عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 11-09-2010, 06:26 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الثاني عشر


فوائد مستنبطة من الآية

م/ ( ويقول الله تعالى : ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ [ الذاريات 56 ] )
ـ لماذا ذكر الله عز وجل الجن قبل الانس في هذه الآية ..؟
قيل ان العبادة سرية وجهرية والسرية افضل من الجهرية وعبادة الجن سرية فلا يدخلها الرياء بعكس عبادة الانس فقد يكون فيها الرياء
وهذا مردود عليه
بأن ليس شرطا كوننا لانرى الجن أن عبادتهم سرية وذلك فاننا إن لم نكن نراهم فهم يرون بعضهم فيتحقق فيهم ما يتحقق في الانس وان كان المقصود ان عبادتهم سرية بالنسبة لنا فهذا لايعول عليه فانما التعويل على الواقع بينهم
وقيل قد يكون سبب تقديمهم في الاية هو تقدم وجودهم قبل الانس في الخلق
وهذا أولى من الاول وأقب وبه قال الكثير من المفسرين

ـ هل أسلوب الاية خبري أم انشائي..؟
خبري اي مجرد خبر يخبرنا الله عز وجل به
مثل : ألم تر كيف فعل ربك بعاد فهذه حكاية او خبر عن قوم عاد
والانشائي اي بمعنى الامر والنهي
مثل : أقيموا الصلاة
فهذا امر من الله اي اسلوب انشائي
فما نوع الاسلوب في هذه الاية؟
لو قلنا انه خبري لكان الواقع يكذبه لان هناك الكثير من الناس لايعبدون الله وهناك الكثير من الخلق كافرين
وهذا محال في حق رب العالمين فلا احد اصدق من الله قيلا
اذا فهو امر من الله بالعبادة وليس خبر مجرد
اي ان الله يأمرهم ان يعبدوه ويطيعون اوامره ويجتنبون نواهيه فمن امتثل للأمر فاز ومن خالف خاب وخسر

م/ ( قال تعالى ﴿ ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ )

﴿ بعثنا ﴾ أرسلنا .
﴿ أمة ﴾ طائفة من الناس ،

وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معان :


1. الطائفة : كما في هذه الآية .
2. الإمام : كقوله تعالى ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله ﴾ .
3. الملّة : ومنه قوله تعالى ﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ .
4. الزمن : ومنه قوله تعالى ﴿ وادكر بعد أمة ﴾ .
﴿ رسولاً ﴾ : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، ورسول هنا نكره تعم جميع الرسل .
﴿ أن اعبدوا الله ﴾ : أي تذللوا له بالعبادة .
﴿ اجتنبوا ﴾ : أي ابتعدوا عنه تمام البعد ولاتقربوا حدوده

﴿ الطاغوت ﴾ : الطاغوت مشتق من الطغيان ، وهو مجاوزة الحد ، كما في قوله تعالى : ﴿ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ﴾ ، أي تجاوز حده ، وقد اختلف السلف في تفسير الطاغوت :

قال عمر بن الخطاب : الطاغوت الشيطان .
وقال مالك : الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله .
وهذه صحيح لكن لا بد فيه من استثناء من لا يرضى بعبادته مثل عيس عليه السلام جعلوه الها وقالوا انه الله وقال البعض انه ابن الله لكن عيسى عليه السلام لم يرض بذلك فهو ليس طاغوتا بذاته ولكن في نفس من عبده وكذلك بالنسبة للملائكة والصالين من الخلق والجن وكل من عبده الناس بغير رضا منهم فهو طاغوت في نفس من عبده وليس طاغوتا في ذاته .
وأجمع ما قيل في تعريفه، ما قاله ابن القيم : وهو أن الطاغوت: ( ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ) .أ.ﻫ.
ومراده رحمه الله أن من كان راضياً بذلك ، أو يقال طاغوت باعتبار عابده وتابعه ومطيعه ، لأنه تجاوز به حده ، حيث نزّله فوق منزلته التي جعلها الله له .
فالمتبوع مثل : الكهان ، السحرة ، علماء السوء .
والمعبود مثل : الأصنام .
والمطاع مثل : الأمراء الخارجين عن طاعة الله ، فإذا اتخذوهم أرباباً يحل ما حرم الله من أجل تحليلهم له ، ويحرم ما أحل الله من أجل تحريمهم له ، فهؤلاء طواغيت .
ـ المعنى الإجمالي للآية :

أخبر سبحانه وتعالى أنه بعث في كل أمة ، أي في كل طائفة وقرن من الناس رسولاًً بهذه الكلمة : أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت أي اعبدوا الله وحده واتركوا عبادة ما سواه ، فلهـذا خلقت الخليقه وأرسلت الرسـل وأنزلت الكتب ، كما قال ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه إلا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ . وقال تعالى : ﴿ قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به ، إليه أدعو وإليه مئاب ﴾ .
هذه الآية هي معنى لا إله إلا الله ، فإنها تضمنت :
النفي في قوله ﴿ اجتنبوا الطاغوت ﴾ .اي لااله

والإثبات في قوله ﴿ اعبدوا الله ﴾ .اي الا الله

يثبت العبادة لله وحده وينفي عبادة ما سواه .
مناسبة الآية للباب :
قوله تعالى : ﴿ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ وهذا أمر بالتوحيد وترك الشرك والأمر يقتضي الوجوب .
من فوائــد الآية :

1. دلت الآية على أن الحكمة في إرسال الرسل هي عبادة الله وحده وترك ما سواه .
لم يزل الله تعالى يرسل الرسل بذلك ، منذ حدث الشرك في قوم نوح الذين أرسل إليهم ، وكان أول رسول بعثه الله إلى الأرض ، إلى أن ختمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب ، وكلهم كما قال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ .
2. دلت الآية على أن الرسل اتفقت دعوتهم على التوحيد وإن اختلفت شرائعهم .
كما قال تعالى : ﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾ .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( الأنبياء أولاد عَلاّت ) .
أولاد العلات : هم الأخوة للأب من أمهات شتى .
معنى الحديث : أن الأنبياء أصل إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة ، فإنهم متفقون في أصول التوحيد وأما فروع الشرائع فوقع فيها الخلاف .
3. أن الله أرسل في كل أمة رسولاً .
كما قال تعالى : ﴿ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ﴾ .
4. عظم شأن التوحيد وأنه واجب على جميع الأمم .
5. دلت الآية على أن الله بعث وأرسل الرسل فيجب التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده ، والكفر بما يعبد من دونه ، وأن جميعهم صادقون مصدقون ، بارّون راشدون ، كرامٌ بررة ، أتقياء أمناء ، هداة مهتدون ، والبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدة ، وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به ، لم يكتموا ولم يغيروا ، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفاً ولم ينقصوه .
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
الواجب

مامعنى الحديث الانبياء اولاد علات ..؟

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 11-09-2010 الساعة 06:29 AM