عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2009, 11:22 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




I15 كفي غشا للمسلمين ( 1 )

 


خطبة جمعة للشيخ :محمد سعيد رسلان

إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ َسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ - وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ - وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ - صلي الله عليه وسلم .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران:102].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء:1].

{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ
:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أَمَّا بَعْدُ:

فقد قال الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السُّنة : ( ولا يحل أن تكتم النصيحة للمسلمين برِّهم وفاجرهم في أمر الدين، فمن كتم فقد غش المسلمين، ومن غش المسلمين فقد غش الدين، ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) هذا كلامه ، وقد أسسه على نصوص من الكتاب والسنة ، (لا يحل أن تكتم النصيحة للمسلمين برِّهم وفاجرهم في أمر الدين، فمن كتم فقد غش المسلمين، ومن غش المسلمين فقد غش الدين، ومن غش الدين فقد خان اللهَ ورسولَه والمؤمنين).

من الناس من يدعي التوسُّط بين أهل البدعة وأهل السُّنة ، فتراه يجالس الجميع ، فإذا سئل هو ومن على شاكلته قالوا: نحن نجمع ولا نفرق، وقولهم هذا هو أصل التفريق، وعين البعد عن هدي السلف الصالحين وجادتهم، ولذلك يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - بعد أن ذكر المغالين في التكفير، قال: "وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب , أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه ، وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه ، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسُّنة ، ولا يذمُّون أهل البدع ويعاقبونهم ، بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذماً مطلقاً ، وشعارهم في هذا الزمان: ( إن الدعوة إلى التوحيد تفرق الأمة ولا تجمعها )، قال الشيخ: "لا يفرقون بين ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وما يقوله أهل البدع والفُرقة، أو يُقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة".
هؤلاء الضلال الذين ذكرهم شيخ الإسلام - عليه الرحمة - ماذا يصنعون؟ يقِرُّون الجميع، أهل السنة وأهل البدعة على مذاهبهم المختلفة، "كما يقر العلماء في مواطن الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع ، وهذه الطريقة تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوفة والمتفلسفة ، كما تغلب الأولى - يعني طريقة الغلو في التكفير- على كثير من أهل الأهواء والكلام، وكلا هاتين الطريقتين منحرفة عن الكتاب والسنة".
النصيحة كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - هي الدين ( الدين النصيحة )، وهذه النصيحة تكون على منهج أهل السنة وعلى طريقتهم، وعلى أثر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لا على حسب الهوى، ولا باجتهاد زائف، ولا بخبط العشواء لا تدري أين السبيل، وقال الشيخ - رحمه الله - أيضاً: إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية وذلك بالسنة والإجماع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال الخوارج، ونهى عن قتال أئمة الجور والظلم ، وقال في الذي يشرب الخمر: ( لا تلعنوه ، فواللهِ ما علمته إلا أنه يحب الله ورسوله ) صلى الله عليه وسلم ، وهذا أخرجه البخاري في صحيحه بإسناده عن عمر -رضوان الله عليه- ، وقال صلى الله عليه وسلم في ذي الخويصرة : ( إن من ضئضئ هذا أقواماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية -يعني من المرمية- ) وهذا أخرجه البخاري ومسلم ، وذلك لأن أهل المعاصي ذنوبهم بعض ما نهوا عنه ، ذنوب أهل المعاصي بعض ما نهوا عنه ، من سرقة أو زنًا ، أو شرب خمر ، أو أكل مال بالباطل ، وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به كاتباع السُّنة وجماعة المسلمين ، وشتان ما بين الأمرين .


رد مع اقتباس