عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-08-2008, 08:22 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الدرس الثامن


الإثنين 6 ربيع الآخر 1423 17 يونية 2002 م


الكلام فى المرة السابقة كان متعلق بالكلام على أسباب زيادة الإيمان بعدما عرفت مما تقرر من معتقد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وهذا يعنى أن العبد ينبغى أن يلتمس أسباب زيادة الإيمان لأن الإيمان ينقص كما ينقص الحطب فى النار يعنى بسرعة شديدة وليس بنفس السرعة يزداد الإيمان بل يزداد
ببطء فقد ينقص إيمان العبد فى أيام أو ساعات أو لحظات بمقدار كبير جداً وبمعدل كبير ،




فإذا أراد الزيادة كانت الزيادة ليست بنفس السرعة الذى وقع به النقصان ، وهذا معناه أن العبد ينبغى أن يتعهد إيمانه دائماً وأنه لو ترك إيمانه دون تعهد وزيادة كان معدل النقصان مُفضى الى سواد القلب ومُفضى الى بُعد الإنسان عن دينه حتى يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، ولا تتعجب إذا رأيت إنسان تحول من الهدى الى الضلال وتحول من لسان آمر بالمعروف الى لسان آمر بالمنكر 00 ومن إنسان متعفف يفر من كل دنيـــة الى إنسان يقبل كل دنية أو غير ذلك 00 لا تتعجب 0 لماذا ؟ لأن هذا الحال هو ضريبة نقص الإيمان وضريبة عدم تعهد الإنسان إيمانه 00 يعنى أى واحد مهما علا دينه ترك دينه دون تعهد لنقص منه وتحول حاله ، ولذلك الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعهدون إيمانهم الساعة تلو الساعة : كان الواحد منهم يقابل صاحبه فيقول : إجلس بنا نؤمن ساعة ، وذلك لأنهم صحـّـت معتقداتهم وفهموا القضية " إن الإيمان يزيد وينقص " { وينقص كما يتناقص عمود الزئبق فى مقياس الحرارة ينزل بسرعة شديدة جداً فى حين أنه يطلع ببطء شديد }،فهم كانوا يعرفون ذلك وكانوا يفهمون هذه القضية ولذلك كانوا يتعهدون الإيمان ،





الواحد منا يحس بغفلة ، يحس بقسوة فى قلبه ، يحس بتبدل حاله ، يحس بالإنتقال من حال فيه حياة قلب وزيادة إيمان وفيه تقوى وفيه خير مع ربه سبحانه وتعالى الى حال متبدل فيه سؤ حال - نسأل الله العافية - كثير منا يشعر بذلك وكثير منا بيمر ما بين هاتين الحالتين حالة الخير ومادونها ، وحالة الزيادة وما دونها ، وحالة الشعور بالقرب من الله عز وجل وما دونها ، وبحالة حياة القلب وغفلته وموته 00 هذه الأحوال كثير منا يمر بها وممكن يسأل نفسه إيه السبب ؟ ويظن أن السبب أمر متعلق بدُنيــاه ( مثلاً ينقصه شهوة ما أو ينقصه متاع ما أو عنده أزمة مالية 00 ) لأ 00 الأمر متعلق بالقلب ، ولذلك تجد ناس فى حياتك قلبهم أقسى من الحجر كما قال ربنا : " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله "
البقرة - فأنت تتعجب وتقول ماهذه القلوب ؟ وأنت لا تدرى أن قلبك ممكن أن يصل الى هذه الحال - عافانا الله وإياكم - إن لم يتعهد العبد إيمانه ، لولا أنك تسمه تذكِرة والتذكِرة تردك عن بعض الغى ، ولذلك من عجيب الشرع أن شرّع الله تعالى تذكِرة لازمة للخلق كل أسبوع وهى " خطبة الجمعة " ، وذلك لأن الذى خلق القلوب ويخلق فيها الإيمان ويعلم بنقصانه ومدى الحاجة الى زيادته وتعهده هو الذى شرّع فجاء شرعه متوافق للحاجة التى يقع فيها الخلق بحيث أنها تكون الجرعة الضرورية عند الحد الأدنى الذى إذا تـُـرك مات ، فالعبد يمر بتذكِرة تلو تذكِرة ويمر ببعض الطاعة ويمر ببعض الخشوع 00 يمر ببعض البر
ببعض الهدى 00 يحيا فى قلبه أو يُداوى فى قلبه بعض أثر ذلك 0 لو لم يتعهد لأستمر النقصان وأستمر النقصان فصار القلب أقسى من الصخرة وأقسى من الحجر ويصبح يابساً تمام التيبس 0 وهذا ماتراه أنت فى بعض الناس فتتعجب من قسوتهم فلا يلينون لعجزٍ أو لمقهورٍ أو لمتضرعٍ أو لمرضٍ لا يلينون مع أى شئ ممكن أن تلين له النفس وهذا لأن القلوب أقسى من الحجر ولذلك لماذا ترى فى الكفار قلوب قاسية ؟ وترى فيهم شدة وغلظة قد لا تجدها فى الضوارى ؟ بسبب الكفر الذى جعل القلب أقسى من الحجر والعياذ بالله 00 الذى أريد أن أوصله لنفسى وإياك هو : أن العبد إذا لم يتعهد إيمانه فإن إيمانه ينقص ، والأثر الملاحظ سيكون على القلب مباشرةً وبالتالى فلابد من تعهد زيادة الإيمان ولابد من تعهد الإيمان دفعاً لنقصانه ودفعاً لما يحيط به من المخاطر التى تؤدى الى فراغ القلب منه 0
وتكلمت فى المرة السابقة عن سبب من أهم أسباب زيادة الإيمان وهو ( العلم ) لأن العلم هو مادة الإعتقاد ومادة صحة التصورات ومادة سلامة الفهم 0 فالعبد بحسب علمه يصح تصوره وبحسب علمه يصح فهمه وبحسب علمه تستنير الأمور أمامه وكلما كان جاهلاً كلما كان الطريق مظلم أمامه زالتصورات متخبطة 00 نقاط غير مفهومة ، أوضاع غير معروفة ، وكلما كان متعلماً كلما كانت الأمور مفهومة 00
ومادة العقيدة ومادة صحة التصورات ومادة الفهوم ومادة إضاءة القلب وإنارته هى العلم 0 ولذلك كان من أعظم أسباب زيادة الإيمان ( العلم )0 ولذلك تجد الإنسان عندما ينعم الله عليه ويُيسر له أسباب العلم وحضور مجالس العلم ( والمقصود بالعلم هو : كتاب الله وماوافق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - العلم ماقيل فيه حدثنا وماسوى ذلك فوسواس الشياطين ) وليس المقصود بالعلم هو ما يدعيه البعض أو أقوال الرجال أو آراء الناس أو التغييرات التى يحدثها المغيرون بدعوى التبسيط أو التقريب أو الفتاوى التى تكون تبعاً لأغراض وأهواء أو التى يُرضى بها السلاطين والحكام 0 إنما المقصود بالعلم هو : قال الله - قال رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم الزمرة المؤمنة الذين لم يكونوا يرجون إلا ثواب الله ولا يخشون إلا عقابه ، وهؤلاء هم الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان0

هذا هو العلم وماسواه لا يسمى علم ، وبالتالى فالعبد مطالب - إذا أراد أن ينور قلبه بنور الإيمان وأن يصح معتقده ويسلم نظرته وتصوره وفهمه للقضية للموضوع للمسائل - لن يكون هناك زاد إلا العلم



والذى يحدث أن الناس تبتدع ، تتخبط ، تقول فى دين الله ماليس منه ، تعمل أعمال لا تمتّ للشرع بصِلة !! إنهم تصوروا أنها من الدين بجهلهم أو بعلمٍ مبدل 0 فإذا قال قائل : أنا مش جاهل ، أنا بأتعلم كثير جداً - أقول له : نعم أنت بتتعلم ولكن بتتعلم علوماً أو كلاماً أو أمورا ليست هى الحق ، ليست هى الدين ، تعلمت بدع وضلالات ، تعلمت خزعبلات ، تعلمت أقوال الناس ، تعلمت إفتاءات ضالة ، تعلمت كلاماً مبدلاً ، حتى إن كنت قرأت وبحثت ونظرت لكن كل الذى تعلمته 0




فمن الممكن أن يظن الإنسان أنه متعلم ، ممكن إن الإنسان يكون حامل لألقاب وشهادات ولكنها كلها فى الفلسفات مثلاً أو فى الأقوال الشاردة أو فى المذاهب الباطلة 00 أو غير ذلك من الأمور التى تجعله يظن أنه متعلم وليس جاهل 0 العلم ليس بما يراه الناس ، ليس أن تقول أنا متعلم : إنما العلم حدوده معروفة ، وكل لفظ " علم " فى القرآن لا يُراد به إلا العلم الذى أراده الله وهو : الآية والحديث 0 " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " العلم ليس علم الكيمياء ولا علم الزراعة ولا علم الطب ، إنما هو علم الدين




إذا قال الله تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " : ليس المقصود بالعلماء علماء الذرة وعلماء الكيمياء وعلماء الفضاء ، إنما علماء الدين العلماء الذين تعلموا العلم 0
أما العلم الآخر ماذا يُسمى ؟
يسمى ظاهراً من الحياة الدنيا 0 من مظاهر الحياة ، علوم الحياة : علم الطب/ علم الهندسة/
علم النجارة / علم الحدادة / هذه علوم الحياة وليست العلم بالألف واللام 0
قال تعالى :" يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون " قال بن عباس رضى الله عنهما : إن أحدهم ليضع الدرهم على أنفله وينبئك بوزنه ضبطاً من الخبرة يضع الدرهم ويقول لك هذا وزنه 10 جرام أو 10ونصف جرام ، يعلم ظاهراً من الحياة الدنيا




إذن نحن عندنا هنا ثلاثة أقسام :
{أ} ناس تعلموا علوم الدنيا 0
{ب} ناس تعلموا علوم الدين : وهؤلاء قسمين :
1) ناس يظنون أنهم يعلمون وهم لا يعلمون 0
2) ناس يعلمون 0
علم الدنيا ليسوا بالمرادين وليسوا بالمقصودين فى الآيات أو الأحاديث ، فإذا جاءت نصوص فى فضل العلم والتعلم ، إذا جاءت نصوص فى تزكية العلماء ، إذا جاءت نصوص حاضة على العلم ، فكل ذلك علم الدين 00 ليس علم الدنيا 00
وهذا ليس معناه أن علم الدنيا حرام 00 لأ 00 علم الدنيا مما أذن الله فيه لعمارة الدنيا 0
والنبى صلى الله عليه وسلم قال جملة جامعة :" أنتم أعلم بأمور دنياكم " أى أنتم أعلم بعلم أمور دنياكم ، فهذه مسألة ناس تعرف كيف الزراعة ، وناس تعرف كيف الصناعة : هذا ليس منهى عنه مالم يكن فساد فى الأرض ومالم يكن عملاً بحرام ، ومالم يكن صناعة لمحرم أو إقامة لمحرم : كعلم السحر وعلم الفن وعلم الموسيقى وماشابه - كل هذه علوم دنيوية محرمة لأنها قد ثبت المنع فيها شرعاً وإن أقام الناس لها قائمة وجعلوا لها صروحاً وتفاخروا فيما بينهم بها فإنما هو تفاخر بالجيفة وتفاخر بالنجس والرجس ، فالناس ممكن جداً تقيم لذلك مسارح عظيمة وتقيم لذلك مقامات كبيرة جداً يتفاخرون بها جداً ، ولكنها صناعات وإقامات محرمة وإن تفاخروا بها ، لأن مقام الحل والحرمة ليس مايراه الناس ولا ما يراه المفتون ، ولو يطلع علينا ألف مفتى وقالوا لنا أن الموسيقى حلال فهى فى دين الله حرام ، ولو طلع علينا ألف مفتى وقال أن السحر حلال فهو فى دين الله حرام ، وإذا طلع علينا ألف مفتى وقال أن التمثيل وإختلاط الرجال بالنساء والعُرى والفجور والمجون والممثلات والممثلين حلال فهو فى دين الله حرام 0





فالدين لم يـُـترك للناس أبداً حتى يبدلوا فيه ،حتى يستدركوا فيه ، حتى يغيروا فيه : بل إن الله أكمله ومتــّــنه 00 الدين وصف بوصفين جامعين :
- الوصف الأول ( الكمال ) : " اليوم أكملت لكم دينكم 00 "
- الوصف الثانى : فى الحديث " إن هذا الدين متين " 0
والشئ عندما يكمُل ويمتُن ينعدم فيه النقص والإستدراك وينعدم فيه الخروم وينعدم فيه مواطن الذلة والنقص لأنه شئ متين جامع كامل 00
المهم أن تعرف أن العلم ومايُقال فى لفظة العلم وفى فضل العلم والحض على التعلم وثناء الله على العلماء وشرف العلم وشرف المتعلمين ليس هذا فى تحصيل الماجستيرات ولا حصيلة الدكتوراهات فى الطب والزراعة والهندسة إنما فيمن تعلم علوم الشرع ، فيمن عرف الحلال والحرام وأنار قلبه بنور الهدى ، لأنه هذا هو الذى سماه ربنا سبحانه وتعالى " علم "0 قال لنبيه :" وقل رب زدنى علما " لم يأخذ دراسة طب ولا هندسة ولا ذرة إنما كان أعلم الناس بالحلال والحرام وكان أعلم الناس برب العالمين




المهم الذى أريد أن أوصله لك أن تفهم حقيقة العلم وماهية العلم ، فكان من أعظم أسباب زيادة الإيمان هو التعلم ، تحصيل العلم ، تحصيل العلم الذى يستقر به القلب ، تحصيل العلم الذى يُنار به القلب ، تحصيل العلم الذى يُعرف به الحلال والحرام ، نحصيل العلم الذى يجعل العبد يُنزل الله منزلته : ممكن إنسان يسبّ الله ، أو إنسان يسئ الظن بالله أو إنسان ينتقص شأن الله - كل هذا بسبب الجهل 0 العلم يجعل العبد يُـنزل الرب منزلته ويقدر الله قدره لأنه يعلم بالعلم شأن ربه ويعلم بالعلم قدر ربه ، ولذلك عندما وصف الكافرين فيما يتعلق بنظرتهم لربهم قال :" وماقدروا الله حق قدره " لماذا ؟ لأنهم جهلوا أو تعدوا




إذن ليس هناك مادة للإعتقاد / مادة لصحة التصور / مادة لسلامة القلب : إلا العلم0
طيب هل مجرد العلم فقط يزيد به الإيمان ؟
أولاً : لابد أن تعرف أن العلم بمجرده يزيد به الإيمان بشرط أن يتعلمه العبد على نية العمل به 0 أى علم شرعى فى مسألة عقدية / فى الصفات / مسألة عقدية فى الغيب / مسألة عقدية فى مسائل الإيمان / مسألة عقدية فى الحشر والنشور / مسألة عقدية فى حقيقة الدين / أو أى أمر من أمور الدين / فى حكم فقهى / فى حكم عملى 000 أى علم شرعى يـُنار به القلب
ويزداد به الإيمان بمجرد أن يتعلمه الإنسان أو يسمعه فى الدرس يزداد به إيمان ولكن بشرط أن يتعلمه على نية العمل به 0فمثلاً : أنت تجلس الآن تتعلم ، أكيد هيكون فيه معلومة ، هذه المعلومة مجرد أن تصلك كعلم شرعى كعلم صحيح يزداد بها الإيمان ولكن بشرط إن كنت جالساً تتعلم أو تستمع أو تحصـّـل أو تصيد الفائدة أو تصيد العلم على نية العمل به ، لكن لو أنت بتتعلم لمجرد إنك بتأخذ فكرة أو بتحصّل نظريات أو بتطّلع على المقلات وتشوف إيه الموضوع كأنها نوع دراسة كأنها نوع ثقافة فإن هذا لا يزداد به العبد إيمان بل يؤتى به جدلاً ويسود به القلب 0
وهناك من الكفار من حصـّلوا من العلوم أكثر من كثير من المسلمين فريق يُعرف بالمستشرقين { والمستشرقون قومُُ تعلموا لغة المسلمين وحصلوا كثير من علومهم ونظروا فيها وأقاموا فيها إقامات واسعة وكان لهم فيها دور كبير فى علوم المسلمين لكنهم لم يتعاطوها على سبيل الهداية ولم يتعاطوها على سبيل الإيمان بها والعمل بها وإنما تعاطوها على سبيل الثقافة ومعرفة ماعندهم لعلهم يجدون سبيلاً للطعن فيها بالرغم من أن لهم أدوار ومؤلفات ومصنفات ولكنهم لم يهتدوا بذلك ، فمثلاً هنماك كتاب ضخم إسمه " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " وهو من الكتب التى لا يستغنى عنها طالب الحديث الذى يتتبع ألفاظ الحديث ومواطنه وطرقه ، هذا المعجم تقريباً من أكبر ومن أخص ما جُعل فى فهرسة ألفاظ الحديث - والمقصود بفهرسة ألفاظ الحديث : أنك إذا كنت تعرف لفظ واحد من ألفاظ الحديث فهذا المعجم مرتب على حسب الألفاظ يأتيك بالروايات المتعلقة بهذا اللفظ ونصوص السنة التى وجد بها هذا اللفظ ومواطنها فى الكتب التسعة ، فمثلاً : إذا كنت تعلم كلمة النيات : تبحث عنها فى المعجم فى كلمة النيات : فتجده يقول لك : جاءت فى حديث إنما الأعمال بالنيات وهذا موجود عند البخارى ومسلم و00 وكذا وكذا




الذى عمل هذا الكتاب واحد مستشرق ، ليس هو إمام من أئمة المسلمين ولا عالم من علمائهم ولا يستطيع أحد أن يقول أن هذا الرجل بهذا الجهد الذى أتطلع فيه فى الكتب التسعة ورتبها وفهرسها بهذه الطريقة ولم يكن وقتها هناك آلات أو كمبيوتر أو أشياء أخرى وإنما هو عملها بالورقة والقلم والكارت 00مجهود لو أنت أردت عمله اليوم سيأخذ منك سنين طويلة جداً وقد تعجز عن عمله إلا أن يُعينك ربك سبحانه وتعالى ، ومع لك لا يستطيع أحد أن يقول أنه بذلك إهتدى أو أنه صار من المهتدين وأنار قلبه ، إتطلع على الكتب التسعة : قلما تجد أحد منا إتطلع عليها مجرد مطالعة ويقلب صفحاتها ، هذه الكتب التى حوت معظم السنة أو كثير من السنة 0
المقصود أن العلم لا ينفع صاحبه إلا إذا أخذه على نية العمل به ، على نية أن يهتدى به ، على نية أن يستقيم عليه ، فواحد جاء يريد أن يعرف الحلال علشان يعمل به ، يريد أن يعرف الحرام حتى يتجنبه ، يريد أن يعرف الحق حتى يعتقده ، ويريد أن يعرف المعنى الشرعى حتى يدين به ويتعبد لله عز وجل به ، هذا العبد يُفلح وهذا العبد يزداد إيمانه بمجرد العلم ، فالمعلومة تزيده إيمان وإذا عمل بها حصلت زيادة بعد الزيادة 00 فإذا وفق للعمل بها بإخلاص حصلت زيادة أخرى من عند الله عطاءً للمؤمنين




إذن هناك زيادة بجهدك وهناك زيادة فضل من الله تعالى ، هذه الزيادة التى فضل من الله هى أعظم الزيادة لأنها علامة الرضا 0 والزيادة التى بجهدك تأتى من خلال طريقين أساسيين : (1) العلم (2) العمل
قال تعالى :" إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً " آمنوا بربهم يعنى : علموا وعملوا ، يعنى حققوا الإيمان الشرعى ( إعتقاد - قول - عمل ) فلما إستقاموا على الإيمان الشرعى وقاموا بالدور المطلوب منهم حصل عندهم زادة بتحصيلهم هم 00 فأنعم الله عليهم بزيادة من عنده فضلاً وجزاءً وعطاءً من الله - نسأل الله أن يرزقنا ولا يحرمنا 0
وقوله عز من قائل :" ويزيد الله الذين إهتدوا هدىً " : الذين إهتدوا هم إهتدوا وهم سعوا وتعلموا علماً على سبيل العمل وعملوا به فاهتدوا ، ومعنى إهتدوا أى أنهم قاموا على الهدى 00 من سار على الطريق الموصل يسمى " إهتدى " ومن سار على الطريق الذى لا يوصل يسمى " ضلّ " ، والعرب تقول ضلت البعير إذا أخطأت الطريق ، فكذلك ( والذين إهتدوا)
يعنى قاموا على الهدى بلا ضلال بلا زيغ بلا تحريف بلا تبديل 0
لكن أنت ممكن تكون إنسان عندك فلسفات ومجادلات وعندك حشو فى عقيدتك حشو فى كلامك حشو فى أعمالك ، كثير من أعمالك بدعية ، كثير من عقيدتك حشوية ( أشعرية - صوفية ) أو غير ذلك من الضلالات يكون عندك ولكن لا تكون ( إهتدوا ) إنما الهدى هو القيام على الحق 0
إذن ثانى سبب من أسباب زيادة الإيمان هو العمل بما يعلم 0
إذن لابد من الترتيب وإتيان البيوت من أبوابها : أول باب هو ( العلم ) لأن العلم أعرف به الحلال من الحرام / الحق من الباطل / الصدق من الكذب / الإخلاص من الشرك ، فإذا عرفت ولم ألتزم ولم أعمل : كان العلم حُجة علىّ يقودنى الى النار لأننى رفعت العذر 0
وأما إذا كان العلم مادة العمل وعلى نية العمل وعلى عزم العمل : كان زيادة فى الخير فيزداد العبد 00 فأنت عندما تسمع معلومة أو تعلم من دين الله شيئاً أول ما تسمعه يحدث هدى ويحصل نور فى قلبك ويحصل زيادة فى إيمانك ، وعندما تبدأ تطبق 0000
فإذا قال أحد : أنا تعلمت على نية العمل ثم بعدما تعلمت : كسلت وتراخيت وتغافلت - النور والزيادة الإيمانية التى حدثت بالعلم ستنقص لأنه كفر النعمة




تخيل إنك عندك مصباح زيتى وله زجاجة ، فأنت ترفع الزجاجة وتضئ المصباح ولو لم تضع الزجاجة سينطفئ ، وهكذا : أنت تأتى تتزوّد وتـُـنير المصباح وتوقده بالعلم بالهداية فيـُـنير والمفروض أن العمل سيغطى ليحصل ثمرة فى القلب ويحصل إنتقاله من خير الى خير ويحصل ترقى فى الدين والضؤ يزيد ويستمر ، فإذا عمل يزداد ، إنما بالكسل / بسبب
هفوة / بسبب دنيا / شهوة : فينتهى الزيت والوقود فى المصباح فينطفئ 0
الذى أريد أن أوصله لك أن إحتياجنا للعلم أشد من إحتياجنا للطعام والشراب ، ومع ذلك فنحن لا نستطيع المكوث بدون طعام وشراب أكثر من يوم واحد 00 لكن بالنسبة للدين : يقول لك : دة أنا لم أحضر درس منذ سنة ، ويقولها عادى وما يدرى المسكين أنه بقدر حاجة البدن الى الطعام بقدر حاجة القلب الى العلم والإيمان ، ولهذا نحن عندنا (أنيميا دينية) وعندنا ( سـُـل إيمانى ) { دائماً الذى لا يأكل يُصاب بمرضين : السُـل والأنيميا ، لأن كل منا عنده خلية ( تى بى ) وأى واحد منا إذا عمل تحليل سيجد عنده تى بى لأننا كمصريين عندنا ولكن بفضل الله المناعة تغطى هذا الـ تى بى ، والسل - والذى يحدث أنه عندما يدخل الميكروب بصورة حية وكانت المناعة ضعيفة بسبب المخدرات وغيره ( وهذا ماظهر نتيجة إنتشار المقاهى التى يجلس عليها أبناء الطبقة الراقية ويتبادلون فيها شـُـرب الشيشة وبالتالى ينتقل مرض السُل بينهم بصورة وبائية ) أو أن يظهر المرض بأن يُصاب بهزال شديد وأنيميا حادة وينقص وزنه جداً فيظهر المرض نتيجة للضعف الشديد للبدن فالمناعة لا تستطيع أن تغطى المرض فيظهر المرض ، حتى أن العوام إذا رأوا شخص نحيف جدأً (جلد على عظم ) يقولوا : هذا مسلول ( من السل ) 0 نحن أيضاً مسلولون وعندنا ( سـُـل
وأنيميا دينية ) وأى شخص يريد معرفة هذا فعليه أن يعرض نفسه على حال السلف : على حال المصلحين المؤمنين العاملين وسيعرف إن عنده سـُـل قاتل وأنيميا حادة فى دينه ، وبالرغم من أننا إذا نظرنا لغيرنا نعتبر نفسنا عندنا تـُـخمة دينية الواحد منا الحمد لله تقى وملتحى ويصلى ولا يعرف النساء أو المخدرات أو الخمر 00 العرض لا يكون كذلك لأن مريض السـُـل إذا دخل مستشفى السـُـل ورأى شخص آخر يموت فإنه سيعتبر نفسه كويس وأحسن من غيره مع أن حالته خطيرة أيضاً ، فالمرضى عندما ينظرون لبعضهم فيظن من قلَّ مرضه أنه صحيح وهذه مشكلتنا 0 لهذا أقول لك راجع حال السلف الذين هم الأصحاء وأنظر كيف كان حالهم وأخلاقهم ودينهم وأمانتهم وبذلهم لدين الله ومجاهدتهم فى دين الله عز وجل وطلبهم للعلم وحرصهم على العلم ومدى علمهم وفهمهم وإتباعهم للسـُنة ( نحن اليوم ننظر على السنة على أنها شئ مالهوش لازمة ويوم ماتقول لواحد : هذا سنة فكأنك تقول له : إن هذا حاجة مالهاش لازمة ، وأصبح يستعمل كلمة سنة على أساس أنها مزهود فيها ، ولأنه مقصـّـر فى كثير من الفرائض فإذا كان الفرائض مهملة فالسنة أولى بالإهمال منها )
فإذا عرفت كيف أن الصحابة كانوا يتنافسون فى إعمال وتطبيق كل سـُـنة تعلموها من النبى صلى الله عليه وسلم ستعرف مدى إهدارنا للسـُـنة وتضييعنا لها وكيف أننا عندنا حجم الفقد والنقص فى الحقيقة الإيمانية




الكلام ليس المقصود منه التقنيـط والعياذ بالله ولكن المقصود منه التحفيز ، المقصود منه إشعارك بقيمة الدين وإشعارك بأهمية متابعة زيادة الإيمان وأن العبد لابد أن يدقق جداً فى التعلم : تعلم الحق من حيث هو حق / من منطلق ماهو حق / من مصدر ماهو حق على نية العمل به والمسارعة فى العمل به




لماذا يا إخوان نجد من أحوالنا ومن أمورنا نقص فى أخلاقنا وديننا ومراقبتنا وتقوتنا 00 لماذا ؟ لو سألت نفسك هذا السؤال يمكن ألا تعرف الإجابة
لكن الإجابة سهلة جداً : وتتلخص فى نقطتين : -
(1) النقطة الأولى : إعراضنا عن ديننا ، إعراضنا عن التزود فأصبح عندنا جفاف - عندنا نقص دينى - عندنا أنيميا دينية 0 أين ظهرت هذه الأنيميا ؟ فى أخلاقنا وديننا وعقيدتنا وفهمنا وخوفنا من غير الله ومراقبتنا لله بالغيب ، وكثير منا إذا خـُـلـىّ بينه وبين حرمات الله إنتهكها ، ونفاق نفوسنا وإهتمامنا بدنيانا ، والشهوة تشدنا مثل المغناطيس وفى المقابل التقوى لا تشدنا مثل المغناطيس ولا حتى مثل السلحفاة ، فإذا عُرض لأحد ما شهوة ( شهوة مباحة : زواج / مال / عمل / تجارة / سيارة ) فانظر كيف تشده وتسيطر عليه وتخطفه مثل المغناطيس الذى يخطف المسمار الصغير ، وإذا وضعت فى المقابل : تقوى / دين / عمل صالح : لن تجد نفس الشدة 00 وغير ذلك كثير مما يراه كل واحد منا بدليل إن كل واحد لو صدق مع نفسه بعض الصدق - وليس كل الصدق - لشهد على نفسه أنه أقرب منه للنفاق منه للإيمان ، وأى واحد يشتكى ويقول : أنا عندى قسوة فى قلبى / أنا تعبان / أنا عندى معصية دائمة كلما أتوب منها أرجع لها مرة أخرى / أنا كنت كويس وأنقلب حالى00
شكوى عامة وإن كان تختلف صورها من شخص لآخر 00 لكن إيه السبب ؟ كما عرفت
السبب الأول الإعراض عن التزود ، مثل الذى يعمل إضراب عن الطعام - كذلك نحن عاملين إضراب عن الدين 0
(2) عدم العمل بما نعلم : الله يقول " ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً " - مايوعظون به : العلم 0
طيب إنت ليه غير ثابت ( مفكوك ) ولا تشعر بنوع من الثبات من عند ربك 00 ليه ؟ لأنك لا تعمل بما توعظ به 00 تـُـقبل على الموعظة : تسمع شريط به 50 معلومة و50 أمر و50 نهى ثم بعد ما تسمع الشريط : خلاص 00 لا تعمل 00 وهذا سبب رئيسى جداً فى عدم ثباتنا على الحق وقوتنا فى ديننا




وهناك نقطة مهمة : العبد إذا عمل بما علم - كما قلت - يزداد الإيمان ثم يعمل عمل (بمقتضى الشرع وبمقتضى الدين وليس هناك إبتداع أو تبديل أو تحريف ) : يكون هذا العمل مضبوط شرعاً بضوابط الشرع فتأتى النعمة من الله من هذا النوع فتصحح له الورقة بأنه ناجح لأن عمله مضبوط وإجابته مضبوطة ليس فيها إبتداع ، لأنه ممكن أن يعلم صح ولكن يعمل باطل ، فأهل الباطل أخذوا الآيات فضلـّـوا بها وأهل الحق أخذوا الآيات فأهتدوا بها وكلاهما تعامل مع الآيات : إذن الإثنين علموا ولكن عن العمل إختلفوا





فلو عمل بالحق تأتى النعمة ( زيادة الفضل - العطاء الربانى الذى يزوّد الإيمان فى القلب
وعلامته أنه يـُـشوقك لعلم زائد وعمل زائد ، فتجد الرجل الذى يتعلم ويعمل يحافظ على العلم والتعلم ، وكون أن ربنا يعينك أن تحافظ على العلم وعلى العمل " فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " 00 لكن إذا أتيت للتعلم فتتعلم ثم لا تعمل ( سينطفئ المصباح ) لن تشتاق ولن تهتدى ولا توفـّـق لعلم زائد وعمل زائد فتـُـحرم : قال تعالى " أما ثمود فهديناهم فأستحبوا العمى على الهدى " 00 ضيـّـعوا ماجاءهم ضيّعوا العلم الذى جاءهم بأن لم يعملوا به فحُرموا من العلم الذى جاءهم وحُرموا ما وراءه 00 وطبعاً إذا حُرم العبد ماوراءه فسيظل يبعد يبعد يبعد وتكون العاقبة سوء - نسأل الله العافية والسلامة -
ولذلك يقول بن القيم رحمه الله :
- إذا أنعم الله على عبد نعمةٍ فشكرها فإنه يوفقه الله لما هو خيرُُ منها ويُثبته أو ينعِّمه بما شكر ( النعمة التى شكرتها تتنعم بها تماماً ويعطيك ماهو خير منها ) 0
- وإذا أنعم الله على عبدٍ نعمةٍ فكفرها : يحرمه مافوقها ( خير منها ) ويحرمه التنعم بما كفر
( النعمة نفسها التى كفرها )
إذن فالعمل من أهم أسباب زيادة الإيمان بعد العلم




يقول فى الكتاب :
ومن أهم أسباب زيادة الإيمان مايلى : (1) العلم (2) العمل 0
فإنه بالإكثار من العمل الصالح والطاعة يزداد اليقين ويقوى الإيمان وبالإقلال من العمل والإغراق فى الشهوات والمعاصى يضـُـعف الإيمان وقد يصل الحال ببعض الناس من كثرة معاصيهم الى الإنكار والإستحلال وتكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام تبريراً لفجورهم وفسوقهم فيدخلون فى الكفر والعياذ بالله 0 طبعاً هذه القضية قضية مهمة جداً وخطيرة جداً




أى عاقل يا إخوان ينبغى أن يخاف على إيمانه كما يخاف على أى أمر ثمين عنده بل أثمن مايملك ، وكلما عرف العبد قدر المخاطر التى تحيط بالثمين الذى يملكه كلما إشتدّ خوفه وأشتدّ قلقه من أن يُصيب ذلك الثمين تلك المخاوف التى تحيط بذلك الأمرالثمين الذى يملكه : لو إنسان يملك جوهرة ثمينة مثلاً وهو مطمئن أنها فى قرار مكين وأنها فى خزينة محكمة الغلق مأمونة الموطن والمكان مصونة من الأيدى لا يصل إليها أحد 00 الى غير ذلك من المعانى التى يمكن أن تكون فى تصور البعض ، طبعاً كلما خـوّفه أحد على مصير تلك الجوهرة كلما طمأن نفسه بأنها لا يحيط بها مخاوف : ولو طبقنا هذا المثل على الإيمان وإطمأن العبد الى أن إيمانه مصون وأنه فى مأمن من المخاوف ومأمن من النقصان أو الضياع سيظل هذا العبد غافلاً مطمئناً بغفلته أن إيمانه مصون لا يأخذه منه أحد ولا يضيع منه وبالتالى يضيع منه وهو لا يشعر ، كما قال تعالى :" أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" 00 فهذا المثال إذا طبقناه على الإيمان فإن العبد يضيع دينه ويكون فى غفلة مهلكة وهو أن يرى أن الإيمان شأنه شأن هذه الجوهرة التى ضربت بها المثل أنها مأمونة / غير محفوفة بمخاطر / فى مكان أمين 00 لكن الحقيقة التى ينبغى ألا تغيب على واحدٍ منا أن إيماننا محاط بمخاطر يمكن أن تصل الى ضياعه ، فالمخاطر تحيط به من كل جانب حتى أن العبد يمكن أن يكفر بكلمة أو يكفر بظن سوء فى الله عز وجل أو يكفر بموقف كفر موقف ضد الإيمان يقفه من أى قضية عقدية فيضيع إيمانه فى لحظة بما يُشـعر بأن الإيمان ليس هو تلك الجوهرة المجعولة فى قرار مكين وبالتالى إذا فهم العبد تماماً أن إيمانه فى خطر وأنه محاط به أخطار فلابد أن يتعهده دائماً




تخيـّـل إنك مضطر أن تترك شئ ثمين أمام البيت - فى الطريق العام - حيث لا مكان له إلا هذا : ماذا ستفعل ؟ ستجد نفسك سهران فى النافذة وكل شوية تنظر عليه وتتابعه لئلا يضيع!! الإيمان يجعلك أكثر قلقاً وموقفه أو موطنه أكثر قلقاً من هذا المثال " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يـُـلقى لها بالاً تهوي به فى النار سبعين خريفاً " الرجل العابد
الذى هو دينه فى مأمن : ولايعمل معاصى ولاموبقات ولاهلاك ولاكبائر ، له أخ أو صاحب عاصى ، فيقول له العابد : إتق الله ، فيقول العاصى : خلِّ بينى وبين ربى ، فيقول العابد : والله لا يغفر الله لك أبداً !! هذه الكلمة أوبقت دنياه وآخرته وأوقعته فى قعر جهنم0
كلمة 00 وهو الرجل العابد المطمئن 00 فهو كان عنده دين وعنده إيمان ولكن المشكلة أنه لم يكن مستشعر الخطورة المحيطة بإيمانه




أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - يقول :" لو أن إحدى قدمىّ فى الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر الله " 00 لأن ربنا يحول القلوب فى لحظة 00" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى مايكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"
المقصود : أن الإيمان يحتاج من العبد إهتمام ، كيف يهتم العبد بإيمانه ؟ أن يتعهد زيادته فيتعلم ويعمل بما يتعلم 00 وكلما تعلم وعمل كلما أحاط الإيمان بمقتضيات حفظ وزيادة وكلما زاد هذا الإيمان 0
طيب وإن لم يعمل ؟ : ضاع منه ماحصـّـله بالعلم وغفل عن العلم 00 كان بيتعلم ، كان بيحضر ، كان يعمل لله ، كان يعمل طاعات ، كان كويس ، كان قلبه منوّر وبعدين : فـَقـَدَ
أسباب الإنارة فأظلم القلب 00 وإذا كلمته يقول لك : الحمد لله أنا مؤمن ، أنا مسلم ،
مطمئن كأن إيمانه فى خزينة تحت الأرض ، فيصل به الأمر الى أن إيمانه يظل ينقص ينقص ، وعندما ينقص الإيمان فإن القلب يسـودّ




النبى صلى الله عليه وسلم يقول ( فى حديث أبو هريرة ) : إن العبد إذا أذنب ذنباً نـُكتت فيه نقطة سوداء حتى يصير القلب إسود ________ ثم تلا قول الله تعالى : " كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون " 0 هذا الحديث يدل على العلاقة القوية بين المعاصى والكفر ،
إحنا عرفنا أن الكبائر ليست كفر ، وعرفنا مذهب أهل السنة وعقيدة أهل السنة فى الكبائر وأن الكبائر فى المشيئة وأنها تـُـنقص الإيمان ولا تـُـخرج العبد من الإيمان ( خلافاً لقول الخوارج والمعتزلة والشيعة ) وقلنا أن الكبائر تـُـنقص فى الدين وأن العبد ينبغى أن يـُـجبر ذلك النقص لأن إذا إستمر النقص ______





هذا الحديث يبين هذه القضية بجلاء ويبين العلاقة التى بين النقص الإيمانى وبين ______
فالعبد يُذنب ذنباً فينكت فى القلب نقطة سوداء ثم نقطة سوداء ثم نقطة سوداء ويتكون من مجموع النقاط الصغيرة " ران " - غلالة سوداء على القلب " كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون " هل هذا الران فى الكافرين أم فى المؤمنين ؟ فى الكافرين 00 طيب كيف أصبح فى الكافرين مع أنه كان من المؤمنين ؟ النقص 00 ظل النقص يبلغ بالعبد حتى

يوصله للكفر 00 كيف يصل العبد للكفر ؟


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-20-2012 الساعة 02:06 AM
رد مع اقتباس