عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-08-2008, 08:27 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

" وبالنجم هم يهتدون " : وذكر النجم على أنه آية من الآيات ، فالعرب كانت تهتدى بالنجم بمطالعه ونظمه 00 نجم الشمال - نجم الجنوب - إلخ 00 واليوم نسمع كلام عجيب فى النجم والفلك 00 وكلام كثير 00

كل هذا عبارة عن أنه آية واحدة يتعامل معها البدوى 00 يتعامل معها الإنسان الأمى 00 يتعامل معها الإنسان الذى لا يفقه من علوم التطبيق ولا التجريب أدنى قدر 00 ويتعامل معها الخبراء المعدودون فى العالم كله ، وكل واحد من هؤلاء له فى الآيات عبرة 00

ولذلك ينبغى أن تعرف هنا أن آيات التفكر ( الآيات الكونية ) التى جعلها الله تعالى آية للتفكر 00 هذه الآيات التى نصبها الله تعالى مادة للتفكر هى غاية لثلاثة مقاصد : -

(1) هو إثبات ربوبيته : وهذه الغالية يُقصد بها وينشغل بها من لم يؤمن إبتداءً بحيث أنه إذا

أُشتبه عليه مـَـن الذى خلق ؟ من 00 من 00 هل صنم من الأصنام ؟ وثن من الأوثان ؟

معبود من معبودات الباطل ؟ 00 غير هذا 00 تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً0

هذه الآيات تدله وترشده الى أن الخالق لهذا الكون هو الله " هذا خلق الله فأرونى ماذا

خلق الذين من دونه "0 فهذا هدفُُ عام لكل الدنيا 0

(2) غاية التثبيت : كل إنسان فى رحلة الإيمان يمر بمحطات إنتكاس / ضعف / قلة : بحيث

يشعر أنه بعد أن كان نشيطاً وبعد أن كانت الأمور معه جلية وعنده يقين وعنده حُسن

ظن بالله وعنده حضور لمقام الله فى نفسه وإقدار لقدر الله فى نفسه فيشعر بنشاط ، قد

يمر بمحطات فتور ومحطات ضعف إيمانى ويحتاج الى تجديد إيمان / تزويد إيمان /

فالآيات الكونية أيضاً غاية من غايات النظر فيها والتفكر 00 ( فمثلاً ربما يكون إنسان

ُمبتئس بقلة رزقه ، ُمبتئس بضغوط مادية عليه ، مُبتئس بمطالبات لا يجد حيلة للوفاء

بها ويرى الدودة التى فى بطن الحجر : فيتجدد يقينه فى أن الله هو الذى يرزق وأن الله

قادرعلى أن يرزقه بما يُوفى به مطالبه كما رزق هذه الدودة فى بطن الحجر وهى

ليست موظفة وليست معها شهادات وليس لها معونات وليست لها حوافز ومكافآت 00

فيجدد إيمانه ) 00 أو آخر ضعُـفت همته فى طلب العلم يحضر الدرس مرة وإثنين و

يقرأ الكتاب مرة وإثنين ويجد نفسه لا يفهم شئ فيُـغلق الكتاب ويعزم ألا يتعلم هذا العلم

أصلاً ، ويُصيبه يأس : ينظر الى واحدٍ من مخلوقات الله - آية فى كونه تـُعلمه 00


( يُقال أن أحد أقطاب اللغة ( الجاحظ ) لما بدأ يتعلم هذا العلم ملَّ فى أول الأمر عندما أعطاه معلمه مسألة ليتعلمها ملَّ منها فأغلق ورقاته وعزم ألا يُكمل التعليم الى أن وجد

نملة ، هذه النملة تحاول أخذ فـُتات طعام من فوق صخرة وظلت تصعد وقبل أن تقرب

من الطعام تسقط ، ولم تكلّ ولم تملّ حتى إستطاعت أن تحصل على هذا الطعام 00

فأستحقر نفسه وأحس أنه أقل من هذه النملة 00 لماذا ؟ لأنه عجز بعد محاولة أو إثنين 0 فبدأ فى المحاولات الى أن صار ركن من أركان هذا الفن 0

المقصود من القصة أن مثل هذه الآيات تـُعلم الإنسان ، والنظر فيها يدفع ضعف بعض

مراحل الضعف التى يمر بها الإنسان0 ممكن إنسان يُصيبه ضعف فى إيمانه ، فى

الخوف من الآخرين أو مثلاً : مراقبة الله بالغيب أو الخوف على الأرزاق أو الخوف على الأولاد أو00أو00 ينظر الى آيات الله فى الكون ونظم الله وكيف فعل الله عز وجل فى كذا أو مع كذا أو المخلوق الفلانى 0 هذا يورثه تجديد ودفع لهذا الضعف0

وهذا هو الهدف الثانى 0


(3)دقائق الفهم ولطائف العلم التى يحصلها الخواص : فمثلاً إذا أنت جلست أمام عالم يتكلم فى الإعجاز العلمى فيكلمك عن أشياء معينة فى المخلوقات / فى البيكتريا / فى توازن الغازات / فى توازن الأنسان والنبات والحيوان 00 تشعر بأنك إزددت إيمان ، هذه

اللطائف نحن غير مكلفين بها ولا يدركها العوام ولا يدركها الكفار المشركون الذين أمروا بالنظر الى الإبل كيف خلقت ؟00 لأنه من الذى يُدرك هذه اللطائف ؟ المتخصصون00 أفراد قِلة 00 صحيح أنهم يقرأونها علينا فنستفيد منها ولكن ليس نحن الذين أدركناها 00 لكن عندما يُقال " أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت " لشخص

كافر حتى يؤمن هل لابُد أن يكون معه دكتوراه فى تخصص معين حتى يُدرك لطيفة

علمية خاصة ؟ لأ 00 وإنما سيكون فى هذه اللطائف قدر من الآيات العامة التى تناسب

حاله أين كان ، وأياً كان من جهل أو علم أو ماشابه ، ستناسبه للوصول الى الهدف

المنشود الذى هو : الإيمان بأن الكون له إله واحد لا إله غيره 0 أما اللطائف الدقيقة كما

قال أهل العلم : هى من اللطائف التى لم يُطالب الله الخلق بها ، وليس على الخلق أن ينشغلوا بها فإن أدركوها فبها ونعمت 00 لأنها تزيد الأمر زيادة فوق الزيادة 0

ومما نصبه الله للتفكر :" الآيات العلمية " ومن أكبر ما أمر الله تعالى عباده بالتفكر : لابد أن تعرف أن الآيات الكونية جُعلت لتدخل فى الإيمان أصلاً 0 طيب و "الآيات السمعية " :

( الآيات والأحاديث ) لابد أن تعلم أن فقه الآيات والأحاديث هو من علامات كرامة العبد فى الدين 0

إذن ربنا جعل الجمال والجبال ومابينهما ليدخل الناس فى الدين

وأنزل القرآن ليهتدى به الداخلون فى الدين ويزيدون فى دينهم ويعلون فى دينهم 0

فأنت لن تظل طول عمرك بتنظر فى الآيات الكونية وتنظر للجبل علشان تـُـسلم وتظل تنظلا لغاية ما تموت ولم تُسلم بعد 00 لأ 00 بل أنك ستنظر للجبل يوم إثنين أسبوع شهر ثم تُسلم 00 وستظل تنظر إن قابلت شيئاً آخر من باب التثبيت والزيادة وما شابه 0 ولكن بعد ما أسلمت لن تظل وراء الجبل إنما ستدخل فى _______0

ولذلك قال :" من يُرد الله به خيراً يُفقهه فى الدين " مش فى الجمال والجبال ، والفقه فى الدين ليس بأن تكون خبيراً فى الجمل أو خبيراً فى الجبل ومعك دكتوراه فى الفلك ، إنما معناه أنك تتفكر فى آيات الله 00 آيات الله السمعية : لأن التفكر فى آيات الله الكونية سيدخلك فى الدين 00 طيب : وما الذى يرفعك ؟ القرآن والسنة 0

فمن أعظم ماجعله الله مادة للتفكر : العلم الشرعى ( الذى نحن فيه بلاطة وجهلة ونقول نحن لسنا علماء 00 نحن لا نفقه شئ ، فى حين أننا نستحيي أن نقول أننا لا نفقه شئ فى علوم الدنيا، وهذا وضع مقلوب : مع إن الأولى بالإستحياء والأولى بالمعرّة هو شعورك أو إعلانك أنك لا تفقه فى دين الله شئ 0 هذه هى المعرّة الحقيقية لأن أمور الدنيا ليست بباب معرّة : الصحابة بلغوا ولم يبلغوا بكونهم سادات أو عبيد ، ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم يقول :" من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه " إشارة الى أن مقتضى الكرامة فى العلم والعمل وليس فى أمور الدنيا والعطايا فيه 0


طيب : ما الذى يُعلى الإنسان فى العلم ؟

الآيات السمعية : القرآن والسنة 0

كيف نبلغ القرآن والسنة ؟ بالتفكر فيهم 00 فكان أعظم ما نصبه الله تعالى للتفكر : العلم 00 إن كان الله نصب مافى الكون فذلك دلالة قوية وهداية للخلق لأن يكونوا مسلمين 00 ثم بعد ماصاروا مسلمين : يرتقوا فى دينهم ويرتفعوا ويزدادوا إيماناً بالعلم 00 وهذا لا يكون إلا بالتفكر فى إيه !!

ملحوظة :

إبتداءً من الدرس القادم سنبدأ شرح الجزء المتعلق بضوابط الكفر ونواقض الإيمان من كتاب مسائل الإيمان والكفر - المئة الأولى - لأن هذا الجزء الموجود فى كتاب د/ محمد نعيم ياسين جزء مغلق ومضطرب كما قلت من قبل )0

نعود بالكلام فيما يتعلق بالفكر : قلنا أن أعلى مقامات الفكر هو فكر العبد فى الآيات السمعية

فى العلم 0 قال الله قال رسوله - عليه الصلاة والسلام - وأعلى مقامات الخلق / أعلى مراتب الخلق هم : العلماء ( بالنسبة لعموم الناس وليس الرسل ) فأعلى مراتب عموم المسلمين العلماء : لماذا ؟ لأنهم أهل الفكر فى العلم ( فى الآيات والأحاديث ) وهذا أعلى الفكر 0 ولهذا يقول : المقصود بالفكر : العمل على إدامة رؤية صنع الله بالتفكر فى مخلوقاته والنظر الى آياته ومعجزاته ، ذلك أن من الإيمان بالله : الإستشعار بعظمته وقدرته وجليل صفاته وعظمته وعظمة أفعاله 00 وهذا الإستشعار متفرع عن دوام النظر الى ملكوت الله عز وجل ووسيلة هذا النظر هو التفكر والإعتبار 0 ألا ترى أنك لو أُخبرت بمهارة شخص فى صناعةٍ من الصناعات وأخبرك كثيرون عن قدرته فى مدماره فإن إحساسك بمهارته يزداد إذا رأيت بعينيك أنموذجاً من صناعته ولو بصورة إجمالية ، فإذا شاهدت نماذج أكثر من صناعته إزداد ذلك الإحساس ويزداد أكثر وأكثر لو أُتيحت لك الفرصة بتفحص هذه الصناعات والتدقيق فيها 00 وصفات الله عز وجل وأفعاله العظيمة متجليةُُ للجميع فى هذا الكون العظيم ، ومن الناس من يخرون عليها صُماً وعُمياناً ولا يتجاوزون مافيها من المتع والشهوات ، وهؤلاء هم الكافرون وضعاف الإيمان ، ومنهم من يقرأ فيها عظمة الله وعظمة سُلطانه وعظمة قدرته سبحانه وتعالى وقدرته وتدبيره فيزدادون إيماناً ويقيناً 00 وهؤلاء الذين وصفهم البارى عز وجل بقوله :

" ويتفكرون فى خلق السموات والأرض 00 " وقال عنهم سبحانه :

" والذين إذا ُذكـّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُماً وعُمياناً "

أما أولئك فقال عنهم :" مثلهم كمثل الذى إستوقد ناراً فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يُبصرون صمُُ بكمُُ عمىُُ فهم لا يرجعون " البقرة

إذن فيما يتعلق بالآيات هناك من لا يتدبرونها" صُماً وعُمياناً " وهناك من يتفكرون فيها ويتدبرون فيها 00

وصاحب الغفلة / ميت القلب / المنافق : ضرب الله له المثل - هذا المثل عظيم جداً فى سورة البقرة : يقول تعالى بعد ماوصف المنافقين يقول :" أولئك الذين إشتروا الضلالة بالهُدى فما ربحت تجارتهم وماكانوا مُهتدين 00" من هم أولئك ؟ : الذين إذا قيل لهم " آمنوا كما آمن الناس قالوا : أنؤمن كما آمن السفهاء 0 ألا أنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن"

قالوا آمنا : مجرد قول مجرد نفاق مجرد مخالطة وإتقاء ، هذا الفريق الغافل الماجن مريض القلب ميت القلب ، يقول الله عز وجل فى حقهم :" الله يستهزئ بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون "0 ثم يصف حقيقة أمرهم فيقول :" أولئك " يعنى هذا الصنف ، يعنى كل من كان هذا حاله وشأنه " أولئك الذين إشتروا الضلالة بالهُدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مُهتدين" 00 مثلهم - وهذا من أدق الكلام سبحان ربى العظيم - " مثلهم كمثل الذى إستوقد ناراً فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم 00"

أنتم تعرفون أنه إذا جلس الشخص فى مكانٍ مظلم ثم يُحضر قليل من الحطب ويُشعله : النار فى أولها يرتفع لهبها وتجد المكان نوّر نور شديد 00 نور بسبب لهب النار 0

" مثلهم " : مثلهم فى ماذا ؟ مثلهم فى عدم إستفادتهم من الإيمان وعدم تفقههم فى الآيات وعدم إعتبارهم لما دُعوا إليه بالإعتبار ، مثل من أحضر الحطب ( الآيات بالنسبة لهم مثل الحطب ، ومادة الإعتبار بالنسبة لهم مثل الحطب ) مثلهم كمثل الذى إستوقد ناراً بهذه الآيات حتى يهتدى 00 النار فى أولها عملت لهب أضاء ماحوله ، أول ما أضاءت إعتقد

أنه سيرى كل شئ ويتضح كل شئ 00 هنا " ذهب الله بنورهم " 00 إنطفأت النار 0 هذا المثل يُترجم إيه ؟ يُترجم المنافق عندما يستقبل كلمة الإيمان فتضئ له ضوءاً لحظياً يُطفئه هو بإعراضه عنه ونفاقه فيه 00" فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات " المنافق يقبل كلمة الإيمان غير الكافر الذى يُعلن عدم قبوله لها - ولا يقول أحد أن المنافق أحسن لأن المنافق يقبلها فتضئ فى قلبه لحظة لكنه لا يتعامل مع هذا الضوء بإيمانٍ وإخلاصٍ وزيادة وإستقبال وشكر نعمة و00و00 بل يتعامل معه بإستهزاء وإستخفاف 0

" فى قلوبهم مرضُُ فزادهم الله مرضا " مثلهم مثل الذى جاءه نور وأول ما جاءه فرح به ثم " ذهب الله بنورهم " ذهب الله بالإيمان من قلوبهم لأنهم فى قلوبهم مرض فجاء الإيمان دخل ووجد المرض ، قابلوا الإيمان بمرض القلوب : بالإستهزاء والإستخفاف والإعراض

فكانت النتيجة " ذهب الله بنورهم " فى مقابل أول الآيات " فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " 00

فى أول الآيات يقول :" فزادهم الله مرضا " 00

وفى آخر الآيات يقول :" ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلماتٍ لا يبصرون 00"

إيه السبب ؟ أنهم " صمُُ بكمُُ عمىُُ " 00

ولا يظن أحد أنهم عمىُُ يعنى لا يروا أو صمُُ يعنى لا يسمعوا 00 يعنى أصحاب أعذار 00

لأ 00 هم صمُُ عن الحق أو إستعمال السمع فى موطنه بدليل أنهم يستعملون هذه الحواس فى الشهوات فى سماع الموسيقى والنغمات فى حين أنه إذا سمع القرآن يستهزئ به 00

إذن فهو يسمع وليس أطرش 00 ويرى العاريات ويقول فى حقهن ألفاظ معينة بشكل لا يليق إذن هو يرى وليس أعمى 00

قالوا : المنافق يستعمل ماوهبه الله فيه بالشهوات

والمؤمن يستعمل ماوهبه الله فيه فى تدبر الآيات 00

يعنى المنافق إذا رأى الجمل : يركبه ويأكل لحمه 00 هذا مايستفيده من الجمل ،

بينما المؤمن : يرى فى الجمل أنه سفينة الصحراء وأنه نعمة من الله عز وجل ، ويرى أنه به يبلغ الحج ، ويرى أن الله أبدع صنعه وأتقن خلقه و00و00

إذن المنافق تعامل مع الجمل ولكن تعامل معه بالشهوات0

والناس أيضاً منهم من يقول : ربنا جعل بحار وأنهار ومياة وخضرة لكى نخلع ملابسنا ، وتجد من يقول أنهم يتعاملون مع الآيات ( نعم يتعاملون معها ولكن بالشهوات )

المؤمن عندما يرى ذلك يتدبر صنع الله 00 يزداد بذلك إيمان ، والإيمان يزداد به خشية 00 لأن الإيمان علامته الخشية " إنما يخشى الله من عباده العلماء " ومن لا يخشى ليس بعالم بل منافق 00 حتى وإن كان يحفظ 00 فالمنافق الذى يقبل الإسلام ظاهراً عنده أحاديث وآيات وعنده لا إله إلا الله 0 غير الكافر - المعرض - ولذلك عندما وصف الله الكافرين وصفهم فى آيتين فقط بينما عندما وصف المنافقين وصفهم فى أحد عشر آية00

لماذا ؟ لأنهم سرطان خطير ، ولأن أى شخص ممكن يكون عنده هذا المرض وهو لا يدرى ، ولهذا لابد من ________

- وصف المؤمنين فى خمس آيات / والكافرين فى آيتين / ووصف المنافقين فى 11 آية

لأن هذا هو الخطر وهذا من هداية الرب ( الأمراض الخطيرة فى الطب : هناك أمراض يدرسونها فى نصف صفحة ، وهناك مرض آخر يدرسوه فى 30-40 صفحة فى نفس الكتاب لأن المرض الأول من الأمراض الظاهرة - نوع من الرمد مثلاً ، ولكن مرض آخر متعلق بدقة معينة فى الشبكية ويختلط : مرة يكون بسبب فيروس ومرة يكون بسبب السكر وترسباته على الشبكية ، ولهذا عند الشرح يأخذ صفحات كثير لأنه مرض دقيق وخطير )

وبالمثل الكلام على الكافر ( الذى يقول أنا لن أؤمن ولن أقبل الإيمان ) أما المنافق فمرض خطير عُضال وتداخلاته خطيرة 0 ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى 0

فهذا مثال بديع جداً ومن أبدع ماضُرب فى القرآن من مثل " مثلهم كمثل الذى إستوقد ناراً فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلماتٍ لا يبصرون صمُُ بكمُُ عمىُُ فهم لا يرجعون " 00 صمُُ بكمُُ عمىُُ : هذا تعليل ونتيجة :

تعليل لأنهم هم الذين أوصلوا أنفسهم لهذا ، تعاملوا مع الآيات بالشهوات وليس بالإعتبار 0

ونتيجة : أنهم نتيجة للعمى يزدادوا عمى 0

ولذلك الذى يهتدى يزيده الله هدىً ، والذى يضلّ يزيده ربنا ضلال - نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله أن يجعلنا من المهتدين حتى يزيدنا هدى ولا يحرمنا فضله سبحانه وتعالى 0

{ القسم الثانى فى نواقض الإيمان هذا ما سنتناوله من كتاب المائة الأولى }


فى مقام الذكر والفكر فى القرآن الذين هما من أعظم أسباب زيادة الإيمان : ذكر الله تعالى فى كتابه من الآيات ماتبين عظيم مقام الذكر والفكر ، وقد جمع الله فى آية بين أمره بالذكر والفكر " آل عمران 190 " : قال تعالى :" الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض 0 ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"

( الذين يذكرون الله 000 ويتفكرون 00 ) أثنى عليهم : هذا وصف من الله تعالى لعباده المصطفين الأخيار ، لعباده أهل الثناء من المؤمنين وأن من شأنهم من أوصافهم : أنهم يذكرون ويتفكرون 0

الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً : يعنى على كل أحوالهم ، وطبعاً يذكرون الله ليست متعلقة بالتسبيح ، بل : صلاة / صيام / ذكر / تسبيح / دعاء 000 ويتفكرون 00 جمع بين هذين

الوصفين فى حق المؤمنين - نسأل الله أن يجعلنا منهم - " ويتفكرون فى خلق السموات والأرض " وتكون النتيجة من التفكر " ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"0

وفيما يتعلق بالفكر حضّ الله تعالى عباده على التفكر :

(1) " كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " البقرة 2190 ومثلها البقرة 266

(2) " كذلك نفصّـل الآيات لقومٍ يتفكرون "


وفيما يتعلق بالذكر جاءت كثير من الآيات حضّ الله تعالى عباده على الذكر فيها


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-20-2012 الساعة 02:20 AM
رد مع اقتباس