[أبو يوسف السلفي]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاءني ليلاً ومعه شريط قرآن صوته ليس بالجيد ، يسألني : هل نستطيع أن ننقي صوته ؟ قلت : يا أحمد نستطيع ولكن الأمر سيحتاج إلى مراحل كثيرة ( بداية نضع المقطع على الحاسوب ، ثم نقوم بتنقيته ، ثم نعيده مرة أخرى إلى شريط الكاسيت ) ولم أسأله لماذا تريد ذلك وعندك بدلاً من الحاسوب ثلاث وتستطيع أن تحصل على القرآن كاملاً بأي صوت تريد - بل إنه عندك فعلاً بأصوات مشايخ كثيرين - فلماذاً تحديداً ذلك الشريط ؟

اتفقت معه على أن يأتيني في اليوم التالي بعد صلاة العصر حيث أكون قد عدت من العمل ونبدأ في ( عملية التنقية ) ، وفي اليوم التالي حينما عدت من العمل صليت ثم نمت وحينما استيقظت سألت أهلي : هل جاءني أحد ؟؟ قالوا لا ، استغربت كثيراً ثم قررت أن أذهب أنا له ، وبينا أنا في طريقي إليه قابلت صديقاً آخر وعلى وجهه آثار البكاء ، قلت ما بك ؟ قال مات أحمد ودفن قبل صلاة العصر ، في أول الأمر لم أصدق لكني عدت إلى رشدي ولكن ما استطعت أن أتمالك نفسي من البكاء

وعندما نمت ليلتي تلك إذا هو يأتيني في نومي وهو مبتسم وفي غاية السعادة ، قلت : أحمد أنت هنا يقولون أنك قد مت ، قال كيف تصدقهم وأنا أمامك ، قلت هل أنت بخير ؟ قال أنا في غاية السعادة ، فرحت كثيراً أنه لم يمت ولكني استيقظت من نومي فإذا هو حلم ،ولكني كنت سعيداً لأنه كان فرحاً سعيداً

ولا عجب فقد عاش حياته طيب السمت ، حسن الخلق ، لا يحرص على شيء حرصه على صلاة الجماعة

عاش في هدوء ومات في هدوء

أسأل الله أن يكون من أهل الفردوس الأعلى