الموضوع: مع صيد الخاطر
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-11-2009, 09:17 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

قال ابن الجوزي : من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها، نال خيرها، ونجا من شرها . ومن لم ير العواقب غلب عليه الحس، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة وبالنصب ما رجا منه الراحة. ا.هـ

كم وعظني أبي في صغري : " قبل ما تعمل حاجة فكر لحظة ، شُف هي صح أم خطأ " .

لو فكرتَ قبل البدء في أي أمر : ما منتهى هذا الأمر ؟ ما النتيجة الباقية ؟ ما العاقبة ؟ أهو خير فأمضي فيه ؟ أم شر فأعرض عنه وأتقيه ؟

ومن لا يتفكر مثل هذا ، ويسير وفق ما يمليه هواه ، نال الألم ، والتعب ، مع أنه كان بمسايرة هواه يظن الراحة والانبساط !

قال ابن الجوزي : وبيان هذا في المستقبل، يتبين بذكر الماضي، وهو أنك لا تخلو، أن تكون عصيت الله في عمرك، أو أطعته. فأين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه ! ا.هـ

كم مرة عصيت الله ؟ هل تجد من لذة المعصية الآن شيء ؟

وكم مرة أطعتَ الله ؟ هل تجد من تعب الطاعة الآن شيء ؟

عن مالك بن دينار قال: بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا بجويرية متعبدة متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول: يا رب كم شهوة ذهبت لذاتها وبقيت تبعاتها، يا رب أما كان لك أدب وعقوبة إلا النار .. وتبكي، فما زال مقامها حتى طلع الفجر . قال مالك: فلما رأيت ذلك وضعت يدي على رأسي صارخا أقول: ثكلت مالكا أمه.

العاقل : ينهى نفسه عن لذة تورث ندما ، أو شهوة تترك ألما !

قال ابن الجوزي : فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحس فتندم. ا.هـ
رد مع اقتباس