الموضوع: لسنا ملائكة!
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-05-2019, 04:19 AM
اللهم لا تمتني إلا شهيداً اللهم لا تمتني إلا شهيداً غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

ما أجمل الصراحة !!
فهي خفيفة على القلب 000يسيرة على اللسان000ملفتة للأسماع والأبصار!
كما أنها تختصر الكثير والكثير بدون لف ولا دوران في حواري ضيقة ملتفة في نهايتها سد!!
إخوتي الأحباء000أخواتي الفاضلات
لسنا ملائكة تمشي علي الأرض!!
بل نحن(المتدينون) بشر0000نخطيء ونصيب!
المشكلة الحقيقية أننا عندما نخطيء نعرف تماماً أن الخطأ منا غير مقبول!
ومهما سقنا من مبررات فهي غير مقبولة من قِبل الغير خاصة من لم يعش معنا ويعلم ظروفنا والمغريات من حولنا
وبما أنه من الطبيعي أن نخطىء ونعصي(مع التوبة السريعة طبعاً ) ومن جانب آخر أخطائنا غير مبررة وغير مقبولة فنظل في صراع داخلي ونفسي رهيب!!!
هذا ما حدث لي منذ أكثر من عام ولاحظته علي أكثر من أخ وأخت سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة! وكانت من أسوأ لحظات حياتي حقيقتا على كثرتها!



وقلت أفتح هذا الموضوع كوجهة نظر محددة ونصيحة صغيرة بناء علي عدة تجارب ثم نتناقش حوله لأن هذا الموضوع يهم كل المتدينين
هذا الصراع الذي تحدثت عنه يشير إلى عدة أشياء منها الإيجابي ومنها السلبي

-أننا نعرف أن ما فعلناه خطأ! وهذا إخوتي أول طرق العلاج! ويمكن دة الفرق بيننا كمتدينين وبين غيرنا الذين لا يرون فيما يفعلونه عيب أو خطأ ونادراً ما يقتنعون بأنه خطأ!


أما المتدينون فصراعهم الداخلي الذي أشرنا إليه يشير إلى إدراكهم أن هذا الفعل أو تلك الفعلة خطأ وهذا في حد ذاته شىء إيجابي للغاية ينم عن أساس سليم حُرم منه الكثيرين فيجب عليك أن تحمد ربك!



-في بداية تدين الكثير منا كنا كمن دخل عالم خيالي ليس به أخطاء أو معاصي 000بمعني أننا كنا نظن أننا لن نخطيء بعد الآن!! بل إن بعض المعاصي كنا نترفه عنها ونستحقرها ومن يقع فيها وقد نظل علي هذا مدة ولكن مع الوقت نجد أنفسنا قد وقعنا فيها لسبب أو لآخر فيكون من أسباب الصراع النفسي الرهيب الذي عشناه ويعيشه الكثير منا



قد نشعر وقتها بالنفاق أو بإزدراء النفس بسبب وقوعها في معاصي كنا نستحقرها ومن يفعلونها فلما فعلناها إستحقرنا أنفسنا!!!


وفي بداية المعصية نحاول بكل جهدنا التدارك وإنقاذ أنفسنا ولكن قد تكون المغريات والظروف أقوى منا فتصيبنا لحظات ضعف لا نستطيع معها المقاومة فتبدأ النفس اللوامة في مواجهة غريمتها الخبيثة التي تلقي عليها شبهات تحاول بها إعتياد هذه المعصية وتبريرها بل وقد يصل الأمر إلى أن نعتبر (في لحظة ما) أن هذه المعصية ضرورية ولازمة (تحت باب الضرورات تبيح المحظورات!) فنزيد منها ونعتادها بعد أن كنا نحذر منها ونبتعد عنها!



لذا يتضح لنا معنى وقيمة قول الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم ما معناه أن الحلال بين والحرام بين وأن هذه المشتبهات التي بينهما هي ما حذرنا منها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيها ونصحنا بإجتنابها!



ولا أوضح من قوله تعالي"ولا تقربوا الزنا" فنهانا عز وجل من الإقتراب من كل ما يؤدي إلي الزنا وأغلق جميع الأبواب وترك باب الحلال مفتوحاً علي مصراعيه(سامح الله كل مسؤول كبير وصغير شارك في إغلاقه أمام الشباب والفتيات هذه الأيام!)


كذلك أي شىء نهانا الله ورسوله عنه

هذه النقطة تجعلنا نراجع أنفسنا من عدة نواحي منها أن نعلم أن التدين ليس معناه عدم الخطأ ولكن معناه التوبة السريعة وعدم الإستمرار في الخطأ وعدم تكراره ما أمكن ذلك وإن تكرر فتتكرر التوبة السريعة

إخوتي !

التوبة ليست للكافرين فقط؟! وليست لكبار العصاة فقط! وإنما للمؤمنين الموحدين من المعاصي الصغيرة والكبيرة!

نستنتج من هذا أن هناك معاصي! فمادام هناك توبة إذن فهناك معاصي!
ويقودنا هذا لإكتشاف خطير أن المتدينون لهم أخطاء ومعاصي أيضاً!!! (أعملكم إيه بس؟!) فلن تكون التوبة فقط عن التقصير في بعض العبادات!
ثم أننا ننسى أو نتناسى أن من هو خير مني ومنكم سبق أن عصى معاصي أكبر بكثير مما قد نقترف نحن
أنسيتم الغامدية؟! أنسيتم الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك؟
قد لا نصل للزنا(وبإذن الله لا نصل!) ولا نتخلف عن الجهاد ولكن انظروا إلى توبتهم! وسرعتهم فيها وإصرارهم عليها
هذا الفرق إخوتي00000نحن نخطيء نعم وهذا شىء جُبلن عليه جميعاً ومن يظننا ملائكة فهو قاصر النظر أو أنه ينتقد لمجرد النقد

فأفضل منا جميعاً يخطىء ويصيب وسيدنا آدم نفسه أخطأ فأكل من الشجرة المحرمة عليه أفلا نخطىء نحن؟!

المهم التوبة السريعة وعدم الإصرار على المعصية

يا إخوانا إحنا مش ملايكة ولا معصومين وإنما بشر! فيجب أن نعلم ذلك ونعيه جيداً حتي نواجه واقعنا عندما نخطيء ولا نظن أنفسنا قد خرجنا من التدين والدين بل والإيمان لمجرد خطأ أو معصية (بدون إصرار)

-وهذه النقطة مترتبة على ما قبلها وهي تبرير الأخطاء!
فان كنا نعتبر أنفسنا بشر فنخطيء ونصيب ونعصي ونتوب ونتأثر بما حولنا من شبهات وفتن ومغريات وظروف ففي نفس الوقت لا ننسى شيئين في غاية الأهمية
الأول هو عدم إستصغار الذنوب مهما صغرت وكما يُقال دائماَ "لا تنظر إلي صغر معصيتك بل انظر إلى عظمة من تعصيه"!

إستصغار الذنوب يؤدي إلى إعتيادها وبالتالي فلا نتوب منها وننسى أو نتناسى أنها ذنباً له آثاره على المدى القصير أو الطويل في الدنيا قبل الآخرة إن لم نتب عنه من ضيق الأرزاق والبلاءات المختلفة وكما قال بعض السلف"لا كبيرة مع إستغفار ولا صغيرة مع إصرار"
فحذاري إخوتي من إعتياد صغائر الذنوب فتصبح كبيرة مع الإصرار عليها!

والأمر الثاني هو أننا ننسى أو نتناسى أن الله عدل!
فقد نعصي ونصر على معاصي معينة بحجة أن الظروف أقوى منا نشتكي من العيش والعيشة وإلي عايشينها وظروف البلد وقلة المال وندرة العمل وإنعدام الزواج! أو تكاليفه الباهظة وفساد الحكومة وعدم تدين الأهل والمغريات الفضائية والنتية والطبيعية في الشوارع!

قد نقول لأنفسنا (تبريراً لعدم غض البصر كمثال)ويقول غيرنا الشباب معذور لا شغلة ولا مشغلة! والبنات بتستهبل فيها! وعاملين تقشف شديد في ملابسهن!
والفضائيات ما تتوصاش! والأرصفة ملئية بالمجلات من كل شكل ولون ووسائل المواصلات لا ترحم حسياً ولا بصرياً! والزواج مستحيلوالشقة حلم بعيد المنال والعمل قليل ووووووووو ونظل نعدد عشرات الأسباب حتى نجد أنفسنا قد أطلقنا بصرنا وكلما همت النفس اللوامة بالإعتراض خمدناها بمثل هذه المبررات ومع الوقت يصبح شيء عادي فتجد أحدهم يصلي ولا يغض بصره! والآخر ضاع عنده الخشوع بل وقد تضيع الطمأنينة في الصلاة وغيره يقبل بالقروض الربوية لهمل مشروع أو يدفع الرشاوي ليعمل في أي مكان!

بل بعضنا يطلق بصره هنا وهناك لأن غض البصر قد يؤدي إلى مفسدة أكبر!!!!!!!!!!!!!!

إخوتي الأحباء000أخواتي الفاضلات

هل تشكون لحظة أن الله عدل؟!!هل يظن أحدكم أن الله ظلمه(تعالى سبحانه!)

أبداً والله

يعني مهما بررت وعددت من أسباب ومسببات فلن تنفعك أمام الله يوم الحساب!

ثم أنكم تتناسون آية من أعظم الآيات في نظري000 تتناسون قوله تعالى"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"
الآية الثانية من سورة العنكبوت
صحيح!! أحسبنا أن نترك أن نقول آمنا ونحن لا نُفتن؟!
إذن لمَ نتبرم من الفتن ونتخذها شماعة لتبرير معاصينا؟!
انظر إلي الآية التي بعدها يقول الله تعالى"وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"
الآية الثالثة من سورة العنكبوت
ما نرفضه ونتخذه شماعة لأخطائنا ومعاصينا هو من سنن الله في كونه!
الفتنة وما أدراكم ما الفتنة!
فتنة أطاحت بجبابرة وأمم سابقين ومعاصرين وستطيح بغيرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
فتنة ستصل لأشدها عند ظهور المسيخ الدجال 0000فتنة تجعل الرجل يصبح مؤمناً ويمسي كافراً!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!
إذن فالفتنة موجودة شئنا أم أبينا ولا يأمن أحدنا على نفسه منها بل إننا ندعو الله ليلاً ونهاراً أن يقينا شر الفتن ويخففها علينا حتى أننا نقول في بعض دعواتنا "وإن أردت فتنة بالعباد فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا فاتنين"


يجب أن نعرف قدر الفتنة جيداً ولا يأمن أحدنا منها وهذا ما تعلمناه من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته حتى المبشرين بالجنة منهم!


ومن يتبرم من هذه الفتن عليه فقط أن يقارن بين ما يحيطنا من فتن وما واجهته الأمم السابقة!
أين نحن من أصحاب الأخدود؟!! أين نحن من قوم بني إسرائيل وقد كان البحر أمامهم وفرعون وجنوده من خلفهم! وقُتل أبناءهم واستحيت نسائهم!
أين نحن من الأنبياء والرسل الذين نُشروا بالمناشير وصُلبوا ؟ أين نحن من صحابة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد عانوا كثيراً وفتنوا كثيراً في دينهم
طبعاً فتنتهم لم تكن كفتنتنا وذلك من عدل الله عز وجل أفلا نشكره؟!


أما نحن فمثل الطلبة الذين يريدون النجاح بل والتفوق بدون أي إمتحان أو إختبار!!هيهات هيهات أن يحدث هذا مع الله العدل!
هل سمعتم عن طالب يبرر رسوبه أو مجموعه الضعيف بسبب وجود إمتحان؟!!!
وإذا كنا نقرأ كل يوم من مسؤولينا أن الإمتحان في مستوي الطالب المتوسط أو دون المتوسط(وطبعاً غالباً كاذبين!) فما بالك بالله عز وجل وله المثل الأعلى
مستحيل أن يحمِّلنا مالاطاقة لنا به ومستحيل أن يكلف نفساً إلا وسعها!
العدل في الإبتلاء والعدل في الحساب والعدل في النتائج والعدل في كل شىء وأي شىء!


لا أقول أن النساء والأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والبنين وغيرها لاأقول أنها يجب ألا تمثل فتنة لنا ولكن أقصد أن كل هذا لا يمكن أن يتخذ كشماعة للأخطاء والمعاصي المستمرة بدون توبة أو تراجع وبإعتياد يجعلها مع الوقت من الضرورات بحجة أن عدم فعلها سيؤدي إلى معاصي أكبر!



ما هذا؟! حذاري إخوتي أن نصل لهذه المرحلة البغيضة ومن نتيجتها الطبيعية الدفاع المستميت عن المعاصي بحجة أن لها دوافع قوية وقد يبحث عما يؤيد قوله من الكتاب والسنة وأقوال السلف!


إن ايقنا أن الله عدل وعملنا بذلك وعشنا مع اسم الله العدل لا يمكن أن نبرر الأخطاء بدلاً من التوبة منها ومحاولة الخلاص منها


نعم نشكو ونصرخ بأعلى صوتنا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه (فلا يأتي أحد ويقول أنني قلت لا تشكو ولا تتألم!)ولكن أتحدث عن إتخاذ هذه الظروف كمبرر لأخطائنا صغرت أم كبرت قلت أم كثرت مؤقتة أو دائمة!


هنا الخطـأ!


والله لو ظللت عمرك كله تبرر أخطائك ومعاصيك بمثل هذه المبررات ما نفعتك في شىء!
كمن يبرر رسوبه في إختبار ما بالضوضاء حول المكان رغم أنه مسموح له وقتها بالإنتقال لمكان أهدأ!
أو كمن يبرر رسوبه بالأسئلة الصعبة رغم أنها إختيارية وليست إجبارية!


الله عدل لا يمكن أن يكلفك مالاتطيق لذا فمن يتخذ مثل هذه المبررات شماعة دائمة يعلق عليها أخطاءه فهو يتهم الله(ضمنياً) أنه لا يعلم(والعياذ بالله) أو أن الله تعالى قد ظلمه(تعالى علواً كبيراً) أو كلفه بما لا يطيق وكلها مستحيلات لا تجوز في حق الله عز وجل


فلنواجه واقعنا بكل مشاكله ومغرياته ومنغصاته!


لا نكن خياليين ولا نكن دونيين!



هل فهمتم شيء؟

محمد
رد مع اقتباس