عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 04-07-2012, 01:32 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما هي السور التي تقرأيوميًّا؟

السؤال:

أنا أريد أن أصل إلى مرحلة الاطْمِئنان - إن شاءَالله – والقضاء على الخوف، وأريد معرِفة ما هي السُّور التي تقرأ يوميًّا، مع ذكرفضائِلها؟

الجواب:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله،وبعد:
إنَّ مثيراتِ القلَق لها أسبابٌ كثيرة، جامع القَوْل فيها: أنَّها غالبًاما تتعلَّق بالخوْف من المجهول أو المستقْبل، كخوْف الطَّالب وقلَقِه من الامتِحان،وخوْف الوالِدَين على أولادِهِما عند مرضِهم وغيره، والخوْف من الموت ونحوذلك.

وهذا القلق يكون محمودًا ومندوبًا إليْه إذا كان وسيلةً لدفْعِ الإنسانإلى العمَل الصَّالح، ويكون مذمومًا إذا تعدَّى حدودَه، وعطَّل المرْء عن العملوالاجتِهاد.

ولعلاج القلَق سبُل كثيرة، ومن أهمِّها:
1-
حسن التوكُّل علىالله تعالى، واليقين بأنَّ المرء لا يُصيبُه إلا ما كتب الله له؛ قال تعالى: {قُللَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51]، وقال - صلَّى اللهعليه وسلَّم - لابْنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: ((يا غلام، إنِّي أعلِّمك كلمات: احفظ الله يَحفظْك، احفَظِ الله تَجده تِجاهَك، إذا سألتَ فاسأَلِ الله، وإذااستعنْتَ فاستَعِنْ بالله، واعلم أنَّ الأمَّة لوِ اجتمعتْ على أن ينفعوك بشَيْءٍلَم ينفعوك إلا بشيْءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولوِ اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيْءٍ لَميضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليْك، رفعت الأقلام وجفَّت الصحُف))؛ رواه الترمذيوغيره.

2-
الإحسان إلى النَّاس بالقوْل وبالفِعْل، فبهذا الإحسان يدْفع اللهعن المُحْسِن الهمَّ والغمَّ، وللمؤمن منْه أكمل الحظِّ والنَّصيب في الدُّنياوالآخِرة؛ قال تعالى: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْأَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 114].

3-
الاشتِغال بعملٍ من الأعْمال أو بعِلْم من العلوم؛ لأنَّإشْغال النَّفس بِما يُفيد يُجنِّبها الانشغال بما لا يفيد، وقد قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزالُ لسانُك رطبًا بذِكْر الله - عزَّ وجلَّ))؛رواه أحمد وغيره.
وهذا يعْني دوام الانشِغال بالذِّكْر، ممَّا يضيِّق الفُرصةللتَّفكير في غيرِه ممَّا يعرِضُ لك.

4-
المداومة على الأذْكار الشَّرعيَّةالمأْثورة من الكتاب والسُّنَّة؛ لأنَّ الذِّكْر سببٌ من أسْباب طُمأْنينة القَلْب؛فقد قال - سبحانه وتعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِاللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28].

وممَّالا ريْبَ فيه أنَّ قِراءة القرآن من أفْضل العِبادات، والأذْكارِ التي يحسُنبالمسلم أن يتعاهَدَها، وأن يشغل نفْسَه بِها، قال الله - عزَّ وجلَّ -: {قُلْ هُوَلِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44]، وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوارَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْلَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 – 12].
وراجعي في موقِعنا مقالة: (علاج الاكتئاب فيالصيدلية الإسلامية).

5-
الاهتِمام بعمل اليوم، وقطْع القلْب عن الخوْف منالمستقبل، فقد روى البُخاريُّ ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضِي الله عنه -: أنَّالنَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - استعاذَ من الهمِّ والحَزن، فقال: ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَن، والعجْز والكسَل، والبُخلوالجُبن، وضلَع الدَّين وغلبة الرِّجال))، فالحَزَن على الأمور الماضية التي لايُمكِن ردُّها، والهمُّ الَّذي يَحدُث بسبب الخوْف من المستقبل.

6-
الإكْثارمن الصَّلاة على النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعن الطُّفيْل بن أُبَيِّ بنكعْبٍ عن أبيهِ قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إذا ذهب ثُلُثَاالليل قام فقال: ((يا أيُّها النَّاس، اذْكُروا الله، اذكروا الله، جاءَتِالرَّاجِفة، تتْبَعُها الرَّادفة، جاء الموْت بِما فيه))، قلت: يا رسول الله، إنيأُكْثِر الصَّلاة عليْك، فكم أجْعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شِئْت))، قُلْت: الربع،قال: ((ما شئْتَ، فإن زدْتَ فهو خير))، قلت: فالنصف، قال: ((ما شِئْتَ، فإن زِدتَفهو خير))، قلت: فالثُّلثين، قال: ((ما شئت، فإن زِدتَ فهو خيرٌ))، قلت: أجعل لكصلاتي كلَّها؟ قال: ((إذًا؛ تُكْفَى همَّك، ويُغْفر لك ذنبُك))؛ رواه الترمذيوأحْمد وغيرُهُما.

قال المباركفوري في "تحفة الأحْوذي": "فكم أجعل لك منصلاتي؛ أي: بدَلَ دعائي الذي أدعو به لنفسي، قاله القاري، وقال المنذري في "التَّرغيب": معناه: أُكْثِر الدُّعاء، فكم أَجعل لك من دُعائي صلاةً عليْك؟". اهـ.

أمَّا عن السُّور التي تُقْرَأ من القُرآن بصورةٍ مُتتابِعة فيالأيَّام واللَّيالي، فقد وردَ في كتاب الله - تعالى - وسنَّة نبيِّه - صلَّى اللهعليْه وسلَّم - الحثُّ على تِلاوة القُرآن الكريم كلِّه، والنَّهي عن هَجْرِه؛كقوْلِه تعالى على لِسان نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: {وَأُمِرْتُ أَنْأَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل: 91 – 92]،وقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} [العنكبوت: 45]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّقَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].

فهذهالآيات تأمُر بقراءة القُرآن كلِّه، وتحذِّر من هجره، وقد ورد الحثُّ على قراءةسورٍ أُخرى أيضًا، مثْل قراءة الفاتِحة، والبقرة، وآل عمران، والكهْف، والكافِرون،والإخْلاص، والمعوِّذتين، وغيرها.

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقْرؤُوا القُرآن؛ فإنَّه يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، اقرؤُواالزَّهراويْن: البقرة وآل عمران، فإنَّهما تأتيانِ يوم القِيامة كأنَّهما غمامتانِ،أو كأنَّهما غيايتان، أو كأنَّهما فرقانِ من طيْرٍ صوافَّ تُحاجَّان عن أصحابِهما،اقْرؤوا سورةَ البَقرة؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكَها حسرةٌ، ولا تستطيعُهاالبطلة))، قال معاوية: بلَغني أنَّ البطلة: السحرة؛ رواه مسلم فيصحيحِه.

وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((الآيتانِ مِن آخِر سورةالبقَرة، مَن قرأَ بِهما في ليلةٍ كفَتاه))؛ متَّفق عليْه من حديثِ ابن مسْعود - رضي الله عنْه.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الفاتحة: ((والَّذي نفسيبيدِه، ما أُنْزِلت في التَّوراة، ولا في الإنْجيل، ولا في الزَّبور، ولا فيالفُرقان مثلها، وإنَّها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعْطِيته))؛ رواهالترمذي، وأصْله في البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.

وعن ابنِمسعودٍ أيضًا قال: قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن قرأَ حرفًا منكتاب الله فلهُ به حسنة، والحسنةُ بعشْر أمثالِها، لا أقول "ألم" حرف، ولكنْ ألفحرف، ولام حرف، وميم حرف))؛ صحيح رواه الترمذي.

وأخرج التِّرمذي عن ابْنِعبَّاس: أنَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في سورة الملك: ((هيالمانِعة، هي المنْجِية تُنْجِيه من عذاب القَبْر))؛ صحَّحه الألْباني فيالسِّلْسلة، وحديث: ((إنَّ سورةً من القُرآن ثلاثون آيةً شفَعَتْ لرَجُل حتَّىغُفِر له، وهي تبارك الَّذي بيده الملك))؛ رواه أحمد وأبو داود، والتِّرمذيوحسَّنه، وحسَّنه الألباني.

وروى أحمدُ والتِّرْمذي عن جابرٍ: "أنَّالنَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان لا ينامُ حتَّى يقرأ (ألم تنزيل)، وتباركالذي بيده الملك"؛ صحَّحه الألباني.

وقد روي حديثٌ في فضل قراءة سورةالواقعة كلَّ ليلة، ولم يصحَّ.

هذا؛ ويُسَنُّ المحافظة على قراءة السُّورالتي وردَ الحثُّ على قراءتِها كلَّ ليلة، ممَّا صحَّت به الأحاديثُ على النَّحوالذي أسلفناه، وإذا أردتِ أن تقرئي غيْرَها فالقُرآن كله مأمورٌ بقراءته، وكلهخير.

ولمزيد فائدة، يرجى مراجعة الاستشارات التالية: "الخوف"، "الخوف منعلاج الخوف"، "الخوف والتردد مسيطران على حياتي"، "لماذا نخاف منالموت؟".

واللهَ نسأل أن يوفِّقَنا وإيَّاكِ لما يُحبُّ ويرضى.
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس