عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-28-2010, 07:48 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس الثاني (الجزء الاول)


بســـم الله الرحمن الرحيـــم


قال المصنف :
م/ ( بسـم الله الرحمن الرحيــم )
ابتـدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسـملة اقتـداءً بالكتاب العزيـز ، وتأسـياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكاتباته ومراسلاته ، كما في كتابه إلى هرقل وفيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ... ) . رواه البخاري ومسلم
( الله ) لفظ الجلالة على الباري جل وعلا ، وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء ولا يسمى به غيره .
ومعناه : المألوه ، أي المعبود محبة وتعظيماً .
( الرحمن ) اسم من الأسماء المختصة بالله ، لا يطلق على غيره .
ومعناه : المتصف بالرحمة الواسعة .
( الرحيم ) اسم يطلق على الله عز وجل وعلى غيره .
ومعناه : ذو الرحمة الواصلة .
فإذا جمعا صار المراد بـ ( الرحيم ) الموصل رحمته من يشاء من عباده .
والمراد بـ ( الرحمن ) الواســع الرحمة .

م/ ( كتــاب التوحيــد )
التوحيــد : هو إفراد الله بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .
وأنــواعه ثلاثــة :

(1) ـ توحيـد الربوبيـة

وهـو توحيـد الله بأفعاله ، والإفراد الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والمتصرف فيه .
قال تعالى : ﴿ قل من رب السموات والأرض قل الله ﴾
وقال تعالى : ﴿ ألا له الخلق والأمر ﴾
وهــذا التوحيد لا يكفي العبد في حصول الإسلام ، بل لا بد أن يأتي مع ما يلازمه من توحيد الألوهية ، لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مُقِرُّون بهذا التوحيد لله وحده ، قال تعالى :
﴿ قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ﴾
وقال تعالى : ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ﴾
وقال تعالى : ﴿ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله ﴾
فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا مسلمين ، بل قال الله تعالى :
﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾
قال مجاهد في الآية : ( إيمانهم بالله قولهم : إن الله خلقنا ويرزقنا ويميتنا ، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره ) .
وهذا التوحيد لم يدخل الكفار في الإسلام ، فوجب على كل من عقل عن الله أن ينظر ويبحث عن السبب الذي أوجب سفك دمائهم وسبي نسائهم وإباحة أموالهم ، مع هذا الإقرار والمعرفة ، وما ذاك إلا إشراكهم في توحيد العبادة ( الألوهية ) الذي هو معنى " لا إله إلا الله " .


(2) ـ توحيـد الألوهيـة

هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة ، ودليله قوله تعالى : ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ .
وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره ، وباطنه وظاهره ، وهو أول دعوة الرسل وآخرها ، وهو معنى قول : ( لا إله إلا الله ) فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والتعظيم ، وجميع أنواع العبادة ، ولأجل هذا التوحيد خُلِقت الخليقة ، وأرسلت الرسل ، وأنزلت الكتب ، وبه افترق الناس إلى مؤمنين وكفار ، وسعداءٌ أهل الجنة , وأشقياءٌ أهل النار .
قال تعالى : ﴿ ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾ فهذه دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك .
وقال هـود لقومه : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾
وقال صالح لقومه : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾
وقال شعيب لقومه : ﴿ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ﴾
وقد أفصح القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح ، وأبدأ فيه وأعاد ، وضرب لذلك الأمثال ، بحيث أن كل سورة في القرآن فيها الدلالة على هذا التوحيد .
وهـذا النـوع هـو الذي ضلّ فيه المشركون الذين قاتلهم النبي e واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم .
فمن أخل بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات ، وهذا التوحيـد بني على إخلاص التأله لله تعالى ، من المحبـة ، والخـوف ، والرجـاء ، والتـوكل ، والرغبة ، والرهبة والدعاء لله وحده ، وجميع العبادات له ، لا يجعل منها شيء لغيره ، لا ملك مقرب , ولا نبي مرسل ، فضلاً عن غيرهما .


(3) ـ توحيـد الأسماء والصفـات

هو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ، ووصفه به رسوله e من الأسماء الحسنى والصفات العُلى ، وإقرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
قال تعالى : ﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾
# لم يأت المؤلـف رحمه الله بخطبة ومقدمة ، تنبيء عن مقصـوده كما صنع غيره ، فقيل والله أعلم :
اكتفى بدلالة الترجمة الأولى على مقصوده ، فإنه صدره بقوله : ( كتاب التوحيد ) ، وبالآيات التي ذكرها وما يتبعها ، مما يدل على مقصوده ، فكأنه قال : قصدت جمع أنواع توحيد الألوهية التي وقع أكثر الناس في الإشراك فيها وهم لا يشعرون ، وبيان شيء مما يضاد ذلك من أنواع الشرك ، فاكتفى بالتلويح عن التصريح
يوجد بقية للدرس ان شاء الله أكملها غدا فلتتابعوا




التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 10-01-2010 الساعة 05:53 AM