عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-16-2012, 11:20 PM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

المصدر : مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين »
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى »
فصل الرد على شبهة أن أهل السنة صرفوا نصوصا من الكتاب والسنة في الصفات عن ظاهرها »
الرد المفصل على كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره »
المثالان السابع والثامن قوله تعالى ونحن أقرب إليه من حبل الوريد

==================
* المثالان السابع والثامن،
قوله تعالى : سورة ق الآية 16 "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "
. . وقوله: سورة الواقعة الآية (85)" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ "
. . حيث فسر القرب فيهما بقرب الملائكة.

والجواب :
أن تفسير القرب فيهما بقرب الملائكة ليس صرفا للكلام عن ظاهره لمن تدبره.
أما الآية الأولى: فإن القرب مقيد فيها بما يدل على ذلك، حيث قال: سورة ق الآية 16
" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" سورة ق الآية (17)
" إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " سورة ق الآية( 18)
" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " . .
ففي قوله: إذ يتلقى دليل على أن المراد به قرب الملكين المتلقيين.

وأما الآية الثانية:
فإن القرب فيها مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة،
لقوله تعالى : سورة الأنعام الآية ( 61)
"حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " . .
( الجزء رقم : 3)- -ص 324- ثم إن في قوله: سورة الواقعة الآية ( 85)
"وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ " . دليلا بينا على أنهم الملائكة، إذ يدل على أن هذا القريب في نفس المكان
ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى.

بقي أن يقال : فلماذا أضاف الله القرب إليه، وهل جاء نحو هذا التعبير مرادا به الملائكة؟

فالجواب:
أضاف الله تعالى قرب ملائكته إليه؛ لأن قربهم بأمره، وهم جنوده ورسله.
وقد جاء نحو هذا التعبير مرادا به الملائكة، كقوله تعالى : سورة القيامة الآية (18)
" فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ " . . فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه، لكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم،
بأمر الله تعالى صحت إضافة القراءة إليه تعالى . وكذلك جاء في قوله تعالى : سورة هود الآية( 74)
"فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ " . .
وإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى .
رد مع اقتباس