عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 11-27-2011, 08:34 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

من تنحنح فلا أفلح.

عن ابن الأعرابي قال: قال رجل من الأعراب لأخيه أتشرب الخازر من اللبن ولا تتنحنح !
فقال: نعم.
فلما شربه آذاه فقال: كبش أملح، ونبت أقبح، وأنا فيه أسجح.

فقال أخوه: قد تنحنحت.
فقال: من تنحنح فلا أفلح .

منبع الطرافة هو الوعي وحسن التصرف، فاللبن الخازر شديد على الحنجرة والأعرابي قد قطع عهدا ألا يتنحنح لكن مهارته اللغوية أسعفته باختيار قول من جمل بسيطة تتضمن في أخبارها كلمات يكون صوت (الحاء) وبالوقوف عليها ترتاح الحنجرة لهذا الصوت الحلقي الذي ينقيها مما علق بها
ولأنه وقع طرقا في نهاية الكلمات (أملح، أقبح، أسجح) فقد صاحب حركته الإعرابية (الضمة) عند الوقف شيئا من هاء السكت التي تتيح للنفس استراحة تساعد المتكلم على التخلص من آثار شدة اللبن الخازر.
ولما فطن أخوه لهذا التصرف اللغوي واستدرك عليه واصل الأعرابي بجملة شرطية مركبة حملت أفعالها صوت الحاء أيضا فجاء الوقوف بالسكون على الحاء في (تنحنح)،
متضافرا مع التضعيف في اللفظ ليشعرَ بمواصلة النطق بالحاء، وكذلك الفتحة على لفظ (أفلح) التي تقوي من حضور هاء السكت مما تتيح للنفس امتدادا يستريح له المتكلم.
ابن الجوزي؛ كتاب الأذكياء
تحقيق محمد مرسي الخولي
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس