عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 12-01-2012, 01:55 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

أجِلُّوا الشريعة عن هذا الدور!

السلام عليكم ورحمة الله.

إخوتي الكرام، المتابع لتعليقاتنا على أخطاء المنخرطين في العمل الـ"إسلامي" السياسي يلاحظ أننا توقفنا عن نشر أي شيء يتعلق بالساحة المصرية مؤخرا. وقد كان هذا عن عمدٍ لما استجد من احتقان بين الرئيس المصري ومعارضي قراراته. فلم نرد لنقدنا أن يبدو وكأنه مناصرة لخصوم الأحزاب "الإسلامية"، خاصة وأن كثيرين يفكرون بعقلية (إن لم تكن مع الأهلي فأنت مع الزمالك!)

بالنسبة لنا فالشريعة ليست موضوع الخصومة بين الطرفين، وبالتالي فمنهجنا لا يسمح لنا بالتدخل لنصرة طرف على طرف، ما دام أن الشريعة خارج الحسبة أصلا، ونحن ندور معها حيث دارت، وإن كنا يقينا لا نتمنى أن يتغول أي طرف يعادي الدين صراحة. لكن تمنينا لأمر قدرا شيء ومناصرته شيء آخر.


لكن ما دفعني بعد صمت إلى الحديث هو الدعوات التي تصاعدت مؤخرا إلى نصرة قرارات الرئيس من باب نصرة الشريعة!!! واستخدام الشريعة زر استحضار للجماهير لحشد أكبر عدد ممكن، كأنها شيخ أعمى تستحيا رفاته بعدما تم قبره ويقاد إلى الميدان ليجتمع الناس حوله رجاء بركته، حتى إذا ما انتهى دوره أرجع إلى قبره من جديد!

فأجِلُّوا الشريعة عن هذا الدور أرجوكم!
لقد طوفتم من قبل ببعض المشايخ على المحافظات ليقول: "أقولها وبكل صراحة: إن اختيارنا للدكتور مرسي يعني اختيار الشريعة. وكان مؤيدو مرسي يسمعون هذه الكلمة ولا ينكرونها. حتى إذا أصبح رئيسا وبدأنا نتساءل عن الشريعة التي اختيرت باختياره! رد علينا مؤيدوه: (الإخوان لم يعدوا بتطبيق الشريعة بل هم يريدون الإصلاح ما استطاعوا)

فإذا تم استخدام الشريعة بهذا الشكل مرة تلو الأخرى فأخشى ما نخشاه انطباق قصة الراعي والذئب، بحيث إن خرجت دعوة قوية نقية صادقة لإحياء الشريعة مج الناس شعاراتها وقالوا: هذا إفك قديم!

لا أريد الخوض هنا في نقاش مع من لم يتابعنا من عشرة أشهر ليعلم دوافعنا لما نقول، ولا أتكلم عن النوايا الباطنة، بل أقول لمن يقرنون نصرة الرئيس بنصرة الشريعة: الرئيس نفسه لم يدَّعِ ذلك! فلا تقوّلوا الرجل ما لم يقله! لم يعد هو نفسه علنا بتطبيق الشريعة إلا حين يهتف لها المؤيدون فيقول أنها سيطبقها، لكنه عرف الشريعة في نظره: مبادئ الشريعة من حرية ومساواة وكرامة، وهي المبادئ التي اتفقت عليها النصرانية واليهودية المحرفتان والبوذية والكنفوشية والهندوسية، بل والرأسمالية والاشتراكية! وليست الشريعة التي تهمين على الدستور هيمنة كاملة ولا الشريعة التي تمنع من محاربة "الإرهاب" وتبادل السفراء مع الكيان الصهيوني ولا الشريعة التي تحرم قروض صندوق النقد...إنها الشريعة التي تتبنى نصوصا توراتية في المناهج من باب التسامح والتعايش وتقول "من بدل دينه فاحترموه" كما في المناهج التي صيغت في العهد "الإسلامي" الجديد.

فإن قال قائل أن الرئيس يبطن في أعماق قلبه نية صادقة لتطبيق الشريعة وأنه ما نهج السياسات التي انتقدناها حتى الآن إلا ليصل إلى مرحلة تمكنه من تطبيقها، حتى إذا ما تمكن فإنه سيغير الدستور الأسود الذي يقره حزبه الآن بما فيه من مصادمات لأصول الشريعة، وسيمتنع عن سداد ديون صندوق النقد الذي استدانه، وسيحرق الكتب الملوثة بنصوص توراتية والتي وزعت أول ما وزعت في عهده، وسيخلف وعده الذي قطعه بتدريب القوات الصومالية المحاربة للشباب المجاهدين...كان ردنا حينئذ الحديث الذي يحاجوننا به: ((إني لم أُومرْ أن أنقِّبَ عن قلوبِ الناسِ ولا أشقَّ بطونَهم!))

فيا من تخلطون نصرة الرئيس بنصرة الشريعة: أيدوا من شئتم وعارضوا من شئتم، لكن لا تقحموا الشريعة في هذا المخاض وأجلُّوها عنه ولا تخلطوا الأوراق رجاء! فالمعركة الآن ليست معركة الشريعة بأي شكل من الأشكال. كونوا صرحاء مع الناس وقولوا أنكم تؤيدون الرئيس خوفا من أن يؤول الأمر إلى معادي الشريعة الصرحاء، أو لأن دولة ديمقراطية "عادلة" بمسحة "إسلامية" كافية في نظركم لأن تطبيق الشريعة غير ممكن في الوقت الراهن...قولوها بصراحة وليوافقكم بعد ذلك من وافقكم وليخالفكم من خالفكم. لكن...لا تقحموا الشريعة في هذه المعركة.

ختاما: لا أقول هذا لأني من الأهلي أو من الزمالك، وإنما...نصرةً للشريعة
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس