عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-07-2009, 10:45 PM
مسلمة مسلمة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الجزء الثالث

علمتني الحياة في ظل العقيدة
أن بلسم الجراحات هو الإيمان بالقضاء والقدر

(وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)


قد علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وعلم أن ما أخطئه لم يكن ليصيبه.

علم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولواجتمعت على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل عليه.

فرضي فرضيَ الله عنه، وسعد بدنياه وأخراه، واطمأن قلبه وسكنت روحه، فهو في نعيم وأي نعيم.





في الموقف العظيم يوم يقول الله للناس وهم يدوكون في عرصات القيامة، يقول لأناس من بين الخلائق جميعهم:


ادخلوا الجنة بلاحساب.

فيقولون يا ربنا ويا مولانا قد حاسبت الناس وتركتنا؟

فيقول قد حاسبتكم في الدنيا، وعزتي وجلالي لا أجمع عليكم مصيبتين ادخلوا الجنة.

فيتمنى أهل الموقف أن لوقرضوا بالمقاريض لينالوا ما نال هؤلاء من النعيم.







في الحديث الصحيح كما في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول:

(ما لي عبدي المؤمن عندي من جزاء إذا قبضت صفيه وخليله من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)


ويا له من جزاء، ما لا عين رأت ولا أذن سمعه ولا خطر على قلب بشر.




في الحديث الصحيح كما في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول لملائكته:

(قبضتم أبن عبدي المؤمن، قبضتم ثمرة فؤادهوهو أعلم سبحانه وبحمده- فتقول الملائكة نعم، فيقول وماذا قالوهو أعلم جل وعلا- قالوا حمدك واسترجع، فيقول الله جل وعلا ابنوا له بيتافي الجنة وسموه بيت الحمد)

( وَبَشِّرِالصَّابِرِين ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:156)





فطب نفس إذا حكم القضاء:

ولا تجزع لحادثة الليالي........ فمالي حوادث الدنيا بقاء


ومن نزلت بساحته المنايا....... فلا أرض تقيه ولا سماء




مروا بيزيد أبن هارون عليه رحمة الله وقد عمي، وكانت له عينان جميلتان قل أنتوجد عند أحد في عصره مثل تلك العينين، فقالوا له وقد عمي:

ما فعلت العينان الجميلتان يا أبن هارون ؟

فقال ذهب بهما بكاء الأسحار وإني لأحتسبهماعند الواحد القهار.



فالإيمان بالقضاء والقدر نعمة على البشر وبلسم وظل وارف من الطمأنينة وفيضمن الأمن والسكينة ووقاية من الشرور وحافز على العمل وباعث على الصبر والرضاء،والصبر مر مذاقه لذيذة عاقبته

صبرت ومن يصبر يجد غب صبره......ألذ وأحلى من جنى النحل في الفم


فأحرص على ما ينفعك وأرضى بما قسم الله لك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.
التوقيع

(( لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ))
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 02-08-2009 الساعة 12:16 AM
رد مع اقتباس