عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-12-2009, 11:49 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ حُسينًا رضي الله عنه لمَّا جَدَّ الجِدُّ عَرَضَ عليهم ما عرض، وكان واجبًا عليهم أنْ يُنصفوه رضي الله عنه، فإمَّا أنْ يتركوه لكي يعودَ إلى المدينةِ, وإمَّا أنْ يَدَعُوه حتى يذهب إلى يزيد، وإمَّا أن يدعوه حتى يذهبَ فيُرابطَ في سبيل الله رب العالمين مجاهدًا - وقد أَنْصَفَهُم رضي الله عنه -, ولكن أَبَوا إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم, وأَبَى أنْ يُعطِيَ الدَّنِيَّةَ من أمرِهِ, وأنْ يأتيَ الأمرَ الذي فيه المَذَلَّة؛ فَتَأَبَّى عليهم فقتلوه, ومَنَعُوا عنه الماء والماءُ مَبذُول رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.
أهل السُّنَّة لا يأخذون بالخُرافات التي نُسِجَت في هذا الموضعِ وفي ذلك الأمرِ، فأهل السُّنَّة يعلمون مُوقِنِينَ أنَّ يزيدَ لم يَأمر بقتل الحسين رضي الله عنه, وأنَّه لمَّا حُمِلَ نَعيُهُ إليهِ استَعبَرَ بَاكِيًا وقال: لَعَنَ اللهُ ابنَ مَرْجَانَةَ - ويقصد بذلك ابنَ زياد، فاستَمْطَرَ عليه لَعَنَات الله ربِّ العالمين - وقال: قد كنت أرضى منهم بما دون ذلك - وهو: قتل الحسين، يعني: كنت أرضى منهم بما دون قَتلِهِ رضي الله تبارك وتعالى عنه -, فما أمر بقتله, ما أمر بقتل الحسين وما رَضِيَ به، وأمَّا الذي نُقِلَ بعد ذلك من تلك الأساطير فشيءٌ قد نَسَجَهُ أهلُ الكذبِ.
ومعلوم أنه لم تُسبَ هاشميةٌ قط، وأمَّا أهل الكذبِ فَيُرَوِّجُونَ في كتبهم أنَّ آل البيت من النساء قد سُبِينَ, وذلك لم يكن قط, ولم تُسبَ هاشميةٌ أبدًا، ولم يحدث من ذلك شيء, بل إنَّهُنَّ لمَّا حُمِلن فدخلن دارَ يزيد علا النُّوَاحُ هنالك في دارِهِ, وأُكْرِمنَ غايةَ الإكرام، وكلُّ الذي نُسج من ذلك إنَّما هو من الخُرافات من خُرافات الروافض.
والروافض لم يأتِ إلى آل البيت شيء يَضُرُّ إلا مِن قِبَلِهِم, وما أُصيبَ آل البيت إلا بسببهم.
وآل البيت هؤلاء الشيعة أسلَمُوهم مرةً ومرةً ومرة، هم الذين خَذَلُوا الحسنَ رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا حُسينًا رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه, وهم الذين رَفَضُوه وبها سُمُّوا (روافض).
هؤلاء الروافض أخبثُ النَّاس نِحلَةً, وأعظمُ الناس مكرًا, وأجبنُ الناس نفسًا.
هؤلاء الروافض أضرُّ على دينِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى.
هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون الألوهيةَ في علي - بعضهم -.
هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون العِصمَةَ في الأئمة.
هؤلاء الروافض الذين يُكَفِّرُونَ أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
يقول الشعبي عنهم: هم أحمقُ الناس, ولم أرَ قومًا أحمق من الروافض قطُّ، لو كانوا من الدَّواب لكانوا حُمُرًا, ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا.
هؤلاء الروافض هم أحمقُ الخَلق؛ لأنهم يأتون بأساطير وبأمورٍ لا يمكن أن تُصَدَّق.
هؤلاء الذين خذلوا حُسينًا رضي الله تبارك وتعالى عنه حتى قُتِلَ في اليوم العاشر من شهر الله الحرام الذي يُقال له المحرم سَنَةَ إحدى وستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بكربلاء, أسلموه بعدما استقدموه فاستفزوه حتى أخرجوه ثم انفضُّوا عنهُ فكانوا هباءً كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى، فصار إلى ما صار إليه رضي الله تبارك وتعالى عنه. هؤلاء الروافض يُحيُون النُّواح عليه.
والناس في عاشوراء أضلّ الشيطانُ قسمين كبيرين منهم, وعصمَ اللهُ ربُّ العالمينَ أهلَ السُّنَّة من الوقوع فيما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: فقِسمٌ من الناس ينُوحُون ويُحيون النوح والبكاء في هذا اليوم - وهم أولئك الروافض - يأتون بما لا يأتِ به عاقل, فيخرجون وقد عَرَّوا الصدور, وأما النساء فقد نَشَرنَ الشعور يلطمن ويضربن الصدور، وأمَّا الرجال فإنهم يخرجون وقد عروا صدورهم, ويأتون بالسلاسل - وقد جعلوا في أطرافها الشَّفْرَات الدِّقاق - ويضربون بتلك السلاسل صدروهم وظهورهم, وبعضهم يأتي بسيوف وخناجر ويجرحون بها وجوههم ورؤوسهم ويُسيلون الدماء, ويحيون االنَّوحَ والبكاء في هذا اليوم.
ومعلوم أنَّ النِّيَاحةَ من أمرِ الجاهلية, وأنَّ من أكبرِ الذنوب التي يُبارز بها الله رب العالمين النياحة - يعلمون ذلك أو لا يعلمونه! -.
رد مع اقتباس