عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 06-03-2013, 04:17 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


نرجع لآية التوبة: إن كانوا هؤلاء أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله تردوه ماذا يحصل؟ {فَتَرَبَّصُواْ } هذه الأشياء التي أحببتموها وتضخمت: انتظروا وستتحول هذه المحبوبات إلى سوط عذاب عليكم لأنه نزع الإيمان وخرج وحل مكان الإيمان هذه المحبوبات، مشكلة عظيمة نحن نعيشها وهذا سبب ورود هذه الآية والله أعلم في التوبة، عندما الواحد يصلح الظاهر ويترك في الباطن أشياء يمكن أن تأكل باطنه، هذه تسمى دسائس موجودة في القلب تتضخم مع الأيام فتهلك القلب.

في سورة التوبة يقال هذا الكلام في ناس أصلحوا ظاهرهم وبذلوا في ظاهرهم وقالوا كلامًا جميلًا، لكن في النهاية ما في قلوبهم هو الذي ظهر، لذلك التوبة تسمى الفاضحة تفضح النفاق، تفضح الصورة التي لمعت من الخارج ومن الداخل لم يعتنِ بها كما ينبغي.

على كل حال الإيمان مكانه القلب، الإيمان يزيد وينقص، الإيمان يحتاج إلى حراسة، الإيمان يحتاج إلى تقطيع علائق مع غير الله، وكلما زدت عمرًا المفروض أن تكون زدت نضجًا في ذوق طعم الأشياء، لو عندك علم بالله وخبرة وزمن وأيام مر بها سيقول لنفسه: ترى أنا ذقت كل شيء وطعم أي شيء في الدنيا يذهب ولا يبقى له شيء. لو مثلنا صورة الشابات في وقت قبل العيد أو وقت قبل زفاف معين يريدون حضوره وحرصهم الشديد على أن يشتروا هذا الملبس، وحرص ويحلمون به ومتى الوقت الذي يحصلون عليه ويمتعوا أنفسهم بالنظر إليه، وبعد ذلك يلبسوه، بعد شهر اسأليهم عنه ؟ لاشيء! لا طعم له، بل لو جاءت مناسبة جديدة أصبح ذاك لا قيمة له! ولو أتينا السنة التي بعدها وقلنا لها هل تذكرين الفستان السابق؟ تقول لما عملت هذا الفستان ما كان عندي ذوق، غيرت وجهة نظرها يعني ليس فقط ما يمتعها بل غيرت وجهة نظرها، وأصبحت تشعر أنه ليس عندها ذوق عندما اختارت هذا اللون أو هذا الشكل، تخيلي هذه حلاوة الدنيا تسقط من العين ليس لها قيمة، والله ـ عز وجل ـ جعلها بهذه الصورة لئلا يكون مرفئك
ومرساك في الدنيا، فما الذي يقطع عروق التعلق بالدنيا ويعلق الإنسان بربه؟ قوة الإيمان تقطع علائق القلب بالدنيا، لذلك يبقى موضوع الإيمان مهم جداً سواءً كنا نتكلم به علاقة في رمضان أو كنا نتكلم به على وجه العموم.

ما هي الأسباب التي تزيد الإيمان ؟ أسباب زيادة الإيمان لها كلام إجمالي وكلام تفصيلي.
كلامها الإجمالي مجموعة في ثلاثة:

1. تعلم العلم النافع.
2. يركب عليه التأمل عبادة التفكر التي تجري في الكون أو حياة الشخص.
3. ثم يركب عليه الأعمال الصالحة.

وهو خط أفقي، قاعدته أن تتعلم، فإذا تعلمت ابنِ على تعلمك عبادة التأمل، فإذا قوي هذا ستجد نفسك في العبادات ستجد قلبك عندما تزيد العبادات، هذا خط أفقي يبنى بعضه على بعض، وأيضاً هذا لا يعني أن تتم العلم لتتحول منه إلى التفكر ولتتحول بعدها إلى العبادة، لا، كلما حصلت على شيء من العلم لابد أن يقترن معه شيء من التفكر، لابد أن يؤثر في عبادتك. يعني عندما أقول بعد الصلاة:(اللهمّ أنت السلام ومنك السلام) ودرسنا مثلًا معنى (السلام ) وكيف أنه اسم يشمل جميع صفات الله وهذا يحرر لك لماذا نقول هذا الاسم بعد الصلاة؟المفروض أن معرفة هذه الاسم أستحضر ما أستطيع وأنا أقول: (اللهمّ أنت السلام ومنك السلام) فالذي تعلمته يزيد جمع قلبي ولو لثانية في كلمة: اللهمّ أنت السلام ومنك السلام. فلو لم ينبهك أحدهم أن انظر إلى هذا الاسم العظيم كيف أن معناه دفع سوء الظن عن الله، وكيف تعرف أنه سلام ـ سبحانه وتعالى ـ أنه حكيم في أفعاله وحليم سبحانه وتعالى إلى آخر ما يذكر في هذا الاسم.

هذه الملاحظة ستؤثر عليك كيف وأنت تقول : (اللهمّ أنت السلام ومنك السلام )؟
ستؤثر في قلبك، ستركزين فيما تقولين، صحيح أنه ليس شرطاً أن استطيع استحضر كل شيء، لكن سيفرق قبل ذلك كنت كثير أقول:(اللهمّ أنت السلام ومنك السلام) غير مركز الآن، شعرت أن هذه كلمة لابد فيها من تركيز، على الأقل هذا نوع من التقدم.


أي:
· أتعلّم
· وأتفكّر
· فيؤثر في علمي وعبادتي
لابد أن يؤثر على عبادتي.

مثلًا: سمعت درسًا عن أهمية العلم، وقيل لك في وسط الدرس أن من دلائل أهمية العلم أننا كل يوم بعد صلاة الفجر نقول في أذكار الصباح: " اللهمّ إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً " يعني إلى هذه الدرجة العلم ؟! مهم لدرجة أنه هو أول مطلوب، هذا الدعاء خطة اليوم، بل قال أهل العلم بأن الثلاثة هذه كلها تشير إلى العلم، فإن علمًا نافعًا كلمة صريحة ورزقاً طيبًا لا يكون طيبًا إلا بناءً على العلم فأنت من أجل أن تفرّق أن هذا حلال أو حرام يجب أن يكون لديك علم، و العمل المتقبل يكون متقبلاً إذا كُنت أتيت به على ما يحب الله وعلى سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب أن تتعلم السنة من أجل أن تعرف هذا العلم، فأصبح العلم عماد خطة العلم، والناس المفروض يثقلوا نفسهم ويوزنوا نفسهم على قدر ما معهم من علم، لابد أن توزن نفسك أنا اليوم كان لي ما نوعه؟ هل اليوم مبارك وانتفعت بدقائقه أو لم يكن كذلك ؟ بناء على الخطة الثلاثية التي أهمها ورأسها هو العلم النافع.

المقصود أني تعلمت بأن العلم شيء مهم وقلت الدعاء في أذكار الصباح (اللهمّ إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلًا) ، وقيل لي أن هذا الدعاء دليل على أهمية العلم، فلما أقول الدعاء أكيد أن قلبي سيتحرك ولو بمقدار ثانية بعدما كان لساني يقوله كلاماً، ولهذا العلم لا ينفع فيه أن تأخذه وتذهب، العلم لابد أن يصبح مثل المضخة الدائمة، مثل ما يضخ الدم في القلب ويضخه القلب في البدن مثله العلم يضخ إليك وأنت تضخه في نفسك، فلا تتصور أن العلم تأخذه وتنتهي علاقتك به ويبقى أثره عليك، لابد أن يكون لك صلة بالعلم أما تكرار نفسه أو يأتي شيء جديد من العلم والجديد يأتي مع القديم ويجمعان، لماذا؟ لأن العلم يأتي بالإيمان والإيمان حياة القلب، هل يمكن أن يعيش الإنسان بدون دم يضخ من قلبه؟ الجواب لا، كذلك قلب المؤمن لا يمكن أن يعيش بدون إيمان، والإيمان أحد أسس تغذيته العلم. فلا تتصوري أن يأتي أحد ويقول لك ترى من أجل أن يزيد الإيمان تعلم، تقول: أنا جلست ثلاث سنوات أتعلم يكفي ذلك، لا، لا يكفي ذلك يجب أن يبقى الإنسان على صلة بالعلم، بأي صورة ليس شرطًا الخروج،
يعني عندما تسمع كلمة العلم بالذات اليوم لا تتصور أن شرط العلم الخروج أو الاجتماع بأشخاص معينين، العلم أصبح يسيراً سهلاً، وهذا مما يزيد علينا الحساب:
· إذا تتكلم عن إذاعة القرآن وما أدراك ما إذاعة القرآن؟!!
· إذا تتكلم عن الصفحات التي تنقل الدروس المباشرة من الدورات العلمية للمشايخ وكبار العلماء وما أدراك ما هذه الصفحات، من كثرتها وتعددها!!
· إذا تريد أن تتكلم على شيء مخزن للعلماء الذين كانوا ستجدي كمًّا عظيماً!!


التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس