عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-28-2017, 12:09 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




Icon37 أيها الداعية .. لا تيأس مهما اشتد الكرب وزاد السواد

 




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
أما بعد..


فإن الأسوأ قادم لا محالة، والله أعلم، وإنا لله وإنا إليه راجعون..
فمع ابتعاد أغلب الناس عن تعاليم ديننا الحنيف، وتمنّيهم التخلص من أي التزام، وكراهيتهم لكل من يُذكرهم بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
وتشدقهم بقول:
كل حاجه حرام حرام .. يعني احنا كفرة وانتوا اللي مؤمنين أوي!!


- لا عجب أن تجد وراء كل مصيبة تنهال علينا مصيبة أكبر وأشد !!
ولا يتعجب أحد مما نعانيه في أيامنا هذه من تضييق في المعيشة وقلة في الرزق، وحتى لو زاد الرزق للبعض فإنهم يجدون كدرا ورهقا في حياتهم!!

-
لا عجب أبدا مع شعب انخرط في بدع كثيرة انهالت عليه من هنا وهناك،
بعضها مهلكة والعياذ بالله، ومنها ما ينأى بالعباد عن طريق الاستقامة والتمسك بالعقيدة الصحيحة،
ومنها ما يزيد القلوب جهالة وسواد واستشراب للرذائل دون قصد!!

..
فبالأمس القريب احمرت شوارع مصر وزاد الاحمرار احتفالا بعيد الحب!! الذي هو في الأصل يسمى بيوم الفالنتين!!
عيد تم استيراده من نصارى الغرب ، واستشربه المسلمون في الشرق !!


فبالتبعية صـــار أغلبنا يقلدون الغرب كــالـقــــرود؛ يقلدونهم تقليدا أعمى دون معرفة بالتاريخ وأصل سبب هذه الاحتفالات؛
التي رفضتها كنائسهم بعضًا من الوقت ثم عادت إليه!!
وبتتبع أحوالنا ؛ خذ على ذلك جهالات أخرى عديدة!! ...
وراقب مدى بعدنا عن تعاليم الاسلام، فستجده في ازدياد وزدياد!!


- فلا عجب إذن أن يُسلط الله علينا أهل الضلالة والجهالة، ولا عجب أن يسير خلفهم الكثير من الناس!!


- ولا عجب أيضا أن يغفل الكثير والكثير عن قوله تعالى:
{
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىظ° آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَظ°كِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الأعراف: 96


فحقيقة الإيمان والتقوى تكمن في حسن اتباع المنهج، والتسليم التام لأوامر الله تعالى، وما أمرنا به سيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وسلم،
وعدم الافتنان بأهل الضلالة، ثم الابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى، وفي تفسير هذه الآية يقول الإمام السعدي:


(
لما ذكر تعالى أن المكذبين للرسل يبتلون بالضراء موعظة وإنذارا، وبالسراء استدراجا ومكرا، ذكر أن أهل القرى،
لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى اللّه تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم اللّه، لفتح عليهم بركات السماء والأرض،
فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم، في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كد ولا نصب،
ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا
{فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
بالعقوبات والبلايا ونزع البركات، وكثرة الآفات، وهي بعض جزاء أعمالهم، وإلا فلو آخذهم بجميع ما كسبوا، ما ترك عليها من دابة). أ.هـ


وبالقياس فإن تغاضي المسلمين عن اتباع المنهج السليم كتابا وسنة؛ فإنهم يُقاربون هؤلاء المكذبين للرسل!!


عافانا الله وإياكم أن نكون منهم، وأصلح أحوالنا وأحوالكم وأحوال جميع المسلين، ورفع عنا كل البلاء وهذا الغلاء المتزايد يوما بعد يوم.









فانتبه أيها الداعية الكريم لأحوال مثل هؤلاء ولا تيأس، وتذكر دائمًا نعمة الصبر التي أنعم بها ربنا تبارك وتعالى على أنبيائه ورسله،
فتذكر دائمًا صبر أولي العزم من الرسل على مشاق الدعوة إلى الله؛
فقد صبروا -صلوات الله وسلامه عليهم- على مشاقِّ الدعوة إلى الله، فأبلوا بلاءً حسنا:


- صبر نوح عليه السلام وقضى ألف سنة إلا خمسين عامًا كلها دعوة،
- وصبر إبراهيم عليه السلام على كل ما نزل به فجُمع له الحطب الكثير، وأوقدت فيه النار العظيمة، فألقي فيها، فكانت بردًا وسلامًا.
- وموسى عليه السلام يصبر على أذى فرعون وجبروته وطغيانه.
- ويصبر عيسى عليه السلام على تكذيب بني إسرائيل له، ورفض دعوته، ويصبر على كيدهم ومكرهم حتى أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه،
إلا أن الله سبحانه وتعالى نجَّاه من شرهم.
- أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فما أكثر ما لاقاه في سبيل نشر هذا الدين، فصبر صلوات ربي وسلامه عليه.
قال تعالى آمرًا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر:
{
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} الأحقاف:35


قال الإمام السعدي:
(
أمر تعالى رسوله أن يصبر على أذية المكذبين المعادين له، وأن لا يزال داعيًا لهم إلى الله، وأن يقتدي بصبر أولي العزم من المرسلين
سادات الخلق أولي العزائم والهمم العالية، الذين عظم صبرهم، وتمَّ يقينهم، فهم أحقُّ الخَلْق بالأسوة بهم، والقفو لآثارهم، والاهتداء بمنارهم
) أ.هـ

فمهما زاد سواد الأيام القادمة وساء؛ فاصبر ولا تيأس، وسر على بركة الله في طريق دعوتك إلى الله تعالى،
وتأسَّى بسيد الخلق أجمعين وبأولي العزم من الرسل، صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.


وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




_______________
مراجع نقل:
صبر أولي العزم من الرسل، بتصرف من موقع: الدرر السنية (نماذج من صبر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم).

...
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس