عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 09-08-2011, 09:42 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تتمة كلام الألباني رحمه الله سلسلة الهدى والنور رقم الشريط 372




(قال: لماذا؟ ‏
قلت: واللهِ .. أبحث في موضوع الضاد.‏
وكنت وصلت إلى أمثلة ينبّه فيها ابن الجزري أو غيره – لا أذكر الآن بالضبط – بضرورة تمييز الضاد عن ‏الطاء في مثل قوله تعالى: { فمَنِ اضْطُرَّ}، اليوم المصريون وغيرهم يقولون: فمن اضْطُر؛ فكأنهم أدغموا الضاد ‏بالطاء بينما الضاد حرف رخو والطاء حرف استعلاء، فأدغموا الضاد الرخوة بالطاء؛ هذا خطأ فاحش.‏
فعجبتُ أنني لما أسمعته هذا المثال وقف الشيخ دبس وزيت وهو من القراء المشهورين هناك فأخذ يقرأ ويلحن ‏كأنه يدغم الضاد بالطاء.‏
قلت: يا أستاذ ابن الجزري يقول: والضاد باستطالة ومخرج = = ميز عن الظاء وكلها تجي‏
أولاً: قال باستطالة الطاء ليس فيها استطالة، لما تنطق بالطاء ساكنة تقول " اطْ "، لكن لما تتكلم بالظاء الرخوة ‏مش الضاد الرخوة الظاء تقول " اظْ "؛ الصوت يخرج من بين الثنايا أما الضاد فهي تشترك مع الظاء في هذه ‏الاستطالة ولكن تتميز عنها بالمخرج؛ لأن مخرج الضاد الصحيح هو بإلصاق حافة اللسان بالأضراس، أما الظاء ‏بالثنايا، أما الضاد الشامية والمصرية فهو بلصق رأس اللسان بسقف الحلق؛ هذا خطأ.‏

فهو أخذ يقرأ الآية: { فمن اضـ..}؛ يضيق صدره ولا يستطيع أن يتلفظ بها إلا بالإدغام؛ وهذا خطأ، ولما كانت ‏المشابهة موجودة بين الظاء الرخوة والضاد الرخوة، بحيث يختلط أحياناً النطق بالضاد فتنطق كالظاء, أمر هذا ‏القارئ الجيد بتمييز الضاد عن الظاء؛ لأن في مشابهة، أما ما في مشابهة بين الضاد والطاء فأنت بالعكس تدغم ‏الضاد في الطاء وهذا خطأ.‏
يرى هذا النقاش أذكره جيداً، وأذكر جيداً أنني ألفت الرسالة يومئذ وأنا بطبيعة الحال دون العشرين، والرسالة لا ‏تزال موجودة عندي بخطي وقد صورت الأضراس، وصورت اللسان في النطق الصحيح بالضاد، حافّة اللسان ‏بالأضراس، وليس رأس اللسان بسقف الحلق كما ينطق به الشاميون وغيرهم.‏

حينما نسمع الضاد من العراقيين؛ القراء منهم ومن النجديين حتى في كلامهم هي غير الضاد المصرية والشامية ‏تماماً، وهي الضاد الصحيحة، ويؤيد ذلك من حيث الأسلوب العربي أن بعض القصائد تكون قافيتها ضاد، ولما ‏كانت الضاد شبيهة بالظاء لا يستنكف الشاعر أن يجعل القافية تارة بالضاد وتارة بالظاء وأجد الآن في بعض ‏الرسائل التي تأتيني من نجد يكتبون الظاء مقام الضاد لأنها مشابهة تماماً في النطق وهذا صحيح، لذلك هذا يؤكد ‏لنا أنه لا بد من تلقي علم القراءة والتجويد من أهل العلم، فالمصريون مثلاً والدمشقيون يخطئون في النطق ‏بالضاد، فمثلاً؛ الفاتحة التي تقرأ في كل ركعة من الصلوات الخمس عندنا في سوريا وغيرها يقولون ( ولا ‏الضالين )؛ هذه ضاد ليست إلا دالاً مفخمة كما يقول علماء التجويد، أما الضاد العربية الصحيحة والتي يدندن ‏حولها ابن الجزري ومن شرح كلامه فهي ضاد رخوة يقترن معها الاستطالة بحيث لو أراد الإنسان أن يمد نفسه ‏بضاد ولا الضالين لاستطاع خلاف للضاد الشامية فإنه ينقطع وينصدم ففرق بين من يقول (ولا الضالين) وبين ‏من يقول (ولا الضالين) فهي مخرجها من حافة اللسان ملتصقة بالأضراس وبين من يضع رأس اللسان في سقف ‏الحلق في هذا المثال وحده يؤكد أنه لا بد من أن يتلقى القراءة هذه من أهل الاختصاص ولا تترك للسجي ‏والطبيعة لأنها تختلف من بلد إلى آخر، الأتراك مثلاً لعجزهم من النطق بالضاد العربية الفصحى تسمعها منهم ‏ظاء خالصة مخرجها بين الثنايا.......بين الأضراس وحافة اللسان ويقول علماء التجويد بأن من مزايا عمر ‏وخصوصيته أنه كان يخرج الضاد من طرفي اللسان؛ حافتي اللسان، كأن ربنا كان عاطيه امتداد في عرض ‏اللسان فيمده يميناً ويساراً فيخرج الضاد رخوة جداً ومطابقة للوصف الذي يذكره الجزري وغيره، فإذن الحقيقة ‏إن علم التجويد لا يتقن إلا بالتلقي ولكن نحن بحاجة إلى علماء ليسُوا مقلدين في علم التجويد، ويعرفون من أين ‏جاءت هذه الأحكام، وغالبها هو التلقي ولكن هل هذا التلقي متصل أم منقطع؟ فقد يكون هكذا وقد يكون هكذا، لكن ‏الجواب ..... في الموضوع يحتاج إلى أهل الاختصاص، وأنا جرت بيني وبين علماء التجويد هناك في دمشق ‏لقاءات في سبيل الحصول إلى هذه الحقيقة لكن مع الأسف ما كنت أجد ضالتي، فهم يعلمون كأكثر القراء اليوم ‏هكذا تلقوا، أما من أين جاءت هذه الأحكام؟ فما يعرفون شيئاً منها!‏
لذلك فأنا أنصح العلماء النجديين بأنه يجب عليهم أن يُعنوا بالتلقي....... قرآن من أهل الاختصاص، لكن عليهم أن ‏يختاروا منهم من هم أقرب إلى السنة وليسوا من الذين يقرؤون القرآن على الموازين الموسيقية؛ يصعدون ببعض ‏الآيات ويهبطون ببعض آخر، وقد يمدّون ما لا يستحق المد ويقصرون في ما يستحق المد.. وهكذا، بسبب أنهم ‏يضعون قوانين موسيقية وهذا بطبيعة الحال لا يجوز، وهذا مما نهى عنه أئمة السنة؛ كالإمام أحمد وغيره، فنهوا ‏عن قراءة القرآن بالتلحين والتمطيط ونحو ذلك من المخالفات.‏
هذا ما عندي قبل أن....‏

حفظكم الله التوجيه للشباب ..‏

نعم؟

توجيه للشباب في نفس القضية..‏

نأمر نحن الشباب أن يتلقوا أيضاً علم التجويد لا للمباهاة ولا للمفاخرة، وإنما ليتمكنوا من تلاوة القرآن كما أنزل ‏من الله عز وجل بواسطة جبريل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكما لقنه جبريل له عليه الصلاة ‏والسلام وعلّمه وعرضه أكثر من مرة كما هو ثابت في الصحيح، وثانياً لا ينبغي أن يستغلوا علمهم بهذه التلاوة ‏وبالأحكام المترتبة على التلاوة التي تلقوها عن علماء التجويد ألا يستغلوا ذلك للطعن في بعض العلماء الذين لم ‏تساعدهم الظروف ولم يتمكنوا من مثل هذا التلقي الذي قُيض لهم وسهل لهم، وقد يكون هذا بفضل أولئك العلماء ‏الذين قد يتكلمون فيهم بل وقد يسخرون منهم لأنهم لا يحسنون قراءة القرآن كما عُلّموا هُم.‏
فوصيتي لهؤلاء الشباب أن يتعلموا الأحكام هذه لتساعدهم على تلاوة القرآن كما أنزل – كما ذكرت آنفا - .‏
وثانياً ألا يسخروا ممن يظنون أنهم لا يحسنون تلاوة القرآن كما هم يتلون ذلك مع تنبّههم لكونهم قد يكونون في ‏هذا العلم الذي يتفوقون فيه على بعض المشايخ أن يكونوا قد وقعوا في مخالفة شرعية لأنهم ليس عندهم إلا التقليد ‏فننصحهم أن يدرسوا هذا العلم دراسة تبصّر وتفتّح حتى يتمكنوا من تمييز حكم عن حكم آخر، كما قلنا بالنسبة ‏للأحكام الشرعية، فكثير منها تخالف السنة، فمن لم يعرف السنة لم يستطع أن يتميز أو أن يميز الحكم الصحيح ‏من الحكم الضعيف.‏

وأنا أضرب الآن مثالاً وقع معي مراراً وتكراراً، كنا خارج عمّان قبل سفرنا هذا في البقعة في مخيم لإخواننا ‏الفلسطينيين فصليت أظن العشاء وقرأت الفاتحة بالقراءة المشهورة تواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي: { ‏مَلِكِ يومِ الديْن }، بعد الصلاة اعترض عليّ بعض الحاضرين، وقال: (أنت يا أستاذ كانت قراءتك قراءة حفص – ‏وفعلاً نحن تلقينا لما ختمنا القرآن على قراءة حفص لأنها هي المعروفة والمشهورة عند الأحناف – ومن جهة ‏أخرى يقول هذا الناقد؛ بأنك قرأت { مَلِكِ يوْمِ الدِّيْن }, وهذه ليست قراءة حفص، ولا يجوز إلا أن تلتزم قراءة ‏من القراءات المتواترة)، قلت له: ما الدليل على هذا الذي تقول؟ ‏

طبعاً لم يجد جواباً؛ لأنَّ ما عنده علم سوى أنه لُقِّن هذا التلقين، فبينت له أن هذا التحجير تماماً كقول بعض ‏الفقهاء: ( أن من كان حنفي المذهب فلا يجوز له مثلاً أن يرفع يديه في الصلاة عند الركوع الرفع منه؛ لأن هذا ‏خلاف المذهب)، فقلت له: هذا القول خلاف المذهب لكن ليس خلاف السنة، فما الذي يضر الحنفي الذي عاش ‏سنين في مذهب الأحناف وقد يكون معذورا في ذلك؛ لأنه لم يتح له أن يدرس الفقه على طريق الكتاب والسنة، ‏فما الذي يضر هذا الحنفي أن يرفع يديه مثلاً في الصلاة بعد أن ثبت لديه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع ‏يديه في الصلاة، كذلك أقول حمزة لم ترد إليه هذه القراءة فقرأ {مالك يوم الدين }، لكن أنا الذي قرأت القرآن ‏وختمته على قراءة حفص وهو يقرأ { مالك يوم الدين }، قد ثبت لدي من الناحية الحديثية بأن النبي صلى الله ‏عليه وسلم كان يقرأ أحياناً { ملِك يوم الدين }، ما الذي يحول بيني وبين أن أقرأ هذه القراءة التي لم يأخذ بها ‏حفص وأخذ بها ورش مثلاً، وأنا ما أخذت بها لأن ورشاً أخذ بها؛ وإنما لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏بقراءة متواترة – كما يقول العلماء – فما يجوز لك أن تحجر أن يجمع الإنسان في أثناء القراءة بين قراءتين؛ لأنه ‏يجمع بين قراءة صحيحة وأخرى صحيحة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: " نزل القرآن على سبعة أحرف "، ‏فممكن أن يكون كل من القراءتين هو وجه وحرف من هذه الأحرف، فهو لُقِّن أنه لا يجوز أن يقرأ بقراءتين، كما ‏لُقِّن أنه لا يجوز أن يعيش على مذهبين مثلا فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، فهذا لا يجوز وكذلك ذاك لا يجوز، ‏يجوز للحنفي أن يأخذ برأي عند الشافعي ما دام قام الدليل الشرعي على صحته، ويجوز للشافعي أن يأخذ – أيضاً ‏‏– بالقول الصحيح إذا ثبت عند الحنفي أو المالكي أو الحنبلي.‏
لذلك قلت ما قلت أولاً بأنه يوجد بلا شك في علم التجويد مثل ما يوجد في بعض المذاهب من الأحكام الشرعية، ‏بعضها صحيح وبعضها غير صحيح، لكن التمييز يحتاج إلى علم، وهذا الذي نحن نوجه طلاب العلم أن يتفرغوا ‏لدراسته دراسة جيدة؛ حتى يقدموا للناس علماً جديداً بصيراً فيما يتعلق بعلم التجويد،، ‏
أولاً: أن يقال هذا صح وهذا لم يصح. ‏
ثانياً: أن يقول هذا واجب وهذا مستحب.‏

وهذا التفصيل أنا ما وجدته في كتب التجويد، إلا بالتلقي فقط، وهذا التلقي يمكن أن يدخل فيه مع الزمن ما لم يكن ‏سابقاً، كبعض الأمثلة التي ذكرنا آنفاً ومنها الأمثلة المشهورة؛ أنه يختم سورة والضحى بـ" الله أكبر "، ألم نشرح ‏وخلص " الله أكبر "، والتين والزيتون.. وهكذا إلى آخر السور القصار هذه؛ فهذه ليس لها أصل في السنة أولاً، ‏ولم يقل بها إلا بعض من علماء التجويد المتأخرين، كما يذكر نفس ابن الجزري في .....‏

فهذه خلاصة النصيحة لهؤلاء الشباب، ولمن قبلهم من الشيوخ الذين لم يتح لهم أن يتلقوا علم القراءة والتجويد عن ‏بعض الشيوخ المتخصصين.)‏


انتهى عند الدقيقة 25:30من الشريط رقم 373‏

منقـــــول
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس