عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 03-01-2011, 09:16 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الثالث

م/ ( وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال موسى: يا رب ، علمني شيئاً أذكـرك وأدعـوك به ؟ قال : قل يا موسى ، لا إله إلا الله ، قال : كل عبادك يقولون هذا ، قال : يا موسى ، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفه ولا إله إلا الله في كفة ، مالت لا إله إلا الله " ) .رواه ابن حبان والحاكم وأبو نعيم
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
أبو سعيد : اسمه سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي ، صحابي جليل وأبوه كذلك ، اسْتُصْغِرَ أبو سعيد بأحد ، وشهد ما بعدها ، مات بالمدينة سنة ثلاث أو أربع وستين .
موسى : هو موسى بن عمران رسول الله إلى بني إسرائيل .
( أذكرك وأدعوك به ) أي : أثني عليك وأسألك به .
( قال : قل لا إله إلا الله ) فيه أن هـذه الكلمة ذكـر ودعـاء ، فهي ( ذكر ) : لأن فيها شـهادة لله بالوحدانيـة ، ( ودعاء ) : لأن قائلها يرجو ثوابها .
( كل عبادك يقولون هذا ) ليس المعنى أنها كلمة هينة كلٌ يقولها ، لأن موسى يعلم عظم هذه الكلمة ، ولكنه أراد شيئاً يختص به ، ولذلك جاء في سنن النسائي والحاكم بعد قوله ( كل عبادك يقولون هذا ) قال : ( إنما أريد أن تخصني به ) أي : بذلك الشيء من بين عموم عبادك ، فإن من طبع الإنسان أن لا يفرح فرحاً شديـداً إلا بشيء يختص به دون غيره ، كما لو كانت عنده جوهـرة ليست موجـودة عند غيره .
( لو أن السموات السبع وعامرهن غيري ... ) أي : لو أن السموات السبع ومن فيهن من العمال غير الله ، والأرضين السبع ومن فيهن ، واستثنى سبحانه نفسه لأنه العظيم ، وهو سبحانه فوق العرش ، وبه قامت السموات والأرض ، وهو الذي أمسكهن ، قال تعالى : ﴿ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ﴾ .
( في كفة ) أي : في كفة الميزان ، و " لا إله إلا الله " في الكفة الأخرى لمالت بهن "لا إله إلا الله " ، أي مالت بمعناها وليس بأجرامها ، وذلك لما اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال ، وأساس الملّة ، ورأس الدين .
المعنى الإجمالي للحديث :
أن موسى طلب من ربه عز وجل أن يعلمه ذكراً يثني عليه به ويتوسل إليه به فأرشده الله أن يقول : لا إله إلا الله ، فأدرك موسى أن هذه الكلمة كثير ذكرها على ألسنة الخلق وهو إنما يريد أن يخصه بذكر يمتاز به عن غيره فبين الله له عظم فضل هذه الكلمة وأنه لا شيء يعادلها في الفضل .
مناسبة الحديث للباب :
أن فيه بيان فضل كلمة التوحيد وأنه لا شيء يعادلها في الفضل .
من فوائــد الحديــث :
1. فضل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ، ومما يدل على فضلها :
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعون سجلاً ، كل سجل منها مُدُّ البصر ، ثم يقال : أتنكر من هذا شيئاً ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقال : ألك عذر أو حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول لا ، فيقال : بلى ، إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك ، فيخرج له بطاقة فيها : " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ) . رواه الترمذي وحسنه .
أن " لا إله إلا الله " أفضل الذكر .
2. عن عبـد الله بن عمرو مرفوعاً : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريكله ، له الملكوله الحمدوهو على كل شيء قدير ) . رواه الترمذي
وقال : ( أفضل الذكر : لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء : الحمد لله ) . رواه الترمذي
3. أن السموات سبع ، وهذا بنص القرآن .
قال تعالى : ﴿ قل من رب السموات السبع ﴾
وأما الأرض فقد ورد تلميحاً لا تصريحاً .
قال تعالى : ﴿ الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ﴾ .
فالمثلية بالكيفية غير مرادة لظهور الفرق بين السماء والأرض في الهيئة والكيفية فليس بينهما تشابه او تماثل في الشكل ، فبقيت المثلية بالعدد اي انها مثلها في العدد اي انها سبع ايضا.
وأما السنة فهي صريحة بأنها سبع .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من اقتطع شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ) . رواه مسلم
4. فضل موسى u وحرصه على التقرب إلى الله .
5. إثبات ميزان الأعمال وأنه حق .
6. أن الأراضين سبع كالسموات .

وللترمذي وحسنه ، عن أنس قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى : يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شـيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) . رواه الترمذي وأحمد
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
أنس بن مالك : هو أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خدمه عشـر سنوات ، وقال له : " اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة " مات سنة (92 ) وقد جاوز المائة .
( قال الله تعالى ) هذا يسمى حديثاً قدسياً ، والحديث القدسي هو ما يضيفه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى .اي ينسب لله

( لو أتيتني بقراب الأرض ) بضم القاف ، وهو ملؤها أو ما يقارب ملؤها .
( خطايا ) جمع خطيئة ، وهي الذنب ، والخطايا الذنوب ولو كانت صغيرة ، لقوله تعالى : ﴿ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ﴾ .
( لا تشرك بي شيئاً ) شـرط ثقيل في الوعـد بحصول المغفرة ، وهو السلامة من الشــرك كثيره وقليله ، صغيره وكبيره ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله .
( لأتيتك بقرابها مغفرة ) أي أن حسنة التوحيد عظيمة تكفر الخطايا الكبيرة إذا لقي الله وهو لا يشرك به شيئاً.
المعنى الإجمالي للحديث :
يخبر النبي صلى الله عليه وسلمعن ربه أنه يخاطب عباده ويبين لهم سعة فضله ورحمته وأنه يغفر الذنوب مهما كثرت ما دامت دون الشرك .
& مناسبة الحديث للباب :
دل على أن من مات خالصـاً من الشـرك بجميع أنواعه ، دخل الجنة ولو كانت ذنوبه ملء الأرض .
من فوائد الحديث :
1. فضل التوحيد وأنه سبب في تكفير الذنوب .
2. سعة فضل الله وجوده ورحمته وعفوه .
3. إثبات البعث والحساب والجزاء .
سؤال المحاضرة
للتوحيد فضائل كثيرة اذكر فضيلة منها مع ذكر الدليل عليها
ونلتقي باذن الله يوم الثلاثاء القادم ومحاضرة جديدة وجزاكم الله خيرا