عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 06-12-2011, 06:57 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

( 12)
(( الأنساب لا تغني في يوم الحساب ))


عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما نزلت

( وأنذر عشيرتك الأقربين ).

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال:

(( يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا

سلوني من مالي ما شئتم )).


أختي المسلمة :

هذه وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أقرب الناس إليه إلى ابنته فاطمة – سيدة نساء الجنة

رضي الله عنها – وإلى عمته صفية – رضي الله عنها – وإلى عشيرته، يخاطبهم عليه الصلاة والسلام ويبين لهم

هذا الأمر العظيم، وذلك الخطب الجليل قال عز وجل:


( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )


فيقول صلى الله عليه وسلم: (( لا أملك لكم من الله شيئا ))


أي من عذابه، ومن غضبه، ومن عقابه ، ومن سخطه.


(( شيئا )) يعنى من القدرة، ومن التصرف، ومن المنفعة، ورفع الضر عنكم.

قال العلامة المباركفورى رحمه الله:

والمعنى أنى لا أقدر أن أدفع عنكم من عذاب الله شيئا إن أراد الله أن يعذبكم، وهو مقتبس من قوله سبحانه:


( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ).


تأملي أختي المسلمة إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا لذوي قرابته فكيف يكون حالك أنت أختي المسلمة ؟

مع أنك بالقطع تفقدين ما تمت به فاطمة – رضي الله عنها – من صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم.


ونتعلم أختي المسلمة من هذه الوصية أن المسئولية الملقاة على أعناقنا عظيمة، علينا أن نسعى جادين في

إسداء النصح إلى كل من لنا عليه ولاية من أهل أو أقارب وتحذيرهم من التقصير في حق الله، ظنا منهم أن الأنساب

أو الأحساب لها شأن عند الله فإن حسب المؤمن هو التقوى ونسبه هو الإسلام وجاهه هو الإيمان فليرفع في حسبه

بالعمل الصالح، وليتمسك بنسبه الأصيل، وليعتمد على جاهه الذي لا يخيب ظن صاحبه ففي يوم القيامة عندما ينفخ

في الصور ويقوم من في القبور يتخلى كل إنسان عن أمه وأبيه وزوجته وأولاده وإخوته وأصحابه.

قال تعالى:


( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون *

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ).


هكذا أختي المسلمة لا ينفع المرء في هذا اليوم العصيب إلا عمله الصالح في دنياه.

إن الكل سوف يتخلون عنك، حتى جوارحك ستشهد عليك بما فعلت من خير أو شر ومصداق ذلك في كتاب الله قوله:


( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يعملون ).


حتى أنك تتعجبين، وتتساءلين، وتقولين لجوارحك: لم شهدت على ؟

قال تعالى:


( وقالوا لجلودهم لم شهدتم لم شهدتم علينا قالو أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء

وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ).



تفكري أختي المسلمة في هذا اليوم العسير، إلا من يسر الله عليه أهواله، إنك مع جميع الخلق من رجال ونساء

وشباب وشيوخ تقفون أمام الله لا يخفى منا شيء عنه تبارك وتعالى:


( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * اليوم تجزى كل نفس بما كسبت

لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ).



أين أختي الأحساب والأنساب ؟ أين الصديقات ؟

فاستعيدي النظر فيما سبق واستعدي لهذا اليوم العظيم الذي أوانه قد اقترب يوم تجدين كل ما قدمت من عملك

وأخرت محضرا يوم تخرس الألسن وتنطق الجوارح .




نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمنا ويعفو عنا ويغفر لنا

إنه أهل التقوى وأهل المغفرة .

رد مع اقتباس