عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 03-10-2011, 02:07 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الرابع

الباب الثالث
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
هذا الباب كالمتمم للباب الذي قبله ، لأن الذي قبله : ( باب فضل التوحيد ... ) .
فمن فضله هذا الفضل العظيم الذي يسعى إليه كل عاقل ، وهو دخول الجنة بغير حساب .
وتحقيق التوحيد : هو تهذيبه وتصفيته من الشرك الأصغر ، ومن البدع القولية والاعتقادية ، والبدع الفعلية والعملية ، ومن المعاصي .

م/ ( وقول الله تعالى : ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين ﴾ .
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
إبراهيـم : هو إبراهيم الخليل أحد أولي العزم من الرسل .
﴿ إن إبراهيم كان أمة ﴾ أي قدوة وإماماً ومعلماً للخير ، وإماماً يقتدى به ، وما كان كذلك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين اللذين بهما نال الإمامة في الدين ، كما قال تعالى : ﴿ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ .
﴿ قانتاً لله ﴾ أي خاشعاً مطيعاً ، دائماً على عبادته وطاعته ، كما قال شيخ الإسلام : القنوت في اللغة دوام الطاعة.
﴿ حنيفاً ﴾ الحنف : الميل ، أي / مائلاً منحرفاً عن الشرك .
قال ابن القيم : الحنيف / المقبل على الله المعرض عما سواه .
﴿ ولم يكُ من المشركين ﴾ أي / موحد خالص من شوائب الشرك مطلقاً ، ويوضح هذا قوله تعالى : ﴿ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ﴾ .
وذكر تعالى عن خليله أنه قال لأبيه آزر : ﴿ وأعتزلكم وما تدعـون من دون الله وأدعـو ربي ﴾ إلى قوله تعالى : ﴿ فلما اعتزلهم وما يعبـدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقـوب وكلاً جعلنا نبياً ﴾ .
فهذا هو تحقيق التوحيد ، وهو البراءة من الشرك وأهله ، واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم .
المعنى الإجمالي للآية :
أن الله سبحانه وتعالى يصف خليله إبراهيم بأربع صفات :
الصفة الأولى : أنه كان قدوة في الخير .
الصفة الثانية : أنه كان خاشعاً مطيعاً مداوماً على عبادة الله .
الصفة الثالثة : أنه كان معرضاً عن الشرك .
الصفة الرابعة : بعده عن الشرك ومفارقته للمشركين .


مناسبة الآية للترجمة :
من جهة أن الله تعالى وصف إبراهيم في هذه الآية بهذه الصـفات الجليلة التي هي أعلى درجات تحقيق التوحيد ، ترغيباً في اتباعه في التوحيد ، حيث أمرنا بالاقتداء به في قوله : ﴿ لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ﴾ .
من فوائد الآية :
1. فضيلة أبينا إبراهيم u
2. وجوب الاقتداء بإبراهيم بإخلاصه .
3. ينبغي للداعية أن يكون قدوة بنفسه عن غيره .
4. دوام العبادة من صفات الأنبياء .
5. الرد على قريش الجاهلية الذين زعموا أنهم على ملة إبراهيم في شركهم .
& قال المصنف رحمه الله في هذه الآية :
﴿ إن إبراهيم كان أمة ﴾ لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين .
﴿ قانتاً لله ﴾ لا للملوك ولا للتجار المترفين .
﴿ حنيفاً ﴾ لا يحيد يميناً ولا شمالاً كفعل العلماء المفتونين .
﴿ ولم يكُ من المشركين ﴾ خلافاً لمن كثر سوادهم ، وزعم أنه من المسلمين .

م ( وقوله تعالى : ﴿ الذين هم بربهم لا يشركون ﴾ .
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
﴿ لا يشركون ﴾ لا يعبدون معه غيره ، ولا يشركون معه لا شركاً أكبر ولا أصغر .
مناسـبة الآية للترجمة :
من جهة أن الله تعالى وصـف المؤمنين السـابقين إلى الجنــات بصفـات ، أعظمها : الثناء عليهم بأنهم بربهم لا يشركون ، أي شيئاً من الشرك في وقت من الأوقات ، فإن الإيمان النافع مطلقاً لا يوجد إلا بترك الشرك مطلقاً ، ولما كان المؤمن قد يعرض له ما يقدح له في إيمانه من شرك جلي أو خفي ، نفى عنهم ذلك ، ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيـد النهاية ، وفاز بأعظم التجـارة ، ودخل الجنة بلا حسـاب ولا عذاب .
قال ابن كثير : ( ﴿ والذين بربهم لا يشركون ﴾ أي : يعبدون معه غيره ، بل يوحدون ويعلمون أن لا إله إلا الله ، أحدٌ صمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأنه لا نظير له ) .
من فوائد الآية :
1. أن من صفات المؤمن الموحد أنه لا يشرك .
2. وجوب الابتعاد عن الشرك .


نكتفي بهذا القدر وفي المرة القادمة ان شاء الله
يختبر الجميع في الباب الثاني بأكمله
وعلى الجميع الالتزام بالموعد جزاكم الله خيرا