الموضوع: هل هذا رياء
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-07-2008, 12:04 AM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فقال الله تعالى " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم
ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير "

قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله في " الجامع لأحكام القرءان " ( 3/359) :
( ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوع ؛
لأن الإخفاء فيها أفضل من الإظهار ،
وكذلك سائر العبادات الإخفاء أفضل في تطوعها ؛ لانتفاء الرياء عنها ، وليس كذلك الواجبات ،
قال الحسن : إظهار الزكاة أحسن ، وإخفاء التطوع أفضل ؛
لأنه أدل على أنه يُراد الله عز وجل به وحده ...)

ثم قال رحمه الله :
( قال ابن العربي : وليس في تفضيل صدقة العلانية على السر ،
ولا تفضيل صدقة السر على العلانية حديث صحيح ، ولكنه الإجماع الثابت ،
فأما صدقة النفل فالقرءان ورد مصرحا بأنها في السر أفضل منها في الجهر ،
بيْد أن علماءنا قالوا : إن هذا على الغالب مَخْرجه ،
والتحقيق فيه أن الحال في الصدقة تختلف بحال المُعْطِي لها ، والمُعْطَى إياها ،
والناس الشاهدين لها ،
أما المُعْطِي فله فيها فائدة إظهار السنة وثواب القدوة ،

قلت ( القائل هو القرطبي رحمه الله ) :
هذا لمن قويت حاله ، وحسنت نيته ، وأمن على نفسه الرياء ،
وأما من ضعف عن هذه المرتبة فالسر له أفضل .




وأما المُعْطَى إياها فإن السر أسلم له من احتقار الناس له ،
أو نسبته إلى أنه أخذها مع الغنى عنها وترك التعفف ،
وأما حال الناس فالستر عنهم أفضل من العلانية لهم ،
من جهة أنهم ربما طعنوا على المُعْطِي لها بالرياء ، وعلى الآخذ لها بالاستغناء ،
ولهم فيها تحريك القلوب إلى الصدقة ؛ لكن هذا اليوم قليل ) انتهى

وعليه فإن كان حال هذه الاخت حفظها الله قويا ، وأمنت على نفسها الرياء فلا بأس بالإظهار ،
لعل الناس أن يقتدوا بها من غير خوف من الفقر والإعسار ،
أما إذا لم تأمن على نفسها الرياء فالأفضل لها الإسرار ،

وأما صندوق كفالة اليتيم فمن جملة الصدقات ،
ثم إن التصدق على اليتيم في شهر معين لا يلزم المُتصدق بهذه الصدقة في كل شهر ،
إلا أن يلزم نفسه بنذر ونحوه ، فالواجب عليه الوفاء ،
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .