عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-18-2008, 10:20 AM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

أخي الحبيب

جزاك الله خيرا

ولكن لو تأملنا العنوان لوجدنا أختلاف بينه وبين ما نقلته من فتاوى العلماء

دعوى العذر بالجهل في مسائل التوحيد فيها أختلاف بين أهل العلم في هذا الزمان

فعلماء المملكة جلهم على عدم العذر بالجهل ويؤيدون كلامهم بأقوال السلف الصالح (فيما عدا الشيخ العلامة المحدث العلوان والعلامة البراك فيما أتذكر)

واختلف معهم بعض أهل العلم سواء هنا في مصر أو الشام وعلى رأسهم الشيخ العلامة الألباني(مع تفصيل لهم في المسألة بين مسألة البلد)

وعند التفصيل تجد أن شيخ الأسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم على عدم العذر بالجهل

أنا لم أبحث في المسألة بالقدر الكافي للأستقراء التام لأقوال أهل العلم في المسألة ..ولكن أميل بعض الشيء لعدم العذر

وهاهنا فتوى العلامة ابن باز التي نقلتها في موضوعك لتبين ما أقول



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير السكندرى مشاهدة المشاركة
من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمورالفقهية

سؤال:
من هم الذي يعذرون بالجهل ؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية ؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد ؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر ؟.

الجواب:

الحمد لله
دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل ، وليس كل واحد يعذر بالجهل ، فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل ،

ولا سيما ما يتعلق يالعقيدة وأصل الدين ، فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها وشرح لها كل شيء وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ،

وفي كتاب الله الهدى والنور فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وقد انتشر بين المسلمين ، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل ، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة ، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة ، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين لأنها أمور معلومة بين المسلمين .

وقد علمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك ، وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار ، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء .. فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وأنه شرك أكبر ، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشرسنين ، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقوله سبحانه : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة/5 ، وقوله عز وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة/5 ، وقوله سبحانه : فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) الزمر/2-3 ، وقوله سبحانه : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) الأنعام/162-163 ، وبقوله سبحانه مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ) الكوثر1-2 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) الجن/18 ، وبقوله سبحانه وتعالى : ( ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) المؤمنون/117 ، وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل ، لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية ، قال تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 .


أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل كما عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك ) ولم يأمره بفدية لجهله ، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلَّم فيها الجاهل ويبصر فيها ، أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد ، وهو بين المسلمين ، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر ، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب ، أو قال ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر ، لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام .

لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة ، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار ، أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة ، فهذا لا يعذر ، لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون ، ويصومون ويحجون وكل هذا معروف بين المسلمين وفاش بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان .



كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/7 ، ص/132.
رد مع اقتباس