05-26-2011, 11:17 AM
|
|
جَاءَ عَنْ الإمِام الفُضيْلِ بنْ عِيَاضٍ -رَحِمَهُ اللهُ- أنَّهُ قَال: كَيْفَ بِكَ إذَا بَقِيتَ إلِى زَمَانٍ شَاهَدتَ فِيهِ أُنَاساً لَا يُفرِّقُونَ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَلا بَيْنَ المُؤْمِنِ وَالكَافرِ، وَلا بَيْنَ الأمِينِ وَالخَائِنِ، وَلا بَيْنَ الجَاهِلِ وَالعَالِمِ، وَلا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلايُنْكِرُونَ مُنْكَراً .
قََالَ الْإِمَامُ ابْن بَطَّة – مُعَلَّقَاً عَلَى قََوْلِ الْفُضَيْل -رَحِمَهُمَا الْلَّه تَعَالَى- فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْن ، فَإِنَّا قََدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ وَسَمِعْنَاهُ وَعَلِّمْنَا أَكْثَرُهُ وَشَاهَدْنَاه ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ وَهَبَ الْلَّهُ لَهُ عَقْلِاً صَحِيْحاً، وَبَصَراً نَافِذَاً، فَأَمْعَنَ نَظَرَهُ وَرَدَّدَ فِكْرَهُ ، وَتَأَمَّلَ أَمْرَ الْإِسْلامِ وَأهَلَه، وَسَلَكَ بِأَهْلِهِ الْطَّرِيْق الْأَقْصَد وَالْسَّبِيْل الْأَرْشَد، لِتُبَيِّنَ لَه أَنَّ الْأَكْثَرَ وَالْأَعَمَ وَالْأَشْهَرَ مِنَ الْنَّاسِ قََدْ نََكََصُوا عَلَى أَعْقَابِهِم، وَارْتَدُّوْا عَلَى أَدْبَارِهِم، فَحَادُوا عَنْ الْمَحَجَّةِ وَانْقَلَبُوَا عَنْ صَحِيْحِ الْحُجَّة، وَلَقََدْ أَضْحَى كَثِيْرٌ مِنْ الْنَّاسِ يَسْتَحْسِنُوْنَ مَا كَانُوْا يَسْتُقَبِّحُون، وَيَسْتَحِلُّوْنَ مَا كَانُوْا يُحَرِّمُوْن، وَيَعْرِفُوْن مَا كَانُوْا يُنْكِرُوْن
قُلْتُ:
كَـانَ هَذَا فِـي زَمَانِ الْإِمَامِ ابْنِ بَطَّة-رَحِمَـهُ اللهُ-! فَكَيْـفَ بِـهِ لَـوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَـا؟!!!
|