كيف تعرفهم؟؟؟
أين أهل السنة ؟
وكيف نعرفهم بين المسلمين اليوم ؟
د0ناصر العقل
أقول بإيجاز ، وحسب ما يظهر لي :
إن أهل السنة قد وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وعينهم تعييناً
يجعلهم كالشمس لمن وفقه الله وسلم من الهوى والعصبية والتقليد الأعمى ،
فمن صفاتهم المأثورة :
1- أنهم الذين على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهراً ومخبراً ،
عقيدة وسلوكاً وعبادة ، وهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيّنته السنة أوضح بيان .
فهم - أي أهل السنة - أعلام بارزون ظاهرون جيلاً بعد جيل منذ عصر الصحابة
إلى يومنا ، معروفون بالاتباع والاقتداء والاهتداء .
2- وأنهم المتمسكون بعقيدة السلف ، الصحابة والتابعون ،
وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ، وعقيدة السلف مأثورة معروفة مسطرة
- بحمد الله - من خلال ما صنفه أئمة الهدى كالأمام أحمد ، والبخاري ،
وابن أبي عاصم ، والدارمي، وعبدالله بن أحمد ، وابن خزيمة ، وابن بطة ، وابن منده ،
والخلال ، والأشعري بعد إبانته ، وإسماعيل الصابوني ، والطحاوي ، وابن تيمية ،
وغيرهم كثيرون جداً ، يعرفهم أهل العلم وكل من أراد التعرف عليهم .
3 - سلامتهم من التلبس بالبدع والشركيات والطرق ، فأهل السنة أيّـاً كانوا
لا تراهم يتمسحون بالقبور والأحجار والآثار والصخور ، ولا يدعون غير الله ،
ولا يستغيثون بالأموات ، ولا يقيمون المشاهد والقباب على القبور ،
ولا يقيمون الموالد والاحتفالات البدعية ،
وقل أن تجد منهم من ينضوي تحت الطرق الصوفية ،
إلا عن جهل وغفلة أو تقليد على غير بصيرة كبعض العوام .
4 - تمسكهم بشعائر الدين ، الظاهرة والباطنة ، كما أمر الله
وبيّن رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، فهم يقيمون الفرائض والسنن ،
ويأمرون بها ، ويتركون الآثام والمنكرات والمحرمات والبدع ، وينهون عنها .
5 – أنهم ظاهرون في مجتمعاتهم بالصدع بالحق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ،
ومحاربة البدع ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذه الصفة قد تختلف من بلد إلى آخر ،
فإن من بلاد المسلمين ما لا يستطيع المسلمون فيه إظهار شعائرهم ،
ولا إعلان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وفي العموم : فأهل السنة - والله أعلم - لا يحصرهم مكان ولا زمان ،
فهم - بحمد الله - يوجدون في أكثر من مكان وأكثر من بلد ، يقلون في بلد ،
ويكثرون في آخر ، فهم في أرض الله الواسعة منتشرون بحسب حالهم .
ولو تأملت حال المسلمين اليوم، لوجدت أهل السنة منهم متميزين في كل بحسب حاله ،
كثرة أو قلة ، قوة أو ضعفاً ، فقد تجدهم في مصر والسودان أكثر ما يكونون
بين أنصار السنة المحمدية ، وفي غيرهم قليل ،
وفي الشام في أهل الحديث والأثر أكثر من غيرهم ، وفي الهند والباكستان وأفغانستان
يكثرون في أهل الحديث والجماعات والجمعيات السلفية أكثر من غيرها .
وقد أشرت من قبل أن من أبرز سمات أهل السنة
في البلاد التي لا تكثر فيها البدع والطرق الصوفية وصفهم بـ ( الوهابية )
نسبة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ،
أو بـ ( الحنابلة ) نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل .
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي المثال الحي الواضح
لأهل السنة والجماعة معتقداً وسلوكاً ، وقد تحقق بها
قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ،
فهي حتى الآن ظاهرة بحمد الله .
هذا مع العلم أن عامة المسلمين الذين يقيمون شعائر الدين وهم سالمون من الشركيات ،
إنما هم على الفطرة ، ويدخلون في سواد الأمة وأهل السنة في أي بلد ومكان كانوا .
.. وأهل السنة ( والله أعلم ) في آخر الزمان ليسوا أكثرية ،
لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بأنهم طائفة ، وأنهم الغرباء ،
وأنهم عصابة ، وأنهم فرقة واحدة من ثلاث وسبعين فرقة .
وهذا يسقط دعوى بعـض الأشاعـرة والماتريدية المعاصرين ،
بأنهم أهل السنـة ، لأنهـم الأكثرون في بلاد المسلمين ، فالأكثرية ليست دليلاً كافياً
على الصواب ، إنما العبرة باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ،
والتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ،
واتباع هدي الصحابة والتابعين وأئمة الهدى الأعلام في العصور الثلاثة الفاضلة ،
والذين اتبعوهم واقتفوا آثارهم ، ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى يوم الدين مهما قـلّوا .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الأكثرية من المسلمين اليوم
هم من العامة الذين يغلب عليهم الجهل ، وعدم الإلمام بتفصيلات العقائد ،
وهؤلاء جمهورهم على الفطرة ، والأصل فيهم البرآءة وسلامة الاعتقاد ،
ومن كان هذا وصفه فهو داخل في سواد المسلمين أهل السنة ،
ما لم تجتلهم شياطين البدع والخرافات ،
وشياطين الفرق والطرق والأهواء ودعاة الضلالة .
والله أعلم
رحمكِ الله ياقرة عيني
التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 04-10-2012 الساعة 01:09 PM
|