عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 06-12-2008, 03:30 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي


السؤال : الرجاء تزويدى بتفسير آية النحل بين العلم والقرآن ؟



الجواب : يقول الله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
هذا الكون الفسيح حافل بالآيات البينات الدالة على وجود الله تبارك وتعالى وإثبات ربوبيته ، ومن تلك الآيات العظيمة ما نراه في مملكة النحل من كمال التنظيم ، وعجيب العمل ، وبديع الإنتاج ، بما يعجز عنه عقلاء البشر.
قيل لأعرابي: كيف عرفت ربك ؟ قال : عرفته بنحلة بأحد طرفيها تعسل، والآخر تلسع.
النحل من قبيل الحشرات ، وقد أوحى الله إليها ، أي : ألهمها وجعل في غريزتها هذا التنظيم المنظم الذي تعمل بمقتضاه ، بدءا من سكنها في أكرم الأماكن من الجبال والشجر أو فيما يوضع لها من العرش والكروم ، متباعدة عن السفل ومواطن القذر ، إلى تقسيم العمل بينها في صورة جماعات تعاونية ، يرأس كل جماعة أكبرها ، ووجود عاملات في كل جماعة أو خلية ، ثم امتصاصها لرحيق الأزهار ، وورودها موارد المياه النظيفة غير الآسنة ولا المتغيرة ، وابتنائها البيوت المحكمة ذات الأشكال السداسية ، فتخزن في بعضها العسل ، وفي بعضها الآخر الشمع لتربية صغار النحل ، وإنما كانت سداسية الأضلاع لتكون كالقطعة الواحدة فلا يتخلل بينها فراغ تنساب منه الحشرات أو العسل .



وهذا العسل الذي يخرج من بطون النحل بالألوان المختلفة مصفى لا يحتاج إلى عمل في تنقيته أو تكريره ، ولا إلى حلب الحالب ، عبرة من العبر ، ومنة من منن الله على خلقه ، وكذا قال سبحانه : ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
ومع كون العسل غذاء محببا للنفوس ، فإنه نافع للأبدان ، كما أنه دواء يستطب به لكل الأمراض دون اشمئزاز ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصفه للمرضى ، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : ( الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية نار ، وأنهى أمتي عن ا لكي )
وقد عرف الأطباء القدماء كجالينوس وغيره منافع العسل وخواصه الطيبة وما يقضي عليه من الأمراض ، وفصل ذلك ابن سينا في الحادي ، حتى إذا جاء المُحْدَثُون من أهل الطب بما توفر لهم من دقيق الأجهزة أفصحوا لنا عن مكنونات العسل الكيماوية ، وسبل التداوي به ، وكونه شفاء للناس ، على ما يرى في كتاب "الإسلام والطب الحديث" للطبيب الدكتور عبد العزيز إسماعيل.
ذكروا أن التركيب الكميائي للعسل 25- 40 جلوكوز و30-45 ليفيلوز و 15-25 ماء ، ويعطي مقويا ومغذيا وضد التسمم من المواد السامة أو تسمم الأمراض كالتسمم البولي بسبب أمراض الكبد ، والاضطرابات المعدية والمعوية ، وتسمم الحميات ، والتهاب الرئة والسحايا والحصبة ، والذبحة الصدرية ، وحالات ضعف القلب ، واحتقان المخ والتهابات الكلى الحادة.


رد مع اقتباس