عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 04-27-2008, 06:09 PM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الرابع
نكمل معاً بإذن الله




3- إحاطة علمه بجميع مخلوقاته


يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها "
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها
ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "
وقوله : " وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه " وقوله : " لتعلموا أن الله على كل شيء قدير
وأن الله قد أحاط بكل شيء علما" وقوله : " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "


سبحانه العالم الوحيد بكل ما يحدث في الأرض من القطر والبذور الداخلة والنباتات الخارجة ومن مطر وملائكة وغير ذلك
الشاهد في الآية الأولى :


اثبات علم الله سبحانه المحيط بكل شيء وعلم الله من صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه بحال
ومفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ..
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً
وما تدري نفس بأي أرض تموت)


ووجه الشاهد من الآية الثانية:
أن فيها اثبات أنه لا يعلم الغيب إلا الله وأن علمه محيط بكل شيء وفيها إثبات القدر والكتابة في اللوح المحفوظ
وهنا يتبين أن أركان الإيمان بالقدر هي : العلم والمشيئة والكتابة والخلق


والشاهد من الآيتين الثالثة والرابعة:
اثبات علم الله المحيط لكل شيء وقدرته على كل شيء
(( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين))
أي لا رازق غيره سبحانه يرزق عباده ويقوم بمصالحهم
والمتين: أي البالغ في القوة والقدرة نهايتهما فلا يلحقه في أفعاله مشقة ولا تعب ولا كلفة
والمتانة معناها الشدة والقوة ..
ما الفرق بين القوة والقدرة؟
القوة هي وصف يستطيع به الفاعل أن يفعل الفعل دون تعب وضعف
أما القدرة فهي وصف يستطيع به الفاعل أن يفعل الفعل دون عجز


4- إثبات السمع والبصر لله سبحانه


وقوله : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
وقوله : " إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً "


في الآيتين اثبات السمع والبصر لله تعالى بما يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل
ومن غير تكييف ولا تمثيل وفي الآية الأولى نفي مماثلة المخلوقات ففيه الجمع بين النفي والإثبات


5- إثبات المشيئة والإرادة لله سبحانه


وقوله : " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ، وقوله : " ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " .
وقوله : " أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد " .
وقوله : " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء "


تنقسم الإرادة إلى نوعين:



الإرادة الكونية





الإرادة الشرعية




الإرادة الكونية بمعنى المشيئة
الإرادة الشرعية بمعنى الأمر
الإرادة الكونية لا بد أن تقع
الإرادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع
الإرادة الكونية مقصودة لغيرها
الإرادة الشرعية مقصودة لذاتها
الإرادة الكونية قد يحبها الله وقد لا يحبها
الإرادة الشرعية يحبها الله
الإرادة الكونية مثل خلق إبليس وحدوث الزلازل وشفاء المريض وإنزال المطر
الإرادة الشرعية مثل الصلاة والزكاة وحسن الخلق
الإرادة الكونية مثال في قوله تعالى( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله..)
الإرادة الشرعية مثال في قوله تعالى ( أحلت لكم بهيمة الأنعام)



وهنا قد يرد سؤالين:


الأول: هل يحتج بإرادة الله في المعصية؟


كقول من قال: إن الله لا يريد هدايتي ولو شاء الله لما أذنبت!
يقال .. إذا وقع الذنب وانتهى فنقول هذه إرادة الله وينبغي التوبة منه
أما إذا لم يقع فلا يجوز الاحتجاج بالقدر


الثاني: كيف يقدر الله كوناً شيئاً لا يحبه شرعاً ؟


فمثلاً .. شخص مؤمن مستقيم كيف يقدر الله له البلاء!!
يقال.. يقدره الله لمصلحة أخرى ((كما قلنا أنه مقصود لغيره))
فقد يقدره الله لتكفير سيئاته أو لرفع منزلته أو لامتحان صدق إيمانه ...إلى غير ذلك


تنبيه


قد تجتمع الإرادتان الكونية والشرعية في حق المخلص المطيع وتنفرد في حق العاصي
فأبو بكر الصديق مثلاً .. أطاع الله وجاهد وصلى وصام فحقق الإرادة الشرعية
وهو أيضاً واقع تحت الإرادة الكونية لأن الله أصلاً قد قدر له ذلك
وأبو جهل مثلاً آخراً .. كفر وطغى فخرج عن الإرادة الشرعية لكنه لم يخرج
من الإرادة الكونية لأن ذلك هو قضاء الله فيه لحكم ٍ نجهلها ويعلمها الله بحكمته وعلمه


تنبيه آخر ..


من لم يثبت الإرادتين ويفرق بينهما ضل كالجبرية والقدرية
فالجبرية أثبتوا لله الإرادة الكونية فقط ... فيزعمون أن الإنسان مجبور على جميع أفعاله
والقدرية أثبتوا لله الإرادة الشرعية فقط ... فيحتجون بالقدر على كل شيء


نسأل الله الهداية للجميع
يتبع ان شاء الله مع الدرس الخامس

رد مع اقتباس