عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 11-05-2010, 05:14 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس الحادي عشر



الباب الأول



كتاب التوحيــد


م/ ( ويقول الله تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ [ الذاريات 56 ] )

ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ

م/ ( كتــاب التوحيــد )
كتاب : مصدر كتب يكتب كتابة ومادته من الكاف والتاء والباء
وأصله الضم والجمع مثل كتيبة اي مجموعة من الجنود وكتاب اي مجموعة من الصفحات ضُمت الى بعضها
التوحيــد : مصدر وحد يوحد فالتوحيد هو الافراد ومعنى وحدت اي اعتقدت ان الله واحدا في أمور الربوبية والالوهية والاسماء والصفات.
فيكون كتاب التوحيد : اي الكتاب الذي ضم مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالدعوة الى العقيدة والتوحيد الذي هو حق الله على العبيد

( وما خلقت ) أي : أوجدت . ( الجن ) : هو عالم غيبي مستتر عن الأنظار .ومادته من الجيم والنون وأصله كل ماخفي واستتر من العيون مثل الجنين فهو مستتر في بطن أمه , والجنة فهي عالم غيبي بالنسبة لنا لانراها ولانعرف ا لا ما قد ابلغنا به الله ورسوله
( والإنس ) : هم بنو آدم ، وسمـّوا بذلك لأنهم لا يعيشـون بدون إينـاس ، فهم يأنس بعضهم ببعض ، ويتحرك بعضهم ببعض .
( إلا ليعبدون ) أي : يوحدون ، روي ذلك عن ابن عباس .
والعبادة : قال شيخ الإسلام : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
المعنى الإجمالي للآية :
يخبر الله تعالى أنه ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته ، فهذا هو الحكمة من خلقهم ، ولم يرد منهم ما تريده السادة من عبيدها من الإعانة لهم بالرزق والإطعام ، ولهذا قال تعالى : ﴿ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ﴾ بل هـو سبحـانه الرازق ذو القـوة المتين ، الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم ، كما قال تعالى : ﴿ قل أغير الله أتخذ ولياً فاطـر السـموات والأرض وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَم قل إني أمـرت أن أكـون أول من أسـلم ولا تكوننَّ من المشركين ﴾ . [ الأنعام 14 ]
ولما كانت الحكمـة من خلق الإنسـان هي عبادته سبحانه ، أعطى البشـر عقولاً ، وأرسل إليهم رسلاً ، وأنزل عليهم كتباً ، ولو كان الغرض من خلقهم كالغرض من خلق البهائم لضاعت الحكمة من إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، لأنه في النهاية يكون كشجرة نبتت ونمت وتحطمت ، ولهذا قال تعالى : ﴿ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ﴾ .
مناسبة الآية للباب :
هذه الآية تدل على وجوب التوحيد ، إذ أن الإنس والجن ما خلقوا إلا لعبادة الله .
من فوائد الآية :
1. أن الحكمة من خلق الخلق عبادة الله .
وعبادته سبحانه هي : طاعته بفعل المأمور وترك المحظور ، وذلك هو حقيقة دين الإسلام ، لأن معنى الإسـلام هو الاستسلام لله المتضمن غاية الانقياد في غايـة الذل والخضـوع .
2. وفي الآية دليل على إثبات وجود الجن .
قال تعالى : ﴿ يا معشر الإنس والجن ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم . . . ﴾
قال تعالى : ﴿ ولقد ذرأنا لجهنم كثير من الجن والإنس ﴾
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يسمع صوت المؤذن إنس ولا جن ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) .
3. أن الجن خلقوا للغاية نفسها التي خلق الإنس من أجلها وهي عبادة الله .
ففي يوم القيامة يقول الله مخاطباً كفرة الجن والإنس موبخاً ومبكتاً :
﴿ يا معشر الجن والإنـس ألم يأتكم رسلٌ منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا ، وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ﴾ . [ الأنعام/ 130 ]
وعليه فمن كفر منهم دخل النار بالاتفاق ن ومن آمن منهم دخل الجنة على القول الصحيح .
ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى [ 4 / 233 ] : ( الجن مأمورون بالأصول ، والفروع بحسبهم ، فإنهم ليسوا مما ثلين للإنس في الحد والحقيقة ، فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحد ، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي ، والتحليل والتحريم ، هذا ما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين ) . أ. ﻫ
4. أن الله هو الخالق .
كما قال تعالى : ﴿ الله خالق كل شيء ﴾ وقال تعالى : ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾
5. بيان الحكمة في أفعال الله حيث أن الله خلقنا للعبادة ولم يخلقنا هملا .
قال تعالى : ﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ﴾
وقال تعالى : ﴿ أيحسب الإنسان أن يترك سدى ﴾ قال الشافعي : ( لا يؤمر ولا ينهى ) .

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 11-06-2010 الساعة 01:52 AM