إلا ما أنفقت فأبقيت)، ولذا وورد في صحيح سنن الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر عائشة بذبح الشاة، وأمرها بأن تتصدق بها، فتصدقت عائشة بالشاة كلها إلا الذراع، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بقي من الشاة يا عائشة ؟ قالت: ما بقي منها شيء إلا الذراع، فقال المصطفى: بل بقيت كلها إلا الذراع)، الذي تصدقت به هو الذي سيبقى لنا. فالمال -يا إخوة- ظل زائل، وعارية مسترجعة، ستسأل عنه بين يدي الله جل وعلا، ستسأل عن هذا المال كله: من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟ واسمع لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول -كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -: (أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:51]، وقال تعالى للمؤمنين: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][البقرة:172]، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل، يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟) أنى يستجاب لمن أكل الحرام؟ أنى يستجاب لمن شرب الحرام؟ أنى يستجاب لمن غذى أولاده بالحرام؟ إننا نرى الآن تهاوناً مروعاً في الأكل الطيب الحلال، فترى الرجل لا هم له إلا أن يجمع المال من أي سبيل كان، حتى ولو كان من الحرام، حتى ولو كان من الربا، حتى ولو كان من أموال الناس بالباطل، المهم أن يجمع المال وأن يكنزه، ومع ذلك فو الله لن يخرج من الدنيا بدرهم أو دينار أو دولار. النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها هي القناعة فالزمها تكن ملكاً لو لم تكن لك إلا راحة البدن وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، ومنها: عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم انفقه؟). وأرجئ السؤال الرابع إلى ما بعد جلسة الاستراحة، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. ......

وعن جسمه فيما أبلاه
[IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/parbotton.gif[/IMG]
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! وأخيراً يسأل الله جل وعلا العبد عن جسمه فيما أبلاه؟ قال تعالى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الإسراء:36]، سيسأل الفؤاد -القلب- عما وعاه من اعتقاد، هل امتلأ القلب بحب الله ورسوله والمؤمنين، وامتلأ في الوقت ذاته ببغض الشرك والمشركين والباطل والمبطلين، أم امتلأ بحب الشرك والمشركين والباطل والمبطلين، وببغض الله ورسوله والموحدين؟ سيسأل السمع عن كل ما سمع، سيسأل البصر عن كل ما رأى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الإسراء:36]، فهل يا ترى لا يسأل العبد بين يدى الرب سبحانه إلا عن هذه الجوارح فحسب..؟ كلا، بل سيسأل الإنسان عن جسمه كله. سيشهد هذا الجسم كله بما قدم، وبما صنع، وبما فعل، ستشهد اليد والسمع والبصر والرجل، والجوارح كلها ستشهد، قال الله سبحانه تعالى: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][يس:65]. وقال الله جل وعلا: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][فصلت:19-21]. فسوف تسأل عن هذا البدن، وعن هذا الجسم فيما أبليته، هل أبليت جسمك فى عمل الدنيا والآخرة، أم في عمل الدنيا فحسب؟ فلا حرج أن يبلي الإنسان جسمه لعمل الدنيا ولعمل الآخرة, والخطأ والحرج أن يفني الإنسان جسمه كله وحياته كلها في عمل الدنيا؛ ليضيع بذلك حق الله وعمل الآخرة، تاجر، وعَمِّر، وابنِ، واجمع المال من الحلال، لكن لا تنسى حق الكبير المتعال، لا تنسى الآخرة. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، فلا حرج أن نجمع بين الأمرين. قال المصطفى: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي). فاعمل للدنيا وللآخرة، لكن لا تضيع عمرك كله للدنيا وتنسى الآخرة، فهل أبليت جسمك في عمل الدنيا والآخرة، أم في عمل الدنيا ونسيت عمل الآخرة؟! ستتمنى يوم القيامة الرجعة والعودة إلى الدنيا لا لتعمل للدنيا مرة أخرى، بل لتعمل للآخرة: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:97-99] أي: إلى الدنيا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:100]، فاعمل الآن للدنيا وللآخرة قبل أن تتمنى العودة والرجعة، فيقال لك: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المؤمنون:100]. واعلم بأنه أنك لو أبليت جسمك كله ليلاً ونهاراً من أجل الدنيا ونسيت عمل الآخرة، والله لن تحصل من الدنيا إلا ما قدره الرزاق لك، مهما تحركت يمنة ويسرة لن تحصل من الرزق إلا ما قدره الرزاق لك، تدبر هذا الحديث الجميل الذي رواه الترمذي وغيره، وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح الجامع، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع الله عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة) أليس ربنا هو القائل: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الطلاق:2-3]؟! (من كانت الآخرة همه) هو يعمل للدنيا ولكنه لا ينسى الآخرة، فالآخرة هي الهم، فإن عمل للدنيا فمن أجل أن يتقوى بعمل الدنيا وبحلال الدنيا وبطعام الدنيا وبزينة الدنيا للآخرة، لأن الآخرة هي الهم الذي يعيش له، (من كانت الآخرة همه؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع الله عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة) اسمع (ومن كانت الدنيا همه) لا يعيش إلا لها، ولا يأكل إلا لها، ولا ينام إلا لها، ولا يفكر إلا فيها، ولا يبذل العقل والفكر والجهد والوقت إلا للدنيا، فإن ذكر بالآخرة استهزأ وسخر بمن ذكره، هذا يقول فيه المصطفى: (من كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقره بين عينيه، وشتت الله عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر الله له) ففيم أبليت الجسم؟ في عمل الدنيا والآخرة أم في عمل الدنيا؟ وهل أبليت الجسم في طاعة الله أم في معصية الله؟ سل نفسك هذا السؤال الآن، ما مضى من عمرك هل سخرت الجسم فيه لطاعة الله، أم سخرت الجسم فيه لمعصية الله؟ هل أعطاك الله هذا الجسم لتعصي الله به أم لتطيع الله به؟ والمعصية سبب لكل شقاء، وسبب لكل ضنك وبلاء في الدنيا والآخرة، والطاعة سبب لكل فلاح وفوز وخير في الدنيا والآخرة. قال ابن عباس : (إن للطاعة نوراً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للمعصية سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، وضيقاً في الرزق، وضعفاً في البدن، وبغضاً في قلوب الخلق). وذهب رجل إلى إبراهيم بن أدهم طيب الله ثراه فقال له: يا إبراهيم ! ساعدني على البعد عن معصية الله، كيف أترك معصية الله جل وعلا؟ فقال له إبراهيم : تذكر خمساً، فإن عملت بها لن تقع في معصية الله، وإن زلت قدمك سرعان ما ستتوب إلى الله جل وعلا. قال هاتها يا إبراهيم : قال إبراهيم : إن أردت أن تعصي الله جل وعلا فلا تأكل من رزق الله. قال: كيف ذلك والأرزاق كلها بيد الله؟ قال: فهل يجدر بك أن تعصي الله وأنت تأكل رزقه؟ هل تعصي الله برزقه عليك؟ هل تعصي الله بنعمه عليك؟ تعصي الله بنعمة الصحة وهي رزق! تعصي الله بالزوجة وهي رزق! تعصي الله بالأولاد وهم رزق! تعصي الله بالعافية وهي رزق! هل يجدر بك أن تعصي الله وأنت تأكل وتتنعم برزق الله؟ قال يرحمك الله يا إبراهيم : هات الثانية. قال إبراهيم : وأما الثانية: إن أردت أن تعصي الله جل وعلا فابحث عن مكان ليس في ملك الله، ابحث عن أرض ليست ملكاً لله واعص الله عليها. قال: كيف ذلك يا إبراهيم والملك ملكه، والأرض ملكه، والسماء ملكه؟! قال: ألا تستحي أن تعصي الملك في ملكه؟ قال يرحمك الله: هات الثالثة. قال: أما الثالثة إن أردت أن تعصي الله جل وعلا فابحث عن مكان أمين لا يراك الله فيه. قال: يرحمك الله، كيف والله يسمع ويرى؟! [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][المجادلة:7] معهم في أي مكان كانوا بسمعه وبصره وعلمه وقدرته وإرادته وإحاطته. إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب إذا أردت أن تعصي الله -عبد الله- فنقب عن مكان أمين لا يراك الله فيه. قال: كيف ذلك يا إبراهيم والله يسمع ويرى؟ قال: ألا تستحي أن تعصي الله وأنت على يقين أن الله يراك؟! قال: يرحمك الله هات الرابعة. قال: أما الرابعة: إذا أردت أن تعصي الله جل وعلا وجاءك ملك الموت فقل له: أجلني ساعة حتى أتوب إلى الله وأدخل في طاعته. قال: كيف ذلك يا إبراهيم والله جل وعلا يقول: [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/sQoos.gif[/IMG]فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [IMG]file:///G:/تسجيلات%20الشبكة%20الإسلامية%20-%20صوتيات%20ومقاطع%20منوعة%20-%20Islamweb_net_files/eQoos.gif[/IMG][الأعراف:34]؟ قال: فهل يجدر بك وأنت تعلم ذلك أن تسوف في التوبة وفي عمل الطاعات؟! قال: يرحمك الله هات الخامسة. قال: أما الخامسة: إذا جاءك زبانية جهنم لتأخذك إلى جهنم فإياك أن تذهب معهم. فبكى الرجل وعاهد الله عز وجل على الطاعة. أيها المسلم! فكر في هذه الخمس جيداً قبل أن تعصي الله، وإن زلت قدمك جدد الأوبة والتوبة إلى الله، واعلم بأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وما من ليلة إلا والملك يتنزل إلى السماء الدنيا تنزلاً يليق بكماله وجلاله كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، وينادي الحق سبحانه ويقول: أنا الملك! أنا الملك! من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر، فهيا عد إلى الله وتب إليه، واستعد بالجواب الآن لهذه الأسئلة، واعلم بأنه لن تزول قدمك حتى تسأل عن هذا كله الذي أمرنا وذكرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسأل الله جل وعلا أن يسترني وإياكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً بيننا إلا شفيته، ولا ديناً على أحد منا إلا
رد مع اقتباس