عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-18-2011, 10:36 PM
صاحب السيف المعوج صاحب السيف المعوج غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




I15 (((( بعدما عصيتك يا ربي ))))

 

بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله رب العالمين غفر ذنوب العاصين وبدل معاصيهم حسنات وجزاهم أعلى الجنات والصلاة والسلام على من بث رحمة للعالمين إنسهم وجنَّهم والجمادات وعلى آله وصحبه الذين تنافسوا في الطاعات وعلى أزواجه أمهات المؤمنات الطاهرات وبعد :



بعد سيلان من الحبر الكثير والكتابة بالقلم الوفير إذ يصر هذا القلم على تغيير مساره من مسار ٍ إلى مسارٍ آخر وأحب أن يكتب عن عصيان صاحبه لربه عزوجل .



فهكذا كتب القلم !!!!!


ربي عصيتك وأعلم أنك تفغر الذنب وتقبل التوبة وتعفو عن كثير وأنك أرحم بالأم بولدها .


ربي قد علمت مجدك وعفوك ورحمتك فرجيتك مقبلا لكي تغفر ما قمت به من معصيتك وأسرعت بالإستغفار كي ترضى عني .


ربي بعدما عصيتك أسرعت ووقفت بين يديك كي تغفر لي وأعلم أنك أنت الغافرُ .


ربي بعدما عصيتك كانت معصيتي لذة لا تقارب الثواني فذهبت هذه اللذة وأتت تلك الحسرة كي تملئ قلبي حسرةً وكان ضيقا على ما فعلت ، فعجلت وأبدلت هذه الحسرة إلى طمأنين بذكر علام الغيوب وتذكرت ألا بذكر الله تطمئن القلوب.


وبعدها نظرت في نفسي نظرة المتأمل في وقته قلت : هذا العمل الذي قمت به سوف يسعر في قلبي نار لا يطفئه سوى ذكر الله تعالى في الظلمات الغرفة وسكون الليل .


ووقتها علمت أن السعيد من قدم لنفسه خير كي يجد عند الله ذخراً ، والشقي من قدم لنفسه شراًّ وتكون عاقبته خسراً.


فنظرت بعدها وقلت : يجب علي أن أحاسب نفسي قبل انقضاء أجلي فإن الموت نهاية العمل وبداية الجزاء، وأن الموت قريب لا أدري متى نزوله والحساب دقيق لا أدري متى حلوله ، وإذ أصبحت شيباً فإن الشيب نذير ، فتذكرت الموت قلت: يجب الجهد والعمل لما بعده لأني لا محال إني قادم عليه وقائم فيه ، فعندها لا أنشغل عن طاعة الله عزوجل بما أني راحل عن أشياء تاركها ، فلا تغريني يا دنيا بالآمال الطوال وتجعليني أنسى حلول الآجال ، فكم من مؤمل أملا لا يدركه وكم من مصبح في يوم لا يدرك غروبه وممس في ليل لا يدرك صباحه ، وكم متمنٍّ عند الموت أن يترك قليلا ليصلح ما أفسده ويستدرك ما ضيعه فيقال له هيهات إن ما قد تتمن فقد فات وقد حذرناك قبل ذلك وأنذرناك بألا رجوع هناك.


لله در القائل حين قال:


إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟




وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني

فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟
أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حيني ..
وأنسى ماوراءُ الموت ماذا بعد تكفيني
كأني قد ضّمنتُ العيش ليس الموت يأتيني
وجائت سكرة الموتِ الشديدة من سيحميني؟؟
نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم من سيُفدينـــي؟

سأُسأل ما الذي قدمت في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد ما فرطتُ في ديني
ويا ويحي ألــــم أسمع كلام الله يدعوني؟؟
ألــــم أسمع بما قد جاء في قاف ويس

ألم أسمع بيوم الحشر يوم الجمع والدين
ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديي
فيا ربــــاه عبدٌ تــائبٌ من ذا سيؤويني ؟
سوى رب غفور واسعُ للحقِ يهدييني
أتيتُ إليكَ فارحمني وثقــّـل في موازيني


فحينها تذكرت أهل الجنة كيف ينعمون وأهل النار كيف يعذبون فستعذت بالله في وقتها من النار لأني علمت أن أخف الناس عذابا يوضع تحت قدميه جمرتان فتغلي دماغه، فقلت في نفسي هذا أخف من يعذب من أهل النار فكيف من يدخلون أشد العذاب رحماك ربي.



والعذاب أكبر من ذلك أنه إن كان من المخلدين فيها أبدا ، فيا حسرتي على ما فرطت في جنب الله تعالى ، وقد ذكر في الحديث أنه يؤتى بالموت على شكل كبش فيذبح بين الجنة والنار ويقال لأهل الجنة خلود بلا موت فيزدادوا فرحاً لفرحهم ويقال لأهل النار خلود بلا موت فيزدادوا سوء إلى سوئهم فرحماك ربي.


وأما الجنة التي حين أذكرها ينشرح صدري وأفرح لما فيها من لذة عيش وقرة عين ، وإني قد علمت أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فعندما ننظر هنا وهناك في هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأرىمنظراخلابا أقول ماشاء الله تعالى شيء جميل وروعة ووووو....... وحينها قلت في نفسي فما بالي ما يوجد في الجنة إن كانت هذه الدنيا البغيظة ، سبحان الله وبحمده.!


أخوكم ظالم نفسه
صاحب السيف المعوج
رد مع اقتباس