عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2008, 08:06 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam شرح كتاب الأيمان ج2

 



تفريغ محاضرات شرح كتاب الأيمان
للشيخ الدكتور السيد العربي
الاثنين 23 صفر 1423 هـ 6 مايو 2002 م


درس رقم ( 5 )



· التحدث عن الاحتفال بأعياد الكفار أو الاعتقاد بأيام سوى ما شرع الله بأنها عيد يتبادل فيها التهنئة 0 وأن كل هذا غير جائز ويُـعد من أعياد الجاهلية وقبول شرع الجاهلية وبيان معنى حديث " عبادة فى الهرج كهجرة إلى "

نكمل القراءة فى الكتاب :
· قرأت معكم ما يتعلق بحقيقة الإيمان وتأصيل الأمر عند الناس فيما يتعلق بحقيقة الإيمان ووقفنا عند : فأهل السنة متفقون 00
· فأهل السنة متفقون على أن المؤمن الذى يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد فى النار لا يكون إلا من أعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك ونطق بالشهادتين فإن أقتصر على أحد هذين الأمرين لم يكن من أهل القبلة أصلاً اللهم إلا إذا كان تخلفه عن النطق والإقرار باللسان ناشئاً عن سبب قاهر لا ِقبل له به كمن عجز عن النطق لخللٍ فى لسانه أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية له قبل النطق أو لإكراهٍ ملجىءٍ منعه عن النطق

· إذن الحد الذى يثبت به حقيقة الإيمان للعبد هو أن يعتقد الإيمان اعتقاداً جازماً : أى أن يعتقد أركان الإيمان ، يعتقد مقتضيات الإيمان التى لابد اعتقادها 0 ونحن الآن نتكلم عن حقيقة الإيمان وبعد أن ننتهى من هذا سوف نتكلم بإذن الله عن مكون الإيمان 0 ما معنى أن أقول : آمنت فما هو المكون لكن أولاً نتكلم عن الحقيقة أى التركيب الذى يدل على ماهية الإيمان ومما يتركب الإيمان 0

· فلا يصير العبد مؤمن إلا إذا أعتقد وأقر ثم يلزم بعد ذلك بالكلام كما سنفهم لكن الحد الأدنى أن يعتقد اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك بكل قضية إيمانية الله واحد ، كل ما يتعلق بشأن الله كل ما يتعلق بشأن الغيب ، كل ما يتعلق بشأن الرسل ، وما يتعلق بشــــان الأوليــــــــن والآخرين ، وما يتعلق بشأن القرآن وما يتعلق به كل جزء إيمانى كل ما ينبغى اعتقاده يعتقده اعتقاداً جازماً ، ثم يقر 00 طبعاً من حكمة الشرع أنه جعل الإقرار الذى يدل على الإيمان كلمة واحدة وإن كان يلزم عند إسلام الشخص أن يظل يتكلم مثلاً نصف يوم تظل تقول : أشهد أن لا إله إلا الله أحد صمد له الأسماء الحسنى والصفات العلى وأن أسمائه على الحقيقة وله أسماء ذات وأسماء أفعال وأسماء معنى ثبتت بالقرآن والقرآن كلام رب العالمين وأن السل جميعاً 00 00 وتظل تتكلم عدة ساعات لكى تكون مسلم ،ولكن رحمة الله عز وجل أن جعل اعتقادك بكل هذه المعانى ولو جملة وبدون شكوك وبغير أى تردد ثم تعبر عن ذلك كله بعبارة :أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله 0

· طيب لو واحد أعتقد ولم يتكلم : لا يصح إيمانه ، ولو واحد أتكلم ولم يعتقد : لا يصح إيمانه إلا فى بعض الحالات يمكن ألا يتكلم ويصح إيمانه مثل العجز عن النطق ، إنسان مشلول لكن يفهم ويسمع وخوطب بالإسلام وأسلم ولا يستطيع أن ينطق بالشهادتين عجزاً فهذا كأنه نطق وهذا استثناء لأنه لم يمتنع عن النطق إنما مُنـع منه وفرق بين أن تمتنع عن الشيء وتمنع عنه ، لذلك المـُـكره مع اطمئنان القلب مؤمن لأن المُكره مُنع ولم يمتنع 00 لكن لما يمتنع الإنسان يكون الفساد عنده ومن أجل ذلك أهل السنة مجمعون على أنه لا يشهد لأحدٍ بالجنة أو النار إلا من ثبت فى حقه النص 0
فما سبب هذه القضية ؟
سبب القضية أن من أعتقد الإيمان ومنعه الموت من النطق صار عند الله مؤمن 0 نحن قلنا من أعتقد وأقر هو مؤمن فلو أعتقد ولم يقر ؟
لو أمتنع لم يكُ مؤمناً فإن مُنع كان مؤمناً 0 ما لذى يمكن أن يمنعه ؟ عجز أو موت أو إكراه 0 ممكن أن يكون إنسان مات على النصرانية أو اليهودية أو على الشرك لكنه قبل أن يموت أعتقد أو فى لحظات الموت أو أصابته شِدة فأعتقد الحق الذى يمكن أنه كان يجادله أو يحاربه أو يسمع عنه أو 00 سنوات طويلة وأعتقد الحق ثم مات قبل أن يتكلم بالكلمة :

فى الحديث عن أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أخرجوا من النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من إيمان 0 الغزالى له تعليق على هذا الحديث فى هذه المسألة يقول :

كون النبى صلى الله عليه وسلم يقول : أخرجوا من النار - فيما يرويه عن ربه - من كان فى قلبه 00 يقول الغزالى : هذا دليل على أن الإيمان القلبى نافع لمن لم يتمكن من النطق لأن المعول سيكون على ما فى القلب 0 لمن لم يتمكن وليس من أمتنع لأن الذى يمتنع ينفى الإيمان القلبى ، لما يأتى شخص ويقول لك أنا لن أقول هذه الكلمة : سيكون مسح ما فى القلب ، لو قال أنا مقر ومؤمن ومصدق تصديقاً جازماً بالإيمان إذن قل فقال لن أقول كان قد مسح ما فى القلب لكن لو واحد فعلاً صدق وأقر وجاء يقول فلم يتمكن فقد النطق مثلاً أو مات فهذا يُحشر يوم القيامة فى قلبه إيمان ولو مثقال ذرة ، فهذا الميشهد لأحد بجنة أو نار ، نفس القضية فى المسلم : لو شك قبل أن يموت أو أرتاب قبل أن يموت ومات على الشك ولو لم يُعبر عنه بلسانه مات على الشرك أو مات على الشك أو مات على الكفر ، لكن لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى 0 فلما كان الأمر فيه احتمالات مُنع الناس من التكلم فيه إلا ما عندهم فيه يقين ، واليقين بالخبر 00 إذن حقيقة الإيمان لا يحققها العبد إلا إذا أعتقد اعتقاداً جازماً وأقر بلسانه 0 وسوف نفهم بعد ذلك ( ولا يأت معها بناقض ) فى الكلام التالى وقد ذكرها جيداً فى هذا الموطن 0 فلما تأتى لتفهم هذه الجزئية هناك بعض المسائل المتعلقة بهذه الجزئية :
هل الإقرار هو الشهادتين أم يزاد عليهما ؟

الجواب : الإقرار هو الشهادتين فقط بدليل الشرع ولا يزاد عليهما إلا فى بعض الحالات التى يظن أنهما ( أى الشهادتين ) غير كافيتين فى حق المتكلم ، ولو واحد مؤمن أن محمد عليه الصلاة والسلام رسول العرب فقط ، وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، يُقال له : وقل ومحمد رسول الله إلى الناس كافة 0 وهذه حالات استثنائية وليست هى الأصل لكن الأصل أنه لا يزاد على الشهادتين 0 شخص مثلاً يؤمن أن اللــه هو المسيح عيسى ابن مريم فلما يأت ليسلم يقال له : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق 00 لأن هو فى رأسه أن عيسى هو الله فلابد أن يقر بما يدل على ضد عقيدة الكفر فيزاد على الشهادتين ويلزم بهذه الزيادة

· ولذلك لما يأتوا يشهدوا إسلام النصارى يلزموهم بقول هذه العبارة كاملة من حضر منكم أو من أسلم من النصارى منكم فى بعض المجالس الرسمية عندما يعلن الشخص إسلامه يقولوا له : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم يقول عيسى ؟ يقول رسول مريم ؟ عبد صالح إشعاراً بلأنه لا يعتقد أن عيسى إله وأن مريم إله أو ثالث ثلاثة أو ماشابه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

·وفى السعودية وغيرها فى بعض المحافل دائماً يلزموهم عندما يسلم النصارى وكانوا يسلموا بكم كبير ما شاء الله فكانوا يكررون ورائهم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق 00 الخ أنت كمسلم من باب تحقيق حقيقة الإيمان دائماً تنظر إلى أمرين : الأول : الإيمان الجازم أن لا يكون عندك ريب أو شك فى أى مقتضى من مقتضيات الإيمان بحيث دائماً تعمق فى معتقدك أن يكون تصديقك تصديق جازم غير مشكوك فيه ولا متردد ولا مرتاب 0 ثم الإقرار بالشهادتين من خلال فهمك لمعنى الشهادتين لتحقيق حقيقة الإيمان وليس لمقتضى الحكم بالإسلام مثل ما ذكرت فى المرة السابقة إشارة ومثل ما سوف أذكر بعض الكلام أيضاً إن شاء الله 0

سؤال من أحد الإخوة عن الأولاد وهل يثبت لهم الإسلام أم لا ؟ وكيف يعاملوا إذا ماتوا قبل البلوغ ولم ينطقوا الشهادتين ؟

الإجابة : الأولاد عمل من عمل الآباء ما لم يكلف ، هذا بالإتفاق بين أهل السنة بمعنى لو طفل مات من أبوين نصرانيين فأين يدفن ؟ وكيف يعامل ؟ يعامل معاملة النصارى ولا يقال هذا على الفطرة فهو مسلم وذلك لأنه لاحق بأبويه 0 والولد الصغير من الأبوين المسلمين : الصبى الذى عنده شهرين ، ستة ، سنة : إذا مات يعامل معاملة المسلمين مع أنه لم ينطق بالشهادتين 0 فالولد من أعمال الأبوين أو من أعمال من تربى عندهم ، بمعنى لو أن المسلمين أغار على بلاد النصارى وأخذوا منهم بحكم الإسلام أطفال ونساء سبى وكان هؤلاء الأطفال صغار ( ستة شهور ، سنة ) وأخذهم المسلمين عندهم إذا مات هؤلاء الأطفال وهم من أبوين نصرانيين على خلاف بين العلماء لكن الصحيح على مذهب أحمد وغيره أنهم ( الأولاد ) يعاملون معاملة المسلمين لأنهم فى حجر وملك وسبى المسلمين 0 لكن عموماً من غير اختلاف ماذا نفعل فى أى ولد يموت من أولاد المسلمين قبل أن يكلف ؟ يصلى عليه ويدفن فى مدافن المسلمين ويعامل معاملة المسلمين 0 وإن لم يقر بالشهادتين وهذا إلى أن يبلغ

سؤال : أحد الإخوة علق عن أطفال المشركين إذا ماتوا وهم عند المشركين فهم يعذبون فقال له الشيخ رداً على هذا :

الجواب : إن قضية ( يعذب ) هذه قضية أخرى فإنك تخلط وتدخل فى موضوع آخر 0
فهذا موضوع طويل وهو أطفال المشركين إذا ماتوا وهم فى حضن المشركين هناك خلاف طويل فى هذا الموضوع ذكر العلماء فيهم ثمان عشر قول وذكر ابن القيم فى كتابه " طريق الهجرتين " مبحث مطول فى مسألة أولاد المشركين هذا ليس موضوعنا المهم عندى أن تعرف الأحكام 0

الأولاد عمل من عمل الآباء هذه مسألة علمية وبالتالى يثبت للإنسان الإسلام إما بالشهادتين أو ما يجرى مجراهم وهو قرائن ثبوت الإسلام مثل رجل يصلى ، يعفو لحيته ، له ما يقتضى إسلامه بين المسلمين أو بالوالدين أو بالديار مثال : لو وجدت شخص متوفى على قطار أو غريق فى البحر فى بلد مسلمين والبلد بغالب أهلها بالناس وهذا الشخص ليس به علامة تدل على غير الأصل مثل صليب أو أهله نصارى 00 أو ما شابه إذن يلحق بهم لكن إذا لم يك هناك ذلك كله وهو فى بحر هذه البلد وغريب وغريق ولا يعرفه أحد ماذا يفعل به الناس ؟ يجروا عليه أحكام الإسلام ويكون لحق الإسلام به بماذا ؟ بالديار 0

· وأجمع أهل السنة على أن الله يطلب من العباد قولاً وعملاً والمقصود بالقول قول القلب وهو التصديق ، وقول اللسان وهو الإقرار إنما اختلافهم فى كون هذا المطلوب جميعه داخلاً تحت أسم الإيمان فبعضهم أدخله جميعه بما فيه من قول وعمل ، وآخرون أدخلوا جزء منه وجعلوا الجزء الآخر من مقتضياته وثماره 0

· هذه الفقرة متعلقة بالجزء الذى قمنا بشرحه من قبل وهو الاختلاف مابين أهل السنة والمرجئة فهو يعتبر أن أهل السنة وأبو حنيفة مذهباً واحداً وأن الخلاف الذى بينهم خلاف شكلى وأنا ذكرت أن هذا الكلام غير معتبر وأن الاختلاف بينهم خلاف حقيقى لكنه أزهرى أصلاً فهو يدافع عن أبى حنيفة هذا مسلك محمود منه لكن هذه فقرة ليس لها قيمة باعتبار أنه يريد أن يقول أن سواء قلنا الأعمال داخلة فى مسمى الإيمان أو غير داخلة فى مسمى الإيمان فهذا هو الخلاف الذى بينهم . فأنا شرحت هذا فى المحاضرة السابقة ووضحت أن الخلاف الذى بينهم ليس هو هذا فقط 0
· وأجمعوا أيضاً على أن العبد لو صدق بقلبه وأقر بلسانه وأمتنع عن العمل بجوارحه فإنه يكون عاصياً لله وللرسول ومستحقاً للوعيد الذى ذكره الله فى كتابه وأخبر به الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم 0

· هذه الفقرة تحتاج إلى ضبط بمعنى من حقق الإيمان خرج من الكفر، ، والإيمان عند أهل السنة مرحلتان مكون من جزئين الجزء الأول وهو الأصل والجزء الثانى وهو الكمال وقد شرحت هذا من قبل عندما مثلنا له بالبيت والأساس ( راجع المحاضرة الثالثة ) فهم قالوا من يحقق الأصل يخرج من الكفر وأن لم يحقق الكمال لا يكون كافراً ولكنه يكون عاصياً 0 فالكفر متعلق بالأصل والكمال متعلق بالعصيان والفسوق

0 فهو هنا يقول :
· وأجمعوا أيضاً على أن العبد لو صدق بقلبه وأقر بلسانه الذى هو حقيقة الإيمان أى فه يقصد الأصل فهو يقول أنهم أجمعوا على أن العبد لو حقق الأصل يكون قد نجا من الكفر ويكون ما يتعلق بالعمل كمال أى متعلق بالعصيان 0 هذه العبارة تشعر بأن الأعمال كلها كمال ، وبالطبع هذا كلام غير متفق عليه ولا مجمع عليه بل مجمع على أن من الأعمال ما هو كفر فقد أجمعوا على وجوب توقير الرسول عليه الصلاة والسلام ومن تركه كفر ، وأجمعوا على وجوب حفظ الكعبة من الامتهان ، وأجمعوا على وجوب حفظ المصحف من الامتهان 0 وهذا كله أعمال وهذه الأعمال كلها تركها كفر - أنا أتكلم على المجمع عليه وليس المختلف فيه كالصلاة الذى لا يستطيع أحد المماراة فيه أو الجدل فيه لماذا ؟ لأن عندما تتكلم فى إثبات قضية ينبغى أن تتكلم فى المثبت أو بالمتفق عليه أو المجمع عليه الذى ليس فيه مقال بحيث تثبت به القضية ثم تضيف عليه غيره ، إذن فنحن نقول أن إجماعهم كان على أن من حقق أصل الإيمان خرج من الكفر 0 فما هو أصل الإيمان ؟ كل مقتضى إيمانى تركه كفر: لو شخص لم يؤمن بالكتب ، لم يؤمن بالرسل ، لم يؤمن باليوم الآخر ، لم يؤمن بالقدر ، لم يؤمن بوجوب توقير الكعبة ، لم يؤمن بوجوب توقير المصحف ، لم يؤمن بوجوب توقير الرسول عليه الصلاة والسلام : كل هذه مقتضيات إيمانية تركها كفر0 لو شخص لم يؤمن بوجوب الصلاة بعد العلم بها ، لم يؤمن بوجوب الزكاة هذه مقتضيات تركها كفر 0 إذن ما هو الأصل ؟ كل مقتضيات الإيمان سواء إعتقادية قوليه عملية التى تركها كفر ، لو شخص قال أنا معتقد وآمنت بالله لكن لا أؤمن بوجوب توقير الكعبة ،لا أؤمن بتوقير المصحف مع أنه مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله 0

سؤال من أحد الأخوة عن معنى توقير الكعبة

فأجاب الشيخ عن ذلك فقال : أى حفظها من الامتهان ، والامتهان متعلق بهدمها ، تنجيسها ، تعمد تكسيرها ، سبها ، وصفها بالمزرى ، قولهم الناس تذهب تطوف حول قطع حجر كذا ويسب فهذا أزدرى الكعبة 0 وبالنسبة للمصحف : امتهانه بإلقائه ، الجلوس عليه ، فقد جاءت الفتوى بأن من جلس على مصحف بأن وضعه على مقعد مثلاً وجلس فوقه يكفر وهو يعلم أنه مصحف فقد يجلس عليه ظناً منه أنه كتاب حساب مثلاً 0 وكذلك من أعطاه آخر مصحف فرماه قائلاً ولا مصحف ولا غيره يكفر والعياذ بالله لأن هذا منافى لأصل إيمانى وهو وجوب توقير المصحف 0 لو شخص سب النبى صلى الله عليه وسلم أو ازدراه أو همزه أو لمزه فالفتوى قامت على أن من قال ثيابه وسخه كفر ، مجرد أن تقول فقط أن النبى صلى الله عليه وسلم كانت ثيابه قذرة ، لأن هذا فيه ازدراء ، فيه تنقيص وأنت مطالب كلما ذكرته أن تذكره بالمقام المكرم لأن هذا أصل إيمانى 0
المهم أن تفهم أن هذه أمور عملية أو قوليه تركها كفر فلا تقول : أنهم أجمعوا على أن من صدق وأقر ومهما عمل فهو عاصى 00 لا 00 لأن هو نفسه الدكتور / محمد نعيم ياسين ذكر فى الفقرة
رقم 4 هذا الكلام ( أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه وأمتنع عن العمل بجوارحه فإنه يكون عاصياً لله ولرسوله 000 ) وفى الفقرة رقم 6 ذكر ضدها ولذلك هو قد أضطرب جداً فى هذا الجزء ، وهذا الجزء فى كتاب الإيمان كله الذى كان ينبغى أن يحذفه وهو جزء حقيقة الإيمان لأنه أضطرب فيه اضطراباً شديداً ولم يستطع ضبطه وأنا قمت بشرح هذا الكتاب لحبى للدكتور/محمد نعيم ياسين ولكن اضبط هذه الجزئيات 0

· عودة إلى الفقرة رقم 4 فهو يقول : وأمتنع عن العمل بجوارحه فإنه يكون عاصياً لله ولرسوله 00 فهذه العبارة تشعر بالامتناع عن العمل على الإطلاق بجوارحه أى كل العمل لم يعمل شيء قط ، وفى الفقرة رقم 6 يقول ( أذكر ذلك هنا لأوضح لك الاضطراب الموجود ) ولا خلاف بين أهل السنة أن ما تقدم من تعريف الإيمان بالقول والتصديق والعمل إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى واستحقاق دخول الجنة وعدم الخلود فى النار وأن الإيمان بالنظر إلى أحكام الدنيا فهو مجرد الإقرار باللسان والنطق بالشهادتين فمن أقر به أجريت عليه الأحكام فى الدنيا فطولب بإلتزامهما وأعطى حقوقهما ولم يحكم عليه بكفر إلا إذا جاء بما ينقضهما من القول والعمل 0

فهو فى الفقرة رقم 4 قال فمن لم يعمل بجوارحه فهو عاصى وهنا فى فقرة 6 قال لا يحكم عليه بكفر إلا إذا ناقضهما بالقول والعمل فواضح الإضطراب الشديد وأن المسألة غير مضبوطة بالصورة التى كانت تنبغى 0 لكن يهمنى أن تفهم الحقائق من خلال العناوين التى نقرأها بحيث تكون المسألة واضحة بالنسبة لك وهى أنه الكلام لا يكون بالطريقة التى ذكرها الدكتور / محمد نعيم ياسين فى الفقرة 4 إنما يكون الكلام متعلق بأننا نقول - بعد أن تحدثنا عن تحقيق حقيقة الإيمان تكلمنا عن مسألة أخرى من مسائل الإيمان - أن من حقق أصل الإيمان خرج من دائرة الكفر ومن حقق كمال الإيمان حقق الإيمان كله ومن قصر فى الأصل كفر ومن قصر فى الكمال عصى ( يصير صاحب معصية ، صاحب فسوق ) هذا من قصر فى الكمال لكن لا نقول من صدق وأقر إنما نقول حقق الأصل ، لأن الأصل يوجد منه اعتقادات وأقوال وأعمال ، والكمال كذلك منه اعتقادات وأقوال وأعمال 0
يقول فى فقرة رقم 5 : وأجمعوا أيضاً على أن مرتكب الكبيرة ليس كافراً مادام غير مستحل لها وإن مات قبل التوبة عنها فالجمهور من أهل السنة وإن جعلوا العمل جزءاً من الإيمان إلا أنهم لم يقولوا بتكفير المصدق بقلبه المقر بلسانه إن لم يعمل 0 والحنفية وإن أخرجوا العمل من الإيمان إلا إنهم اعتبروه من لوازمه ومقتضياته والكل متفقون على عدم التكفير بترك العمل 0
هذه أيضاً نفس القضية التى خالفها فى الفقرة السادسة - ومن باب إحسان الظن بالدكتور / محمد نعيم ياسين نقول إنه يقصد غالب العمل - هذه النقطة هامة جداً 0 ماهو معتقد أهل السنة فى مرتكب الكبيرة ؟ معتقد أهل السنة فى صاحب الكبيرة أنه :

1- صاحب الكبيرة لا يكفر ما لم يستحل فإن استحل الكبيرة كفر 0 والمقصود بالكبيرة هى مادون الشرك الأكبر من اعتقادات أو أقوال أو أعمال 0 فإن استحل الزنا كفر ، وإذا إستحل الربا كفر ، وإذا استحل ترك الزكاة كفر ، وإذا استحل ترك الصيام كفر 00 لماذا؟ لأن هذه كبائر 0

2- إن لم يستحلها فهو ناقص الإيمان فاسق بكبيرته مؤمن بأصل الإيمان 0

3- صاحب الكبيرة لا يسمى كافر إلا إذا سماه الشرع كافر 0 هل يسمى الشرع صاحب الكبيرة كافر ؟ أى نعم سمى الشرع صاحب الكبيرة فى بعض الكبائر كافر كما فى قوله صلى الله
عليه وسلم : { لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض } وكما فى قوله صلى الله عليه وسلم: { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر } ، وكما فى قوله صلى الله عليه وسلم :{ من أتى عرافاً فصدقه أو أتى امرأته فى دبرها فقد كفر بما نزل على محمد } وكما قال صلى الله عليه وسلم : { سنتان فى أمتى هما بهما كفر الطعن فى الأنساب النياحة على الميت }كل هذا من الكبائر التى سماها الشرع كفر 0 فلا يسمى صاحب الكبيرة كافر تسمية وليس حكماً - مجرد اسم - إلا بما سماه الشرع

4- انه إن تاب منها قبل الموت تاب الله عليه ، وان مات قبل أن يتوب فهو فى مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له بخلاف المشرك أو الكافر فإنه إن تاب منه تاب الله عليه وإن مات قبل أن يتوب فإنه لا يغفر الله له أبداً كما فى قوله تعالى :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك ( وكل الكبائر مادون ذلك ) لمن يشاء } هذا ملخص معتقد أهل السنة فى صاحب الكبيرة لكن 00 لا نقول بما قال الدكتور / محمد نعيم ياسين ، وهو أنهم متفقون على أنه لا يكفر وإن لم يعمل أ0هـ 00 لا 00 فهناك أمور يكفر بها إن لم يعملها يقول فى الفقرة السادسة فيما اعتبره تلخيص لمسائل الإيمان وحقيقة الإيمان عند أهل السنة وهى فقرة هامة ومنضبطة وجيدة جداً 0 ولا خلاف بين أهل السنة أن ما تقدم من تعريف الإيمان بالقول والتصديق والعمل إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى واستحقاق دخول الجنة وعدم الخلود فى النار وأن الإيمان بالنظر إلى أحكام الدنيا فهو مجرد الإقرار باللسان والنطق بالشهادتين : فمن أقر بهما أجريت عليه الأحكام فى الدنيا فطولب بالتزاماتهما وأعطى حقوقهما ولم يحكم عليه بكفر إلا إذا جاء بما ينقضهما أى التصديق والإقرار أى بالشهادتين من القول والعمل 0

هذه الفقرة يقرر فيها حقيقة مهمة ق أشرت إليها من قبل فى الدرس الماضى فمن خلال هذه الفقرة نفهم مايلى :
عندما نتعلم فيما بيننا من خلال كتاب ، محاضرة ، درس مقتضيات الإيمان من اعتقادات من أقوال من أعمال : هذا يسمونه الإيمان النافع ، ما الذى يصلح قلبك ، ما الذى يطمئن قلبك 0 {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ما الذى ينفع عند الله إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً} 0

هذا الإيمان بهذا التركيب ( اعتقاد وقول وعمل ) اعتقاداً جازماً غير شاك ولا مرتاب ولا متردد هذا يسمى الإيمان عند الله أى الإيمان الذى يرضاه الله من عباده ويترتب عليه دخول الجنة ويترتب عليه الانتفاع برضا الله عز وجل والبعد عن سخطه 0 هذا هو الإيمان فهل هناك نوع آخر من الإيمان ؟ نعم 0 فما هو هذا النوع الثانى ؟ هو الإيمان الحكمى أى القدر الدنيوى من الإيمان لو مثلنا الإيمان كله بعشر نقاط ولا ينتفع العبد يوم القيامة ولا يكون من أهل الجنة إلا إذا حقق العشر نقاط أو على الأقل ثمانية فيكون الإيمان النافع00 الإيمان عند الله 00الإيمان الحقيقى 00 حقيقة الإيمان 00 الإيمان بمدلول الكتاب والسنة هو العشر نقاط - هذا مثال - لكن منه نقطتين من العشر هما إيمان دنيوى ( أى يثبته الناس أو يحكم به الناس بعضهم بعض ) فإذا سألتك عن شخص ما تقول هذا نصرانى ، هذا شيوعى من روسيا ، هذا سيخى من الهند ، وهذا مسلم فتصف لى البشر فعلى ماذا بنيت تصنيفك هذا ؟ ليس بحاسة الشم مثلاً لكن بناء على مقتضيات حكمية تثبت بها أحكام فأصبح عندنا نوعان من الإيمان :

أ - إيمان عند الله ( العشر نقاط )

ب - والإيمان فى الدنيا ( ليس معناه شيء آخر غير العشر لكن هو جزء من العشر ) هذه هى المعلومة الأولى 0 والمعلومة الثانية هى : لماذا هناك نوعان من الإيمان إيمان فى الآخرة وإيمان فى الدنيا بمعنى : هناك إيمان عند الله بعشر نقاط ، وإيمان دنيوى : لماذا لا يكون إيمان واحد بحيث نقول الإيمان عند الله عشر نقاط وعندنا عشر نقاط ؟ لأن العشر نقاط لا يستطيع إحصاءها إلا الله لأن هناك من العشر نقاط سبع أو ثمانية خاصة بالقلوب أو خاصة بالنوايا أو خاصة بالإخلاص أو خاصة باليقين ، وهناك منها خاص بالكلام والعمل 0 حتى العمل منه ما يستطيع العباد أن يثبتوها على بعض وهناك أشياء لا يستطيعوا إثباتها فإنك قد تقابل شخص وتسأله إن كان صائماً أم لا فيخبرك أنه صائم فتأخذه يفطر لديك وتكون فرحاً لأنك أفطرت صائماً وهو يكون غير صائم وبذلك لا تكن أفطرت صائماً لأنه يأكل طيلة اليوم لكن أنت لا تستطيع أن تثبت إن كان صائماً أم لا مع أنه عمل دنيوى يتم فى الدنيا 00إذن أمور القلوب كلها لا يملكها إلا الله بل هناك من أمور الأعمال ما لا يستطيع إثباتها أو العلم بها إلا الله فأصبح عندك أعمالاً كثيرة لا تستطيع أن تعرفها لكن أستطيع أن أعرف هذا الرجل قال لا إله إلا الله أم لم يقلها لأنى أستطيع أن أسمعها بأذنى ، لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن هم فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم 0 }

ولأنه يعرف أن هناك بقية العشر نقاط فهؤلاء أثنين أو ثلاثة أين بقية العشر فقال{وحسابهم على الله} فما معنى وحسابهم على الله أى لو كان عندهم بقية العشر سيكونون فى الجنة وعندهم الثلاثة والسبعة الباقية غير موجودة سيكونون من المنافقين لكن لا أستطيع أن أتأكد إلا من هؤلاء النقاط الثلاثة فقط 0 من الذى يقول هذا ؟ النبى صلى الله عليه وسلم يُعلـْمنـا أنه نفسه لا يقدر أن يضبط إلا الثلاثة الذى هو الإيمان الظاهر ومن أجل ذلك كان لا بد أن يكون هناك نوعين من الإيمان :
· إيمان حكمى الذى هو عند الناس أى عندنا فى الدنيا .

· إيمان حقيقى الذى هو الإيمان الكامل العشر نقاط كاملة الله عز وجل لا تخفى عليه خافية والله يقدر على كل شئ فيقف على العشر كاملة فى المثال الذى ذكرناه فإنه يقف على حقيقة الإيمان من قلب كل عبد فلما كان هناك أمور لا يُحصيها إلا الله فجعل الإيمان : إيمان عند الله وهو الحقيقى ، وإيمان عند الناس وهو الذى تجرى عليه الأحكام ، لو سألتك عن شخص ما تقول : نعم إنه أخ مسلم ، فإن سألتك : ومخلص وتقى ومحب لله وصادق بيقين ؟ تقول : الله أعلم 0 لماذا لم تعرف هذا ؟ لأن هذه هى الحقيقة ، تلك الحقيقة التى عندما سألتك هل هو مسلم ؟ لم تقل الله أعلم وإنما أجبت بأنه مسلم وفى الأمور الأخرى قلت لى : الله أعلم 0 هذا جواب صحيح فرقت بين ما تعرفه وبين ما لا تعرفه 0 فهو هنا يقول نفس الكلام أقرأ بهدوء الفقرة السادسة والاختلاف بين أهل السنة أن ما تقدم من تعريف الإيمان بالقول والتصديق والعمل إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى واستحقاق دخول الجنة وعدم الخلود فى النار ، هذا هو النوع الأول ( الإيمان الحقيقى - الإيمان عند الله ) وأن الإيمان بالنظر إلى أحكام الدنيا فهو مجرد الإقرار باللسان والنطق بالشهادتين هذا هو النوع الثانى
( الإيمان عند الناس - الإيمان الحكمى )0

ففى النوع الأول قال : بالنظر إلى ما عند الله

والنوع الثانى قال : بالنظر إلى أحكام الدنيا 0
وفى النوع الثانى قال فهو مجرد الإقرار باللسان نعم بالطبع فمثلاً إذا أسلم نصرانى فماذا يفعل ؟ مجرد الإقرار فإذا ردد الشهادتين صار مسلماً وبعد أن كان جورج أصبح أخونا محمد وتدعو له بالثبات وتطلب منه الإخلاص لكن أثبت له الإسلام بمجرد الإقرار 0
افترض أنه جاء وقت الصلاة ولم يُصل ثم بعد ذلك أصبح منكر للصلاة والصيام ومنكر للحلال والحرام 0 فما هى الحكاية ؟
الإقرار يُثبت به أصل الإسلام ولا يُحكم عليه بكفر بمجرد الإقرار بالشهادتين أصبح مسلماً 0

فمتى تحكم عليه بكفر ؟ إذا أتى بما ينقضهما من القول والعمل ( فى الكتاب )
ولذلك عند التعريف نقول : مناط الحكم أو الحكم بالإسلام ظاهراً أو الإيمان الحكمى هو : الإتيان بالشهادتين ما لم يأت معهما بناقض ( ناقض من النقض ، والنقض هو الهدم " ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها " بعد أن غزلت من الخيط غزلاً أصبح خيطاً مرة أخرى بفكها إياه بعد أن صار ثوباً سميكاً أو كالجدار الذى بعد أن ارتفع وعلا نُقـِض أى هُدِم وصار كأن لم يك0

ولذلك يقال ما لم ينقضهما بقول أو عمل وهنا يثبت أن القول منه ناقض والعمل منه ناقض 0 إذن الإيمان عند الله التصديق والإقرار والعمل ، والإيمان فى الدنيا الإقرار ما لم يأت معهما بناقض 0 لذلك إذا قال شخص لا إله إلا الله ولم يأت معها بكفر كسبّ الدين ، وترك الصلاة ، الاستهزاء ، لا يطعن فى شرع الله ، لا يستخف بالإسلام والمسلمين ، لا يسب الرسول صلى الله عليه وسلم نقول عليه مسلم مع أنه قد يرتكب معاصى ويأت بذنوب 0


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-20-2012 الساعة 01:26 AM
رد مع اقتباس