عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-01-2010, 05:31 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




تكملة الدرس الثاني
(الجزء الثاني)

قال المصنف :
م/ ( بسـم الله الرحمن الرحيــم )


عذرا سأقوم بالاستفاضة في هذه العبارة التي بدأت بها الدرس الثاني من هذه الدورة التي اسأل الله ان يبارك فيها
لزيادة البيان وتعميق الشعور بهذه العبارة الغالية والتي نقرأها في بداية سور القرآن العظيم فيما عدا سورة التوبة
ونقولها في احوال كثيرة في حياتنا مثل عند الوضوء والذبح والطعام والشراب فهيا معا ننهل من نبعها الصافي

(بسم الله الرحمن الرحيم)

أولاً : معناها : أي أبدأ فى جميع حركاتي وسكناتي وأقوالي وأعمالي وفي شأني كله .
أبدأ هذا التصنيف باسم الله مُتبركاً مستعيناً به طالباً العون على فعل طاعته وترك معصيته ، كما قال تعالى معلماً لنا فى فاتحة الكتاب { إيّـاك نعبدُ وإيّـاك نستعين } ، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :" إذا سألت فأسأل الله ، وإذا إستعنت فأستعن بالله " . وهو خطاب شامل لجميع الأمة وفى ضمن ذلك الأمر الواقع فى جواب الشرط نهى عن الإستعانة بغير الله عز وجل لأنه لا خالق للعباد وأفعالهم غيره تعالى ، فإذا كان المخلوق لا يقدر على فِعْـل نفسه إلا بما أقدره الله تعالى عليه فكيف يجوز أن يطلب الإعانة منه على فِعْل غيره !!
بـ اســـم :
وهى عبارة عن ( حرف الباء ) و( اسـم ) أسقطوا الألف طلباً للخفة فصارت ( بسم ) وأما الباء فهي أداة تخفض ما بعدها ، وهي متعلقة بمحذوف قدّره الكوفيون فعلاً مُقدماً والتقدير ( أبدأ بسم الله ) ، وقدّره البصريون إسماً مُقدماً والتقدير ( ابتدائي كائناً أو مستقراً باسم الله ) .قال ابن كثير : القولان متقاربان وكلاً قد ورد فى القرآن وكلاهما صحيح .
والمتعلق هنا إما أن يكون مذكور أو محذوف ( غير مذكور ) وإما أن يكون اسم أو فعل وإما أن يكون متقدم أو متأخر ولا يخرج عن هذه الست حالات
مذكور إسـم مُقـدم
(1) (2) (3)
محذوف فعـل متأخـر
(4) (5) (6)
• مذكور : أى ذُكر فى الكلام ، مثل : أكتب باسم الله ( المتعلق ذُكر وهو أكتب )
• غير مذكور : أى حُذف من الكلام ، مثل : بسم الله ( المتعلق محذوف )
• مُـقدّم : أى جاء قبل التسـمية ، مثل : أكتب باسم الله
• متأخر : أى جاء بعد التسمية ، مثل : بسم الله أكتب
• فعل : أي : يكون المتعلق فعل ، مثل : أكتب بسم الله ( المتعلق فِعْل وهو : أكتب )
• اسم : أي : يكون المتعلق اسم ، مثل : كتابي بسم الله ( المتعلق اسم وهو : كتابي )
• متعلق : أى الغرض الذي جعل الجاعل اسم الله مبتدأ له ، أو الأمر الذي استعان بسم الله له .
وقد اختار كثير من المتأخرين كونه ( فعلاً خاصاً متأخراً ) وذلك لأن الأصل في الأعمال الأفعال ، مثل : أكتب – أبدأ – أقرأ – أشرب ...إلخ
• وكونه خاصــاً : لأنه محذوف أضمره في نفسه فهو قدّم بسم الله ولم يذكر متعلقاً ، ولو ذكره لعرفناه ، فلمّا أضمره صار خاصاً ينتوي به شئ في نفسه ، ولأن لكتابه فيه نيّـة خاصة أضمرها ، ولأن الخاص أدل على المقصود من العام .
• وأما كونه متأخــراً : لأن التأخير أفضل ولأنه جاء بعد البسملة ، فالبسملة متقدمة ولا شئ يسبقها هنا .

سؤال : هل الإضمار أفضل أم الذكر ؟ ولماذا ؟
قال : الإجابة : الإضمار أفضل لأن الإضمار يعطى معنى أوسع من المذكور ، ولأن الإثبات والذكر يقتضى الحصـر ، فكان الحذف أفضل ، فهو أراد معانٍ كثيرة لا يستطيع أن يذكرها كلها فحذف المتعلق وأنتوى نية خاصة .. كما أن ذكر المتعلق فيه ركاكة فى الأسلوب وتطويل بلا داع .
قال ابن القيم رداً على هذا السؤال : لحذف العامل فوائد ، منها :
1) أنه موطن لا ينبغى أن يتقدم فيه غير ذكر الله
2) أن الفعل إذا حُذف صح الإبتداء بالبسملة فى كل عمل وقول وحركة ، فكان الحذف أعم من الذكر . فأي فعل ذكرته كان المحذوف أعم منه .
كما أن هناك قاعدة أن الحذف يقتضى تعدد الوجوه ، والإثبات يقتضى حصر الوجوه ، بمعنى : إذا قلت بسم الله دون ذكر المتعلق وإضماره فى نفسك : هذا الإضمار يجعل المتعلق واسع ، فكأنك لا تتنفس إلا بسم الله ولا تتحرك إلا بسم الله ولا تكتب إلا بسم الله .. إلخ فأصبح الحذف أعم ولم يصر فعل أولى بها من فعل ، فالحذف سبيل الى إتساع المعانى المتعلقة بمعنى أنه يُطلق العنان للتعلق .

إشـكال واعـتراض :
قلتم أن حذف العامل أوْلى : فلماذا جاء فى بعض مواطن القرآن مذكوراً سواء متقدم أو متأخر كما فى قوله تعالى { اقرأ بسم ربك ..} العلق 1 ؟ العامل هنا ( إقرأ ) وهو مذكور ومتقدم ومثبت ، كما أنه فى قوله تعالى { بسم الله مجراها ومرساها } هود 41 : العامل هنا مذكور مثبت ومتأخر .
الإجابة : لأنه فى قوله تعالى { اقرأ بسم ربك الذى خلق } فيه إثبات مطلق الإيجاد لله عز وجل من عدم ، وفى نفس الوقت القضية متعلقة بشئ محدد وهو القراءة .. اقرأ ..ِ ما أنا بقارئ .. اقرأ بسم ربك ، أى : إفعل هذا الأمر الذى تعجز عنه بسم ربك فكان لابد من تسمية هذا الشئ الذى يعجز عنه ، فكان الذكر هنا أوْلى من الحذف ، ولأن المقام يقتضى ذلك كما بـيّنـا ، فهنا وبعد أن أبرز الأمر بالقراءة فقال اقرأ : أبرز صفة من صفات الله وهى ( الخَـلْـق ) فكانت القراءة فى هذا الموطن خَلْـق جديد للأمي الذي لا يقرأ فكان لابد من تسمية هذا الخلق الجديد فذكره ..
وكذلك فى سير السفينة التى لا تعرف مستقراً ولا مكاناً ولا تعرف الى أين تتجه ، فهي في وسط البحر لا ترى يابساً تتجه إليه فجعل الله سبحانه وتعالى مستقرها ومرساها بسم الله ، فالمتعلق هنا هو وقوع المعجزة من حيث مسارها ووصولها وحولهما دار سؤال المؤمن فكان الجواب بالأمن والطمأنينة لهم بأن الله هو الذى يرعى السفينة فكان أيضاً ذكر العامل أنفع وأقوى وأوْلى فى هذا المقام . ففي الموطن الأول كان هناك علاقة بين القراءة والخلق فكان لابد من ذكر العامل ، وفى الثانية جواب لتساؤلات حائرة لذا لزم الذكر ..

سؤال : هل التقديم أفضل أم التأخـير ؟
الإجابة : التأخير أفضل ، لعدة أمور منها :
1) لدلالته على الإختصاص بمعنى يختص ما ابتدأ به ( بسم الله ) من أجله ، مثال : بسم الله أكتب : فهو خاص لما جعل بسم الله مبدأ له .
2) أدخل فى التعظيم : لأن البدء بسم الله أعظم ( لأنه جعل ذكر الله لا يسبقه شئ )
3) أوفق للوجود : لأن وجودها أفضل من عدمه لما فيها من البركة ولأن اسم الله إذا ذُكر أُريد به كل الخير والنماء والبركة .
4) ولأن أهم ما يُبدأ به هو ذكر الله سبحانه وتعالى ، وهذا أيضاً من حُسن الأدب ، لهذا كان جَعْل المتعلق متأخراً أفضل من تقدمه .

ثانياً : وضعهـا :
الإبتداء بالبسملة حقيقى حيث لا شئ يسبقها ، ولأنها مقدمة على الحمد ، فلذا كان البدء بالبسملة حقيقى ، وأما البدء بالحمدلة فهو نسبى إضافى أى بالنسبة الى ما بعد الحمد يكون مبدوءاً به فالتالى للحمدلة : كتاب التوحيد ، فهى بالنسبة لما بعدها مبدوءاً بها ولكنه ليس بدء حقيقى لأن البسملة سبقتها .

ثالثاً : حُـكمهــا :
إن البدء بالبسملة يأخذ حُكماً بحسب ما جُعلت له إبتداءً ، والبدء بالبسملة مندوب على العموم إلا إذا دلّ الدليل على وجوبها ، أى إلا إذا جاء صارف يصرفها من الندب الى غير ذلك . فمثلاً فى الوضوء : الصحيح أن البسملة واجبة عند إبتدائه ، وكذلك على الصحيح التسمية شرط فى الذبيحة وفى الصيد ، ولا تسقط بالنسيان والجهل وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بمعنى إذا لم يُسـمِ الذابح أو الذى يرسل سهمه : كانت الذبيحة أو الصيد مُحرم لا يحل أكله ، وفى مسألتنا هذه والله أعلم أن البدء بالبسملة ( مسـتحب ) .

رابعاً : الحكمة من البدء بالبسملة :
ذكر الشارح أنه إبتدأ بالبسملة إقتداءً بالكتاب العزيز وعملاً بحديث ( كل أمرٍ ذى بال لا نبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) أخرجه ابن حبان من طريقين ، قال ابن الصلاح والحديث حسن ، ولأبى داود وابن ماجه (كل أمرٍ ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أو بالحمد فهو أقطع ) ، ولأحمد ( كل أمرٍ ذى بال لا يُفتتح بذكر الله فهو أبتر أو أقطع ) ، وللدارقطنى عن أبى هريرة مرفوعاً ( كل أمرٍ ذى بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع ) ، وهُنا يُعقِّـب على الشارح بأن الشيخ لم يقصد الى ذلك لضعف هذه الروايات وأن ضعفها إما بسبب الإضطراب فى ألفاظها أو بسبب الإرسال فى بعض أسـانيدها أو بسبب مقالات قيلت فى بعض رواتها كما بيّـن ذلك الحفّاظ من السلف والخلف .
إذاً نحن بصدد قضيتين :


(1) القضية الأولى : ثبوت هذه النصوص ، وقد عرفت ما فيها وأنها ضعيفة .
(2) القضية الثانية : ثبوت البدء بالبسملة : بمعنى هل كون هذه الأحاديث ضعيفة يجعل البدء بالبسملة غير صحيح ؟
الإجابة : الحقيقة أن ضعف النصوص لا يعنى ثبوت المسألة من عدمه لأنه قد يأت دليل على المسألة فى مواطن أخرى يدل على مشروعية البدء بالبسملة ، ومن ذلك :
(1) الإقتداء بالكتاب العزيز
(2) الإستقراء وتتبع الأحكام : وردت نصوص عيديدة فى مختلف النواحى الشرعية والتعبدية فيها البدء بالبسملة مثل الطعام والشراب للحديث " ياغلام سمِّ الله وكُل بيمينك " ، وكذلك عند إتيان الرجل أهله ، وعند الوضوء ، وغيرها من الأمور الشرعية الثابت فيها البدء بالبسملة .
(3) فِعْله صلى الله عليه وسلم ( التأسى بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ) ثبت عنه ذلك فى حديث هرقل ( فى البخارى ) وفى قصة سُهيل بن عمرو ( فى صلح الحديبية ) وغير ذلك .
(4) فِعْل الأنبياء عليهم السلام : أرسل سُليمان عليه السلام رسالته الى بلقيس قائلاً ( إنه من سُليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ونوح عليه السلام لمّا قال ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ) .
(5) مراعاة قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تُقدموا بين يدى الله ورسوله } الحجرات ، فلا يُقدم على كلام الله ورسوله شئ من كلام البشر .
(6) كان الصحابة رضى الله عنهم يفتتحون كتابة الإمام الكبير بالتسمية ويتبعوها بالحمد وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم فى جميع الأمصار .

وبهذا كله يتضح مشروعية البدء بالبسملة .

سؤال : لماذا قدمنا الإستقراء على فِعْـل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابة : لأن الإستقراء يتضمن قوله وفِعله صلى الله عليه وسلم ،ودلالة القول أقوى من دلالة الفعل .

سؤال : هل يمكننا القول بسم الرحمن أو بسم فاطر السماوات والأرض أو بحول الله بدلاً من بسم الله ؟ أى : هل يقوم هذا مقام بسم الله ؟
الإجابة : قال بعض أهل العلم يقوم مقام بسم الله إذا أضاف الإسم الى ما لا يصح إلا لله فهو كما لو إضافه الى لفظ الجلالة ، ولا فرق لأنه يصدق أنه ذكر إسم الله ، ولو قال بسم الرؤوف الرحيم لا يُجزئ هذا لأن هذا الوصف يصدق لغير الله ، قال تعالى فى وصف النبى صلى الله عليه وسلم { بالمؤمنين رؤوف رحيم } التوبة 182 ، ولو قال بإسمك اللهم يجزئ .
وقال البعض ( مثل الحنابلة والشافعية ) يتعين بسم الله لا يقوم غيرها مقامها .
والأخير هو الصحيح لأن بسم الله توقيفية ، ولأننا أُمرنا بإتباع الشرع وما ورد به من مسميات مع التقيد بها ، ولأن لفظ الجلالة ( الله ) هو لفظ جامع لكل الأسماء والصفات ، وكل الأسماء والصفات تابعة له والدليل على ذلك أنها تأتى دائماً بعد لفظ الجلالة ( الله ) ، ولأن لفظ الجلالة هو الإسم الذى لا يشركه فيه أحد .

ونقول بسم وليس بحول أو بصفة الله لأن كل إسم صفة وليست كل صفة إسم فتكون هذه الكلمة ( بسم ) هى الجامعة أيضاً لكل الأسماء والصفات والله تعالى أعلم .

بســم : عرفنا أنها عبارة عن حرف الباء وكلمة إسم .
• الباء : قيل أنها للمصاحبة وقيل للإستعانة ، وتصح أن تكون بالمعنيين فتكون : أستصحب إسم الله حال كونى مستعيناً بالله فى كتابتى .
مثال : عندما أقول آكل بيدى : هنا الباء للمصاحبة .
وآكل بحول الله : هنا الباء للإستعانة أى أستمداد العون .
• إسـم : ألحقت الباء بها وأُسقطت الهمزة للتخفيف فصارت بسم ، والإسم مشتق قيل من السمو وهو العُلو فمن سمى نُـوِّه بإسمه وصار له مكانة ، فهذا معنى السمو وليس أنك علوت ، ولكن العلو الحادث أنه صار له شأن أى ذكر وإثبات ، وعندما يكون الإنسان بلا إسم صار بلا ذكر ولا إثابت وكان ذلك تحقيراً له وإنزال من شأنه . قال الليث : سما الشئ يسموا سمواً ، وإرتفاعه ، ويُقال للحسيب قد سما ، وإذا رفعت بصرك الى شئ قلنا سما إليه بصرى .
وقيل أنه من الوسـم أى العلامة ، ومنه الوشـم ، والوسم والوشم لغتان صحيحتان ، والوشم هو دق علامة فى الجسد أو الوجه بغرز إبرة ثم حشـو ذلك بالكحل ، وقد قال الرسـول صلى الله عليه وسلم " لعن الله الواشمة والمستوشمة " والواشمة : هى التى تضع علامات يشتبه على الرائى أنها من خلقة الموشوم لها ، والمستوشمة : هى الطالبة أن يُفعل فى جسدها تلك العلامات ، ومنه وضع العلامات على الإبل والبهائم ونحوها لتعليمها وتمييزها فيُقال : وسمت الجمل ليُعرف بهذه السمة التى وضعت عليه . وقال تعالى { تعرفهم بسيماهم } أى العلامة ، وهو من الوسم . وكون الإسم من الوسم ذلك لأن الإسم يُعلّم صاحبه فإذا تواجد مجموعة من الأفراد فإنك تميز كل واحد من الآخر بإسمه .
قال الليث : الوسم والوسمةُ شجرة ورقها خِضـاب ، وقال أيضاً : الوسم أيضاً أثر كيّـة تقول بعير موسومة أى قد وسم بسمة يُعرف بها إما كيّـة أو قطع فى أذنه تكون علامة له .
والمبسم : المكواة أو الشئ الذى يُوسم به الدواب ، قال تعالى { سنسمه على الخرطوم } فإن فلاناً الموسوم بالخير أو بالشر أى : علامة الخير أو الشر ، وأن فلانة لذات مبسم ومبسمها : أثر الجمال والـعنق .
وقال أبو عبيد : الوسامة والمبسم : الحُسـن ، وقال ابن الأعرابى : والوسيم الثابت الحسن كأنه وُسِـمَ ، قال الليث : موسم الحج سمى موسماً لأنه مَعْـلمٌ يُجتمع إليه .
يقول الحافظ الحكمى فى معارج القبول : الإسم هو المسمى وعينه وذاته فإنك تقول : يا الله يارحمن يارحيم ، فتدعوه بإسمائه التى سمى بها نفسه كما قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها } ، وقال تعالى { قل إدعوا الله أو إدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحُسـنى } .
وقد يكون الإسم على غير المسمى فى حق المخلوقين لقوله تعالى { ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها } أى ليس دالة على مسماها أو ليس لها مسمى ، وكذلك قوله تعالى { وجعلوا لله شركاء قل سموهم } فالمراد هنا ليس ذِكر أساميها نحو اللات والعُزى ونحوها من الأصنام وإنما المعنى : إظهار تحقق ما تدعونه إلهاً وبيان حقيقتها وهل يتحقق معنى هذه الأسماء فيها أم لا ؟ فإن الإسم إذا دلّ على المسمى ( كإله ) فإنه يكون حقاً مستحق لأن يُعبد ، ولذلك لاتجد هنا مستحق إلا فى حق الله سبحانه وتعالى وحده فكان الإسم دال على الذات ، قال تعالى { هل تعلم له سـمياً } أى نظيراً له يستحق إسمه ، وموصوفاً يستحق صفته على التحقيق ، وليس المراد هل تجد من يتسمى بإسمه ، فالمراد أن إسم الله وحده هو المستحق للعبادة على الحقيقة ، ويدل على ذاته العُليا ، ومادونه فهى مجرد أسماء فقط لا تدل على مسماها ولا تستحق العبادة .

سؤال : هل أسماء الله وصفاته هى هو أم غيره ؟
الإجابة : نعم أسماء الله وصفاته هى هو ، وإلا لو كانت أسماء الله غيره لكانت دعوة للإشراك ولكان الداعى بها مشركاً ولكانت مخلوقة إذ كل ما سوى الله مخلوق ، فإن الأسماء كلها دالة على الله سبحانه ولا يُتصور أن كل إسمٍ من الأسماء الحسنى دالة على ذاتٍ أخرى غير الله سبحانه وتعالى عُلواً كبيراً إذ أنه من المعلوم أن تعدد الصفات لا يقتضى تعدد الموصوف : والدليل على ذلك قوله تعالى { قل إدعوا الله أو إدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } وقال تعالى { ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها } وقال تعالى { الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى } وقال تعالى { هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ..} وغير ذلك

واجب الدرس الثاني
قال تعالى { إقرأ بسم ربك الذى خلق } أذكرى المتعلق هنا . وهل جاء كما إختاره العلماء ؟


التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 10-01-2010 الساعة 05:55 AM