عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01-19-2008, 12:13 PM
الأثرية الأثرية غير متواجد حالياً
عضو فعال
 



افتراضي

وجزاكم بمثله ـ الأخ أبو عيسى ـ .

* ولكن لم نسمع عن مثل هذا التحزب الذي ينادي به الشيخ *
عذرا أخي الكريم ... لم أفهم قصدك أين يفهم في كلام الشيخ أنه ينادي للتحزب ؟
بارك الله فيكم .. فلا بد أن نكون حذرين ، ولا نريد أن نرفع شعار دعاة التقريب : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) ، وأنتم تعلمون بأن شيوخنا قد تكلموا في هذه القاعدة وبينوا خطأها ، التي يسعى دعاتها من خلالها إلى تجميع أكبر عدد من الأشخاص ، حتى لوكانوا متلبسين ببدع أو مبتدعين ضالين .
وهذا لا يعني كما تعلمون أن أهل السنة دعاة تفريق ، لا ؟؟!! بل إن أهل السنة دعاة اجتماع إلا أن معنى الاجتماع عند أهل السنة هو الاجتماع على الحق ، فمن كان داعية إلى الحق فهو داعية اجتماع ولو كان وحده .

أخي الكريم ... إني أعرف منهجك ، لكن اسمح لي بأن أسألكم سؤالا :

** كيف لنا رحمكم الله أن نتعاون مع الشيعة المبتدعين الضالين ، الذين يكفروا صحابة رسول الله ، ويتهمون أمنا عائشة بالزنى ، ويدعون أن القرآن محرف ، وغير ذلك كثير .
فكم وكم ناقش علماؤنا الشيعة وردوا عليهم ، فهل من ممتثل منهم للحق ؟؟!!

** بل كيف لنا أن نتعاون مع خوارج هذا الزمان ، الذين كفروا عامة المسلمين ، وخرجوا على ولاة الأمور ، واستباحوا دماء الأبرياء ؛ ففجروا وقتلوا ، وطعنوا بعلمائنا الربانيين هم وغيرهم من أهل البدع ؛ فتارة يقذفونهم ، بأنهم علماء حيض ونفاس ، وتارة أخرى يرمونهم بأنهم علماء سلاطين ، وبأنهم بعيدين عن الواقع ، وكم منهم رموا علمائنا بأنهم مرجئة ، والكثير الكثير من هذه الافتراءات التي يهدفون من خلالها إلى إسقاط العلماء ، وأنى لهم ذلك ؟؟!! فإن الله ناصرهم ، لأنهم منارات الدجى ؛ الذين علموا الناس وأرشدوهم ، وأفنوا أوقاتهم في الدفاع عن هذا الدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، فكم من ضال قد هدوه وكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، فما أعظم أثرهم على الناس ، وما أقبح أثر أهل الزيغ عليهم .
وما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

بل إنه والله هناك الكثير من الافتراءات والأكاذيب على علمائنا والتي لا يتسع المقام لذكرها .

** بل كيف لنا أن نتعاون مع جماعة التبليغ الذين يخيم عليهم الجهل ، بل إن من مبادئهم عدم دعوة الناس للتوحيد ـ حتى لا نفرقهم ـ زعموا !!؟؟
وللأسف ينتشر عندهم كثير من البدع ، فهم يخرجون الناس من ظلمة المعاصي ويدخلونهم في ظلمة أكبر ألا وهي ظلمة البدع التي يعلموها للناس ، وغير ذلك الكثير من الطوام التي نسأل الله السلامة منها .

لست بصدد ذكر كل حزب أو جماعة وما عليها من الأخطاء فلن أطيل أكثر من ذلك .

وهناك شبهة يتمسك بها دعاة التقريب ، ويعلون أصواتهم بها ، وهي :
" أنه لا يصح لنا أن ندعو إلى ما يفرق الصفوف ، لأننا الآن ـ وأرجو أن تنتبهوا إلى شبهتهم ـ نواجه زحفا من فكر كفري وعلماني ، يهجم على بلاد المسلمين ، فلا بد أن نقوم نحن وأهل البدع ، وأن نكون صفا واحدا تجاه هذا الفكر الكفري العلماني .
ـ ويقولون ـ : وهذا قياسا على ما حكاه ابن تيمية إجماعا : من أن العدو إذا داهم المسلمين في أرضهم فإنه لا أوجب عليهم بعد الإيمان من أن يدفعوا هذا العدو وأن يجتمعوا وأن يكونوا صفا واحدا في مواجهة العدو ، فيقولون : كما أننا إذا هجم العدو علينا عسكريا يجب علينا أن نجتمع نحن وأهل البدع في مواجهة هذا العدو عسكريا ، فكذلك إذا هجمت علينا أفكار الكفر والعلمنة يجب أن نجتمع نحن وأهل البدع تجاه هذا الفكر ولا نعادي أهل البدع " .

** والرد على هذا من أوجه كما قال الشيخ عبد العزيز الريس في محاضرته التي بعنوان ( أمارات على منهج السلف ) :

وهو أن يقال : أن قياسك هذا قياس مع الفارق وذلك أنك صورت هجوم فكر العلمنة أن عندنا هنا عدوا واحدا يهجم علينا ، كما إذا هجم الكفار علينا عسكريا فالعدو يعتبر واحدا ، والبقية معتدى عليهم ، فجعلت هذا أصلا قست عليه بأن لا نواجه فكر أهل البدع وأن نجتمع نحن وأهل البدع على عداء أهل الكفر فيقال :
هذا خطأ لماذا ؟؟؟

لأن صورة المسألة أن تقول : أننا في بلاد هجم علينا عدوان ، الأول : عدو كافر ، والثاني : عدو مبتدع
فأهل الكفر وأهل العلمنة إذا هجموا بأفكارهم هل أهل البدع واقفون ينظرون إليهم لا يدعون إلى فكرهم ؟؟
أم أنهم في الواقع هم أيضا يهجمون بفكرهم ؟؟
* لا شك أنهم أيضا ، هم يهجمون بفكرهم ، فنحن في الواقع نواجه عدوين : كفريا ومبتدعا .
فيجب علينا أن نكون كلمة واحدة مع أهل السنة في صد هذين العدوين فيقال ـ هذا أيضا من كلام الشيخ ـ في الرد على من يقول ذلك :
إن سلف هذه الأمة كانوا في أحكام الدنيا يعادون المبتدعة أكثر من عدائهم الكفار وإن كانوا يعتقدون أن أهل البدع خير من الكفار في الآخرة ، وأن أهل البدع مسلمون ، لكنهم يعادون أهل البدع أشد من عدائهم للكفار ، خرج أبو نعيم بإسناد صحيح عن الفضيل بن عياض أنه قال : ( آكل مع اليهودي والنصراني ولا آكل مع المبتدع فإني إن أكلت مع المبتدع اقتدي بي ) .
وقال الإمام ابن المبارك : ( أحكي كلام اليهود والنصارى ولا أحكي كلام الجهمية ) .
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي : أن المتوكل كتب للإمام أحمد يستشيره في أن يولي رجالاً من أهل الأهواء و البدع ، فقال الإمام أحمد : ( لا تولي أهل الأهواء والبدع ، ولي اليهود والنصارى ولا تولي أهل الأهواء والبدع فإنه يغتر بهم ويقتدى بهم ) .
كما في الفروع لابن مفلح علل بقوله : فإنه يُغتر بهم ويقتدى بهم لذا سلفنا شديدون على أهل البدع أشد من شدتهم على اليهود والنصارى .
لماذا يا إخواني ؟؟
لأن المبتدع وإن كان خيرا من اليهودي والنصراني في الواقع الحالي وفي الآخرة ؛ إلا أنه إذا جاء ببدع ونشرها فهو ينشرها باسم الإسلام ، فتروج على المسلمين ويغتر بها كثيرون ، والبدع سريعة السريان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفى عليكم ما خرّج الدارمي وابن وضاح من قول ابن مسعود للذين كانوا يسبحون الله عشرا وفي بعض الروايات مائة وكانوا حلقا يسبحون بالحصى قال : ما أسرع هلكتكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

- فالمراد من هذا أن القياس هنا لا يصح لأن السلف كانوا يعادون أهل البدع أشد من عدائهم للكفار .

* ثم يقال أمر ثالث إن هذا القياس قياس فاسد مصادم للنص والمتقرر في علم أصول الفقه :
أن القياس إذا صادم النص صار قياسا فاسدا وذلك أن الله عاب على اليهود اجتماعهم في الظاهر مع اختلافهم في الباطن قال جل وعلا : " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " ، وهؤلاء في الواقع يدعون إلى ما عليه اليهود .

** إذن قولهم : إنه يجب أن نجتمع مع أهل البدع وأن لا نعاديهم لأجل مواجهة تيار زحف الكفر و العلمنة فكريا ، هو قول خطأ .

وإنك إذا فتحت أي كتاب من كتب الاعتقاد تجد أن أئمة السنة ينصون ويقولون :
" ومما عليه سلف هذه الأمة عداء أهل البدع وبغضهم وعدم مجالستهم ..إلخ " .

فهم يدعوننا إلى بغضهم وعدائهم ، وهؤلاء يقولون : لا نتعادى نحن وإياهم ، نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه حتى ولو لم يسغ الخلاف فيه .
يقولون : وحدة الصف لا وحدة الراية ، اجتمع مع أي أحد على أي اعتقاد بما أنه تحت مظلة الإسلام ، ولا تعاديه وهذا خطأ عظيم ، لأن مثل هذا يهدم السنة لأن البدع سريعة السريان .

** وذكر الإمام الأوزاعي وغيره : أن الرجل يقاس ويحكم عليه ببطانته ، بمدخله ومخرجه كما ترى ذلك في كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة : فمن صار يجالس أهل البدع وهم جلساؤه ، أو يعظم رجالات أهل البدع ويشيد بهم فهو مبتدع مثلهم .
- فالسلف بدعوا من يجالسهم ، ومن يجعلهم بطانة له ، فكيف إذن بمن يشيد بهم ؟؟
فنسأل الله السلامة والهداية إلى طريق الطائفة الناجية المنصورة .
أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال ما فيه الفائدة والنفع .
رد مع اقتباس