عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-04-2012, 10:30 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي المحاضرة الثانية

محاضرات التفسير
للدكتور : سامي عبد الفتاح هلال
المحاضرة الثانية
توقفنا المرة السابقة عند السؤال الآتي :
لماذا قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ، ولم يقل : { يَا أَيُّهَا المؤمنون } ؟ وقد عبر بها في مواضع أخرى مثل : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ}؟
التعبير بالفعلية بصفة الإيمان ( آمنوا ) دليل على تجدد الفعل بتجدد الزمن ، أي يفيد التجدد والاستمرار والحدوث .
أما التعبير بالاسمية يفيد الثبوت والاستمرار .
والقرآن يريد منَّا ذلك ، يريد أن الإنسان يتجدد إيمانه بالتزام الأمر ، فكلما جاء أمر أو فعل التزم به تجدد إيمانه ، وعندما يعبر بلفظ ( المؤمن ) أو وصفه فهو دلالة على الثبات يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ... " ، فعبر هنا بصيغة الإيمان .
فالإيمانية صارت علمًا على هؤلاء ، ولذلك ما نراه الآن في واقع الأمة من عدم التعاون ، والتعاطف لأن الإيمان لم ينتقل من الفعل إلى الوصفية فيكون ملازمًا .
سؤال : لماذا عبر في سورة المؤمنون بقوله تعالى : { قل للمؤمنين } ، ولم يقل : { قل للذين آمنوا } ؟
الجواب : لأنه سيتحدث عن أمر يفع فيه .
فهل وقوع التقصير ينفي عنه صفة الإيمان ؟
الجواب : لا ، فإن وقع خطأ من الإنسان في غض البصر مثلا فهل يخرجه هذا عن حيز الإيمان ؟ لا ، وهذا يدل على أن تقصير الإنسان ووقوعه في الذنب لا ينفي عنه صفة الإيمان .
وكذلك قوله : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} ، وكذلك قوله تعالى : {وَإنْ طائِفتَان مِن المُؤمِنِين اقْتتلُوا ..} ، فمع وجود الاقتتال والتنازع لم يسلب القرآن منهم صفة الإيمان ، ولا يسحب عنهم الإيمان ، فالإيمان ثبوت ورسوخ في القلب .
ولهذا قال العلماء : الإيمان اعتقاد بالقلب يظهر أثره على الجوارح .
لأن البعض يظن أن وجود الذنب قد يخرج عن الإيمان فأراد أن يعطيه دليلًا مع وقوع الذنب أنت لا تخرج من حيز الإيمان .
قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ، اعلم أن ذلك يقتضي منك عملًا لتجدد الإيمان ، أو لتجديد الإيمان .
سؤال : ما معنى كلمة ( الإيمان ) ؟
الجواب : كلمة الإيمان مأخوذة من مادة ( أمِن ) ، فالمادة تدور حول الأمن والآمان ، والإيمان هــو التصديق .
سؤال : ما لفرق بين الإيمان والتصديق ؟
الجواب : التصديق : هو قبول خبر أو رد خبر . أي كان الصادر منه ، فتصدق أو لا تصدق تصديق لأنه قام بالواقع . أما الإيمان : لا يقف عند حيز التصديق لكن لا من استشعار للعقيدة .
ولذلك حكم الله على المنافقين بالكذب عندما قال عز وجل : { إذا جاءكم المنافقون فقالوا نشهد إنك رسول الله ، والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون } فمع شهادتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهو قول صدق إلا إن الله عز وجل أخبر بكذبهم ، لأن هذا القول لم ينبع عن اعتقاد ، فالإيمان يبنى على العقيدة . وقد فرق الله عز وجل بين الإيمان والتصديق في قوله تعالى على لسان أخوة يوسف : { و ما أنت بمؤمن لنا ، و لو كنا صادقين } .
س : ما معنى أسلوب النــداء ؟
ج : هناك منادى ، و منادى عليه ، و منادىً به ، و أداة النداء .
وأصل جملة ( يا محمد ) أدعو محمد فاختصرت الجملة .
- النداء من قريب : تسمى مناجاة .
- النداء من بعيد : فمناداة .
الشاهــد : قول الصحابة : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه .
سؤال : مالفرق بين الإيمان والإسلام ؟
الجواب : الإسلام هو الامتثال الظاهري بمجرد إقامة الفروض ، ولكن يمكن الانتقال من الإسلام إلى الإيمان بالاعتقاد .
مثال : لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم فلم يعطي أحد الأشخاص .
فقال سعد بن أبي وقاص : أعطه يا رسول الله فإنه مؤمن ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أوَ مسم ؟ " ، فقال سعد : إنه مؤمن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أوَ مسلم ؟ " فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعطه وصف الإيمان ، ولكن أعطاه وصف الإسلام .
ولذلك نستطيع أن نقول أننا أمة مسلمة ، ولا نقول أمة مؤمنة . لأن الأمر ليست كل الناس جميعها ، والأمة ليست جميعها على درجة إيمان إلا إذا فسر الإيمان بالإسلام ، إنما الإسلام له وظيفة ظاهرية وهي : -
1- حقن دماء المسلم .
2- دخوله في الجماعة .
3- الحفاظ على عرضه .
لكن المنح والعطايا والفضل لا تتأتى إلا بالإيمان . لذلك قال تعالى : {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } .
إذًا ثمرات الإيمان مختلفة ، قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا }.
- قاعدة عند العلماء في الفرق بين الإسلام والإيمان :
[ إذا اجتمعا ] افترقا ، و [ إذا افترقا ] اجتمعا .
[ إذا اجتمعا افترقا ] : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات } ، و مثل قوله تعالى : { وقالت الأعراب آمنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } ، وقوله تعالى : { رب توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين } ، يعني إذا اجتمعا في آية واحدة كما في هذه الآية فإن معنى الإسلام يغاير معنى الإيمان .
فالإسلام يقع على الالتزام الظاهري ، والإيمان هو اعتقاد القلب .
ومعنى { ولما يدخل الإيمان في قلوبهم } أي أن الإيمان واقف على الباب ، ولم يدخل حتى يفتح القلب للإيمان ، كيف ؟
بـ { يا أيها الذي آمنوا لا تقدموا ... }
[ وإذا افترقا اجتمعا ] : إي إذا جاءت آية منها الإسلام فقط ، فهنا يفسر الإسلام بمعنى الإيمان ، وكذلك إذا آتت آية فيها الإيمان فقط فإن الإيمان بمعنى الإسلام ، مثل قوله تعالى : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين } فالإيمان هنا بمعنى الإسلام ، { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } فالإسلام هنا بمعنى الإيمان .
قال تعالى : { لا تقدموا } .
سؤال : ما معنى التقديم ؟
الجواب : التقديم أن تسبق الآخر ، أو دائما يتقدم في قوله أو رأيه ، أي يسبق الآخرين في الكلام .
إذن التقديم يطلق على : التقدم المادي ، و التقدم المعنوي .
(1) التقدم المـادي : مثل فلان يسبق فلانًا في مشيته ، .... ، كمقدمة الكتاب ، مقدمة المجلس ، مقدمة المسجد ، ... وكلها معاني تدل على التقدم والسبق على الآخر.
(2) التقدم المعنــوي : فلان يسبق أو يتقدم على فلان علميًا ، أو خلقيًا .
- لذا يقال الإيمان على ضربين : 1- إيمان يساوي الإسلام .
2- إيمان أعلى درجة من درجة الإسلام الذي يسمى بالإحسان { ربنا واجعلنا مسلمين } ، بالمعنى الظاهري : لا .
سؤال : ما معنى النهي في قوله ( لا تقدموا ) ؟
الجواب : لا بقدموا أصلها لا تتقدموا ، وهو نهي .
- والنهي معناه : الامتناع عن الفعل أي أنهى فلان عن فعل كذا .
قال تعالى : { فهل أنتم منتهون } ، أي عن فعل كذا .
_ والقــرآن : -
- نهـي : أن تمتنع عن فعل شيء { و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } . – أمــر: صدور أمر من أعلى إلى أدنى { و اعتزلوا النساء في المحيض } ، { كلوا واشربوا } ، { فطلقوهن لعدتهن } .
- الأمــر على ثلاثة أوجــه :
1- إذا كان الأمر من مساوٍ: فهــذا يسمى طلب ، كأن تقول لزميلك أعطني كذا .
2- إن كان من الأدنى إلى الأعلى: فهـذا يسمى التماس ، مثل أن تلتمس من والديك أو رئيسك .
3- من العبد إلى ربه : فهـــذا يسمى دعاء " اللهم اغفر لي " .
سؤال : مالفرق بين النهي ، و الأمر ؟
الجواب : النهي فأنت مطالب به كاملاً ، فالنهي لا يقبل التجزئة لا يصلح جزء من النهي ، مثل قوله تعالى : { لا تأكلوا أموال اليتامى } .
بخلاف الأمر ، فالأمر يؤتى به قدر المستطاع .
ولذا قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " ، الأمر على قدر المستطاع على حسب :
الطاقة – و الكلفة – و القدرة .
أما النهي لا يقبل التجزئة .
وهذا يدلنا على أن الله تعالى إذا نهى فنهي ، يعلم أن العبد في مقدوره و مستطاعه أن يمتنع عن المنهي عنه تما مًا { و لا تقربوا الفواحش } لا يقبل التجزئة .
سؤال : ما معنى قوله تعالى : { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } ؟

تــابعوا معنا إن شاء الله
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 05-04-2012 الساعة 10:34 AM
رد مع اقتباس