عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 07-17-2012, 01:37 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

ومما يميز أهل المظلومية أيضاً تلبيس الحق بالباطل،فينشرون الفساد باسم الإصلاح،والعبودية وإذلال الشعوب باسم الحرية،والظلم باسم العدالة، والخوف باسم الأمن،والحروب باسم السلام العالمي،والجاهلية باسم الإسلام الصحيح،ويصفون كل من يتكلم في تبديع من يضيف شيئاً إلى الإسلام ليس منه بالجمود والتقوقع ويحرفون الكلم عن مواضعه باسم التجديد والإبداع والتطور الفكري الحضاري،ولقد ذهبت أصوات دعاة ومشايخ أهل السنة وبحت حناجرهم وهم يقولون:" الإبداع في كل مجالات الحياة مالم يخالف الشرع أو ينشر الضرر بين الناس أمر محمود شرعاً ويثاب صاحبه عليه بإذن الله تعالى،وإضافة شيء إلى دين تم واكتمل بدعة واتهام لصاحبها بالتقصير"وكنا وما زلنا لا نقلل من أهمية العقل والفكر ولا الحضارة،وكل ما نريده من هؤلاء أن يذهبوا بعقولهم إلى ما ينفع البشرية من طب أو كيمياء أو ذرة أو اقتصاد ويتركوا أمر الدين لعلماء الدين ولا نريد منهم أكثر من ذلك .
وما يميز أهل المظلومية أيضاً إفسادهم للعبادات المشروعة بقصد تصحيحها،فمن ذرائع من قالوا بأن نزع الحجاب واجب في عصرنا هذا قولهم بأن مشكلة من ينظر إلى المرأة أو يعاكسها أو يحاول فعل شيء مشين لها ليست في حجاب المرأة ولا نقابها،بل هي مشكلة في عقل ذلك الشاب،فإذا اكتمل عقله لن يفعل أمراً معيباً حتى ولو كان في مجتمع ليس فيه إلا النساء،وهذا أيضاً قول إبليس الذي اغتر بنفسه وعبادته وظن بأنه ليس بحاجة إلى تنفيذ أمر السجود،وهو أيضاً قول الصوفية وأرباب الطرق،وإليكم هذه الأبيات لشيخهم وقرة أعينهم ماحي الدين ابن عربي:
ألا بذكــــر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصــائر والقــــلوب
وترك الذكر أحسن منه حالا فإن الشمس ليس لها غروب
المواهب السرمدية 161 وهو أحد أمهات كتب الطريقة النقشبندية
وليتهم اكتفوا بهجر العبادات وتحقيرها،اقرأوا معي هذا البيت لشيخهم وحبيبهم الحلاج:
كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح
الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 واحتج به السرهندي في مكتوباته (ص 282).
ديوان الحلاج ص 39
وأما عن صلة الصوفية بالفلسفة فلقد بيناها في مبحث سابق،ويكفي أن نعرف بأن أصل كلمة صوفية على عدة أقوال،فمنهم من قال بأن أصلها من الصوف لأنهم كانوا يلبسونه تقشفاً وزهداً في الدنيا، ومنهم من قال بأنهم منسوبون بأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين والأنصار الذين كانوا يجلسون عند الصفة في المسجد النبوي،ومنهم من قال بأنها نسبة إلى صفاء النفس وتخليصها من الشوائب والشهوات،وما يهمنا أن هناك مقولة تقول بأنها مأخوذة من كلمة صوفيا ،ونحن نعلم بأن مصطلح الفلسفة عبارة عن كلمتين هما فيلو ، وصوفيا،وأن فيلو باليونانية تعني المحبة،وصوفيا تعني الحكمة،والترابط بين الصوفية والفلسفة والعلمانية دليل على أنها ليست من عند الله،لأن الدين ما نزل عن طريق الوحي،والفلسفة هي ما نتج عن العقول الفارغة ،ولعل هذا ما قصده رسول الله صلى الله عليه و سلم من وصفه للخوارج بأنهم:"أحداث الأسنان،سفهاء الأحلام"
والصوفية أيضاً عانوا من المظلومية،ودروشتهم وذلهم أمام مشايخهم وتبركهم بهم أمر معروف لا يخفى على أحد،ونضيف إلى ذلك التكفير وإليكم هذا النص من كتبهم
"وإياك أن تقول: طرق الصوفية لم يأت بها كتاب ولا سنة فانه كفر"
الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ص 31.
والخلاصة بأنهم يدعون بأن المرء عندما يصل إلى مرحلة معينة من الذوق والقرب من الله فإنه لا يحتاج إلى العبادة،وكذلك العلمانيون يظنون بأن المرأة عندما تصل إلى مرحلة فكرية معينة،والشاب يصل إلى مرحلة فكرية معينة،لا يحتاجان بعدها لأن يحتجبا عن بعضهما،وهذا كله من تلبيس إبليس شاءوا أم أبوا فلا يوجد من هو أتقى و أنقى وأذكى من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يترك الصلاة ولا الصيام حتى توفاه الله عز وجل.
جاء في كتاب " أسئلة حرجة و أجوبة صريحة" و هو عبارة عن أسئلة وجهها مؤلف هذا الكتاب إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي ص 9 – 10 ما يلي:
" و قلت للشيخ محمد متولي الشعراوي: { إن هنالك أسئلة حائرة في أذهان الشباب لا نجد لها التفسير الذي يتلاءم مع مفهوم العصر، و لقد قدم بعض المفكرين اجتهادات التفسير، بعضها أجاب على أسئلة ، و بعضها جانبه الصواب، و لكنني من متابعتي لأحاديثك كل ما تقوله أرى أنك أكثرهم التزاماً و دقة في التفسير، و إنني أتمنى أن تقوم بتفسير للقرآن يطبع و يوزع، لأن هذا خدمة جليلة للدين، معينة للشباب على ألا ينحرف و تجرفه التيارات المختلفة التي تزين له الدنيا ،و تزين له المعصية ، و تصور له الدين على أنه تخلف و سلفية و رجوع إلى الماضي ، و بُعْدٌ عن الحضارة و أفيون للشعوب}
وعقدة المظلومية بغض النظر عن العقائد موجودة عند المجرمين وأصحاب الجنايات والعصاة وهذا أمر معروف عند أي شخص لديه اطلاع على علم النفس الجنائي،فالسارق يسرق المال من الغني وهو يقول في نفسه:"لقد قضيت الكثير من العذاب في حياتي ،وهذا الغني لديه ما هو فوق حاجته وزيادة عليها مرات ومرات،وليس له حق في الفائض"بل وربما يقتل صاحب المال ويعتدي على عرضه من أجل هذا الشعور الوهمي الكاذب بالاضطهاد،وفاتنا أن نذكر أن المظلومية دائماً وفي مختلف الظروف وأطياف الناس مفتعلة وكاذبة ووهمية
وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعق والديه أو أحدهما،فلا نجد أحداً أحن على الولد من والديه وأمه على وجه الخصوص، ودافع كل من يصرخ في وجه أمه أو أبيه أو يعقه نجده سخيفاً أيضاً،إما أن زملائه في المدرسة لديهم موبايلات وهو ليس لديه موبايل،أو أن حصتهم من مصروف الأب أكبر من حصته،أو أن صاحبه تعرف على فتاة وأحبها وأحبته وهو ليس لديه صاحبة ،وبالمثل للفتاة التي ترى من هي أجمل منها أو تجذب الشباب أكثر منها،فيتولد عنده شعور بالنقص في شخصيته ويشك في وسامته ويقف أمام المرآة كثيراً وكثيراً،ويزداد الشعور بالاضطهاد والحسد ،بل ويتحرك الحسد عندما يتفوق عليه زميله في التحصيل العلمي،وغيرها من الأسباب التي جعلت المؤسسات التعليمية في بلدان المسلمين أماكن للفساد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وينبغي علينا أن نقول بأن صاحب المظلومية أياً كان،في نهاية المطاف يصل الأمر به إلى الندم ،وإبليس قبحه الله يندم أيضاً ولكن في خطبته التي يلقيها على أهل النار: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
فهو لا يعاند إلا نفسه،ولا يناقض إلا نفسه،ولا يخادع إلا نفسه،ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
والآن نأتي إلى العلاج الرباني لمسألة المظلومية والتي تتجلى في السنة المطهرة، أولاً:وضع لها الوقاية والحمية،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الموجود في صحيح البخاري:" ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية"
وإليكم هذه الرواية الموجودة في كتب الرافضة:" قال الصادق عليه السلام: (( من ضرب يده علي فخذه عند المصيبة حبط عمله )) الكافي 3\225 ذكرى الشيعة 71 الوسائل 2\ 914والكافي وحده بمثابة صحيح البخاري عندنا ولا تشبيه،وسبب تسميته بالكافي هو أنه على حد زعمهم عرض على المهدي فقال عنه كما في رواياتهم:"هذا الكتاب كافٍ لشيعتنا"
يعني كل هؤلاء الذين ذكرناهم سابقاً يفعلون أفعال الجاهلية على أقل تقدير وبشهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم بما فيهم العلمانيون وإن اشتقت العلمانية من العلم فهي جاهلية.
1. نأتي الآن إلى الدواء والعلاج الذي وضعه الوحي المنزل ،تدبروا معي هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يودع البلد التي عاش فيها 53 سنة:{والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت}
الراوي: أبو هريرة و عبدالله بن عدي بن الحمراء المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 2/288
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلقد أقر الإسلام المشاعر الإنسانية والحزن ولم ينكرها،لكن هو عاب أمراً آخر نراه هنا:"أخذ النبي بيد عبد الرحمن بن عوف حتى أتى به النخل ، فإذا هو بإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه و سلم في حجر أمه ، وهو يجود بنفسه ، فذرفت عيناه ، فبكى ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله تبكي ، ألم تنه عن البكاء ؟ ! فقال : إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ، ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنة الشيطان ، وهذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم لولا أنه قول حق ، ووعد صادق ، وسبيل مأتية ، وأن آخرنا يلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون ، تبكي العين ، ويوجل القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب"
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 3/286
خلاصة حكم المحدث: حسن
الآن هو قادم من هذا البلد،ونعلم من سيرته العطرة صلى الله عليه و سلم ما لقيه خلال 13 سنة فضلاً عن أنه يتيم لم يعرف أباه ولا أمه ،لقد وصل إلى المدينة المنورة التي يقول الله تعالى عنها:" وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التي أخرجتك"ولو راجعنا سبب نزول هذه الآية لوجدناها الرواية الأولى التي ذكرناها قبل قليل ألا وهي:"والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"المهم أنه وصل إلى قرية فيها قبيلتي الأوس والخزرج،القبيلتان المعروفتان بشدة بأسهما في الحرب نتيجة للفتن التي كان يثيرها اليهود،ماذا سيفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فور وصوله؟
تعالوا بنا ننهل من معين مدرسة محمد صلى الله عليه و سلم .
قال فور وصوله:"يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم و أطعموا الطعام و صلواالأرحام و صلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام "
الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: ابن حجر العسقلاني -
المصدر: الفتوحات الربانية - الصفحة أو الرقم: 5/278
خلاصة حكم المحدث: حسن
وتدبروا ما قاله الراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال:" لما رأيتُ وجهه علمتُ أنّ وجهه ليس بوجهٍ كذّاب"يعني لن يقوم الحق والعدل ولن تنعم البشرية وبالراحة إلا بالصدق لا بالكذب وإن تسمى بالتقية أو الكذبة البيضاء أو الغاية تبرر الوسيلة .
وقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:"أفشوا السلام بينكم"أي أن الإنسانية لن تنعم بالحضارة والتقدم إلا بالأمن و السلام وحفظ الدماء والأموال والأعراض.
وقوله صلى الله عليه و سلم :"أطعموا الطعام"ولم يقل طعامكم وأراضيكم ليست لكم بل هي للفقراء والفلاحين،بل أطعموا الطعام حتى تفشوا المودة بينكم وينكسر الحاجز بين الأغنياء والفقراء دون التعدي على ملكية الغير.
وقوله صلى الله عليه و سلم:"صلوا الأرحام"يعني تعزيز وتمتين وتمكين الروابط الأسرية.
وقوله صلى الله عليه و سلم:"صلوا بالليل والناس نيام"يعني كل ما سبق على صعيد الحياة الدنيا ولا تنسوا بأنكم بحاجة للروحانيات والتثبيت من رب البريات فاستعينوا بقيام الليل والتضرع إلى الله وحده لا شريك له.
وأما مكافأة من يقوم بكل هذه الأعمال فهي:"تدخلوا الجنة بسلام"والراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه كان وقتها حبراً يهودياً كما هو معروف،لما سئم من كذب قومه اليهود وتدليسهم وعرف أن محمداً صلى الله عليه و سلم ليس بالكذاب،ولما سمع هذه العبارات التي أجزم والله أعلم بأنه فهمها كما فهمناها الآن،دخل في الإسلام وربحنا صحابياً جليلاً ولله الحمد من قبل ومن بعد،ولاحظوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر السلام في بداية الحديث وفي نهايته وأن اسم الصحابي الجليل الحبر اليهودي قبل لحظات هو عبد الله بن سلام
هذا هو نبينا عليه الصلاة والسلام،لم يشق جيباً ولم يلطم وجهاً وحاشاه،لم يأمر بسب ولعن أبي جهل وأبي لهب على المنابر،لكنه قال عبارة واحدة هي ومضة نور من مشكاة نبوته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وأمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً.
وهنا أيضاً سنجد مصيبة أخرى وقع فيها أهل المظلومية،فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة موجزة جامعة مانعة مشرقة ،وأهل المظلومية سواءاً كانوا من الفلاسفة أو غيرهم غرقوا في بحور من الكتب والمجلدات والفلسفات والأيديولوجيات والنظريات والأفكار وكل هذا كلام في كلام في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع،بل والكثير من الفلسفات بلغت من التعقيد ما يعجز أقوى الأخصائيين عن فهمه وحل رموزه وفك شيفراته،وعندما يترجم على الواقع يحدث من الفساد ما لا يحمد عقباه كما نرى ورأينا وسنرى في الماضي والحاضر والمستقبل،يصدق على هؤلاء قول ابن القيم رحمه الله تعالى:
ومن العجائب والعجائب جمة ******* قرب الشفاء وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ****** والماء فوق ظهورها محمول
يعني خلاصة الكلام،أهل المظلومية كثيروا الكلام قليلوا الفعل، وإن فعلوا أفسدوا وضلوا وأضلوا،وأهل المنهج الحق قليلوا الكلام كثيروا الفعل،وفعلهم نسأل الله له القبول والإخلاص والسداد والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه
وأهل المظلومية عالة على غيرهم إلى درجة الإجرام إن لم يتم تنفيذ ما يشبع شهواتهم ورغباتهم وعديموا المسؤولية وإن تسلموا مواقع القيادة،وأهل الحق متفانين في خدمة البشرية بأكملها وإنقاذها لا يطلبون إلا وجه الله الخالص،ومن أراد أن يعاين حلاوة شعور هؤلاء فليمتثل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"وليعتبر نفسه منذ هذه اللحظة أباًَ وقائداً لكل الناس إلى الخير،حتى ولو حمل السبف للجهاد فلا يحمله إلا للحق ولا يقتل إلا بالحق ولا يقرع نخلة ولا يقتل طفلاً ولا شيخاً ولا راهباً يتعبد في صومعته و تذكروا :
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي:يفكر في نفسه
الإيجابي:يصنع الظروف
السلبي:تصنعه الظروف
نبدأ بعون الله و توفيقه الحديث عن المنظمة الماسونية العالمية، كلمة ماسونية ترجمتها هكذا:
(freemason) من كلمة (free) و تعني حرية، و (mason) تعني بنّاء، و حريتهم استعباد لكل الشعوب سواهم لأنهم على حد زعمهم (شعب الله المختار) و نجمة العلم الصهيوني مثلث لفوق، و مثلث لتحت ،و بناؤوهم كما سنرى هدم لجميع القيم الإنسانية و الدينية و الاجتماعية و لكل شيء حتى تصير البشرية بالكامل حيوانات لخدمتهم ،والماسونية باختصار،منظمة سرطانية شيطانية نجسة لا مجال للكلام عن مبلغ جرائمها وجناياتها على الإسلام،بل على البشرية بالكامل وعلى مر العصور،لكنني سأكتفي بذكر أهم محاورها ،فمبدأها عبادة صريحة لإبليس قبحه الله،وغايتها تمكين اليهود من حكم الشعوب والسيطرة على خيراتها واقتصادها وبرمجة وغسيل أدمغتها بحيث تفصل كل غير يهودي عن دينه وأخلاقه ومبادئه ،وفي نفس الوقت لا يسمحون له بالدخول في اليهودية إمعاناً منهم في القذارة والاستعلاء والتكبر على الشعوب عليهم لعائن الله إلى يوم القيامة،وأما عن وسائلهم فهم لا يدخرون وسيلة أياً كانت في سبيل تحقيق غاياتهم الخسيسة،وغايتهم الأسمى والعليا هي التمهيد لظهور الأعور الدجال، مذكور في كتبهم بأنه سيعيد لليهود ملكهم وقوتهم وسيطرتهم على الشعوب،ومذكور أيضاً في كتب السنة والأحاديث الصحاح أن الدجال قبحه الله ،سيتبعه 70ألفاً من يهود أصفهان ،وأن الله يقدره على خوارق وأفعال عجيبة ومنها إحياء الموتى وإنزال الأمطار وإخراج الكنوز من الأرض،وأن فتنته أعظم فتنة منذ خلق آدم عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم الساعة،ولن نطيل أكثر من ذلك،بل سنشرع الآن بعرض أفلام وثائقية اضطررت لحذف الكثير الكثير منها لوجود الكثير من المحظورات والمشاهد الإباحية،وأرجو من جميع الأخوة عدم التطرق إلى أجزاء أخرى في هذه السلسلة لأن ما عرضته يفي بغرض الموضوع بإذن الله تعالى وزيادة،شاهدوا أخوتي وأخواتي المقطع الأول، ومن ثم نعلق عليه بشيء من التفصيل:



وكما رأينا،فبعد أن دخل اليهود إلى فلسطين ،وبدأ التحريف والتبديل في الدين اليهودي،فمن أهم الآثار المترتبة على ابتعاد الناس عن مشكاة النبوة هو انتشار السحر،والعكس صحيح كما نعلم مع موسى عليه الصلاة والسلام،وأما عن ألوان هذا السحر الذي تستخدمه الماسونية وأنواعه وكيفية استخدامه وآثاره فسنتعرض لها في مشاهد أخرى،وأما عن هدفهم الأسمى فهو كما صرح الرئيس الأمريكي في المقطع فهو السيطرة على العالم بأسره بكل الوسائل المتاحة لديهم،والآن نبقى مع المقطع الثاني ومن ثم نعلق عليه بإذن الله تعالى،وأرجو من الجميع مشاهدة المقطع بدون قلق،لأننا بإذن الله تعالى لن نترك أمراً يشتبه على الأذهان دون التعليق عليه:



كما رأينا،يذكر هذا المقطع امتداد الماسونية التاريخي وجذراً مهما من جذورها ألا وهو السحر والكهانة ويتجلى أمام أذهاننا الارتباط الوثيق بينهما شيئاً فشيئاً،الرابط الأول،هو التماثيل والتصاوير سواءاً كانت منحوتة أو مرسومة،ورسول الله صلى الله عليه و سلم شدد وأغلظ في تحريمها في عدة أحاديث واستثنى العلماء التصوير الفوتوغرافي لأن للأخير أحكاماً وتفصيلات أخرى،والعلة في ذلك أنه مثل انطباع الصورة في مرآة أو على سطح الماء ولا تتدخل فيه يد الإنسان،فهذه التصاوير التي غزت الفراعنة والكنائس والمعابد كما رأينا وسيلة للسحر،ونحن نعلم بأن أول شرط للساحر هو الكفر بالله تعالى حتى يظهر له الشيطان ويفعل له الخوارق التي هي في حدود قدراته من طيران في الهواء ومشي على الماء و الجمر الملتهب حيث يلبسه الشيطان فلا يحترق ويضرب نفسه بالأسياخ فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان ولا يتأذى الساحر،وكلما زاد الساحر من أفعال الكفر زادت الشياطين من تبعيتها له وإظهاره بمظهر صاحب الخوارق،وإليكم مثالاً على ذلك في هذه الصورة و هي لأحد المتصوفة:



نستطيع أن نجزم بأن بني إسرائيل قد اجتمعوا في هذه المسألة مع كهنة الفراعنة ضد عدو مشترك ألا وهو نور النبوة على مر العصور،ونستنتج أمراً آخر وهو أنه كما أن أتباع إبليس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأساليبهم يوطئون للدجال بالفساد والسحر والقتل والكذب والدجل والإباحية العمل على إضعاف مشكاة النبوة في كل زمان ومكان بنشر البدع والشركيات ومحاربة حملتها بكل الوسائل المتاحة لديهم،كذلك فإن أولياء الرحمن جعلنا الله وإياكم منهم ينتظرون قدوم المهدي ومن بعده نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويوطئون لهما بنشر العدل والإحسان والمحبة والسلام والطهارة والعفة والنور والعقيدة الصحيحة الخالصة من كل شائبة تشوبها،لكن المهم يا أخوتي وأخواتي،أننا وبعد أن عرفنا بأن السحر والكهانة الفرعونية وغير الفرعونية جزء لا يتجزأ عن الماسونية،نذكر بأن طه حسين عميد الأدب العربي قال في كتابه "في الشعر الجاهلي:" إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"ونذكر بأن أحلام مستغانمي في روايتها "ذاكرة الجسد" وصفت نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ب"المفلس" بقولها:"وهل أنساك ذلك "النبي المفلس" الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط"ونبي الله موسى هو قاهر السحر والشعوذة والدجل،و لتدركوا حجم خطر هذه الماسونية ونفوذها واختراقها للعالم بأسره.
كما نلاحظ أمراً آخر وهو كما بين المقطع ،الترابط والتماثل بين تصاوير وأدوات الفراعنة الذين اشتهروا بالسحر،وبين شعارات ورموز دخلت على المملكة المتحدة،والجدير بالذكر هو أنه بريطانيا تعد معقل الماسونية ،فرغم أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا من ناحية عدد الماسونيين فهي الأصل لأمريكا كما هو معروف،ونلاحظ أيضاً أن الفراعنة قد اعتمدوا على الأبراج والأبنية العالية،وأسأل الله العظيم،رب العرش العظيم،أن يثبتني ويسددني حتى لا أقع في القول على الله ورسوله صلى الله عليه و سلم بغير علم وأن يغفر لي ولكم ويعفو عني وعنكم إن كنت سأقع في شيء من هذا القبيل ،لكن تطاول البنيان بهذا الشكل المريب يذكرني بأمرين رئيسيين،الأول هو قول فرعون لهامان:" وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين"ويذكرني أيضاً بآية أخرى:" ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين"وكذلك فعل الشياطين،ويفسر هذه الآية الحديث الوارد في صحيح البخاري وغيره وهو قول عائشة رضي الله عنها
: سأل أناس النبي صلى الله عليه و سلم عن الكهان فقال ( إنهم ليسوا بشيء ) . فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة"وتفصيل ذلك أن الشياطين يتسلقون أكتاف بعضهم البعض،حتى يصلوا إلى مقعد يسترقون منه السمع للملائكة الذين يتناقلون أقدار وأرزاق الناس ونحو هذا،فيسترقون ما هو حق وما هو باطل،والذي هو باطل أكثر من الحق لأن الله هو الذي يأذن بذلك ومن ثم يُتبعهم الشهب المحرقة ونسأل الله أن يحرقهم ومن تبعهم بنار جهنم إن لم يهدهم سواء السبيل،بل ويؤكد هذا المعنى حديث صافي بن صياد،الذي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن بعده من الصحابة رضوان الله عليهم يشكون في أمره أنه الأعور الدجال،فلقد ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لكشف حقيقة أمره ،وإليكم الحديث الوارد في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال النبي لابن صياد ( خبأت لك خبيئا ) . قال الدخ قال ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . قال عمر ائذن لي فأضرب عنقه قال ( دعه إن يكنه فلا تطيقه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله"وللتوضيح فإن رسول الله شرع في كشف حقيقة أمره ونقلنا لكم رواية مختصرة عن كيفيته تكفي مقامنا هذا بإذن الله تعالى ،ومعنى قول رسول الله لصافي:"خبأت لك خبيئاً"أي لقد وضعت في بالي كلمة فحاول أن تعرفها،وهذه الكلمة كما ورد في رواية أخرى هي "الدخان"فقال له صافي :"الدخ"فقال له رسول الله "اخسأ،فلن تعدو قدرك"أي أنك لو كنت على شيء من علم الغيب لعرفتها كاملة لكنك عرفت نصفها ولم تعرف النصف الآخر،وعندما استأذنه عمر بضرب عنقه نهاه رسول الله عن ذلك لأنه لا يتسلط عليه أحد إذا كان هو الدجال فعلاً إلا عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان،وإن لم يكن هو الدجال فعلاً فلا فائدة من قتله،وهذا إن دل على شيء فيدل أيضاً على رحمة رسول الله للعالمين وحرصه على حرمة الدماء إلا بحق،نعود إلى موضوعنا،نعرف من تطاول البنيان أمراً هاماً في الماسونية ألا وهو التكبر والاستعلاء الشنيع،ويتجلى تماماً في نجمة الصهيونية الثلاثية،فالمثلث الذي رأسه فوق يمثل أن اليهود يعدون أنفسهم شعب الله المختار وكل الخلق تحتهم وفي خدمتهم،والخطان الأزرقان يرمزان إلى الفرات والنيل،ونحن نعلم أن هاروت وماروت الذان علما الناس السحر إنما هما في بابل العراق،ومصر الفراعنة أيضاً مشهورة بالسحر والكهانة زمن الفراعنة،نعود إلى المقطع ،فبعد أن بين لنا الارتباط الوثيق بين ماسونية المملكة المتحدة وفراعنة مصر وكهنتهم،رأينا برج دبي،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن سلف اليهود الحاليين ليسوا أتباع موسى ويعقوب وإبراهيم وإسحق عليهم الصلاة والسلام،بل هم فرعون وقومه ومن كان على عبادة العجل مع السامري وتبعوا قارون طمعاً في المال وتلاقت مصالحهم بإطفاء نور النبوة بالسحر والأساليب الأخرى التي نبينها بإذن الله تعالى،ونحن لا نتنقص على الإطلاق من شعب الإمارات المسلم الشقيق ولا المصري العزيز ولا العراقي الغالي،ولكننا فقط نريد التوضيح لنكون على بينة وحذر من الفتن التي دخلت علينا دون أن نشعر بها،وظهر في المقطع أمر غاية في العجب ألا وهو كلمة وافي ،إذ أن المقطع أظهر أن معناها "موالي"وعندما سمعتها صعقت لأنها ذكرتني بالرافضة،إذ أن المصطلح الذي عرفناه عن الولاية لله ورسوله أو حتى صحابته وأل بيته رضوان الله عليهم هو مصطلح الولي والولاية،ولا نعلم أصلاً في كتب عقيدتنا وتفسيرنا لكلمة "موالي"بهذا اللفظ،لكننا سنتعرض في موضع آخر في هذا الموضوع للجذور والفروع الماسونية للرافضة،وسنرى فيما إذا كانوا موالين لأهل البيت النبوي أم لأهل بيت من ،ثم سنرى القاسم المشترك بين اليهود والرافضة والسحرة المتمثل بالكذب الذي يتجاوز كل الحدود .
يتبع إن شاء الله ....

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس