عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-08-2010, 07:11 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


تكملة مابدأناه من الدروس
الدرس الثالث عشر
===
كلام الله
وَمِنْ صِفَاتِ اَللَّهِ تَعَالَى, أَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ قَدِيمٍ, يَسْمَعْهُ مِنْهُ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ, سَمِعَهُ مُوسَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ, وَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ-, وَمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ, وَأَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- يُكَلِّمُ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْآخِرَةِ, وَيُكَلِّمُونَهُ, وَيَأْذَنُ لَهُمْ فَيَزُورُونَهُ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(النساء: من الآية164)وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) .

· من عقيدة أهل السنة والجماعة : إثبات صفة الكلام لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته ، وحقيقة الإيمان بصفة الكلام لله أنه الاعتقاد الجازم بأن الله يتكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد ، وأنه لم يزل يتكلم ، يتكلم بماء شاء ، متى شاء ، كيف شاء .
( بما شاء ) باعتبار الكلام ، يعني من أمر ونهي .
( متى شاء ) باعتبار الزمن .
( كيف شاء ) يعني على الكيفية والصفة التي يريدها سبحانه .
والأدلة على إثبات الكلام لله كثيرة :
قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً ) .
وقوله تعالى ( ومنهم من كلم الله ) .
وقوله تعالى (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) .
وقوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي .. ) .
وقوله تعالى ( وكلمه ربه ) .
وقوله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) .
قال شارح الطحاوية : فأهانهم بترك تكليمهم ، والمراد أنه لا يكلمهم تكليم تكريم ، فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين ، لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء ، ولم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلاً .
ومن السنة حديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : لبيك وسعديك ....... ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلمقال ( يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلاً بهماً ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ) رواه أحمد .
ومن العقل : إن الوصف بالتكلم من أوصاف الكمال ، وضده – عدم الكلام – من أوصاف النقص ، والله منزه عن النقائص .
· وكلام الله بحروف . قال تعالى : ( يا موسى إني أنا ربك ) .
فإن هذه الكلمات حروف ، وهي من كلام الله .
· بصوت ، الدليل : قال تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً ) .
والنداء لا يكون إلا بصوت .
والدليل على أنه بمشيئة الله :
قوله تعالى ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) .
فالتكليم حصل بعد مجىء موسى ، فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى .
· سمعه موسى من غير واسطة ، الدليل : قال تعالى : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ) .
· وسمعه جبريل ، لقوله تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك ) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ) .
· ويتكلم الله سبحانه بصوت لا يشبه شيئاً من المخلوقين .
كما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلمقال : ( يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، فينادي بصوته : إني آمرك أن تخرج من أمتك بعث النار ... ) .
· ويكلم الله سبحانه أهل الجنة ويكلمونه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك وسعديك والخير بيديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ... ) . رواه البخاري
المخالفون لأهل السنة :
خالفت المعتزلة والجهمية وقالوا : إن كلام الله مخلوق .
وقال بعضهم : كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته ، وهذه الحروف والأصوات المسموعة مخلوقة للتعبير عن المعنى القائم بنفس الله .
والرد عليهم :
أن هذا خلاف إجماع السلف .
خلاف المعقول : لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئاً قائماً بنفسه منفصلاً عن المتكلم .
قال في شرح الطحاوية :
وأنكرت الجهمية حقيقة التكليم ، وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم في أوائل المائة الثانية ، فضحى به خالد بن عبدالله القسري أمير العراق والمشرق بواسط ، خطب الناس يوم الأضحى فقال : أيها الناس ضحوا ، تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين .


القرآن كلام الله
وَمِنْ كَلَامِ اَللَّهِ -سُبْحَانَهُ- اَلْقُرْآنُ اَلْعَظِيمُ وَهُوَ كِتَابُ اَللَّهِ اَلْمُبِينُ, وَحَبْلُهُ اَلْمَتِينُ, وَصِرَاطُهُ اَلْمُسْتَقِيمُ, وَتَنْزِيلُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ, نَزَلَ بِهِ اَلرُّوحُ اَلْأَمِينُ, عَلَى قَلْبِ سَيِّدِ اَلْمُرْسَلِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ, مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ, مِنْهُ بَدَأَ, وَإِلَيْهِ يَعُودُ .
--------------

أراد المصنف في هذا الفصل أن يبين أن القرآن المتلو والمسموع والمكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة ، وليس فقط عبارة أو حكاية عن كلام الله ، كما تقول الأشاعرة .
فعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن :
أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .
· قوله ( كلام الله ) قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) .
· قوله ( منزل ) قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) .
وقال سبحانه : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) .
وقال سبحانه : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ) .
وقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) .
· قوله ( غير مخلوق ) قال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) .
فجعل الخلق غير الأمر ، والقرآن من الأمر ، لقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) .
وقال : ( وذلك أمر الله نزله إليكم ) .
المخالفون لأهل السنة :
قالت المعتزلة : إن القرآن مخلوق .
واحتجوا على مخلوقية القرآن بقوله تعالى : ( خالق كل شيء ) .
والرد عليهم :
أنه عام مخصوص .
كقوله تعالى ( تدمر كل شيء ) أي ريح عاد ، فهل فعلاً دمرت كل شيء ؟ الجواب : لا ؟
· قوله ( منه بدأ ) أن الله أضافه إليه ، ولا يضاف الكلام إلا لمن قاله مبتدئاً .
· قوله ( وإليه يعود ) أي يرفع من الصدور والمصاحف ، فلا يبقى في الصدور منه شيء ولا في المصاحف .
قال ابن ماجه : ( باب ذهاب القرآن والعلم ) ثم ذكر فيه حديث حذيفة بن اليمان ، وفيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ... ) .
· وهذا القرآن هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : ( لن نؤمن بهذا القرآن ) .
وقال بعضهم : ( إن هذا إلا قول البشر ) .
فقال الله سبحانه : ( سأصليه سقر ) .
وقال بعضهم : هو شعر ، فقال الله : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) .
· وهذا القرآن حق لا يأتيه الباطل من أي جهة : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
· وهو المعجز ، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله ولو عاونه غيره :
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) .
· وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة ، منها :
1- المبارك . قال تعالى : ( هذا كتاب أنزلناه مبارك ) .
2- هدى ورحمة . قال تعالى : ( هدى ورحمة للمحسنين ) .
3- الكريم . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) .
4- الحكيم . قال تعالى : ( الر . تلك آيات الكتاب الحكيم ) .
5- الفصل . قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) .
· ولهذا الكتاب أسماء كثيرة ، منها :
1- القرآن . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) .
2- الكتاب . قال تعالى : ( الم . ذلك الكتاب لا ريب فيه ... ) .
3- الذكر . قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
4- الفرقان . قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ... ) .
5- النور . قال تعالى : ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) .
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
علما اننا سنقوم باسلوب جديد في هذه المرحلة باذن الله
وهي اختيار شخص منكم مختلف في كل مرة ليقوم بكتابة الفائدة المستفادة من هذا الدرس
وذلك لتثبيت المذاكرة في ذهنكم والاستفاة المرجوة لنا جميعا ان شاء الله
يسر الله لكم جميعا